بسم الله الرحمن الرحيم يقول الله تعالى:(رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ)الاعراف الأية89 كثيرٌ من أبناء وطنى العقلاء،والذين لا علاقة لهم بالحركة الإسلامية أو صلة تنظيمية بحزبها الحاكم،تفاءلوا خيراً (وفى الأثر:تفاءلوا بالخير تجدوه)عندما تم تعيين الفريق صلاح قوش،كمستشار للأمن القومى فى عام 2009م،وتم إنشاء مستشارية الأمن القومى من أجله بعد أن تم إبعاده من جهاز الأمن والمخابرات الوطنى فى عام 2008م،وكان سبب هذا التفاؤل هو ماقام بطرحه من أفكار ورؤى جيدة بخصوص إستعداد المؤتمر الوطنى للحوار مع كل القوى السياسية المعارضة بشقيها السلمى والمسلح،وذلك من أجل الوصول لقواسم مشتركة ومن ثم إدارة الحكم فى السودان بطريقةٍ مؤسسية،يُعلى فيها القانون والقيم الإسلامية السمحاء من عدلٍ وحريةٍ ومساواة،وقطعاً هذه هى أهداف المعارضة،ورحب كثيرٌ من السياسيين المعارضين بهذا الإنفتاح،والذى إعتبروه أولى الخطوات الصحيحة لإعادة دولة المؤسسات وسيادة حكم القانون،بل صرح نائبه فى ذاك الوقت فى برنامج مؤتمر إذاعى فى الإذاعة القومية بأن الحوار سيكون بلا سقف،وعلى ما أذكر إستمعت لبعض أسئلة مقدم البرنامج ومن ضمنها،فى حالة لم تتفقوا كحكومة مع المعارضة على تطبيق الشريعة الإسلامية،ماهو الحل الذى تقترحونه فى حالة إصرار المعارضة على عدم تطبيق الشريعة الاسلامية،فقال اللواء حسب الله:(إذا المعارضة رفضت ذلك فلتذهب الشريعة)ولكن بعد يومين من هذا اللقاء تم إحالة ها اللواء للمعاش،وتم تحجيم عمل هذه المستشارية بتصريحات من مساعد رئيس الجمهورية فى ذاك الوقت د.نافع،وكانت هنالك حملة عنيفة تقودها هيئة علماء السودان ليس ضد تصريح اللواء حسب الله،إنما ضد هذا التوجه الجديد الذى يقوده الفريق قوش،وما أود أن أخلص إليه أن الفريق قوش ونائبه اللواء حسب الله كانا يعتزمان القيام بعمل إصلاحى كبير لصالح الدولة ،لأن الدولة هى الأهم،وليس الحزب،فالحزب القائم على مؤسسية تنظيمة جيدة يكون همه الأكبر قوة الدولة ورفاهية المواطن وحريته وكفالة جميع حقوقه وبأنواعها المختلفة،لأن قوة الدولة تعود بالنفع على الحزب،ولكن للأسف الشديد حزب المؤتمر لا يفهم ذلك وليس لديه الرغبة لفهم ذلك. وبعد إتهام الفريق قوش بمحاولة تغيير النظام القائم ،وإعتقاله لمدة طويلة من الزمن،وبعد أن تم الإفراج عنه،وقام بترشيح نفسه فى إنتخابات المجلس الوطنى فى معقل أهله بمدينة كريمة وفاز وأصبح نائب الدائرة فى المجلس الوطنى،ايضاً كانت لغته تصالحية مع الأخر من أحزاب المعارضة،وكان يدعو لإصلاح حال الدولة،وهو طبعاً من أكثر المسئولين إطلاعاً على ملفات الفساد،وكذلك معرفة الفاسدين من أتباع الحزب الحاكم(القطط السمان)والذين هم سبب كل هذه المعاناة المستمرة والمستفحلة والتى يعانيها السواد الأعظم من الشعب السودانى، فى حين أن قادة الحزب الحاكم يعيشون معيشةً مخملية،لا يشغلهم مرض إبن أو بنت ووفاته أو وفاتها لضيق ذات اليد وعدم شراء الدواء،ولا يهمهم موت مواطن جوعاً أو عطشاً،ولايجول بخاطرهم سهر وتعب المواطن بالساعات الطوال فى طلمبات الوقود من أجل الحصول على بنزين أو جازولين. بعد كل هذه الخطوات أو المبادرات والتى يمكن أن نسميها إنفتاحية على الأخر من قبل الفريق قوش،وكان يمكن ان تكون كبدأية لقيام دولة القانون والحرية والمساواة والعدل،إلا أن ما لا يمكن للشخص العاقل أن يتخيله هو السياسة الجديدة التى يتبع فيها الفريق قوش،ضد المعارضين السياسيين،وخاصةً بعد أن تمت إعادته مرة أخرى كمدير لجهاز الأمن والمخابرات،كنا نتوقع قبل أن يقبل هذا المنصب،أن يأتى للرئيس البشير وفى يده روشتة لعلاج مشاكل السودان عن طريق الجلوس مع المعارضة بشقيها السلمى والمسلح من أجل التوصل لقواسم مشتركة والإجابة على السؤال الكبير والذى لم يجد حلاً حتى الأن وهو:كيف يُحكم السودان؟كنا نتوقع أن يأتى الفريق قوش لهذا المنصب وهو يقول للرئيس البشيربملء فيه:إن القبضة الأمنية لأكثر من ربع قرن فى الحكم لم تعد تصلح اليوم،فالعصا أو حتى السلاح لن يوقف جائعاً فقد مصدر رزق عياله عن طريق سياسة التمكين(الفصل التعسفى من الخدمة العامة لكل من لا ينتمى للحزب الحاكم او الحركة الاسلايمة)أو مريضاً فقد الأمل فى الحياة لأن المشافى الحكومية،ينعدم فيها العلاج المجانى،أو خريج جامعى يحمل شهاداته على امل أن يجد وظيفة يؤمن بها مستقبله ويساعد بها أهله،ولكن المعيار المختل وهو الولاء قبل الكفاءة،حال دون أن يظفر بوظيفة فى دولة التمكين ولكن للأسف الشديد،نجد أن الفريق قوش قد بدأ قيادته للجهاز الهام بإعتقال قادة أحزاب المعارضة،لأسبابٍ لا تمت للعدل والعدالة بصلة،فهولاء الرجال الشجعان (سكرتير الحزب الشيوعى ورئيس حزب المؤتمر السودانى وبعض قادة حزب الأمة القومى)خرجوا فى مسيرة سلمية،تندد بالغلاء وبزيادة أسعار السلع الضرورية ، والتى أثقلت كاهل المواطن المغلوب على أمره،فبدلاً من شكر هولاء الرجال الوطنيين الخلصاء،يتم إعتقالهم ورحم الله الخليفة العادل ابن الخطاب عندما قال :(رحم الله من أهدى الى عيوبى)وفى الأثر المؤمن مرأة أخيه،وبعد هذا صدر بيان من الحز الشيوعى السودانى بأن السيد مدير جهاز الأمن إجتمع بقادة الحزب الشيوعى السودانى وعلى رأس هولاء السكرتير المهندس محمد الخطيب،فهذا الأسلوب الذى ينطبق عليه مثلنا الدارجى(يفلق ويداوى)بمعنى ان هذا الشخص يقوم بضرب شخص أخر بألة حادة مثلاً ويسبب له جروحاً وألاماً حادة ،ومن ثم يعود لكى يداويه أو يعالجه بنفسه.(كان من الأجدى والأسلم ألا يضربه من الأول ويبحث معه سبب المشكلة بصورة ودية وحضارية للتوصل لحلول مرضية للطرفين) فهذا بالضبط مايفعله السيد مدير الجهاز الأن. سعادة الفريق أول مهندس/صلاح قوش:- إنَ حال البلد وفى جميع المجالات،تحتاج لعمل ومجهودات المخلصين،وبكل صدق فإنَ الحزب الحاكم لم يعد لديه من الحلول الناجعة لمشاكل السودان الكبيرة والمعقدة،وقد أثبت فشله الذذريع فى إدارة الدولة،فالأن نجد الأزمات(الخبز،السكر،الوقود وغيره)مازالت جاثمة على صدر المواطن المغلوب على أمره،من غير حلول أنية أو مستقبلية،فإنعدام التخطيط وسوء الإدارة والتوظيف لموارد الدولة،علاوةً على إنعدام الضميرلدى الكثيرين من الذين كان لهم نصيب فى الوظيفة العامة،أدى لحدوث هذه الأزمات وتفاقمها،فإذا إتفقنا على خلو جعُبة الحزب الحاكم من الحلول المناسبة لهذه المشاكل الكبيرة،وقبل أن يتفرق السودان أيدى سبأ ،ويحدث مالايحمد عقباه، لا بد من الجلوس مع المعارضة بشقيها السلمى والمسلح من أجل التوصل لحل جذرى للسؤال الذى أرقنا كثيراً وهو:كيف يُحكم السودان؟ وبالله التوفيق د/يوسف الطيب محمدتوم المحامى-الخرطوم [email protected]
عندنا فى السودان الشخص عندما يكون فى السلطة يدافع عن الحكومة دفاعاً مستميتاً حتى ولو كانت الحكومة فاشلة،ولكن نفس هذا الشخص عندما يفقد وظيفته الدستورية ينتقد الحكومة بشدة حتى ولو كانت أنجزت الكثير من المشاريع لصالح المواطن.وها من عجائب اهل السودان فى الحكم وخارج الحكم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
يوسف الطيب محمد توم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست