|
لا للإساءة "للبشير" بجرح المشاعر الإنسانية
|
* لم اجد في محصلتي من اللغة العربية للتعبير عن الامتعاض الذي تدفق عبر مواقع التواصل الاجتماعي غير العنوان اعلاه استهجانا لكاريكاتير نشر بإحدى الصحف المصرية تزامنا وزيارة الرئيس السوداني عمر احمد البشير لقاهرة المعز، جسّمه وكأنه يخاطب منتدى سياسيا معلنا حلايب سودانية ونصفه الاسفل عارٍ و"مؤخرته" مكشوفة بصورة مقززة، ويد ترمز للولايات المتحدة الامريكية تتلقى فضلاته، كناية عن انفصال جنوب السودان، الذي رضينا ام ابينا هو الان واقع بارادة اخوتنا من مواطنيه. * لا احد ينكر الامواج العالية التي تناهض جلوس "البشير" طويلا على كرسي الحكم وتململ الناس من ضغوطات المعيشة وكثير اوجاع قد لا تختلف عما تعانيه كثير من دولنا العربية، وإن اختلفت اوجهه وتماثلت اشكالياته.. ولكن رغم كل هذا وذاك فان المقدس في المناهضة السياسية والاجتماعية هو الاختلاف النظيف والنقد البناء، الذي يرمى حجرا في البناء بعيدا عن الإسفاف وجرح المشاعر ورفع برقع الحياء في صحف سيارة، للدرجة التي تتحول فيها ريشة فنان لآلة " متفسخة " تكشف المستور مما تعافه العين وتلفظه النفس السوية، قبل ان يفرح الشامتين ويبهج المعارضين. * الكاريكاتير فن المختصر الممتع، يبهج النفس ويطوي المسافات فيلامس شغاف القلب وقد يضحكه رغم اعتصار الالم، ويوصل الافكار الايجابية والسالبة في آن واحد بالرسم او بالكلمات البليغة التي تسابق احيانا الكلمة وتعقيداتها اللغوية، لذلك يستحسنه الكثيرون فهو فاكهة الفكر ولغة البسطاء يتلقفونه لانه يعبر عنهم دون ترجمان ولا شهادات عليا.. لكنه لم يكن يوما من الايام لكشف العورات وإيذاء المشاعر التي سترها المولى عز وجل وأكرمها منذ ان انزل أبانا آدم وأمنا حواء لتعمير الارض.
* الكثيرون يقفون مسافات متساوية بعدا او قربا من الحزب الحاكم السوداني والضغوطات تتكاثر والغبن السياسي مع المعارضين يصل مداه، وبرغم ذلك لم تسلم ذات الاحزاب المناهضة والمعقود عليها الامل والرجاء من المساوئ للدرجة التي تشرذمت هي الاخرى، وبقي الغلابة ملح الارض وكأنهم بين فكي حيوان مفترس انيابه سامة تتطاحن من اجل الفوز بكرسي الحكم، ايهما يسرع ويستولى عليه حتى ولو بدون اهلية كاملة او استراتيجية واضحة المعالم تمسك بتلابيب البلاد، لتكون آمنة رخية بآليات انتاج تسكن بنود التنمية لارض الواقع في بلاد حباها الله بكثير خيرات مطمورة ومشهودة.
* "أم الدنيا" لها مكانتها الخاصة في النفوس وهي الجار الذي يضم بين جوانحه عمالقة المبدعين في فنون المعرفة، وفنانو الكاريكاتير هم الطبق المعلى في خفة الظل، لما يتصف به هذا الشعب من مكونات انسانية وثقافية، وصفحاته مليئة بالعقلانيين الذين تغسل تدفقات اقلامهم ورسم ريشاتهم المواجع وتردم الهوة بين الشعوب ، وتغذي الروابط الأزلية كالتي بين شقي وادي النيل حيث لا مكان بينهما لأي إباحية "ايا كانت وممن كانت" ونحو أي من كان رئيسا او خفيرا.
عواطف عبداللطيف mailto:[email protected]@gmail.com
همسة : لا لجرح المشاعر الانسانية حتى ولو كانت هي التي ستخلع الريس من مقعده
|
|
|
|
|
|