|
عقار و جبريل قتلا احلام المهمشين ..!! بقلم اسماعيل عبد الله
|
03:56 PM Oct, 25 2015 سودانيز اون لاين اسماعيل عبد الله- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
عقدت جماهير الشعوب السودانية المهمشة و المقهورة الامل الكبير على تحالف الجبهة الثورية السودانية عندما اعلن في العام 2011 عقب انفصال جنوب البلاد , وذلك بعد سنوات عجاف من الانشقاق و التشرزم بين مكونات الثوار الرافعين لشعار ازالة التهميش و اكتساح منظومة المركز القابضة على كل شئ , المهمشون من المناطق الثلاث الاكثر تعرضاً للقتل و التدمير يرون خلاصهم في وحدة ممثليهم من قادة الجبهة الثورية التي بتحالفها انف الذكر قد ارهقت و اخافت النظام الانقاذي ايما خوف , فان لفي الوحدة لقوة و ان لفي التشرزم و التشتت لضعف بكل بداهة و دوننا بيت الشعر الضارب في الكلاسيكية والقائل : تابى الرياح ان اجتمعن تكسرا و ان افترقن تكسرت احادا , لقد لحق بتحالف الجبهة الثورية انذاك ما عرف بالفجر الجديد الذي كان بمثابة اكتمال للعرس الثوري الذي جمع شمل المعارضة المسلحة بالمدنية و حينها ارتجف النظام وارغى و ازبد وصاح باعلى صوته مزعورا من تلك الالتحامة الثورية القومية. لقد خاب ظن جماهير الهامش المكتوية بنار القهر و البطش المركزي عندما علمت بالصراع العلني بين عقار و جبريل في رئاسة الجسم الثوري الممثل لرغباتهم وطموحاتهم واملهم في الخروج من تحت وطأة البوت الانقاذي , لقد فشل قادة الجبهة الثورية في امتحان ممارسة الديمقراطية و الشفافية في تداول (السلطة الدورية) للجبهة و هذا مؤشر خطير على مستقبل دخول هؤلاء القادة الى دهاليز السلطة و يعتبر هذا الحدث استبيان لهم حول طريقة ادارتهم للتنافس السياسي , بتمترس عقار و استعجال جبريل طفحت سلوكيات هؤلاء القادة المؤمل عليهم من انسان هامش البلاد المغلوب على امره الى العلن , و بدأ يطل السؤال البديهي من السنة هؤلاء المسحوقين وهو ما الذي يضمن لنا عدم دكتاتورية هؤلاء عندما يعتلوا كرسي الحكم في المستقبل ؟ هذا الاستفهام حق مشروع لاولئك الذين بنوا امالهم و احلامهم على الجبهة الثورية لان التحالف كان انموذجاً فريداً في التلاحم الوطني والترفع عن الخلافات و التغاضي عن الصغائر , فهؤلاء البسطاء لن يزجوا بانفسهم في الاصطفاف خلف اي من الفصيلين المنشقين بل سوف يفقد كل من الفصيلين النكهة القومية و سوف يكون كل واحد منهما لقمة سائغة للنظام الغول المتعطش للانقضاض على الغنم القاصية , هذا الخلاف ما هو الا هدية مجانية للنظام , لقد كفى هؤلاء النظام عبء حمل المعاول لتدمير الجبهة الثورية , لقد قاموا بانفسهم بتكسير اجنحة الجسم الثوري الذي خاطب احلام المضطهدين ووعدهم الخلاص من الكابوس الانقاذي. بهذه المناسبة المحبطة تحضرني اجابة لسؤال طرحته على صديق لي زار السودان من بعد غياب قارب عمر الانقاذ في جلوسها على رقاب الشعوب السودانية عندما قلت له ما تقييمك للنظام الباطش و انت الان قريب من مفاصله ؟ فكان رد هذا الصديق الصدوق ان النظام هش لكن المعارضة اكثر هشاشة , لقد صدق , و مصداقيته اكداها جبريل وعقار بتنازعهما حول السلطة التي لم تبلغ بعد حد الساق (كما يقول اهلنا بدرافور سلطة للساق ولا مال للخناق) , قد ياتي احدهم ويقول بصحة موقف احد الرجلين , والمهمشين يقولون ان لا احد من هذين الرجلين بمتخذ لموقف صحيح اذ كلاهما ارتكب حماقة بتعنته وتمترسه في موقفه , فالقول باحقية احد الرجلين بان يتبع هذا يعتبر الباطل بعينه, حتى اولئك الذين تكتلوا من خلف جبريل لم يتخذوا الحكمة دليلاً وما فعلوا ذلك الا لشيء في انفسهم و الدليل انهم وعلى مدى اربع سنوات لم ينطق احدهم ببنت شفة فيما يتعلق بانتقال الرئاسة الى احدهم و السبب معلوم للمراقبين و المتابعين للحراك داخل دهاليز الجبهة الثورية و المأخذ الثاني على حلفاء جبريل الجدد انهم نسوا ان مثل هذا التحالف و هذا التكتل جهوي المنبت , فلوكان بهذا التكتل عبد العزيز الحلو مثلاً يمكن ان يقال ان بهذا الاجماع في الراي شيء من الحجية. اما الخطأ الذي ارتكبه عقار هو استغلاله للاختلافات بين الاجسام الدارفورية الممثلة في هيكلية الجبهة الثورية و عدم تطويره للاداء الكلي لعملية التفاعل الديمقراطي و عدم السعي نحو تقريب الشقة بين مكونات الجبهة الثورية حتى تصبح جسماً واحداً موحداً يمكن ان يكون مشروع لتنظيم جامع للمهمشين في السودان , لقد اخذت عقار نشوى رمزية القائد الاعظم للجسم الاكبر في تاريخ النضال المسلح و المدني في السودان ضد الدكتاتوريات العسكرية وهام و سرح في هذا الخيال و نسى ان رئاسة الجبهة الثورية دورية سنوية , اما الذين يعيبون على عرمان ممارسته للانتهازية و ضرب المناضلين بعضهم ببعض و اقصاء البعض الاخر ليفسح لنفسه مكاناً مريحاً بين رموز الجبهة القادمين من خلفيات جغرافية واثنية ليست من اثنيته فهؤلاء ما كان يجدر بهم قول ذلك لان ياسر ما كان سيجد هذه الفرصة لو انهم عززوا الثقة فيما بينهم وارسوا دعائم مؤسسة حقيقية لا تعير انتباها للفردية و تعتمد على الجماعية في اتخاذ القرار و تبني الاسترتيجيات , امثال ياسر لا ينشطون الا وسط الاجسام التي تطغى فيها سيطرة الفرد و يؤسفني ان اقول ان مثل هذه الاجسام وبمسلكها هذا لا يوجد فرق بينها و بين الجسم الانقاذي الذي يمثل فيه البشير مقولة ما اريكم الا ما ارى . حل هذه المعضلة يكمن في ضرورة تحرك كبار القوم و حكمائه من امثال ابو ام سلمة باعتباره من الخارجين حديثاً من بطش دكتاتورية البشير و من المخضرمين في شأن ساس يسوس , سكوت الصادق المهدي و عدم مبادرته لرتق الجسم الثوري الذي خرج لاجل التضامن معه و العمل سوياً لازالة الطاغوت , ولتعلم جميع الواجهات و الاجسام النضالية الرافعة لشعار اسقاط النظام انه لن يتاتى لها تغيير النظام ما لم تتناغم جميعها تحت مظلة واحدة ولتعلم ان العزف المنفرد لا يقدم لثورة المقهورين الا اطالة عمر الجبروت.
اسماعيل عبد الله [email protected]
أحدث المقالات
- ساعي الريال المقدود..!! بقلم عبد الباقى الظافر
- وتنفجر (عفناً) !! بقلم صلاح الدين عووضة
- (حللوهم..سريعاً) بقلم الطاهر ساتي
- منصور خالد والعداء للإسلام (1) بقلم الطيب مصطفى
- الفكر و مآلات الحوار الوطني بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
- نبوءة مسيلمة بقلم حماد صالح
- الحركة الشعبية : اختلاف الحلفاء!! بقلم حيدر احمد خيرالله
- ملاحظات حول مشروعي التقرير السياسي والبرنامج المقدمان للمؤتمر السادس للحزب الشيوعي بقلم عمر الشريف
- الآن الكورة فى قدم الشعب بقلم عمر الشريف
- باب النجار مخلع يا مزمل بقلم كمال الهِدي
- الحالمون بغداً افضـل !! بقلم ودكرار احمد
- حلايب... قوة عين المصريين و ضعف نظام البشير! بقلم عثمان محمد حسن
- سيارات وشاحنات وحافلات في المزاد بربع قيمتها بقلم د. بخيت النقر البطحاني
- الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (15) مراسم وفاة ودفن الانتفاضة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
|
|
|
|
|
|