|
في زمن التدين البلاستيك بوعزيزي سوداني مع وقف التنفيذ/محمد فضل علي..شبكة الصحافة السودانية الكندية
|
في زمن التدين البلاستيك بوعزيزي سوداني مع وقف التنفيذ www.sudandailypress.net محمد فضل علي..شبكة الصحافة السودانية الكندية ارتبط اسم المواطن التونسي محمد الطيب البعوعزيزي بحادثة الانتحار الدرامي امام احد المباني الحكومية في احد المدن التونسية علي خلفية مصادرة مصدر رزقه وعربة كان يبيع فيها الخضر والفاكهة وتعكس هذه الحادثة حالة الغبن المتراكم داخل ذلك المواطن الكادح المكافح الذي فجر بدورة حالة غبن متراكم داخل نفوس الاشقاء التوانسه الذين اطاحوا زعيمهم زين العابدين بن علي ثم تمددت الظاهرة واطاحت في طريقها الرئيس الليبي الذي (ازمن) في الحكم لعقود طويلة حول فيها بلاده واهلها الي حقل تجارب لنظريات ما انزل لله بها من سلطات والي هلوسات اقل ما يمكن ان يطلق عليها انها كانت علي طريقة المثل والوصف الشعبي المعروف سمك لبن تمر هندي علي الطريقة القذافية الكوميدية المعتادة والمعروفة. انتقلت الظاهرة التي ارتبطت في اذهان الناس باسم الربيع العربي الي كبري الدول العربية الشقيقة مصر التي تحولت حياة الناس فيها علي يد ثالث الروساء الذي تعاقبوا علي حكم ذلك البلد منذ قيام ثورة يوليو من عام 1952 الرئيس حسني مبارك الي حياة مع وقف التنفيذ ورهق وشقاء وعناء لم تعرفه مصر طوال تاريخها المعاصر حتي في ذروة المواجهات الكبري واثناء اقتصاد الحرب وطوابير الخبز فقد ظل المواطن المصري في كل تلك الظروف المعروفة موفور الكرامة مرفوع الراس معتد بذاته ومواقفه الوطنية وملتف حول قياداته التاريخية قبل حدوث الردة التدريجية بعد رحيل القائد العربي والزعيم الاممي المؤقر والمحترم جمال عبد الناصر الذي يعرف قدره حتي اعدائة وحدث ماحدث بعد ذلك لان حكام مصر وتونس وليبيا كانوا قد اعتمدوا تماما علي تعاملهم واندماجهم مع الولايات المتحدة في قصة الحرب علي الارهاب لكي توفر لهم امريكا الحماية بطريقة تتحول مع الايام الي حصانة ضد غضب الشعوب المهملة عندما تراكم غضبها بسبب الغلاء والاوضاع الغير انسانية المترتبة عليه. حدث الغضب الشعبي والتغيير في مصر وليبيا وتونس بظروفه وملابساته وتطوراته المعروفة والمجال لايتسع للمزيد من الشرح والتفاصيل كون مادة المقال تتعلق ببلد ليس من بلدان هذا الربيع الكاذب ومواسم الاشواك والدم والثورات المختطفة بواسطة الاقليات الاخوانية النشطة التي حولت الاغلبيات الحقيقية الصامتة واصحاب الحق الاصليين في الثورات والتغيير في البلدان المعنية الي مجرد ضيوف ومتفرجين. قضيتنا في السودان لاتختلف عن قضايا الاخرين في عناوينها الرئيسية بل في التفاصيل وعليها ذيادة ان السودان ظل وعلي مدي ربع قرن اسير لنظريات غريبة وحقل تجارب لاجيال متعاقبة من الاخوان المسلمين منذ اليوم الاول لانقلابهم العسكري في 30 يونيو عام 1989 وحتي اليوم. تدهورت احوال السودان بصورة تكفي لتفجير مليون ثورة وغضب منذ ذلك التاريخ ولكن ذلك لم يحدث وسيطول الحديث عن الاسباب التي كرست ذلك الواقع الغريب باسم الدين وشريعة الاسلام ورب العالمين. وسيحتاج الحديث عن ماحدث خلال مايقارب الربع قرن من الزمان للسودانيين علي يد حكم الاخوان الي مجلدات واطنان من الورق والصحائف لشرح التفاصيل ويكيفينا من الامر العناوين الرئيسية للماساة الانسانية الغير مسبوقة في بلادنا وضياع وحدة البلاد والهجرات القسرية والطوعية وانفراط الشمل وانهيار منظومة القيم والسلام الاجتماعي بطريقة تتصادم مع كل مقاصد الدين وشرائع رب العالمين. من ضمن الاشياء التي تراجعت ضمن مجموعة من الاشياء التي تراجعت في السودان الاخواني قيم الرحمة والتكافل التي كانت تميز سلوك اهل السودان اينما كانوا في الغربة او داخل حدود بلادهم في المدن او الريف وحتي في الصحاري والسهول وسفوح الجبال كل يعطي حسب طاقته وجهده وظلت عجلة الحياة تدور علي هذا الاساس بعيدا عن تاثيرات الحكم ومتغيرات السياسة عندما كان التكافل الطوعي الذي لاياتي تكلفا من ثوابت المجتمع السوداني منذ ان قامت الدولة السودانية وخلال سنين الاستعمار ومن بعدها سنين الحكم الوطني ولكن اليوم امر اخر فقد بلع العسر والرهق بالناس درجة فوق طاقة واحتمالات البشر والنفس البشرية التي خلقها الله مصممة علي الضعف وبطاقة تحمل محدودة ومابعد ذلك تكون الانهيارات والفتن وامور لم نعتادها في بلدنا السودان. عرضت مواقع الميديا الاجتماعية السودانية المعروفة في المهجر قبل ايام قليلة مشهد درامي فريد لطفل تسلق سطح احد اعمدة الكهرباء الطويلة والمتعددة الاستعمالات في العاصمة الخرطوم مهددا بالانتحار علي خلفية عدم وجود المال اللازم لشراء الدواء لوالدته المريضة كما جاء في مقال علي مواقع (الراكوبة) السوداني اورد كاتبه بطريق الخطاء ان الطفل المعني قد لقي حتفه بعد سقوطه وهو ما اتضح عدم صحته لاحقا وقد فاقم هذا الامر في بداياته حزن الملايين الذين تفرجوا علي تفاصيل هذا المشهد بطريقة حية في الشريط المرفق وكانت لحظة لاختبار لايحتاج الي اختبار اصلا عن مدي الوحدة العاطفية وتراحم الناس وقيمهم التي اصبحت اليوم مع وقف التنفيذ نسبة للظروف المعروفة التي تعيشها البلاد وبسبب تباعد المسافات وغموض اوضاع البلاد الراهنة ومستقبلها الذي اسلم تماما للمجهول حيث لم يتبقي امام الناس وحتي اشعار اخر الا رحمة الله ولطفه الجميل والمنشود والمنتظر في ان يعوض صبر اهل السودان الطويل خيرا. ولكن ومع ما كل ماسلف ذكره سيظل الخير وقيم النجدة والمرؤءة في اهل السودان الي يوم الدين وقد اظهر المشهد الدرامي المصور طفل سوداني اخر يعرض حياته للخطر ويستميت حتي اخر اللحظات في محاولة لانقاذ الطفل الاخر من الانتحار وسط صيحات الناس ومشاهد البكاء والتوسل احيانا والانهيار في بعض الاحيان ونهاية المشهد باللطف الجميل وسقوط الطفل المعني بين ايادي الحاضرين وقلوب الملايين الذي شاهدوه لاحقا ختاما تبقي الدروس والعبر لكل من يهمهم امر السودان من الحكومة الفاشلة والمعارضة المعطوبة والاغلبية الصامتة من المواطنين.
لقد كادت قصة البوعزيزي التونسي ان تعيد نفسها في السودان اذا لقي هذا الطفل مصرعه في ظل ظروف الاحتقان والازمة السياسية الصامتة الراهنة والخطيرة في السودان في ظل حالة العسر والغلاء والحياة الشبة مستحيلة لقد سلمت الجرة الي حين معشر الحاكمين وبعض المعارضين ولكن ابقاء الوضع علي ماهو عليه اكثر من ذلك واستمرار المناورات السياسية علي قاعدة الترضيات الجزئية لبعض المجموعات وترقيع المواقف واستمرار سياسة رزق اليوم باليوم سيكون امر من ربع المستحيل. روابط لها علاقة بالموضوع: http://www.youtube.com/watch?v=VBgKY7p6XC8
|
|
|
|
|
|