في شأن البلابل... حديث المثقل من مغرم بقلم سيد أحمد حسن بتيك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 03:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-12-2017, 06:21 PM

سيد أحمد حسن بتيك
<aسيد أحمد حسن بتيك
تاريخ التسجيل: 06-12-2017
مجموع المشاركات: 12

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في شأن البلابل... حديث المثقل من مغرم بقلم سيد أحمد حسن بتيك

    05:21 PM June, 12 2017

    سودانيز اون لاين
    سيد أحمد حسن بتيك-sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر



    من أجمل وأسوأ ما في هذه الدنيا أنها لا تستقر على حال " وتلك الأيام ندوالها بين الناس". والعجيب في الأمر أن الانتقال ما بين الجميل والسئ قد يحدث بين عشية وضحاها تارة وقد يتطاول زمن حدوثه تارة أخرى. وعادة ما يتزامن وقوع الملمات الكبيرة وتداعى الابتلاءات وتزاحمها مع موجة عنيفة من التحول تطال حياة الفرد والجماعات في البقعة المنكوبة وماجاورها، وحسبك شاهداً على صدق زعمنا مأساة دارفور الراهنة وما حل بدارفور من فساد في الأرض وسفك للدماء وما أعقبه من نزوح جماعي. وكل ذلك يحدث عبر سلسلة من الهزات المتلاحقة والتي تعمل على إعادة صياغة الواقع الاجتماعي والاقتصادي وأحيانا السياسي: فمن القوم من يهوي إلى قاع سحيق من بعد علو في الأرض، ومنهم من تأخذه الحيرة من بعد رشد، ومنهم من يقتنص فرص الغنى وسط المحن، وقليل من الناس من يسمو بأصالة معدنه ونقاء سريرته فوق الكوارث، وقديما قال المتنبي جزى الله الشدائد خيراً ......
    تذكرت كل ذلك في معية التفكر في سؤء مآل مدينة كانت تكتسي ثوبا زاهياً من نسج حضارةٍ ضاربةٍ في القدم وهي أمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من شتى بقاع المعمورة ولم تكفر قط بأنعم الله عليها، بل عملت شكراً انداح على الأخرين برداً وسلاماً: يقيهم زمهرير شتاء القبيلة تارة ويظللهم في ظل ظليلٍ من شمس السياسة تارة أخرى. ورغم كل ذلك العطاء تنكر لها الأقربون قبل الأبعدون في واحدة من أبشع جرائم العصر والتي ما زالت تفاصيلها محجوبة بعمد أو بغير عمد عن جل أهل السودان. ولعل الله يقيض في مقبل الأيام من يكشف المستور ويروي تفاصيل تلك المأساة "ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيى عن بينة".
    ولفائدة القارئ الكريم نشير إلى أن حديثنا هذا لا يصب في خانة شرح متون وحواشي سِفر مدينة وادي حلفا العريقة والتي ظلت بوابة أهل السودان النيلية لقرون عدة، بل وصاحبة اليد العليا في رفد الخدمة المدنية بقيادات نزيه ومتجردة في سودان ما بعد الاستقلال، وأيضاً صاحبة القدح المعلى من جزاء سنمار في العقد الذي تلى عقد الاستقلال!!! ولا تظنن – يا أعزك الله - أننا غير معنيين بأمر تلك المدينة وسرد مناقب العظماء من رجالاتها ومواقفهم المشرفة في ساعة العسرة، كلا ثم كلا. ولكننا نرمي في هذه العجالة إلى كشف بعض المستور من أوراق ظلت مبعثرة في ذاكرة صبي وقف مع أقرانه شاهداً على الدمار النفسي والمعنوي والمادي لقرار التهجير دون أن تزل أقدامهم بعد ثبوتها بفضل الله ثم بفضل نساء كالجبال الشامخات أعطين بلا حدود ورحلن من دنيانا قبل أن يشتد عضدنا ويحين وقت الوفاء لأهل العطاء. وعليه أرجو أن أزيح بهذا البوح عن كاهلي وكاهل كل جيلي - ممن كانوا شهوداً على مأساة التهجير القسري لسكان حلفا وهم بعد صبية صغار- بعضاً من الهم الذي لازمنا لسنوات عديدة من ثقل المغرم وصعوبة الوفاء لأهل العطاء من نساء بلدي ... وما أقسى القدرة على الوفاء في غياب صويحبات المغرم!!!
    وقد لا يدرك القارئ تفاصيل تلاشي مدينة بتاريخها وإرثها العتيد بين عشية وضحاها في خضم بحيرة ضخمة صنعت بكيد الإنسان لأخيه الإنسان، وحسبه أن يعلم بأن القلة من سكان حلفا ممن تمسكوا بالأرض ورفضوا التهجير القسري لما سمي بحلفا الجديدة – وما هي بجديدة في شئ- وجدوا أنفسهم على ضفاف البحيرة: البحر أمامهم والصحراء خلفهم مجردين من من متاع الدنيا إلا من أنقاض منازل غارقة في اليم. ومما زاد من معاناة أؤلئك القوم تآمر أولو الأمر - ممن تولوا زمام الأمر على حين غفلة في الدولتين الجارتين- بليل على اجبار الرافضين للهجرة بالنزوح عنوة عبر قطع الطريق أمام حركة التجارة والخدمات وعزل المنطقة تماماً عن الدولتين: "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".
    ونسبة لأن جل الأرزاق تلاشت مع اغراق النخيل والثمار وما تلى ذلك من مقاطعة اقتصادية ونزوح الغالبية قسراً لحلفا الجديدة، اضطر الصامدون من أهل المدينة المنكوبة الضرب في الأرض البعيدة بحثاً عن ما يسد الرمق تاركين خلفهم ذرية ضعافاً ولكن دون أن يخافوا عليهم!!! وكيف يخاف من أناط أمر رعاية الأفراخ من بعده لعازة النوبية؟ أولم تكن عازة هي رمز الوطن كله عند خليل فرح؟ كذلك ألم تنجح من قبل أمنا النوبية هاجر التي أسكنها خليل الرحمن عليه وعلي نبينا وآلهما أفضل الصلاة وأتم التسليم بوادي غير ذي زرع في بناء خير الأمم؟ وبالفعل مشى الرجال في مناكب الأرض وتركوا النساء في قلب الصحراء بعد تجميع الأسر في منازل من جريد النخل والتي لا تقي ساكنيها من حر الصحراء - وما أدراك ما سموم الصحراء- ولا برد الشتاء- وما أدراك ما زمهرير الشتاء. وما أقسى أن تتولى النساء بمفردهن أمر التربية في هكذا بيئة، خاصة من بعد حياة مترفة في مدينة "جمعت يد الله الجمال بأرضها *** فبدت تميس بحسنها تتفرد" كما نعاها شاعرنا ميرغني ديشاب.
    وبناء على قرار تجميع الأسر والذي أملته ظروف عدة -أقلها ضعف ذات اليد- انضمت أسرتنا إلى الأعمام والعمات وتشاركنا السكن في واحدة من أروع أمثلة الايثار رغم ما في الأنفس من خصاصة. ومع تقديري الكبير لدور الوالدين في تربيتنا وتنشئتنا إلا أنني أيضاً مدين ومثقلٌ من مغرمِ ثلاثِ نساءٍ عظيمات شمخن كاهرامات بلادي أمام نوائب الدهر رغم أنهن لم ينلن حظا من التعليم. فشمرن عن سواعد الجد في غياب أزواجهن وأخرجن لنا من الصحراء رزقاً كان كافيا على قلته لترك بصمات واضحة وقوية في مقبل أيامنا، بل وغرس الأمل في براعم ذلك الزمن. فلا عجب أن كان من ثمار ذلك الغرس أن خرج جيل من النوبيين الذين لا يضمرون حقداً ولا كراهية تدفع الناس دفعا للتمرد، بل على النقيض من ذلك بقي من بقي منهم مفتونا بعشق الوطن وراغباً في العطاء حيثما حل وأينما وضع.
    والنساء الثلاث وفق الترتيب التنازلي لأعمارهن: هن جدتي الحاجة زينب وعمتي هانم وزوجة عمي سعيدة طيب الله ثراؤهن ورفع مقامهن في عليين. ومن الجدير بالذكر أنه مع ظهور فرقة البلابل الفنية في سبعينيات القرن الماضي أطلق الكوميديان النوبي شبرا الغلباوي (المهندس رأفت بتيك) لقب البلابل على النساء الثلاث وذلك لشدة التصاقهن ببعضهن وتناغم الأداء وتوزيع الأدوار بينهن بصورة تكاد تطابق التناغم بين بنات طلسم في روعة الأداء. فلا عجب أن عم لقب البلابل وطغى على أسماء تلك النسوة بين بني جيلي. ومعذرة لبنات طلسم إن نحن استخدمنا لقب البلابل من بعد في التعريف باهراماتنا الثلاث... أوليس أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض؟.
    وتوزعت المهام العسيرة في زمن العسرة بين البلابل وفق ترتيب يراعي عامل السن والمقدارت الذاتية، فالحاجة زينب تولت بدراية الاشراف العام واصدار التعليمات المطاعة فضلا عن مباصرة الميزانية الشحيحة بينما تولت عمتنا هانم بحب واضح أعمال الزراعة المنزلية وتربية الحمام والدجاج والغنم والتخزين المحكم للمواد الغذائية على ندرتها في حين تخصصت زوجة عمي سعيدة في اعداد القراصة وتوابعها... ورغم التكرار الممل لمكونات الوجبة الغذائية التي غالبا ما تحتوي على صحن واحد نادراً ما تتبدل محتوياته طيلة أيام الأسبوع، إلا أن الرضى بما يقدم كان سمة الجميع إلا القلة – غفر الله لهم الجهل بمعاناة البلابل في ايجاد المعدوم- ولو طلب منهم ذلك لعجزوا عن الاتيان بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.
    ولعل الاسهاب في سرد فضل البلابل يعد ضرباً من المستحيل في هذه العجالة وأنّا لنا أن نقوى على حمل تلك الأمانة أو نشمر لها ساعد الجد. لذا فإننا سنخوض بعون من الله وتوفيقه في سرد أمثلة بسيطة من عطاءٍ ضخمٍ لنحيطك علماً أيها القاري الكريم بوجه من وجوه الدين العظيم والارث الثقيل على كاهلي وكاهل كل حلفاوي خرج من رحم تجارب مثيلة لتجربتي وما أكثرهم. ونبدأ بسم الله بزوجة عمي الحاجة سعيدة صالح والتي أمضت جل وقتها ولساعات طويلة من كل يوم من أيام الأسبوع ولسنين عددا ترابط في مطبخ الطوارئ "التكل" المقام من الزنك القديم والمشتعل دوما بحرارة الجو فضلا عن الحرارة المنبعثة من الدخان الكثيف – لرداءة الوقود- وهي تصنع القراصة بصبر وتكرار متواصل سلبها تدريجيا - وبدون علمنا- بصرها وباءت كل محاولات أهلنا لعلاجها في زمنٍ عز فيه المعالج بالفشل.
    أما عمتي هانم فقد تفوقت على خلية النحل بانخراطها في جملة من الأنشطة بغية سد النقص الذريع في العديد من السلع الغذائية الضرورية، فتولت بنفسها انتاج العديد من الخضر وبعض الفاكهه وكثير من الحمام فضلا عن رعاية الأغنام وحلبها في بيئة صحرواية قاسية وفي غياب المدخلات وندرتها وكل ذلك في صبر يفوق الوصف، بل وتفوقت على نفسها حينما ولجت مجال التصنيع الزراعي، وما زال طعم المش البلدي في ذاكرتي إلى يومنا هذا. وإن أنسى لا أنسى مشهد عمتي - من بعد أن تفرقت منازلنا قليلا بعد الزيادة السكانية- وهي تتكئ على عصاة بيد وتحمل زوجا من الحمام بيدها الأخرى وهي خارجة من دارها وميممة شطر منزلنا وقد كاد الهرم أن يهزمها والاعياء أن يقعدها. وعجبت لخروجها من دارها بعد أن لزمته طويلا بسبب المرض، فكان لا بد من متابعتها من على البعد بدون أن تراني وأنا مشفق ومحتار في آن واحد. وكم هزني منظرها وهي تلج من باب منزلنا للتتوقف على مقربة من والدتي ثم تصدر التعليمات باعداد زاد طريق من ذلك الحمام عسى أن يعينني في سفري وكنت قد انتويت السفر في ذاك اليوم طلباً للعلم. وما زال ذلك المنظر يراودني كلما ولجت من باب منزلنا في مواسم العودة للوطن رغم طول العهد بتلك الحادثة.
    والاطعام من جوع وحده لا يكفي في غياب الأمن من الخوف. ولك – يارعاك الله- أن تتخيل كل أنواع الأمن من الخوف في حياة صبي من ذلك الزمان، زمان العنف الأسري والمدرسي وستجد أن الحاجة زينب كانت هي صمام الأمان لنا في كل شقاوة استدعت عقاباً، وما أكثر المرات التي وقفت فيه جدتنا عائقا أمام تنفيذ العقوبة القاسية وحالت بيننا وبين الجلاد. وأحيانا تنقلب الأية من عقاب الى حافز مالي. ومن غير الجدة أقدر على منحك حافز في تلك الأيام العجاف والتي عز فيها المال. وكم أوجدت تلك الحوافز على قلتها الكثير من محفزات الابداع في حياتنا. والأمانة تقتضى أن نشير إلى أن العمه هانم تولت مهمة الأمن بجدارة بُعيد أن لزمت جدتي سرير المرض. ومازال صدي قسمها المغلظ بتربة أبيها وهي تقف سداً منيعا ضد تنفيذ عقوبة الجلد يرن في أذني وقد قُبضنا متلبسين بالسباحة في مياه عميقة أودت بأراوح العديد من بني جلدتي.
    وعليه كان من الطبيعي- وقد نشأنا في يسر مخفف من بعدعسرمغلظ - أن نبذل النفيس والغالي في سبيل الترقى في مدارج العلا عسى أن نحقق فائضاً مالياً يتيح لنا رد القليل من دين البلابل في أعناقنا. ولقد سارت الأمور في ذات المبتغي سنين عددا عند مطلع السنوات الأولى من شبابنا، فكان أن تخرجنا في جامعة الخرطوم وسلكنا دروب الهجرة لبلاد العم سام من بعد التخرج مباشرة وكان المرتجى من بعد التحلي بالعلم جلب العملة الصعبة والهدايا من دولة بُنيت على سياسة السوق عسى أن ندخل البهجة في نفوس أهلنا.
    وتمضى سنين الغربة ببطئ شديد ونحن نُمنى النفس باسعاد البلابل من بعد شقاء مقيم. ولكن .....وآه ... وألف آه من لكن هذه.... تواترت الأخبار الحزينة بانفراط عقد البلابل برحيل الجدة. وبمثل ما كان التعاضد في الحياة كان التعاضد في الرحيل الأبدي... فتوالت المصائب تترى برحيل الجدة فالعمة فزوجة العم وحل الظلام محل الأماني ،،، ولم يجدي الدمع السخين في إبراء الذمة لرجلٍ مثقلٍ من مغرم.
    ولأننا تعلمنا من البلابل في أولى سنوات محنة التهجير كيفية التعامل الايجابي مع النوازل وإن عظمت، أعملنا العقل ومحصنا الواقع عسى ولعل أن نوفق في ايفاء نذرٍ قليلٍ من دين عظيم في أعناقنا. وبقدر عظمة عطاء كل واحدة من نسائنا الثلاث تبلورت فكرة مساندة المرأة النوبية في ساعة العسرة وذلك بتبني ثلاث مشروعات خدمية تسعى جاهدة لتوفير:
    • العلاج للمحتاجات حتى لا تشقى إمراة بمثل ما شقيت زوجتي عمي بفقدان بصرها.......
    • الدعم المالي للأسر الفقيرة حتى لا تكدح إمراة فوق طاقتها بمثل ما اجتهدت عمتي في توفير المعدوم.
    • تزويج الأرامل والمطلقات حتى لا تشقى إمراة بمثل ما شقيت جدتي التي ترملت وابنها دون السابعة.
    ورغم النجاحات والاخفاقات الملازمة لكل مشروع من تلك المشاريع، تظل المحصلة النهائية تذكرني دوماً بعظم المغرم وثقل المحمل على رجل يقف على أعتاب الستين. فعفوك يا كريم وسلام على البلابل وأترابهن في الخالدات.
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de