|
في عرس محمود الزهار بقلم د. فايز أبو شمالة
|
09:51 PM Aug, 26 2015 سودانيز اون لاين فايز أبو شمالة-فلسطين مكتبتى فى سودانيزاونلاين
وسط القاعة الملكية على شاطئ بحر غزة استقبل الدكتور محمود الزهار المهنئين، كان الرجل يفيض فرحاً وقبلات، وكان الرجل متألقاً إلى الدرجة التي شجعت السيد إسماعيل هنية ليقول: أنت اليوم عريس هذا الاحتفال يا أبا خالد.
الاحتفال جاء بمناسبة إصدار رواية "العصف المأكول" للدكتور محمود الزهار، حيث لم يعكس حجم الحضور مدى الاهتمام بالعمل الأدبي فقط، وإنما عكس الحضور النوعي تشابك الحالة الفلسطينية بين الخاص والعام، والتي تتمثل في:
أولاً: الاحترام والتقدير المميز الذي يبديه أهل غزة لشخص الدكتور محمود الزهار ولاسيما ان الرجل قد أعطى من عمره وولده للوطن، وجاد بماله قبل أن يغمد قلمه في حبر التجربة، ليوثق أيام فلسطين، وتاريخها من خلال يوميات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ثانياً: الثقة بالنفس والاعتزاز بالمقاومة هي التي دفعت الناس للحضور، ولاسيما أن الرواية قد تناولت سيرة المقاومين الذي أبدعوا في مقارعة العدو، وسجلوا علامات الإعجاز المبهرة، ونالوا محبة وعشق كل أبناء الوطن، فكان الحضور دليل وفاء للمقاومة، وعهد على مواصلة المشوار.
وحين تحدث كاتب الرواية الدكتور الزهار، فاض الرجل شعوراً إنسانياً، ونزف حنيناً رقت له الأفئدة، وقد تنفس الآه، وهو ينطق بالعبارات الوجدانية التي لامست أحاسيس الحاضرين مرتين؛ كانت الأولى حين اختزل الزمن، وتخيل أن الأرض الفلسطينية قد تحررت، وزالت دولة الصهاينة. وكانت الثانية، حين عاد بالحضور إلى تلك الأيام العصيبة من الحرب العدوانية على قطاع غزة، فتحدث عن الأمل والقلق والترقب والعزيمة والإصرار، وتحدث عن المقاومة بكلمات بسيطة بسطت نفوذها على الوجدان، وألزمت الجميع هدوء المكان، بعد أن هامت أرواحهم مع تفاصيل المواجهة اليومية التي عاشها كل سكان قطاع غزة دون استثناء.
وحين تحدث إسماعيل هنية، توعد العدو بخسائر أشد، وبمفاجأة أعظم، تحدث عن اللقاء القادم، بل وصل الأمر إلى حد المطالبة بالتوافق الفلسطيني على اسم المعركة القادمة، ولا داعي لأن نختلف على التسمية طالما توافقنا على الموجهة، وفي تقديري أن هذا يعكس واقع قطاع غزة، حيث ما زالت يد المقاومة قابضة على السلاح، ولما تزل تقوم بإعداد الرجال للمواجهة القادمة، والتي قد تفرضها عنجهية العدو في كل لحظة.
لقد اتفق إسماعيل هنية في حديثه عن مستقبل فلسطين مع الزهار، وكلاهما عبر بطريقته عن حتمية الانتصار، وعن زوال دولة الكيان، وغاب عن حديث الرجلين ما يقال عن دولة فلسطينية سواء في غزة أو في الضفة الغربية، فالحديث الذي يتدثر بالفعل هو حديث طامح، والطموح هو تحرير فلسطين، كل فلسطين، ولا مشروع آخر لدى هؤلاء الرجال كما يشين عليهم البعض، ولاسيما أنهم قد نذروا أنفسهم لما هم مقتنعون فيه، ولا أدنى قناعة لهؤلاء القوم بقبول العدو على أرض فلسطين. إنها الاستراتيجية التي توجه مسار حماس السياسي.
في عرس محمود الزهار كانت العروس فلسطين المحررة، وكان مقدم الصداق هو الشهيد خالد محمود الزهار، وأخيه الشهيد حسام محمود الزهار، والقائمة الطويلة من الشهداء.
ملاحظة: لقد حضرت الاحتفال شخصياً دون أن توجه لي الدعوة، وهذا يؤكد على استقلاليتي عن كل التنظيمات التي تمت دعوتها، والتي حضر بعضها، وغاب بعضها، كدليل على عدم التوافق السياسي، ولاسيما أن رواية "العصف المأكول" تتحدث عن المواجهة مع العدو الصهيوني، وهذه المواجهة المسلحة هي نقطة الخلاف، وكان الأجدر أن تكون المواجهة هي القاسم المشترك الذي تنطلق منه سهام الوحدة إلى صدر العدو الإسرائيلي.
أحدث المقالات
- حلفا القديمه ومسلسل التجاهل الحكومي؟؟ بقلم صفيه جعفر صالح 08-26-15, 04:20 PM, صفيه جعفر صالح
- 5 % من المياه المعبأة غير صحية!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-26-15, 04:18 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- أزمة الكهرباء فى السودان بقلم عبدالباقي الظافر 08-26-15, 04:17 PM, عبدالباقي الظافر
- الدولة السودانية الفدرالية الليبرالية العلمانية الديمقراطية بقلم حامد جربو 08-26-15, 04:15 PM, حامد جربو
- ثقافة الإفلات من العقاب فى السودان بقلم حماد سند الكرتى 08-26-15, 04:10 PM, حماد سند الكرتى
- ثدي الدولة الذى ارضع الراسمالية!! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-26-15, 02:42 PM, حيدر احمد خيرالله
- الإنقاذ تنشد .. وأشغل أعدائي بأنفسهم وأبليهم ربيَ بالمرجِ بقلم صلاح الباشا 08-26-15, 02:40 PM, صلاح الباشا
- حسن.. (أنسى) !! بقلم صلاح الدين عووضة 08-26-15, 02:39 PM, صلاح الدين عووضة
- هل تذكرون بيتر سولي ؟!بقلم الطيب مصطفى 08-26-15, 02:38 PM, الطيب مصطفى
- إلى متى ..؟؟ بقلم الطاهر ساتي 08-26-15, 02:36 PM, الطاهر ساتي
- لن نحاور من خوف ، ولكن لن نخاف الحوار ؟ بقلم ثروت قاسم 08-26-15, 06:17 AM, ثروت قاسم
- تايه بين القوم / الشيخ الحسين/ الاتحادي الديمقراطي ومفترق الطرق 08-26-15, 03:00 AM, الشيخ الحسين
- العدو يعتقل ويغتال والتنظيمات تقصي وتحرم بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 08-26-15, 02:56 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- التطرف الديني والنعف المصاحب له الى أين؟ بقلم إبراهيم عبد الله أحمد أبكر 08-26-15, 00:09 AM, إبراهيم عبد الله أحمد أبكر
- إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (7) سفلتة معظم شوارعنا محبطة بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 08-26-15, 00:06 AM, توفيق عبد الرحيم منصور
- تنظيم داعش الفكرة وأسباب القيام بقلم إبراهيم عبد الله أحمد أبكر 08-26-15, 00:03 AM, إبراهيم عبد الله أحمد أبكر
- نحو غدٍ أفضل بلا منغصات أو مؤامرات بقلم نورالدين مدني 08-26-15, 00:02 AM, نور الدين مدني
- الخادمات السودانيات في السعودية مشكلة قومية بقلم إبراهيم عبد الله احمد أبكر 08-26-15, 00:01 AM, إبراهيم عبد الله أحمد أبكر
|
|
|
|
|
|