|
في ذكرى ميلادك يا وردي يا رائع يا جميل بقلم :بدرالدين حسن علي
|
معظم الأسماء المشهورة المعروفة عالميا مولودون في19 يوليو ، ومعظم الأحداث العالمية حدثت في 19 يوليو ، كل ذلك لا أريد التعليق عليه ، كما لا أريد التعليق على تاريخ ميلادي ولا التعليق على إنقلاب هاشم العطا ، أريد فقط تذكر تاريخ ميلاد الراحل المقيم محمد وردي المولود في 19 يوليو . أتذكر الآن وبعد مضي نحو نصف قرن على تلك اللوحة الرائعة للفنان التشكيلي الراحل المقيم فينا الفنان التشكيلي ميرغني الأمين .. ذلك المبدع المتمرد المنتمي إلى شعبه ووطنه لدرجة الذوبان في طينه ورماله ، فعلى خلفية زرقاء صافية رسم حروف " وردي " على هيئة طيور بيضاء ترفرف بأجنحتها في عنان السماء حمائم للسلام ، وبلوحته تلك أخرج لنا قصيدة تشكيلية كقصيدة الطيور المهاجرة للشاعر السوداني الكبير صلاح أحمد إبراهيم ، بل كانت أصدق تعبيراّ عن هذا الفنان النوبي السوداني العربي الإفريقي العالمي محمد عثمان وردي وشدوه الجميل الذي صاحبنا وساعدنا أن نضحك ونغني ونرقص ونتمسرح في هذه الدنيا حتى ونحن في منافي الغربة . وما زلت حتى الآن أسمع وردي كما كنت أسمعه وأنا في الصبا وأصر على ترديد كل أغانيه التي أحفظها عن ظهر قلب ، وما من نشيد إلا وأنشدناه بحماسة تلهب مشاعرنا بحب الوطن وسلامته وأمنه وإستقراره وأزدهاره ، كما احببت ذلك الشاعر العظيم اسماعيل حسن ، أحببته وأنا صغير السن وأنا احادثه كصيق ومستمع لأستاذ . هو فنان مدهش ورائع إلتف حوله كل السودانيين وأصبح رمزاّ وطنياّ ومطرباّ متفرداّ ومتميزاّ .. مسيرته غنية بالعطاء الخالص المتدفق ألقاّ وإبداعاّ .. قدم خلالها عشرات العشرات من أحلى الأغنيات ، والتي إختارها بعناية فائقة لكبار الشعراء .. تفاعل مع كل القصائد بروح فنان يعرف ماذا يريد ويعرف كيف يعبر عما يريد .. ولعل هذا هو السحر الخاص الذي يمتلكه الفنا ن وردي . عندما تقع القصيدة بين يديه يدخل في أحشائها .. يتغلغل في شرايينها وفي كل حروف كلماتها ومن داخلها يفجر تلك الشحنات التي تجعلها قصيدة لوردي وبس كما لو كان هو مؤلفها .. ولم لا .. فليس بالضرورة أن يكون الشاعر هو المؤلف فقد يكون ذلك المتلقي الراهب المتعبد في صومعة الشعر ولهاّ وتيها حتى يفنى فيه .. ووردي شاعر ورسام ومطرب ومغرد ومنشد وموسيقار ومايسترو يعزف على أوتار القصيدة على نحو لا يجود الزمان بمثله إلا مرات قليلة . كم من السنين مرت يا وردي على تلك اللوحة التشكيلية التي رسمها لك الفنان الراحل المقيم ميرغني الأمين ؟ وأين هي الآن ؟ تعلق بها الشاعر الراحل المقيم علي عبدالقيوم ، في تلك اللوحة رأيت شموخك وكبرياءك ، رأيت وردي الذي لم ينكسر في زمن الإنكسار ، ولم ينهزم في زمن الإنهزام ، لم يهادن أو يصالح ، تعامل مع الجميع بذكاء وعقل ووعي . لك مني في مناسبة عيد ميلادك وكل تاريخ حياتك التهاني الخالصة يا رائع يا جميل !!!!،
|
|
|
|
|
|