|
سينما جد فيلم زوجة رجل مهم ” 2 إخراج محمد خان بطولة أحمد زكي وميرفت أمين بقلم : بدرالدين حسن علي
|
فيلم (زوجة رجل مهم) يضعنا أمام شخصيتين متناقضتين تماماً، بالرغم من وجودهما تحت سقف بيت واحد، ويشتركان في حياة زوجية واحدة.. هي طالبة غارقة في رومانسيتها.. وهو ضابط مباحث متسلط ومريض نفسياً. إذن لابد من وجود قاسم مشترك يجمعهما ويشدهما لبعض، فما هو؟!وهل يمكن أن يكون هناك قاسم مشترك بين الرومانسية والأمن ؟ بمعنى آخر هل كانت إمكانية لعلاقة سوية بين أحمد زكي رجل المباحث المتغطرس المتعجرف وميرفت أمين الرقيقة ؟ يتحدث محمد خان في هذا الصدد، فيقول: (كنت أود أن أظهر بأن هذه المرأة ترتبط عاطفياً ـ وبشكل مخيف ـ بهذا الرجل.. إذن هناك شيء ما يربط بينهما،شيء يقضي على وعي كل واحد منهما. كل هذا كان مكتوباً ولكني لم أجد الصيغة التي أمرر بها هذه النقطة) . صحيح بأن محمد خان قد لمح لهذا الارتباط العاطفي فيما بينهما، وذلك في لقطة القبلة ذات الإيحاءات الصارخة التي طبعتها منى على خد هشام، إلا أن هذا لم يكن كافياً ولم يستطع توصيل الفكرة التي أرادها محمد خان ، ومع ذلك فهذا لا يمنع من استنتاج السبب الآخر وهو إن كلاهما (الزوج والزوجة) قد وجد في الآخر مُراده.. هو وجد فيها فريسة سهلة يمكن أن ترضخ لسلطانه.. وهي وجدت فيه الرجل المهم الذي يحكم وتتحطم أمامه كل المصاعب والعقبات. في الفيلم نستطيع أن نتعرف على العلاقة الشائكة التي تجمعهما ، لقد استطاع محمد خان في فيلمه هذا أن يغوص داخل أعماق شخصياته وإظهار ما بدواخلها من مشاعر وأحاسيس، كما أنه سخر كاميرته لتكون بالمرصاد لكافة المتغيرات والتحولات التي طرأت على هذه الشخصيات ،هذا إضافة إلى أنه قد أحاطها بالكثير من التفاصيل الصغيرة التي ساهمت في إبراز الجوانب النفسية والأخلاقية فيها، والتي كشفت أيضاً عن جوانب هامة وخطيرة في تركيبة رجل السلطة وزوجته. ومما لاشك فيه بأن السيناريو قد نجح في صياغة المواقف والأحداث الدرامية بشكل مقنع ومنطقي، إلا أن هذا السيناريو ـ بما يحويه من مضمون جاد وقوي ـ قد طغى على إمكانيات الصورة السينمائية في التعبير الدرامي التأملي، فكان الحوار الكثيف ـ رغم قوته ـ هو المسيطر في أحيان كثيرة على الصورة، مما ساهم في ضعف هذه الصورة وإيحاءاتها، وقلل من إمكانيات الإبداع الجمالي الفني للكادر لدى محمد خان. وهذا لا ينفي من أن محمد خان لديه إمكانيات كبيرة على التحكم في أدواته الفنية. كما أنه نجح في إدارة من معه من فنيين وفنانين، وعلى رأسهم (أحمد زكي) الذي أثبت بأنه ممثل عبقري وفنان من نوع خاص يمتلك إحساساً عميقاً بالشخصية التي يؤديها، حيث جسد شخصية الضابط بشكل متقن ومقنع إلى درجة كبيرة، عبر مراحلها المتعددة من الطموح والتسلطة إلى الانكسار والسقوط
|
|
|
|
|
|