|
لصالح من تجفف (وادي حلفا)..؟ بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
|
02:07 PM Aug, 25 2015 سودانيز اون لاين نور الدين محمد عثمان نور الدين-الخرطوم مكتبتى فى سودانيزاونلاين
منصات حرة
. لم تنتهي الحكاية عند تهجير أهالي وادي حلفا في أكبر مأساة شهدها القرن الماضي، ولم تكتف السياسات بتهجير الحلفاويين من أرض جدودهم، بل تواصل الإصرار على تجفيف حتى من تمسك منهم بوادي حلفا ورفض الهجرة رغم الإغراءات التي إتضح بعدها إنها مجرد وهم وعملية نصب منظمة تمت في الخفاء..!!
. جاءت حكومة الإنقاذ وقسمت الولاية الشمالية بشئ من (الدهاء والمكر) بفصل المنطقة الشرقية من الولاية حتى الحدود مع مصر وربط منطقة العبيدية التي كانت تتبع للولاية الشمالية بالولاية الجديدة نهر النيل لتصبح الخطة الأولى (العبيدية – أبو حمد) وبهذا فقدت وادي حلفا 50% من الايرادات التي كانت تأتي من عائد التجارة بين (وادي حلفا – اسوان)..!!
. إستمرت خطة التجفيف بإفتتاح المعبر الحدودي (اشكيت – قسطل) الذي يعتبر مجرد بوابة دخول لا غير، وحينما فرح الاهالي بإفتتاح هذا المعبر الذي يبعد حوالي 27 كيلو متر من مدينة وادي حلفا، لم أكن ضمن المحتفليين وإنتقدت المعبر لان هذا المعبر البري والذي يعتبر فقط بوابة عبور الى دنقلا سيقتل الحركة التجارية في (الميناء النهري) داخل وادي حلفا عصب الحياة وشريانها الذي يغذي المدينة بدماء الحياة من وظائف وتجارة وتقديم خدمات.. الخ.. وبإفتتاح هذا المعبر البري خسرت وادي حلفا مرة أخرى أكثر من 50% من دخلها المتبقي بعد خسارة ال 50% الأولى من دخلها بعد افتتاح معبر العبيدية..!!
. والآن الخطة (التجفيفية) تتحرك نحو نقل نقطة الجمارك من أرقين الى مدينة دنقلا، وبالنسبة لمدينة دنقلا حبي لها لا يقل عن وادي حلفا ولكن هنا المنطق هو الذي ينصف، فليس من العقل نقل ميناء بري الى داخل الدولة بحوالي 500 كيلو متر، والأمر عندي هنا سيان، في كل الأحوال فقدت وادي حلفا معظم مواردها بعد أن فقد (الميناء النهري) قيمته الإقتصادية، فهذا المعبر يبعد نصف ساعة من وسط مدينة وادي حلفا، ولكن نوعا ما يدعم المدينة، ومسألة نقله الى دنقلا سيفقد وادي حلفا ماتبقى لها من موارد ومن أي أمل في (البقاء) وهنا مربط الفرس والهدف الاساسي من الخطة (الماكرة) التي تهدف الى تجفيف المنطقة الغنية بالموارد لصالح الشركات الخاصة والحكومة المصرية، ومعلوم أن طريق (أرقين – دنقلا) تم بناءه عبر شركة مصرية خاصة تحت رعاية الحكومة المصرية التي لا تريد أي تنمية أو تطور في منطقة وادي حلفا، لأطماع مستقبلية مرتبطة بإعادة توطين المصريين عبر المشاريع الزراعية التي تستأجرها من (حكومة الإنقاذ) لمدة تصل الى 100عام، وهذه المشاريع تهدف الى إحلال المصريين بعد تهجير سكان المنطقة..!!
. مقاومة أي تجفيف لوادي حلفا حق مشروع لأهالي المنطقة، وعلى أهالي دنقلا الوقوف ضد هذا القرار، ويجب أن تشمل المطالب إعادة الحدود الشرقية للولاية الشمالية ودعم الميناء النهري وتطويره وفتح وتوسيع نقاط الجمارك والخدمات الحكومية داخل وادي حلفا، حتى تعود سيرتها الأولى، هذا أو طوفان الهجرة مرة أخرى..!!
دمتم بود
الجريدة
أحدث المقالات
- الحريات الأربعة و الحلم المفقود بقلم عمر عثمان – الى حين 08-25-15, 06:26 AM, عمر عثمان-Omer Gibreal
- لنشر ثقافة وأعمال المحبة والسلام بقلم نورالدين مدني 08-24-15, 10:27 PM, نور الدين مدني
|
|
|
|
|
|