|
فضيلي جماع : في جبال النوبة : هذه حرب إبادة بكل المقاييس ! بقلم ايليا أرومي كوكو
|
00:05 AM Aug, 09 2015 سودانيز اون لاين ايليا أرومي كوكو- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
mailto:[email protected]@hotmail.com
فضيلي جماع : في جبال النوبة : هذه حرب إبادة بكل المقاييس ! ما قالته منظمة العفو الدولية الأسبوع الماضي عن (حرب الإبادة في جبال النوبة) .. قلناه بالحرف قبل عام ونصف العام في (حريات) ومواقع أخرى. نعيد نشر المقال لفضح صمت ما يعرف بقبيلة المثقفين السودانيين وساسة زمن الحيرة! في جبال النوبة : هذه حرب إبادة بكل المقاييس ! قال الشاعر الدجاغي العظيم رسول حمزاتوف مخاطباً جموع كتاب آسيا وأفريقيا في (ألما أتا) في الستينات – وكانت حرب فيتنام في أوجها ( أنتم يا أدباء آسيا وأفريقيا أمام خيارين إثنين فقط : إما أن تقفوا مع أطفال فيتنام ، وإما أن تقفوا مع قتلة أطفال فيتنام) ! ونعرف أن الضمير العالمي كله وقف إلى جانب أطفال فيتنام ، وهزمت آلة الدمار الأمريكية شر هزيمة. ولعلي أقتبس مضمون ما قاله حمزاتوف وأبعث به لجموع المتعلمين والمثقفين والأدباء في سودان اليوم قبل فوات الأوان، فالتاريخ لنا بالمرصاد. الصمت لا ينفعكم ، وليس من طريق وسط فيما نحن فيه: فإما أن تقفوا مع أطفال جبال النوبة ، وإما أن تقفوا مع قتلة أطفال جبال النوبة! هل الذي تقوم به الآلة العسكرية لنظام الخرطوم الفاشي – وطيرانه الحربي خصوصاً – منذ سنوات في جبال النوبة يمكن أن يجد تسمية غير حرب الإبادة؟ ودون أن نغرق في وحل القواميس في تعريف مصطلح “إبادة” أود أن أقول إن هذا المقال يرمز للمعنيين: التعريف السياسي المحدود وهو القتل المنظم لشعب بأسره ! والكلمة استخدمت أول مرة في إشارة إلى محاولة النازيين القضاء على اليهود خلال الحرب الثانية. ثم برزت إلى الخارطة السياسية مرة أخرى في إشارة لحرب الصرب ضد مسلمي البوسنة وكذلك الحرب الإثنية في رواندا عام 1994 حيث قضى الهوتو على آلاف التوتسي. كما إن حرب نظام (الإنقاذ) على شعب دار فور استحقت دولياً حيازة مصطلح (إبادة Genocide) بما خاض فيها من فظائع. وحين نتحدث عن الحرب في جبال النوبة فإننا نضيف إلي المعنى السابق معنى آخر يدخل في مشتقات الكلمة وتفسيرها من حيث علم دلالات الألفاظ (semantics) .. فالإبادة في حرب الإسلامويين في جبال النوبة سعت منذ 1991 إلى إبادة شعب الجبال إبادة جماعية (الموت حرباً مضافاً إليها التهجير من الموطن إلى ما عرف بمعسكرات السلام..بحيث يتم إفراغ المنطقة من أهلها!) ..وفي نفس الوقت تستمر آلة الدمار في حربها الضروس بقصد إنهاك المواطن وجعل الحياة في موطن آبائه وأجداده غير ممكنة! وهذا ما عرف حديثاً ب(الإبادة عن طريق الإنهاك Genocide by attrition – وشاع المصطلح بالإنجليزية ليصبح مرادفاً للأول.
ولعل صموئيل توتين في سفره القيم (حرب الإبادة بالإنهاك : جبال النوبة السودانية) قد رصد الحالة الإنسانية هناك رصدا جيدا بما قام به من حوار أعطى فيه المواطن البسيط فرصة ان يصف المأساة بلغته ومن رؤاه دون تلقين. بحيث نقرأ كيف أن هدف النظام هو إفراغ الأرض من أهلها بإنهاكهم حرباً وتجويعاً . وأركان النظام الحالي – وهو نظام يفصح عن عنصريته كل ساعة من ساعات اليوم – قام بتطبيق نظرية الإبادة بالإنهاك والحرب معاً في دار فور (طائرات ودبابات ومليشيات جنجويد) قبل أن تفضحه المنظمات الحقوقية ومن ثم يكشر المجتمع الدولي عن أنيابه ! وتراجع أكثر حين دخلت مقاومة أبناء دار فور الملعب لتقابل الرصاصة بالرصاصة! نقول إن النظام حشد منظماته الإسلاموية بعد 1992 في الجنوب وفي جبال النوبة لتقوم بدور هو أبعد ما يكون عن الغرض الإنساني النبيل. كانت “منظمة الدعوة الاسلامية” و”الموفق الخيرية” و”البر العالمية” و”نضال الجهاد” قد بدأت برامجها الأيديولوجية تحت ما عرف بالنداء الشامل الذي أطلقه النظام – ولعلم القارئ فإن كل هذه المنظمات أجنبية ولا تمت للسودان بصلة! كان هدفها إقامة ما عرف بقرى السلام وجلب الطعام إليها بعد أن يضرب النظام القرى الآمنة بالطيران ! لكن الخارطة على الأرض تغيرت بعد نيفاشا.. وبصورة أكبر بعد قيام الجبهة الثورية السودانية بإفشال كل محاولات النظام التقدم شبرا في عمق جبال النوبة. فما كان من النظام الفاشي في الخرطوم إلا أن يعمد إلى استخدام الطيران وضرب القرى وتشريد أهلها. إن الحرب التي يشنها نظام الإنقاذ في جبال النوبة منذ سنين هي حرب قصد بها: إبادة شعب عن طريق القتل المنظم (حرب قصد بها ألا تنتهي) ! إضافة إلى إنهاك هذا الشعب بحرق قراه ومزارعه (وهو أمر على مدار اليوم تقوم به طائرات الأنتينوف). وهذا يعني أيضاً إضعاف هوية هذا الشعب وطمسها. ما ينبغي أن يعيه النظام العنصري الحالي في الخرطوم هو أنّ المقاومة الجبارة لآلته العسكرية اليوم تجيء من أبناء الشعب الذي أراد إبادته وطمس هويته. ومما يعطي الأمل بانتصار هذا الشعب الأصيل أنّهم اختاروا “الكراكير” و”الكهوف” مأوى ليظلوا في تراب الآباء والأجداد بدلاً من هجرانها رغم قساوة الظروف. أختم بما بدأت به: يا مثقفي وأدباء ما تبقى من السودان ، أمام ناظركم شعب دحر على الأرض الآلة العسكرية لنظام الخرطوم الفاشي ، ليلجأ النظام إلى طائرات الأنتينوف لإبادته على مدار الساعة. إن النظام يلفظ أنفاسه الأخيرة بكل نظريات علم الإقتصاد السياسي. لكنه ينفث غله وحقده على شعب رفد الجندية السودانية عبر تاريخها بأصلب المعادن وساهم في ثقافة الوطن بنصيب وافر من الفولكلور الأفريقي الراقي وله مساحة من الأرض هي أحد كنوز ما تدخره بلادنا لاقتصادها عند الحاجة. أخرجوا من صمتكم أيها المثقفون والأدباء واسمعوا المجتمع الدولي صوتكم لنصرة شعب جبال النوبة. فأنتم لا خيار لكم: إما أن تقفوا مع أطفال جبال النوبة أو أن تقفوا مع قتلة أطفال جبال النوية!
فضيلي جماع mailto:[email protected]@yahoo.com
أحدث المقالات
- هل يمكن إصلاح دولةٍ مُختطفة بقلم صلاح جلال 08-08-15, 07:20 PM, صلاح جلال
- شروط جديدة للبنك الدولي.. تحت التجربة!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-08-15, 07:18 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- الرجولة السياسية هي ماضي الإتحاديين لكنها مُتَشَدَقات حاضِرِهم !!! بقلم محمد عصمت يحي 08-08-15, 07:16 PM, محمد عصمت يحي
- الشهيد الدكتور جون قرن .. سيرة عطرة ومسيرة لم تكتمل !! بقلم أحمد ويتشي 08-08-15, 07:13 PM, احمد عبدالرحمن ويتشي
- هل تتحسن اوضاع الشعب الايراني باطلاق امواله بعد الاتفاق النووي ؟؟ بقلم صافي الياسري 08-08-15, 07:11 PM, صافي الياسري
- المطلوب منَّا ومنْ إيران؟ بقلم صالح القلاب 08-08-15, 07:10 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- قناة السويس والإنذار الروسي بقلم د. أحمد الخميسي 08-08-15, 07:09 PM, أحمد الخميسي
- لا ندم في الخرطوم .. ودموع تماسيح في انجمينا بقلم احمد قارديا خميس 08-08-15, 07:06 PM, أحمد قارديا خميس
- ساعة إعتقال البشير في نيويورك آتيةٌ لاريب فيها بقلم مصعب المشـرّف 08-08-15, 03:59 PM, مصعب المشـرّف
- يسن عمر الامام ,اخجل ان احدث الناس عن الاسلام! بقلم حسن البدري حسن - المحامي 08-08-15, 03:55 PM, حسن البدرى حسن
- حصاد المشروع الحضاري, انما هي بضاعتكم ردت أليكم بقلم المثني ابراهيم بحر 08-08-15, 03:50 PM, المثني ابراهيم بحر
- فيم الحيرة أيها الوالي ؟ |إنها تكليف (1) بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 08-08-15, 03:49 PM, سيد عبد القادر قنات
- إعفاء الفريق محمد عطا،، وتعين اللواء محمد مختار بدلاً عنه بقلم جمال السراج 08-08-15, 03:46 PM, جمال السراج
- عندما ينهزم الإعلام المهني..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-08-15, 03:43 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- سلوكنا الثقافي مشترك في اشاء كثيرة ,هو اقوي دليل علي وحدتنا بقلم عبد الباقي شحتو علي ازرق 08-08-15, 03:42 PM, عبد الباقي شحتو علي ازرق
- حل ازمة مياة ولاية الخرطوم: بقلم محمد النور ابراهيم - السويد 08-08-15, 03:39 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- لا حلول سياسية بعد حديث البشير ل"الجالية السودانية" في نواكشوط!! بقلم: احمد قارديا 08-08-15, 03:38 PM, أحمد قارديا خميس
- المشروع الإيراني والعواصم الأربع! بقلم محمد الرميحي 08-08-15, 03:36 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- الدين/الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب الجزء الرابع بقلم محمد الحنفي 08-08-15, 03:34 PM, محمد الحنفي
- المجد للشهيد الرضيع علي دوابشة بقلم سري القدوة 08-08-15, 03:33 PM, سري القدوة
- فنجان قهوة سادة مع ناصر اللحام بقلم د. فايز أبو شمالة 08-08-15, 03:31 PM, فايز أبو شمالة
- لظّلم الصّارخ في سوسيـــا بقلم: : أ.د. ألون بن مئيـــــــــــــــــــر 08-08-15, 03:30 PM, ألون بن مئير
- حرمان الشعب الفلسطيني من حق الدفاع عن النفس بقلم نقولا ناصر* 08-08-15, 03:28 PM, نقولا ناصر
- تاييد مشروط باقامة العدل للسيسى وطلبات الاقباط قبل زيارة بوتين لمصر بقلم جاك عطالله 08-08-15, 03:26 PM, جاك عطالله
- السيسى وجحا والحمار بقلم رفيق رسمى 08-08-15, 03:25 PM, رفيق رسمى
- مشيرة...الخطيرة......... بقلم توفيق الحاج 08-08-15, 03:23 PM, توفيق الحاج
- ((اللعنات تتوالى على الأرض بسبب مُوالاة بني إسرائيل)) بقلم رحاب أسعد بيوض التميمي 08-08-15, 03:21 PM, رحاب أسعد بيوض التميمي
- مع مارسيل خليفة في بيت الدين بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 08-08-15, 03:20 PM, مصطفى يوسف اللداوي
- أين غزة من جريمة حرق عائلة دوابشة؟ بقلم د. فايز أبو شمالة 08-08-15, 03:19 PM, فايز أبو شمالة
- الدين والعقل تحليل الجذور لتجاوز الواقع الراهن تشريح جانب من الأزمة بقلم جمال ادريس الكنين 08-08-15, 02:49 PM, جمال ادريس الكنين
- هذا أو الانتفاضة! بقلم عثمان محمد حسن 08-08-15, 02:44 PM, عثمان محمد حسن
- مرحباً بساندوتش الطعمية وداعاً للبيرقر!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 08-08-15, 02:42 PM, فيصل الدابي المحامي
- السودان وسنوات التيه بقلم شوقي بدرى 08-08-15, 02:40 PM, شوقي بدرى
- الانقاذ.. اعادة تدوير الاستهبال بقلم حيدر الشيخ هلال 08-08-15, 02:38 PM, حيدر الشيخ هلال
- الصادق المهدي يعلن من لاغوس إن الإسلام دخل افريقيا قبل دخوله المدينة المنورة؟ الحلقة الثانية 2-5 08-08-15, 04:46 AM, ثروت قاسم
- (وإلا ماحتكون داعش فقط)!! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-08-15, 04:40 AM, حيدر احمد خيرالله
- من أجل سموات آمنة: دور الطقس في حوادث الطائرات : ايربص السودانية A310والفرنسية A330نموذجا بروفيسور 08-08-15, 04:38 AM, بروفيسور محمد الرشيد قريش
- النزاعات القبلية وصلت الخرطوم بقلم نورالدين مدني 08-08-15, 04:36 AM, نور الدين مدني
- أمهات قتلي دارفور لوالدة البشير: لا لموت ابني.. ليحيا ابنك.. ناشطون يطلقون علي عيد الحركة "يوم أم ال 08-08-15, 04:34 AM, أحمد قارديا خميس
- مدمعي الوكاف قصيدة على نسق الحقيبة...شعر: الطيب النقر 08-08-15, 04:32 AM, الطيب النقر
- كيف يدعم الرئيس اوباما الرئيس البشير بالمغتغت ؟ بقلم ثروت قاسم 08-08-15, 04:29 AM, ثروت قاسم
- باشا وأبواب الشوارع - قصة قصيرة بقلم الحاج خليفة جودة - سنجة 08-08-15, 04:27 AM, الحاج خليفة جودة
- جامعة كردفان الإقطاعيه المنسيه و ( تخريج البلاوى والأزمات ) بقلم ياسر قطيه 08-08-15, 04:25 AM, ياسر قطيه
- إختطاف الحوار.. كيف؟!!بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-08-15, 04:22 AM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- الوُد بين عمر البشير و عبدالفتاح السيسي بقلم عثمان محمد حسن 08-08-15, 04:20 AM, عثمان محمد حسن
- منصور عبدالقادر البطل المكلل بالتبجيل بقلم محمد بركة محمد 08-08-15, 04:18 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- البدينقا والمحجان .. بقلم شوقى بدرى 08-08-15, 00:27 AM, شوقي بدرى
- السعودية و ترويض نظام الإنقاذ دون مقابل بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن 08-08-15, 00:23 AM, زين العابدين صالح عبد الرحمن
- أفريقيا لم ولن يتقدم أبداً بوجود هؤلاء ، والرئيس أوباما ينفخ في قربة مقدودة.. بقلم عبدالغني بريش فيو 08-08-15, 00:21 AM, عبدالغني بريش فيوف
- مهمة صعبة ومعقدة لكنها ضرورية بقلم نورالدين مدني 08-08-15, 00:19 AM, نور الدين مدني
- الإسلام السياسي و التطرف الديني (قراءة أولى و محاولة للفهم) بقلم د.أحمد عثمان عمر 08-08-15, 00:18 AM, د.أحمد عثمان عمر
- بعد عشر سنوات على رحيله بمناسبة 30 يوليو جون قرنق الرقم الصعب سودانيا ، إقليميا ودوليا 08-08-15, 00:16 AM, بدرالدين حسن علي
- كيف نواجه الفكر المتطرف؟ بقلم د. أحمد عثمان 08-08-15, 00:14 AM, د.أحمد عثمان عمر
- د.جون قرنق ..عشرة اعوام من الحضور في دفتر الغياب بقلم المثني ابراهيم بحر 08-08-15, 00:11 AM, المثني ابراهيم بحر
- القُروض المُيسَّرة والإحتياطي النقدي بقلم بابكر فيصل بابكر 08-08-15, 00:09 AM, بابكر فيصل بابكر
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جماع : في جبال النوبة : هذه حرب إبادة (Re: ايليا أرومي كوكو)
|
الأخ الفاضل / ايليـــا أرومــي التحيات لكم وللقراء الكرام لا أحد من السودانيين المثقفين يريد تلك الحروب التي تجري في جبال النوبة أو في أي مكان في السودان إطلاقاَ ،، وكل أفراد الشعب السوداني يتمنون أن يسود السلام والأمن في جميع مناطق السودان ،، ولكنك بصورة مراوغة غير منصفة تتهرب من أسباب تلك الحروب المدمرة من أساسها في ساحات جبال النوبة ،، وبدلاَ من ذلك تخوض في تفاصيل المجريات التي تدور في تلك الساحات ،، من حروب الإبادة الجماعية ،، ومن تلك المعاملات الوحشية ،، والمحارق والتطهير العرقي ،، وتجتهد كثيراَ في تجسيد تلك الصور المظلمة ،، والقراء الذين تخاطبهم يملكون العقول ويعرفون الكثير عن تلك الإحداثيات ،، والسؤال الهام الذي يفرض نفسه هو : لقد عاشت مناطق جبال النوبة لآلاف وآلاف السنين في سلام وأمن وأمان فما الذي طرأ حتى اشتعلت تلك الحروب ؟؟؟ ،، وبالتأكيد فإن تلك الحروب لم تشتعل من تلقاء نفسها ،، ولكنها اشتعلت حين قامت فئات من أبناء جبال النوبة وحملت السلاح في وجه السلطات لتحقيق مطالب تخص مناطق جبال النوبة ،، وهنا لا أحد ينكر بعدالة تلك المطالب ،، ولا أحد يطلب من أبناء جبال النوبة أن لا يطالبوا بحقوقهم ،، ولكن هنالك طرق كثيرة لتحقيق تلك المطالب دون اللجوء لمنطق السلاح والحرب ،، وما دامت تلك الفئات من أبناء جبال النوبة اتخذت خيار الحرب في تحقيق مطالبها فإذن الحروب هي الحروب ،، والحروب لا تعرف الأخلاقيات ،، وكل تلك الممارسات القمعية التي تصفها من مسميات الإبادة الجماعية والمحارق والتدمير والتصفيات العرقية يدخل في مساوي الحروب في العالم ،، وهي متوقعة ما دامت الساحات هي ساحات اقتتال ومعارك ومكائد ومواجع ،، ولا يتوقع أحد من أبناء جبال النوبة الذين يريدون أن يحققوا مطالبهم بقوة السلاح من المثقفين السودانيين أن يطلبوا من السلطات أن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة التمرد في أي مكان في السودان !! ،، دون أن تواجه الحرب بالحرب ،، ولا يحدث ذلك في أي مكان في العالم ،، فالحروب تعامل بالحروب ،، والقسوة تعامل بالقسوة ،، والشدة تعامل بالشدة ،، وما دامت الحرب هي تلك السيرة المطلوبة والخيار للبعض من أبناء جبال النوبة فلا جدوى من الشكوى بعد ذلك ،، ولا يفيد الكلام كثيراَ عن الإحداثيات التي تجري في الميادين من إبادة جماعية ومحرقة وتدمير ،، وهل يعقل أن تقف السلطات المسئولة في أي بلد في العالم مكتوفة الأيدي وهي تتفرج على فئات تتمرد وتخرج عن الطاعة وتحارب وتصول وتجول وتدمر وتحرق ؟؟،، أي منطق ذلك وأي عقلية تلك ؟؟ ،، والخلاصة إذا أراد أبناء جبال النوبة التخلص من تلك الويلات والحروب المدمرة والإبادات الجماعية فالأمر في أيدي الجماعات التي تحمل السلاح من أبناء جبال النوبة ،، فإذا هي تريد مواصلة تلك الحروب لتحقيق غاياتها وقضاياها فالأحداث جارية والميادين مشتعلة ،، والنتائج في كفوف المجهول ،، وسوف تتواصل تلك الممارسات الوحشية من إبادات جماعية ومحارق وتدمير وخلافها رغم أنف الأطراف المتحاربة ،، لأن الحروب هي الحروب ،، وهي تعني الوبال وتعني الفوضى وتعني الويلات ،، وتعني إدخال الأطراف في كل ألوان الأوجاع التي تؤرق الأجفان ،، في الوقت الذي فيه لا تنفع الشكاوي ولا ينفع البكاء والنحيب من سوء الأحوال ،، وإذا هي تريد أن تخرج من دائرة الحروب فعليها أن تختار الأساليب الأخرى الكثيرة .. ومن تلك الأساليب الجلوس في طاولات الحوار والتوصل لحلول ترضى كل الأطراف .، دون التنازل عن حقوقها الجوهرية .
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|