في ذكرى استقلال السودان يناير 1968 للمرحوم عبدالرحيم الأمين (المعلم)/ فيصل عبدالرحمن علي طه

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 02:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-15-2013, 05:40 AM

فيصل عبدالرحمن علي طه
<aفيصل عبدالرحمن علي طه
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 51

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في ذكرى استقلال السودان يناير 1968 للمرحوم عبدالرحيم الأمين (المعلم)/ فيصل عبدالرحمن علي طه

    تقديم: في يناير 1968 إحتفل أصدقاء المغفور له بإذن الله الإمام عبدالرحمن المهدي بذكرى استقلال السودان بدار حزب الأمة بحي الأمراء بأم درمان. تحدث في الحفل عبدالرحمن علي طه وعبدالله عبدالرحمن نقد الله وأحمد عبدالرحمن المهدي. ولما كان مرض القلب قد اشتد عليه، فقد بعث عبدالرحيم الأمين بكلمة مكتوبة قرأها نيابة عنه عبدالرحمن صالح الطاهر عضو الأمانة العامة للحزب آنذاك. سأورد فيما يلي مقتطفات من هذه الكلمة لفائدتها التاريخية والأدبية. كنت آمل أن أنشرها كاملة ولكن فقرات من النسخة التي في حوزتي قد بليت.
    دكتور فيصل عبدالرحمن علي طه
    في ذكرى الاستقلال تصرم اثنا عشر عاماً ومرت شاحبة كئيبة منذ أن ارتفع علم الاستقلال الذي جاء منحة. وقال كثيرون إنه استقلال لم يدفع السودانيون ثمنه من الدم المراق ولكنهم بدأوا يدفعون هذا الثمن مؤخراً.
    تعود بي الذاكرة إلى يوم من شهر اكتوبر 1946 وكنت عندئذ في عنفوان الشباب استعد للسفر موفداً من كلية غردون لاحصل علي الدكتوراه وأعود استاذاً للغة العربية بها. وكما تقوم الساعة ماجت الأرض فجأة في السودان وجاء الصريخ بأن صدقي باشا قد أعلن في محطة القاهرة بأنه جاء من انجلترا بالسيادة على السودان. وأذكر أنني قضيت ليلتي تلك اتقلب من الهم حتى إذا انبلج الصبح أسرعت إلى الصديقين الاستاذ بشير محمد سعيد والدكتور محمد الحسن أبو بكر فإذا حالهما كحالي. فاجتمعنا بالأصدقاء محمد أحمد محجوب والدكتور عبدالحليم محمد ومحمد إبراهيم خليل وشرعنا في تكوين الجبهة الاستقلالية مع إخواننا في حزب الأمة وفي الحزب الجمهوري وفي حزب القوميين الذي كان يرأسه الاستاذ أحمد يوسف هاشم.
    اجتمعت الجبهة واختارت الأخ محمد أحمد محجوب سكرتيراً لها والدكتور محمد الحسن أبو بكر وشخصي مساعدين له. وانتدبتني الجبهة الاستقلالية مع الصديقين الدكتور عبدالحليم محمد والدكتور محمد الحسن أبو بكر لنحمل للسيد عبدالرحمن المهدي مقررات الجبهة الاستقلالية. ولن أنسى ما حييت كيف لقينا في حديقة داره بالخرطوم وضمنا بحنانه الأبوي السامي إلى صدره الكريم وبارك في أشخاصنا مولد الجبهة التي نذرت نفسها لاستقلال السودان. وكانت تلك فاتحة علاقة بيني وبين السيد عبدالرحمن فقد أحببته حب الأب الرحيم وأكبرته إكبار القائد الزعيم. وخبرته عن قرب في الفترة الحرجة من تاريخ السودان الحديث وهي عشر سنوات ما بين عام 1946 و1956 عام استقلال السودان. فقد تكاثر الأعداء في الداخل والخارج يريدون أن يسلبوا هذا الوطن حريته. واشتبهت الأمور على كثيرين من الناس وزيفت حقائق الأشياء وماج بحر الفتنة. وكنا إذا حزب الأمر نلوذ بحصن الإمام عبدالرحمن فنجده ثابتاً لا تزعزعه هوج العواصف ولا يطيش حلمه إذا خفت أحلام الرجال وتشرق ابتسامته الميمونة فتثبت الثقة في القلوب في ساعات اليأس.
    لقد أتى علينا حين من الدهر في الجبهة الاستقلالية وفي حزب الأمة كنا نحارب فيه أعداء الاستقلال من الانجليز ومن المصريين ومن السودانيين على مختلف أحزابهم وطوائفهم بقيادة الإمام عبدالرحمن. وكنا ننتصر حيناً وننهزم أحياناً. وكان الطريق طويلاً وشاقاً محفوفاً بالصعوبات والأهوال. ولكن إيماننا بالنصر لم يتزعزع قط وثقتنا بالقائد العظيم لم يتطرق إليها الضعف ولا الشك. وكنا نختلف أحياناً ويمتد الخلاف في مجالس الرأي ولكن ما خرج خلافنا يوماً خارج غرف اجتماعاتنا.
    ويسألني بعض الأخوان أحياناً: كيف كان الإمام عبدالرحمن يسير في أصحابه؟ فكنت أقول لهم «إنه كان يسير فينا بأدب القرآن فكان يأخذ العفو ويأمر بالمعروف ويعرض عن الجاهلين». يصل محسننا ويتجاوز عن مسيئنا. وأقص هذا الحكاية شاهداً على كرم خلقه وسوء خلقي. وما حملني على ما فعلت يومئذ إلا بقية من طيش. كان الإمام يتعشى مع أعضاء مجلسه الأعلى في الطابق الثاني. وكان الاجتماع يناقش أموراً خطيرة وكان ذلك في عام 1957. تطرق البحث إلى الحالة العامة في البلاد فتحدثت عن سوء حال الناس وحذرت من خطر يتهدد النظام الديمقراطي بسبب زهد الناس في الدفاع عنه لما أصابهم من خيبة أمل بعد الاستقلال. وتعرضت لضعف الحكومة القائمة وكانت رئاستها لحزب الأمة. وتصدى لي أحد الإخوان عليه الرحمة وكان من أحب الناس إلي بدفاع قوي عن الحكومة أثارني فأعترتني غضبة جعلية ما تزال تعاودني حتى اليوم. فنفضت يدي عن الطعام وهرولت خارجاً نحو السلالم وخرجت. فكان من مكارم أخلاق الإمام أنه لم يشر ولو إشارة عابرة إلى هذه الذلة الكبرى إلى أن فرق الدهر بيننا.
    ومضى الإمام عبدالرحمن عليه السلام وخشينا أن ينفرط عقد الأنصار. وأذكر أن صديقي الشاعر محمد عبدالقادر كرف وأبوه من أبطال شيكان عبر عند موت الإمام عن هذه المخاوف التي كانت تساور الكثيرين منا فقال في مرثيته المشهورة للإمام واصفاً حال الأنصار:
    خفوا بنعشك مسرعين كأنما
    فصموا عرى التاريخ ثم تفرقوا
    فوقفنا دون تردد على بقايا هذا البيت في هذه القصيدة لأن تشاؤمنا بعد موت الإمام عبدالرحمن لم تكن له حدود. وشاء الله أن يهيئ للإمام الصديق من أسباب الزعامة ما جمع حوله القلوب. وألقى محبة الأنصار في نفوس الناس أجمعين فأصبحوا بنعمته إخواناً.
    واليوم نواجه نحن معشر الاستقلاليين هذه النازلة التي نزلت علينا قدراً مقدوراً وقضاءً مسطوراً. وهي الفرقة الحاصلة في صفوف الأنصار وأعضاء حزب الأمة في جميع أنحاء السودان. وقع الخلاف في كل مدينة وفي كل قرية وكل بيت. لا ينكر ذلك إلا جاهل أو مكابر أو ذو غرض. وأنصدعت تلك الكتلة الصماء التي ثبتت على المحن والشدائد وانشطرت قسمين متنافرين. إنقسم بيت الإمام المهدي الذي كان الحصن عند الملمات. فأصبح حالنا اليوم كما قال شاعر آل بيت النبي عليه السلام:
    وكانوا رجاء ثم أضحوا رزية
    ألا عظمت تلك الرزياء وجلت
    لقد شقي الأنصار والاستقلاليون جميعاً بهذا الخلاف لأنه قطع أواصر القربى والمودة في الله والوطن. وفتح الأبواب لكل الطامعين والمتآمرين على استقلال هذا الوطن فسارت من ركابها الأحقاد البدرية ورفعت رؤوسها المطامع الأشعبية. وشمت بمحنة الأنصار قوم سينقلب ضحكهم بكاء إذا ذهب الأنصار.

    ومن عجب أن بعض الحمقى قد التفوا بقطبي هذا الخلاف يوسعون من شقته ويؤججون ناره وهم يظنون جهلاً أن مستقبلهم في دوام هذا الخلاف ناسيين أن هذا الكيان الذي بناه الإمام عبدالرحمن كان لخدمة السودان لا لخدمة أسرة أو فرد فالأشخاص فانون ويبقى وجه السودان. إن هذه القلة التي إندست في الجانبين تشعل نار الفتنة هي العدو ولن تسمح للشمل بأن يجتمع فاعرفوهم فهم العدو.
    أيها الإخوان دعونا نذكر في هذه الذكرى الحزينة إخواناً لكم مضوا إلى ربهم وجادوا بأرواحهم في سبيل الاستقلال في معارك ثورة الإمام المهدي وفي عهد خليفته دفاعاً عن كرامة الوطن وتحت قيادة خلفاء الإمام المهدي الإمامين عبدالرحمن والصديق. واذكروا شهداء مارس وشهداء المولد. واذكروا بالاحترام والاكبار أصحاب الإمام عبدالرحمن الذين ساروا تحت لوائه ونصروه حتى حققوا لهذا الشعب الحرية. فإلى الراحلين والأحياء من رجال حزب الأمة نتقدم في يوم الذكرى هذا بتحيات الإكبار والمحبة وعرفان الجميل. وستظل اسماؤهم جميعاً باقية ما بقي هذا الوطن والسلام على الإمام عبدالرحمن في الخالدين.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de