|
في القدس حرب دينية د. فايز أبو شمالة
|
كما أن الشمس لا يحجبها غربال، فإن ما يجري في القدس هو حرب دينية بما تعنيه الكلمة من معني، ولا علاقة للاقتصاد أو تنمية رأس المال أو غلاء الأسعار أو البطالة بكل ما يجري في القدس من صدام بين المسلمين واليهود.
في القدس حرب دينية يخوضها الفلسطينيون القابضون على دينهم الإسلامي، ضد الصهاينة الذين يدعون أنهم يبعثون من تحت رماد الزمن دينهم اليهودي، في القدس حرب دينية محور صراعها الآني المسجد الأقصى؛ الذي يعمل اليهود على إزالته عن الوجود، زعماً بأن المسجد الأقصى مقام على المكان المقدس نفسه لدى اليهود، ولا تكتمل أركان الدولة اليهودية إلا ببناء الهيكل المزعوم بدلاً من المسجد الأقصى.
ما سبق من حقائق على أرض فلسطين يحاول بعض العلمانيين اليهود والعرب طمسها، ويتفق كلاهما على أن الذي يجري على أرض فلسطين هو نزاع حدودي بسيط، وخلاف يحل من خلال المفاوضات، والتنازلات المتبادلة، ومن هذا المنطلق حذرت وزيرة القضاء الإسرائيلي تسيبي ليفني من أن يتحول الوضع المتأزم في مدينة القدس المحتلة هذه الأيام من نزاع قومي مع الفلسطينيين إلى نزاع ديني مع العالم الاسلامي بأسره.".
اليهودية تسفي لفني تحذر أهلها من جر دولتهم إلى نزاع مع العالم الإسلامي بأسره، وذلك واجبها، ومن حقها أن تخاف على دولتها، ولكن ما مصلحة أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح السيد أمين مقبول، حين يقول: نحن أمام استفزاز إسرائيلي وتصعيد غير مسبوق لجرنا إلى انتفاضة جديدة وحرب دينية وعنف!!!
فهل صارت الحكمة لدى السلطة الفلسطينية أن لا نواجه اليهود في القدس، ونتركهم يهودون المقدسات الإسلامية كما يحلو لهم، بحجة عدم جرنا إلى انتفاضة جديدة؟ وهل تهويد القدس، وهدم الأقصى، وتأسيس جبل الهيكل اليهودي لا يعني حرباً دينية لدى رجال السلطة؟
هل المدينة الإسلامية المقدسة مجرد قطعة أرض، والمسجد الأقصى مجرد حجارة صماء، لا يستوجب أن تنجر السلطة من أجلها إلى انتفاضة، وحرب دينية، وعنف؟!
القيادي أمين مقبول لم يكتف بذلك، ففي الوقت الذي دعا فيه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية إلى عدم الانجرار إلى الانتفاضة من أجل القدس، دعا سكان القدس، وأكناف القدس إلى التصدي لقطعان المستوطنين والصمود!!!
فكيف يكون ذلك أيها القائد؟ كيف تختبئ الضفة الغربية من المواجهة، وتحتمي بالهدوء والسلام مع المستوطنين، في الوقت الذي يواجه فيها سكان القدس قدرهم؟ وهل القدس صارت تخص المقدسيين فقط؟ هل صارت مدينة رام الله تخص سكان رام الله وحدهم دون غيرهم، وصارت مدينة نابلس دولة مستقلة، لا حدود لها مشتركة مع القدس، وهل صارت غزة ناشز؟ أي تمزيق للوطن هذا؟ وأي قوة إضافية تقدمونها لليهود ليمارسوا المنكر بحق المسلمين؟
القدس يا قيادة السلطة الفلسطينية، القدس هي أمة المسلمين كلهم، والقدس هي أمة العرب كلهم، والقدس هي كل فلسطين، ومن لا يغضب للقدس، من لا تثور كرامته للأقصى لن تنتفض رجولته حتى إذا رأي زوجته عارية في حضن يهودي، سيقول: لن ننجر إلى انتفاضة.
|
|
|
|
|
|