|
عيد بين ترياق د الفاتح و سم د مامون/أكرم محمد زكي
|
الرسالة الرائعة التي بعث بها الإنسان . . طبيب واخصائي العيون الدكتور الفاتح عمر مهدي وملأت وسائل التواصل الإجتماعي بعد أن تم تداولها بكثافة ، رسم فيها لوحة إنسانية رائعة حملت في أحد الوانها تجربته الخاصة مع مرض السرطان وما يصحب هذا الداء في معظم الحالات من خوف وفزع وربما خجل وقهر . . وفي لون أخر حملت ما تخبئه مشاعر وأحاسيس الطبيب تجاه مرضاه من تعاطف وتأثر بليغين يختبئان خلف وجوه تتسم بالثبات والعزيمة والأمل حتى تبث في المرضى الأمان و الطمأنينة . . فتخفف آلامهم . . وربما تيسر لعلاجهم . . وفي لون ثالث ولمحة عابرة رسم لنا جمال وصدق العلاقة بين الاب المريض والإبن الطبيب وكيف تتأصر أعظم الوشائج بين حرث المستقبل والأيدي التي أفنت وتفانت في زرعه لينمو حلالا طيبا نافعا بارا باهله ووطنه . . ثم كانت اللوحة الرائعة والرسالة السامية التي تبعث بالترياق لكل ما يعترينا من ضيق وهم وكدر ونكد وعدم رضا فتذكرنا بحقيقة وحق فناء الحياة الدنيا الفانية . . وبطلان إستمراريتها وظلمها . . وتذكرنا بعظمة ما ينتظرنا من موعد للقاء الله رب العالمين وأرحم الراحمين وأكرم الأكرمين . . فنحن الذين تقفز قلوبنا وتطير عقولنا فرحا إذا ما بشرنا بموعد مع شخص فان ممن تزينوا بالمال والسلطان . . فما بالنا إذا حانت ساعة لقاء الباقي خالق ومالك كل شيء ذي الجلال والإكرام والذي شرفنا وزكانا حين قال : هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا 43 الأحزاب . . ثم طمأننا وبشرنا حين قال : قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ 53 الزمر
وعلى صعيد آخر يقفز على مشاهدنا ومسامعنا من خلال إحدي القنوات التلفزيونية الفضائية رجل الأعمال والوزير الطبيب مأمون حميدة ليتقيأ علينا ما خفي من مسخ شخصيته . . قال أنه هو وزوجته فلانة يستمتعون بالنقد الموجه له على قهره للشعب بتضييع وهدم ما تبقى من نظام صحي . . بل ويعتبر انه اصبح مصدر الهام وجذوة للكتاب والحركة الثقافية كما هو الحال فى إعتقاده وجبروته أنه المنقذ للمرضي من الشعب والنصير لطلاب العلم . . وذلك بدلا من ان ينتهز المساحة الاعلانية مدفوعة القيمة والتي دائما ما تتاح وتقدم له ولأمثاله ليتواصل مع الشعب . . لكنه لا يفعل سوى أن يصب الزيت الذي اعتصره من أجساد أبناء هذا الشعب . . ويحوله الى رغوة صابون وفقاعات يلهو ويمرح بها هو وزوجته وأهله بينما وقف كحمار الشيخ في العقبة حينما سأله مقدم البرنامج عن سبب تصريحه بأن الضفادع بها بروتينات بكميات كبيرة . . فاستعصى عليه الرد حتى ولو بجملة واحدة مفيدة . . فهو غريزي الدافع والمسعي . . تجده كالأفعى . . لا يفسر أي كائن يتحرك أمامه سوى بأحدى أثنتين : إما أنه فريسة للأكل . . أو للقتل . . وفي كلتا الحالتين ليس لديه ما يقدمه سوى السم في لدغة مميتة.
لقد بينت هذه المقارنة أن الطبيب يمكن أن يكون حكيما وأديبا وهو لا يدري . . ويمكن ايضاً أن يكون أحمقا و عبيطا . . وهو يدري . . لكنه يبقى أحمقا وعبيطا لأنه لا يعرف الا أن يكون كذلك . .
اللهم ارحمنا أجمعين
أكرم محمد زكي
|
|
|
|
|
|