|
لخطاب رئيس العصابة الحاكمة بقلم الطيب الزين
|
لا أدري لماذا هذه المرة، وجدت في نفسي رغبة لسماع خطابه، بعد خطابه الأول الذي دشن به إنقلابه المشؤوم في 30/6/1989، وخلال السنوات الماضية، لم استمع الى إي من خطاباته، لكن هذه المرة أستمعت، إليه عبر النت، ومن ثم طالعته، عبر الراكوبة، فوجدته بلا مضمون، لأنه تجاهل قضية اساسية وهي قضية الفقر الطاحن، التي يعانيها الشعب، لو كان الفقر رجلاً لقتلته. تلك هي العبارة التي كثيراً ما تخطر على البال. في سياق بحثنا عن حل لمشكلة الفقر، أفرادا وجماعات، ودول، تتجلى عبقرية قائل هذه العبارة، ثمة من يقول إن قائلها هو عمر بن الخطاب، وبالطبع ليس عمر البشير، مهما يكن، فإن الفقر علة إذا انتشرت في المجتمع، أي مجتمع على سطح الكون، أرهقته وصارت سبباً للحروب، وتشتت أبنائه بين لاجئين ومهجَّرين ومغتربين وباحثين عن لقمة عيش وسوى ذلك من مظاهر ترافق حالة الفقر وتؤثر في شخصيّة من تصيبه. إذن قضية الفقر هنا، قضية اساسية في السودان، برغم موارده الذاخرة، ومرور أكثر من نصف، ما زال يشهد حروبا مستعرة، لاسيما في عهد في هذا النظام، لا يمكن المرور عليها مرور الكرام، لاسيما من شخص مثل عمر البشير، يفترض في نفسه، إنه حاكم بأسم الدين..! الوقفة هنا ليست مع الفقر بحدّ ذاته، وإنما السؤال لو لم يكن توفير الأمن ومحاربة الفقر قضيتان أساسيتان في برنامج وخطاب أي رئيس، فما الجدوى من الخطاب أو الرئيس نفسه..؟ أما إذا رجعنا للغة الخطاب فهي مليئة بالأخطاء حتى الإملائية منها، وإليكم نص الخطاب وسأشير لكلمة الخطأ بخط مختلف
نص خطاب رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بمناسبة الذكرى (59) للاستقلال المجيد :
الحمد لله على نعمه وآلائه، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه المصطفى المختار، وعلى آله وصحبه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار .. المواطنون الأعزاء .. في مثل هذا اليوم من كل عام نلتقي، احتفالا بالذكرى المتجددة للاستقلال المجيد التي نذكر فيها ببالغ التقدير والإعزاز، أبطالاً وزعماء وسياسيين من أبناء هذا الوطن الغالي الأبي، ابلوا بلاءاً حسناً في خدمة هذا الوطن . أعملوا فكرهم وعقولهم، وأرسوا قيم التضامن والتضحية والتفاني والتجرد، لنيل الحرية، وبذلوا الروح والدم والعرق في سبيل الإنعتاق من الهيمنة الاستعمارية، تمسكوا واعتصموا بوحدة الصف، حتى يخرج المستعمر، إنهم الجيل الذي عمل بجد ومثابرة، وهمة عالية، واجهوا التحديات، وانتصروا لحرية وكرامة هذا الشعب، بالولاء وقوة الانتماء للوطن والوفاء لشعبه، والفداء، أكرم الله مثواهم وأمطر الرحمة على ثراهم، واحتفالنا اليوم هو امتداد للثوابت التي أرساها أولئك النفر العظماء من الرجال والنساء .. إننا نجدد اليوم في هذه المناسبة التاريخية، عهدنا الوثيق أن نعمل بجد وإخلاص، وبعزيمة صادقة ومثابرة، إسهاماً في بناء الوطن، وحفظ كرامة أبنائه، وحماية لهوية هذا الشعب المتمسك بالقيم الأصيلة والمبادئ النبيلة . فما أحوجنا اليوم إلى أن نرد إيماننا بأنفسنا وثقتنا بماضينا ورجاءنا في مستقبلنا لأننا نحمل عقيدة استعلاء من أخص خصائصها أنها تبعث في الروح إحساس العزة بغير كبر وروح الثقة في غير اغترار وشعور الاطمئنان في تواكل..
المواطنون الأوفياء.. إن الاستقلال الذي تحقق بإرادة وطنية مستقلة، مبعث افتخار لجميع السودانيين، ينبغي أن تعلمه الأجيال الجديدة، نستخلص منه العبر والدروس، من خلال ما بذلته أجيال متعاقبة، للحفاظ على المكاسب التي حققتها بلادنا . بذلك ننشئ أجيالاً من الشباب يتحلون بالروح الوطنية، والمسؤولية، مخلصين في العمل، صادقين مع النفس متجردين لخدمة هذا الوطن، متعالين على الأهواء والانتماءات الضيقة، والملهيات المحبطة القاتلة للهمة والواجب، مبتعدين عن غازيات التغريب والاستلاب الفكري والثقافي الذي يستحوذ على كثير من الشباب والناشئة، والمضي نحو الأصالة بديلاً للتبعية، ومن اللازم ألا يكون الشعور بالواجب الوطني شعوراً عابراً، أو إحساساً مؤقتاً،وإنما يجب أن يرسخ في العقول والضمائر، ويكمن في النفوس والأفئدة حتى نصل جميعاً للأهداف المرجوة لهذا الشعب النبيل . ولذلك يتوجب علينا أن نسائل أنفسنا، ونستعرض أعمالنا وحركتنا اليومية، ماذا قدمنا لشعبنا، وأدينا لمجتمعنا من واجبات؟ إن المواطن الذي يفكر بالواجب على هذا النحو، هو الذي يستطيع أن يحكم ذاته بذاته، وينفع مجتمعه ووطنه، علينا أن نجعل هذا سلوكاً وثقافة يومية، فردية، وجماعية من ذواتنا ومجموعاتنا ..
الإخوة والأخوات .. الحضور الكريم .. إن على الأحزاب والتنظيمات والقوى السياسية، تحمل مسؤولياتها التاريخية، وأن تجعل المصالح العليا للوطن، فوق كل اعتبار، للوصول بأهلنا في كل أرجاء السودان إلى مرتبة مميزة، يكون فيها المواطن تجسيداً حياً لوطنه مقولته وهويته الدائمة ( أنا سوداني ) الكل مساهمون ومبادرون في بناء وطنهم لا هدمه، ينتقدون بحرية ويقترحون الحلول، بعيداً عن الصراعات الحزبية . على النخب المثقفة والمفكرين والعلماء وأساتذة الجامعات، والمعلمين بالمدارس ورياض الأطفال، وخطباء المساجد والدعاة وأهل الصحافة والإعلام، أن يجعلوا من أفكارهم وأقلامهم وسائل للتوعية والترقية، للوصول لمجتمع يتوخى التطور نحو الأفضل، بالتنوير والتثوير، في إطارهما الإيجابي، في كل مناحي الحياة .
المواطنون الأعزاء .. لقد حققنا على مر السنوات المنصرمة قفزات نوعية، في الممارسة السياسية، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وشهدت بلادنا تحقيق الكثير من المنجزات، بذلنا فيها عصارة الفكر، وقصارى الاجتهاد، تخطيطاً وإنشاءً للبنيات الأساسية - عماد التنمية الشاملة لبلوغ الاستقرار الاقتصادي والمالي، واستفادة الصحيح هو استفادة بلا حرف الواو إمكانات بلادنا الزاخرة والصحيح هو الذاخرة، الخيرات، وأرضنا الخصبة الواعدة بالثمرات، لقد واجه معلنو الاستقلال الصعاب والعقبات، ونحن اليوم نذلل الصعاب، ونهيئ السبيل للشباب من أجل مستقبل زاهر . لن يتوقف سعينا في إتباع سياسات اقتصادية ومالية هادفة شاملة، وتنمية مستدامة، تجنح لتحقيق العدالة الاجتماعية، وضمان مقومات العيش الكريم لكافة المواطنين، بتسريع عجلة الاقتصاد وتشجيع الإنتاج، وجذب الاستثمار وحفز المستثمرين، من داخل السودان وخارجه للإسهام الفاعل في مسيرة التنمية، ومع ذلك محاربة الميول الاستهلاكية، وتقليل الإنفاق مع العمل على مكافحة الفقر وتوفير الخدمات الأساسية . وقد شارفت اللجنة العليا لبرنامج إصلاح الدولة التي أعلنا تشكيلها بمجلس الوزراء برئاسة الأخ بكرى النائب الأول ولجانها الست المتخصصة من الانتهاء من دراستها وبحثها العميق عن الحلول العملية لمسائل الاقتصاد وإصلاح الخدمة المدنية، وتطوير القوانين والتشريعات وتقوية التماسك الاجتماعي، وإعادة تقييم السياسة الخارجية وضمان مطلوبات الدفاع الوطني
المواطنون الأعزاء ... إن السلام هدف ومبدأ أصيل من المبادئ هذه وردت خطأ مرتين في نص الخطاب، والصحيح هو المبادئي التي توجه سياستنا الداخلية والخارجية . هدف إستراتيجي نسعى لإكماله، ضماناً للأمن والاستقرار، والنمو والازدهار، سلام مستدام ومرتكز على مبادئ الصحيح هو مبادئي العزة والإباء، وعدم الخضوع أو الخنوع . لن نقبل أي تهديد يمس سيادة السودان، وأمن واستقرار حياة مواطنيه، فنحن دولة ترتكز على سلطان القانون وحكم المؤسسات، نحفظ للعدل مكانته، وللقضاء استقلاله، الذي هو دعامة قوية، وركيزة أصيلة، في تطبيق العدالة وحفظ الحقوق وحمايتها .
المواطنون الأوفياء ... إن مبدأ الحوار هو لازمة وجودية، اشترعها خالق البرايا عز وجل، قبل أن يكون لهذا الإنسان وجود واقعي، بل كان حينها مكنون في علم الله الأزلي، فأجرى الله أول حوار بشأن هذا المخلوق القادم، وبحكمته البالغة أراد الله أن يجعل من مبدأ الحوار سنة ماضية، وفطرة باقية، في كل ما يتعلق بأمر الحياة الإنسانية، ولذلك فإن الحوار الوطني الشامل الذي طرحناه للجميع، عبر لقاءاتنا الفترة المنصرمة منذ يناير الماضي، هو مبدأ أصيل في مسيرتنا السياسية، وأطلقناه وفق رؤية الدولة وخطتها الإستراتيجية، التي أشارت لأهمية التوافق الوطني، والتعايش السلمي، والرقى الصحيح هو "الرقي "الاجتماعي، ومشوار الحوار الذي مشيناه، ودعونا له، هدف استراتيجي، وليس مناورة، كما يروج البعض، ولن نقبل فيه مساومات أو مزايدات، أو نسمح بتعطيله أو إيقافه، وهو حوار وطني شامل، لكل القوى السياسية وللمجتمع كافة، لا يستثنى أحداً إلا من يمتنع، للوصول إلى توافق وتلاقى، وتقارب للآراء حول قضايا الوطن المحورية، وتعزيز الثقة بين أبناء الوطن، وتوحيد الصف الوطني، لمجابهة التحديات الداخلية والخارجية . مقصدنا مما طرحناه، أن نرى أبناء السودان على صعيد واحد، وحلقة متماسكة، ينفضون عنهم العصبية الحزبية، والنزعات الجهوية والقبلية . سوف نواصل مشوار الحوار، وقد قطعنا أشواطاً مقدرة بالاستجابة الفورية الظاهرة من قوى المجتمع، والإقبال الواسع والملحوظ نحو الحوار المجتمعي .إننا ندعو اليوم ونكرر نداءنا إلى القوى السياسية وخاصة الحركات المسلحة أن سارعوا الصحيح ان يسارعوا نحو حلقة الحوار ومائدته المستديرة . والتحية لكل الذين استجابوا للحوار من الحركات المسلحة، ونجدد إعلاننا أن كل من يلقى الصحيح هو يلقي السلاح وينضم للسلام فهو آمن ..
الحضور الكريم : المواطنون الأوفياء . لا تفصلنا عن الانتخابات المقبلة سوى أشهر قلائل، وهي سانحة يمارس فيها جميع السودانيين استحقاقهم الدستوري، اختيارا و تصويتا. إن من يقولون إن إجراء الانتخابات في موعدها سينهي عملية الحوار، ينسون أو لا يدركون أن الانتخابات في جوهرها هي عملية حوار، مبدؤها مناظرات و مجادلات سياسية، وطرح للرؤى والأفكار والبرامج والحلول لمشكلات البلاد وقضاياها، والانتخابات إطار من أطر الحوار، وهي حوار على مستوى جماهيري يتخذ عبره الشعب قراره عبر صندوق الانتخاب، أليست الانتخابات تنافسا وتباريا وتحاورا حرا، وإطارا توافقيا يحفظ للقوى السياسية حقها كقناة تقريرية للمسار السياسي، والتداول السلمي للسلطة ؟ إن من يرفض مبدأ الانتخاب و التداول السلمي للسلطة، يعيق عملية الحوار الجماهيري، هذه ونحن دولة تستمد مشروعيتها من مبدأ الشورى والحوار والانتخاب والممارسة السياسية عبر الأطر الديمقراطية، بالسلم والتراضي الواجبين، وعلى الأحزاب السياسية التنافس الحر، والتحلي بالصدق والوضوح والجدية، ونبذ التشكيك والسلبية، وتجنب إطلاق الإحكام المسبقة والاتهام، والادعاء المسبق عن نتائج الانتخابات قبل إجرائها، ونقول لمن يتساءلون كيف تجري الانتخابات والبلاد تعاني من أزمات ؟ هل عندما قامت انتخابات العام 2010 م لم تكن البلاد تعاني ؟ وهل كل الدول التي جرت فيها انتخابات - وحتى المتقدمة منها علي وجه الخصوص - لم تعان الأزمات ؟، مفوضية الانتخابات أعلنت توفيرها شروط المنافسة الحرة للعملية الانتخابية، وأكدت تقيدها الصارم بالقانون للانتخابات التي هي استحقاق دستوري واجب النفاذ . إن الحفاظ على سلامة هذا الوطن واستقراره يستلزم أن تجرى الانتخابات في زمانها الموقوت . سنظل على مبادئنا، نرفع راية السلام، ولكننا في ذات الوقت ندفع عن بلادنا كل صنوف الأذى، ونكافح كيد الأعادي، وندحر كل عدوان يمس سيادتنا أو ينتهك ذرة من تراب وطننا الغالي . التحية نجددها هذا اليوم للقوات المسلحة الباسلة وقوات الأمن والشرطة ورديفاتها من دفاع شعبي وشرطة شعبية، المنافحون والمدافعون عن حمي وكيان هذا الوطن، والتحية لشباب السودان الذين يتدافعون، طوعا واختيارا، عند كل إعلان للتجنيد، نحو المعسكرات بمختلف أنواعها، وفي ذلك قيمة وطنيه سامية، لها مدلولاتها واعتباراتها، وإننا على العزم بأن ندفع بتطوير القدرات والتدريب والتأهيل لمضمار الدفاع عن الوطن .
المواطنون الأعزاء : الحضور الكريم : إننا نقوم على تقوية روابط الإخاء والصداقة، مع جميع دول العالم، على أساس من الاحترام والتعاون والتقدير، والمشاركة في السلم والأمن الدولي، لاستقرار الشعوب والدول وتقدمها، ولا يفوتنا في هذا المقام أن نقدر عاليا، الأدوار الايجابية التي قام بها الشركاء في محيطنا الإقليمي، في سبيل تحقيق السلام، ودفع جهود البلاد الاقتصادية، نحي دولة قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة والكويت وسلطنة عمان ومصر وأثيوبيا وتشاد وارتريا ، والتحية والتقدير للصين الصديقة، وروسيا التي تشهد علاقتنا معها تطورا مقدرا، والتحية نبذلها لإخوتنا جميعا رؤساء البعثات الدبلوماسية للدول الشقيقة والصديقة الحاضرين معنا هذه المناسبة المجيدة والتحية لشعبنا الوفي في كل أرجاء هذا الوطن العظيم، ولأهلنا الطيبين المغتربين خارج الوطن . إننا إذ نعبر عن اعتزازنا بهذا المناسبة ندعوكم - أيها المواطنون .. أن نسعى جميعا إلى ترسيخ الثوابت الوطنية، والحفاظ على الهوية، والتحلي بالعزيمة القوية، والمثابرة والجدية، وصون مكتسبات الوطن، بالعمل ومضاعفة الجهد، وتسريع الخطى بالإنتاج ورفع الإنتاجية، واستحضار مشاعر الإكبار لمن رفعوا راية الاستقلال، وندعو الله تعالي والصحيح هو تعالى بلا ي يوفقنا جميعا إلى ما يحبه ويرضاه، وان يسدد خطانا، ويرعى مسيرتنا، ويكتب لنا النصر والنجاح، وينعم علينا بمزيد من التقدم والتطور والفلاح، واللهم صبرا وفلاحا وتوفيقا، وما توفيقنا إلا بك سبحانك، وأعذنا من كل شر برحمتك وعظيم شأنك . وصلِّ اللهم على خاتم رسلك المصطفى المختار، وبارك لنا بذكرى مولده العظيم ذي الأنوار، واجعلنا معه في جنة الأبرار . وسلام الله عليكم ورحمة منه وبركاته وكل عام وانتم بخير هذه الأخطاء وردت في خطاب رئيس ظل يحكم السودان أكثر من ربع قرن بلا شرعية من السماء ولا الارض. ..! والسؤال الذي يطرح نفسه، إذا افترضنا ان رئيس العصابة الحاكمة متواضع الحكمة ألا يوجد أحد بين من باع ضمائرهم للشيطان من يراجع ويصحح خطاباته، أم أن رئيسهم وصل مرحلة من التسلط لا تسمح لأحد منهم، أن يجرؤ بتصحيحه حتى في قواعد اللغة...!
منصات حرة مكتبة بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
|
|
|
|
|
|