|
سيارات البرلمان..!! بقلم عثمان ميرغني
|
06:44 PM Sep, 20 2015 سودانيز اون لاين عثمان ميرغني-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
حديث المدينة الأحد 20 سبتمبر 2015
نشرت بعض الصحف أمس خبر تسلم المجلس الوطني (البرلمان) حوالي (30) سيارة (بكاسي دبل كابين 2015) بتكلفة تفوق الـ(15) مليار جنيه لتوزيعها على بعض شاغلي الوظائف الرئيسية في البرلمان.. وحسب الخبر فإن السيارة الجديدة ستكون الثانية لمن تخصص لهم، لأن النواب سبق لهم أن تسلموا سيارات صالون.. والذي أدهشني للغاية ليس عدد السيارات.. ولا تكلفتها الباهظة، بل الغرض منها.. فلو استجلبت مثل هذه السيارات لمفتشي الزراعة في مشروع زراعي مثل مشروع الجزيرة.. أو لضباط حماية الحيوانات البرية.. أو لدوريات شرطية تحرس أماكن المعدنين في قلب الصحراء.. ربما أمكن افتراض بعض المنطق في أن طبيعة هذه السيارات تتناسب مع مهام الوظيفة. لكن قيادات البرلمان الذين استجلبت لهم هذه السيارات محيط عملهم لا يخرج من تحت قبة البرلمان.. فما معنى شراء سيارة (بوكسي) مثلاً لرئيس البرلمان أو أحد نوابه أو أي رئيس لجنة برلمانية أو أي وظيفة أخرى قد تحظى بهذه السيارة؟ طبيعة عمل البرلمان ولجانه في غالبها اجتماعات داخل أو خارج البرلمان.. وليس فيها أي مطلوبات تفترض استخدام مثل هذه السيارة للتجوال في مناطق وعرة أو بعيداً عن الطرق المسفلتة.. فما هو القصد من هذه السيارات؟ هل الأمر مجرد امتياز؟ فيحق – مثلاً- لمن استلم السيارة أن يبيعها في اليوم التالي ويستثمر عائدها في أولوياته الأخرى؟؟ طالما هو – علمياً- ليس بحاجة لخدماتها.. ثم.. هل السادة والسيدات الذين خُصصت لهم هذه السيارات (سواء بالامتلاك أو لمجرد الاستخدام) لا يملكون سيارات خاصة؟ وحتى إذا افترضنا أن السيارات ستُخصص لأعمال إدارية في البرلمان.. فماهي طبيعة هذه الأعمال الإدارية التي تتطلب مثل هذا النوع والعدد والتكلفة.
إذا كان واحد من أهم مهام البرلمان (مراقبة السُلطة التنفيذية) نيابة عن الشعب.. فإن فداحة المصيبة هنا أن الرقيب نفسه في حاجة إلى رقيب.. أشبه بمبدأ (حاميها..).. كيف يكون البرلمان رقيباً على الجهاز التنفيذي أن كان هو نفسه غير قادر على إدارة أولوياته؟
من المحبط للغاية أن يأتي مثل هذا الخبر في وقت يربط البلد والشعب كله على بطنه.. ويهاجر كل يوم المئات وعلى رأسهم أساتذة الجامعات والأطباء في موجات جماعية بحثاً عن الرزق الحلال في بلاد أخرى.. فإذا كان البرلمان –شخصياً- يمتلك مثل هذه الجرأة النادرة ليمد لسانه إلى الشعب فمثل هذا التوقيت العجيب.. فإن الفاجعة لم يعد لها من بواكي سوى نحيب من لا يزال في مآقيه بقية دمع.. وحسبنا الله ونعم الوكيل..!! altayar.sd/play.php؟catsmktba=9073
أحدث المقالات
- الثورة قادمة : فلنتحد لتحويل صرف المجهود الحربى الى تنمية كاملة؟ بقلم بدوي تاجو 09-20-15, 06:38 PM, بدوي تاجو
- الأشياء تتداعى.. بقلم اللواء تلفون كوكو أبوجلحة 09-20-15, 06:36 PM, تلفون كوكو ابو جلحة
- زوكربيرج مؤسس فيسبوك يعود لدائرة الأضواء بقلم بدرالدين حسن علي 09-20-15, 06:33 PM, بدرالدين حسن علي
- أخطاء ومسلمات في تاريخ السودان تتطلب ضرورة المراجعة 5 بقلم د أحمد الياس حسين 09-20-15, 04:31 PM, احمد الياس حسين
- منظمة الدعوة والجمعيةالطبية الإسلامية،المتشابه!!(1) بقلم حيدر احمد خيرالله 09-20-15, 04:27 PM, حيدر احمد خيرالله
- الكيزان هل يخبرون زوجاتهم وابناءهم بأفعالهم في بيوت الاشباح؟ (1- 20) بقلم مهندس/ الفاضل سعيد سنهوري 09-20-15, 04:26 PM, الفاضل سعيد سنهوري
- الانتخابات: الواقع ـ المسار ـ الآفاق.....3 بقلم محمد الحنفي 09-20-15, 04:22 PM, محمد الحنفي
- الاحتجاجات الشعبية تعصف بايران تزامنا مع احتجاجات العراقيين بقلم صافي الياسري 09-20-15, 04:20 PM, صافي الياسري
- استجمامٌ قبل عيد الأضحى بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 09-20-15, 04:18 PM, مصطفى يوسف اللداوي
- الترابي وبودلير .. الحسابات الصُّغرى وسيرة الفشل بقلم عمر الدقير 09-20-15, 03:45 PM, عمر الدقير
- حصانة الست المدام.. بقلم عبد الباقى الظافر 09-20-15, 03:43 PM, عبدالباقي الظافر
- ابن الكلب !! بقلم صلاح الدين عووضة 09-20-15, 03:42 PM, صلاح الدين عووضة
- معركة الدقيق وبشاعة الاحتكار ! بقلم الطيب مصطفى 09-20-15, 03:40 PM, الطيب مصطفى
- دروس أحمد ..!! بقلم الطاهر ساتى Taher Sati 09-20-15, 03:37 PM, الطاهر ساتي
- مهنة نبيلة ورسالة سامية بقلم نورالدين مدني 09-20-15, 02:37 AM, نور الدين مدني
- في ذكرى الفقيد الأستاذ الدكتور عثمان أحمد على فضل بقلم الدكتور/قندول إبراهيم قندول 09-20-15, 02:36 AM, مقالات سودانيزاونلاين
|
|
|
|
|
|