|
في بيتنا داعش..!! بقلم عبدالباقي الظافر
|
10:29 PM Jul, 02 2015 سودانيز اون لاين عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
زارنا قبل أسابيع في صحيفة التيار مواطن سوداني ساردا تجربته مع داعش ..شيخ مصطفى في منتصف العقد الخامس..في ذات مساء متأخر كان الشيخ في طريقه لمسقط رأسه في ولاية الجزيرة ..الوقت كان متأخرا فلم يجد مصطفي راحلة تاخذه إلى أهله..في لحظة اليأس هذه اقترب منه شاب وسيم تبدو على وجهه معالم التدين..عرض الشاب على الشيخ فضل زاد يحمله الى أهله..وافق شيخ مصطفي على خيار الرفقة الطيبة. مازال الشاب يبحث عن مدخل لعالم شيخ مصطفى..في منعطف صرخ الشيخ " يامكاشفي القوم"..هنا بدأت رحلة تجنيد شيخ كبير..عبر هذا الباب عرض الشاب الوسيم فكر الدواعش..عرض الشاب على الشيخ جنة في الدنيا عرضها مساحة دولة الاسلام في الشام..كان الشاب يقدم كل مطلوبات الحياة الدنيا مقرونة بأجر الآخرة ..قال له ان كنت تريد المال فكل مدينة تسقط فتعتبر ثروات أهلها من الغنائم..السبايا الجميلات اللائي يوقعن في الأسر معروضات في طرف السوق لمن يرغب أو يدفع .. العطاء الجهادي وفقا للحالة الصحية..الكبار في الصفوف الخلفية يصنعون الطعام ويعتنون بالجرحى . لم يمضِ الشاب مباشرة الى أهله بل دلف إلى قرية الشيخ كداعية .. بعد اسابيع كان الشاب قد تمكن من تجنيد عدد الشباب ليعينوه في قتال الكفار في أرض الشام ..أحد المجندين توفي لاحقا في أرض المعركة... قبل ايام فوجئت البلاد بفوج جديد من الطلاب والطالبات يغادر الى حيث تنظيم دولة الاسلام..معظم الطلاب المغادرين يحملون جوازات أجنبية وبعضهم من أسر معروفة ..البعض حاول أن يحمل إحدى الجامعات الخاصة مسؤولية صادر الجهاديين الجدد..الحقيقة ان الجامعة لا ذنب لها سوى انها تحتضن الأصناف الجهادية التي يسهل تصديرها عبر الموانئ الجوية بحكم انهم يحملون جوازات عابرة..لاحقا سيتجه التنظيم الداعشي الى توفير مسارب خروج جديدة لأفواج شعبية تنتظر حظها في القتال وربما يتم تكليف الشباب المتحمس بمهام داخل حدود السودان وهذه ثغرة تحتاج للانتباه. في تقديري ان هنالك عوامل حاسمة في تمدد الفكر القتالي المتطرف..التربة السودانية خصبة لنمو هذه التيارات..إذا سأل احد هؤلاء الشباب أي إمام مسجد لتصنيف اتباع مناهج غير أهل السنة لكانت الإجابة حاضة على العنف الديني..أما إذا كان السؤال عن غير المسلمين لرد ذات الإمام لا تضيع الوقت في طلب الفتوى وأمضِ الى قتالهم ..العامل الثاني ان الوسائط (الميديا )الجديدة جعلت الأفكار يتم تناقلها بوسائط غير خاضعة للمهنية.. ابتعاد الآباء عن مفاصل حياة أبنائهم بسبب الاجتهاد في سبيل توفير لقمة العيش جعل الجيل القادم يعيش في عالم افتراضي واسع جداً ..مثل هؤلاء الشباب خياراتهم تتوسع ما بين القتال أو الوقوع في براثن المخدرات ..كل ذلك والأسرة نائمة في العسل. بصراحة ..بلادنا تواجه حربا صعبة..تجاوز المنعطف يقتضي إتاحة مزيد من الحريات حتى يفرج هؤلاء الشباب عن طاقاتهم المتفجرة ..هؤلاء الشباب هم ضحايا لا جناة..ضحايا فكر ديني يحتاج لإعمال مزيد من التجديد حتى يتعايش مع الآخر .
أحدث المقالات
- جداريات رمضانية (10) بقلم عماد البليك 07-01-15, 02:16 PM, عماد البليك
- ذكرى عملية العنف المسلح 1989 (1) لماذا لا تحكم الجبهة القومية الاسلامية.. وماذا بعد حكمها..!! عرض:م 07-01-15, 02:14 PM, محمد علي خوجلي
- حتى لا نصبح كلنا داعشيون الجهاد ليس أصل قى الاسلام بقلم عصام جزولي 07-01-15, 02:13 PM, عصام جزولي
- أطربتني أغنيات أستاذنا الكابلي في اغاني وأغاني بقلم صلاح الباشا 07-01-15, 02:11 PM, صلاح الباشا
- الظل المتسكع نص شعري (من وحي عمل تشكيلي وحفريات أخري) بقلم الحاج خليفة جودة - سنجة 07-01-15, 02:10 PM, الحاج خليفة جودة
- اخر مناصب الرئيس وماذا بعد..؟؟!! بقلم سميح خلف 07-01-15, 02:08 PM, سميح خلف
- ربع قرن.. بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 07-01-15, 11:28 AM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- جرائِمْ الكراهِيّة والعُنف المُعرقنْ – الجُرح الغائِر فِى قلُوب الملايين – الطُغيان والإضْطهاد والقه 07-01-15, 11:25 AM, حماد سند الكرتى
- دعوة بنسودا باعتقال البشير وآخرين تضع مصداقية مجلس الأمن على المحك بقلم الصادق حمدين 07-01-15, 11:23 AM, الصادق حمدين
- ... حديث الترابى حياة مابعد الموت ... وجدلية الروح والجسد ( 2 ) بقلم ياسر قطيه 07-01-15, 11:21 AM, ياسر قطيه
- د.الترابي انها بلادنا وليست ارض (شفتة )!! بقلم حيدر احمد خيرالله 07-01-15, 11:19 AM, حيدر احمد خيرالله
- الإعلان هو الذى يقتل أوّلاً، أمّا الرصاصات، ففيما بعد !. بقلم فيصل الباقر 07-01-15, 01:31 AM, فيصل الباقر
- للوصول بسفينة السودان إلى بر الحل الديمقراطي بقلم نورالدين مدني 07-01-15, 01:21 AM, نور الدين مدني
- اِنهيار الدبلوماسية في السودان بين .. الهروب والدموع بقلم عبدو حماد 07-01-15, 01:18 AM, مقالات سودانيزاونلاين
|
|
|
|
|
|