|
لم يحدثنا سعادة السفير عبدالغفار عن الأهم والإستراتيجي!! بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم
|
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس بقلم: أبوبكر يوسف إبراهيم لم يحدثنا سعادة السفير عبدالغفار عن الأهم والإستراتيجي!! توطئة : نقلاً عن ديارنا الشاملة ورد بها منقول عن جريده الدستور الآتي: [ في إطار الجهود التي تقوم بها البعثات الدبلوماسية بالخارج، لشرح التطورات على الساحة الداخلية المصرية، قدم السفير عبد الغفار الديب سفير مصر بالسودان، عرضاً مفصلاً للهيئة البرلمانية السودانية لبرلمان عموم أفريقيا بالمجلس الوطنى السودانى (البرلمان) للتطورات الايجابية التى تجرى فى مصر حالياً والجهود التى تقوم بها الحكومة المصرية التى تعكف على تنفيذ خارطة الطريق بكافة مشتقاتها. وأبرز الديب سير مصر بثبات على طريق استعادة الأمن والاستقرار، كما حث الهيئة البرلمانية السودانية لبرلمان عموم أفريقيا على القيام بدورها المنشود لدعم الاتصالات المصرية الافريقية الجارية لحث مفوضية الاتحاد الافريقى ومجلس السلم والأمن الافريقى لإعادة النظر فى قراره السلبى الذى سبق اتخاذه فى عجالة تجاه مصر. وركز السفير المصري على الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات المصرية السودانية، وثوابت هذه العلاقات وعمقها الذي لا يتغير بتغير الأنظمة الحاكمة، وقدم صورة عن أهم المشروعات المصرية بالسودان ومجالات التعاون الزراعى والصناعي والتعليمي والثقافي والصحي والمسـاعدات الإنسانية التي تقدمها مصر للأقاليـم الأكـثر احتياجـًا في السودان مثل دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وإقليم الشرق.] إنتهي نص الخبر ولي تعليق فيما يلي: المتــــــن: بعد أن شرح سعادة السفير المصري التطورات الايجابية التي تجري في مصر بإتجاه تنفيذ خارطة الطريق والعمل على حث مفوضية الاتحاد الأفريقي ومجلس سلمه لإعادة النظر في القرار السلبي الذي إتخذ في عجالة تجاه مصر ، وبعد تأكيده على الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات المصرية السودانية وثوابت هذه العلاقات وعمقها وحديثه عن أهم المشروعات المصرية بالسودان ومجالات التعاون الزراعي والصناعي والتعليمي والثقافي والصحي والمساعدات الانسانية التي تقدمها للقاليم الأكثر إحتياجاً في السودان مثل دارفور والنيل الأزرق وكردفان وإقليم الشرق، وهذا تفضل تشكر عليه مصر الشقيقة ، و لكن ما لم يتطرق إليه سعادة السفير في شرحه هو الأسباب التي قادت مصر للتصديق للحركات المناوئة للخرطوم بفتح مكاتب لها بالقاهرة ( الجبهة الثورية والحركة الشعبية شمال) ، وأرجو أن لا يكون الرد ذات الرد الذي قيل عندما كان تجمع المعارضة والحركة الشعبية تصول وتجول في مصر ونشطت هناك حتى إنفصل الجنوب، حيث كان التبرير يومها هو فتح قناة حوار مع هذه الحركات لتقودها للجلوس مع حكومة السودان لتسوية الأمر ، وبرغم فتح هذه القنوات إنتهىالأمر لإنفصال جنوب السودان عن شماله ومصر تعلم أن المفاوضات كانت تدور في نيفاشا وتعلم ما كان يتعرض له المفاوض السوداني من ضغوط كان الأحرى أن تحؤول مصر دونها.!! الحاشية: نعلم جيداً أن مصر دولة محورية إقليمياً ودولياً ولها ثقلها المرجح في التوازنات السياسية، إن كانت قد أرادت أن تلعب دوراً للحؤول دون الانفصال الذي أقره مؤتمر القضايا المصيرية لتجمع تلك المعارضة الذي كان ينشط ويتحرك من القاهرة، ومن باب الضغوط وافقت أيضاً الحكومة على ذات المطلب لإيقاف نزيف الدم الذي أودى بأرواح سودانية عزيزة ودماء زكية من الجانبين ، كما نعلم وتعلم مصر أن الانفصال مهدد لعمقها الاستراتيجي جنوباً ، ولكن يبدو أن المكايدات والمزايدات السياسية حالت دون ذلك . كما أن المكايدات السياسية في العلاقات بين البلدين سواء هناك أو هنا لن يحصد منها إلا التوترات وما حدث من رفض مصر لخمسة ملايين فدان – كما ورد في الصحافة – كانت أهدتها السودان لمصر إلا مثالاً للمزاجية التي تحكم هذه العلاقات الأزلية الاستراتيجية. إن الحكومة السودانية أوضحت على لسان وزير الخارجية أن ما يحدث في مصر هو أمر داخلي وهو خيار لا يتدخل فيه السودان ، إذن ما معنى أن ترفض مصر الهدية بعد 30 يونيو؟!! الهامش: كان الأجدر بسعادة السفير عبدالغفار الديب أن يشرح ضمن شرحه الأسباب التي دعت مصر بعد 30 يونيو بالترخيص للحركات بفتح مكاتب لها في القاهرة ، وكان الأجدر أن يشرح ضمن ما شرح رد الهدية التي ربما كانت هي احد الوسائل للولوج بالعلاقات الأزلية إلى تعاون زراعي إقتصادي أرحب وتكامل إقتصادي منشود ، وربما كان من الأنسب لو شرح لنا سعادة السفير بشفافية وجهة نظر وموقف مصر من بعض القضايا الاستراتيجية التي تهم البلدين والشعبين مثل التنازع حول مثلث حلايب الذي دار لغط حوله بعد 30 يونيو وإعبر أنه أحد الأسباب لعزل الرئيس مرسي، وكان الأجدر أن يشرح لنا الموقف من الاتفاقية الاطارية لدول حوض النيل وموقف البلدان منها ، وكنت أرجو أن يستفيض في الشرح لجهة عدم تنفيذ إتفاقية الحريات الأربعة التي نفذها السودان من جانب واحد ، وأيضاً لو شرح أسباب تأخير فتح المعابر البرية بين البلدين؟!! قصاصة: قلت وأكرر أن العلاقة بين مصر والسودان، علاقات أزلية وإستراتيجية لم يفد منها السودان مثلما إستفادت منها مصر والدليلعلى ذلك اتفاقية مياه النيل 1959 ونقل الكلية الجوية وسلاح الطيران إلى السودان بعد النكسة والتنسيق السياسي والديبلوماسي في كل موقف احتاجت له مصر لمساندة السودان مثل مؤتمر اللآءات الثلاثة بعد النكسة وموقف السودان من عدم مقاطعة مصر وعزلها بعد اتفاقية كامب ديفيد. إن علاقات البلدين يجب وينبغي أن تبنى على الشفافية ولغة المصالح وأن لا تترك لأهواء الساسة والسياسة للمتاجرة بها سواء هنا أو هناك . إن ما نحتاجه نحن النخب في البلدين هو حوار بناء شفاف وصريح لا دونية ولا فوقية فيه، وأن لا تلجأ بعض الأقلام ذات الهوى لإستثمار التوتر الخفي في العلاقات لمصلحة أجندتها الفكرية والذي دائماً لا يظهر للسطح ولكن يتم التعبير عنه بفتور في العلاقات والتعامل ، إن ما يغلب على هذه العلاقات سمة العواطف بين الشعبين ، وهذه العاطفة الجياشة يجب أن تستثمر وتوظف من أجل الابتعاد بها عن المتاجرة السياسية والاعلامية والصحفية ، ومن أراد أن يقول شيئاً فليقل حسنا أو ليصمت!!
|
|
|
|
|
|