|
زغردى يا مصر ،،، المعونة وصلت ! بقلم عاصم ابو الخير
|
09:37 PM Aug, 13 2015 سودانيز اون لاين عاصم ابو الخير-مصر مكتبتى فى سودانيزاونلاين
من الهموم كثير . . هم يبكى . . وهم يضحك . . والهم هنا خلاف هذا وذاك . . لأنه هم يحسر . . لكن صحافتنا "الحرة" لم تراه بنفس الحسرة . . ففوحتها وتحليلها بتهليلها له لم ينقصها سوى الرقص البلدى و"زغاريد" الفرحة . . لأنه هم يستحق ("زغرودة") بتلعلع طهأنة من حزنها وحسرتها على الكبوة والهم الذى حل ولحق بها . . فبمجرد موافقة الكونجرس الأمريكى على رفع الحظر عن المعونة الأمريكية المجمدة من سنتين . . وإنطلقت بصرعة عنواين صحفناالرئيسية الطيبة بالأحمر العريض بعد برهة أو لحظات معدودة فى نفس الجمعة الموافق ۱۲ يونيو سنة ۲۰۱۵م . . تطالعنا بالبشرى السعيدة كالتالى : "الكونجرس الأمريكى يوافق على ۱٫۳مليار دولار مساعدات عسكرية لمصر" . . والأخرى والأكثر دهاء وفلسفة فسرت . . "3 أسباب وراء عودة المعونة الأمريكية" . . من وجهة نظرهم . . كما يتردد بالضبط لدى الإعلام الأمريكى بالتمام . . وعلى رأسهم تشديد الإلتزام بمعاهدة "السلام" كشرط أساسى لتصديق القرار وإعتماده بمضبطة الكونجرس لسريان مفعوله بعد توقيع الرئاسة بالطبع عليه . .
لم يفكر أو يفطن أحد قط أو يخطر فى فكره أو ذهنه . . لماذا أصدر الكونجرس قراره . . ولماذا جاء هذا القرار فى هذا الوقت بالتحديد –– هذا هو نفس الكونجرس الذى هاجم بشراسة وضغينة وعدوانية حمقاء قرارات القضاء المصرى (المستقل) بالإعدام على المجرمين الخونة منذ أسبوعين فقط . . هؤلاء هم أنفسهم الأعضاء المنافقون الكاذبون الذين لم يبخلوا بكل ما فى جعبتهم من سفالة وإزدراء بالتطاول والتهكم على القضاء المصرى (العادل) فى كل وسائل الإعلام الأمريكى والغربى منذ أسبوعين فقط –– ماذا حدث ؟ "سبحان مغير الأحوال" . . يالها من صدفة ومفجأة لم يتوقعها أحد !!! . . هل يعقل أو يفهم أنها مكافأة مجزية صريحة تبارك أحكام الإعدام وتناقض موقف الكونجرس الصارم تجاه هذه القرارات من قبل . . بالطبع سيكون من السخافة والجهل أن تترجم أو تفسر على هذا المنوال والفهم الخاطئ . . فماذا جرى أو تغير أثناء مرور أسبوعين (فقط) ليقلب رأى الكونجرس "الأمريكى" رأساً على عقب . . ويستدعى إجباره على قراره وإرغامه بالعفو عن معونة قد أوقفت وأصبحت فى عالم النسيان لمدة سنتين كاملتين بعد (عزل) المعزول . . ياترى . . ماذا فكر الكونجرس الآن بالمعونة المنسية –– ومن الذى سأل عنها الكونجرس على أية حال بعد مهزلة التبجح المسعور والمتوحش بالإهانة البذيئة على القضاء المستقل . . وما السبب الملح الذى دفع الكونجرس الآن ليناقض موقفه المعارض وموقف حكومته المتشدد تجاه أحكام القضاء المصرى وثورة ٣٠ يونيو بصفة خاصة . . ويتخلى عن "القيم" (الوهمية) ويضرب بمبادئ "الديمقراطية" (المزيفة) عرض الحائط . . لم يكن هذا التحول السريع والمفاجئ وليد اللحظة أو بمحض الصدفة أو نابعاً عن ضمائر الرحمة . . (لا) الصدفة و(لا) الرحمة يعرف لهما طريق أو مسلك فى الحياة الأمريكية . . فكل شئ عندهم هناك مدروس ومرتب تماماً كما هو مدون فى الكتاب وأجندة الحسابات السياسية والإستراتيجية معاً . .
على نقيض مما لا يعرفه دبلوماسيون "الإستقرار المصرى فى شرق أوسط مضطرب وراء القرار" . . يظل أبعد كثيراً من هذا الظن الوهمى الطائش . . فأى إستقرار يتحدث عنه "الدبلوماسيون" فى ظل الإرهاب اليومى المتواصل الذى وصل مخالبه القذرة والحقيرة إلى موكب سيارات (الرئيس) نفسه "حين عودته من مؤتمر شرم الشيخ" . . أربعة وعشرون (٢٤) ساعة فقط قبل "القرار" على حد زعم الجريدة نفسها فى نشرها الصادر فى اليوم السابق . . ومنذ متى أمريكا تبغى إستقرار أو أمن أو أمان مصر . . وكرر صيغة نفس السؤال والمدلول حرفياً لطفلها المدلل إسرائيل . .
فما لا يعرفه "الدبلوماسيون" عن أمريكا "القوى العظمى" . . أنها لا تهاب ولا تهتم ولا تحترم سوى لغة "القوة" والبيان . . والتى لا يملكها سوى هؤلاء أهل الأدب والمعرفة الذين لا يحملون سلاح سوى درع الثقافة والفلسفة . . وبرقية الرئيس الروسى التاريخية لنظيره الأمريكى فى عام ١٩٥٦. . (يأمره) بإنسحاب العدوان الثلاثى من بورسعيد فوراً وبدون شروط خير برهان ودليل لفاعليتها بخاتمتها –– "وإن لم يتم تنفيذ هذا الأمر . . سوف (تدفن) لندن وباريس وتل أبيب (تحت) الأرض فى الساعة الثالثة تماماً بتوقيت جرينتش فى اليوم التالى" –– وعلى الفور . . وفى غضون أقل من نصف ساعة قد مضت على إستلام البرقية التاريخية . . خرج رئيس "القوى العظمى" أمام العالم أجمع ليأمر "حلفاء" أمريكا بالإنسحاب الفورى وبدون شروط مسبقة من (قناة السويس) . . هذه هى اللغة الوحيدة التى تفهمها وتعيها وتحترمها أمريكا إحتراماً وإحراماً وتقدسها إجلالاً وإجباراً . . وظن الطيبون حينذاك أن الفضل يرجع لأمريكا (المأمورة) بتنفيذ "الأمر" النهائى والفاصل . . لم يكن فى مصر تليفزيون وقتها ليستطيع المرء أن يرى حالة هذا الرئيس النفسية حينذاك . . وحتى لو نشح أو بل بنطلونه . . لن يستطع أحد رؤيته لوقوفه خلف منصة ميكرفون شعار الرئاسة المخصصة لذلك –– لأن لهجة "القوة" التربوية الحاسمة المستخدمة هناك . . مفهومها ومدلولها واضح البلاغ والبيان (والكلام لك يا جارة) –– لم يكن هناك وقت لأمريكا حينذاك لتفكر خلاف ذلك –– فوجب عليها تنفيذ وتفعيل الأمر تفعيلاً إجبارياً كما هو . . وإرغاماً قاهراً لغير إرادتها . . ورغماً عن أنفها وأنف حلفائها المعتدين . . والأكثر أهمية . . أنف حلفاء "شيطان" (الناتو) مجتمعين . . رضت أو لم ترض . . شأت أو لم تشاء . . و(إلا) ! ! ! . . ( ؟ ؟ ؟ ) . .
ومن العدل والإنصاف الأدبى والتاريخى أن نذكر ونقر . . أن زعيم مصر الخالد فى هذا الوقت كان يخاطب العالم بنفس (اللغة) . . بصرف النظر عن الأخطاء الجمة والجثيمة التى أوقع نفسه فيها وغيمت بسحب عواقبها الوخيمة على مصر عامة وحكمه خاصة فى ذلك الوقت التاريخى والمصيرى الحرج والعصيب . . ولولا تلك اللغة التى خرسنت علاقته بروسيا ووطدت صداقته برئيسها بصفة خاصة . . ما حرك مشاعر زعيمها النبراس وقائدها المخضرم فى ذلك الوقت . . ليجمد عقارب الساعة . . ويرجع عجلة الزمن . . ويدفع بها نفسها وبقوة دفة الحق والعدل لرد العدوان الثلاثى الغاشم . . وإرهاب وتلقين خصمه اللدود ونظيره "القوى العظمى" درس تاريخى (لم) ولن يسطع محوه من ذاكراته أو تاريخه القصير إلى قيام الساعة . . هذا هوالسحر الجوهرى والسهل الممتنع لبساطة ثمرة "لغة القوة" الداركة التى تخص وتميز أصحابها (فقط) . . ومن يجيدوا منقبات أركانها ويقدروا قيمتها التى لا تقاس بمال أو جاه . . كدواء لكل داء . .
قبل أسبوعين بالضبط لقرار الكونجرس ولغاية اليوم . . فقد تم نشر مقالة لهذا العبد المتواضع فى فكره وضمن محتوياتها رد حاد على الهجمات البربرية الشرسة الصادرة عن أولئك وهؤلاء الجهلاء ضد القضاء المصرى . . وكيفية التعامل معها من وجهة نظره البسيطة تحت عنوان . . "[فلسطين دولة وليست دولتين]" . . وفحوى مقتدى مقترفاتها فى بعض فقراتها يتمثل فى نداء وطنى صريح للحكومة المصرية . . يطلب ويناشد بإلحاح فى الحاجة الماسة لتقديم إعتذار رسمى من الكونجرس بالذات بجانب الأخرين لما إقترفوا من إساءة وإهانة فى حق القضاء الشامخ وبالتالى فى حق مصر وشعبها الأبى الأصيل . . وللأسف . . قد نشرت المقالة فى شتى الصحف الناطقة بالعربية فى أوروبا وأفريقيا وأسيا وأستراليا والشرق الأوسط وخصوصاً الدول التى أكثرها تعنت وألدها إستياء من (ثورة ٣٠ يونيو) . . ولم يعرف أو يخبر عن نشرها فى أية صحيفة أو أى موقع إلكترونى فى أم الدنيا (مصر) –– حسباً بالخطأ أن ثورة يناير قد أتت وأنجبت معها فى ثمارها نموذج وركيزة "حرية" الصحافة والإعلام وأصبح واقع وركن حضارى و"ديمقراطى" مسلم به . . حيث قضت على قيود السلطة والإستبداد . . وكسرت وتجاوزت حاجز الخوف والرهبة السائد فى عهد الديكتاتورية البائدة . . ولكن مفهوم حرية الصحافة والتعبير لم يدرك بعد عند هؤلاء أصحاب النفوس المريضة التابعين لنغمات وإسطوانات التهليل . . عليكم عليكم . . ومعاكم معاكم . . المأمورين بعدم النشر لأصحاب النقد البناء . . حتى ولو كان هذا النقد ضدهم . . هذه هى حرية الصحافة ونزاهة التعبير وشرف النشر والطباعة الحقيقية . . وليست السلعة الصورية المزيفة التى يتبناها من يعرفون أنفسهم من منافقون وضعفاء النفوس والإرادة . .
حرية الصحافة والتعبير ليست سلعة ولا نغمة يتغنى بها الضعفاء أصحاب العقول والقلوب المريضة المليئة بالحقد والضغينة نحو من هم أكثر منهم علماً وثقافة ومعرفة بمأرب ومغاهب الحياة والأحداث . . ولم ولن تكون منحة حكومية أو دستورية تهبها الحكومات وتعطف بها على من تشاء وتحب . . بغض النظر عن تدوينها فى الدساتير كما يفهمها ويفسرها أصحاب الديمقراطيات "المزيفة" –– حرية الصحافة والتعبير هى ممارسة فعلية وعملية مكتسبة عن حق (فطرى) . . وتصميم إرادى صارم بعزم حاسم ويقين ثابت بنشر الرأى والكلمة الحرة . . حتى ولو كان بغضها أو مرها (لم) ولن يتفق مع فكر ومذهب الناشر نفسه –– فالحكومات والصحف فانية وزائلة . . والكلمة الحرة الصادقة هى الباقية للأبد –– والبكاء الذليل للحكومات على عدم تقييم صونها أو فقدان قيمتها الذهبية فى حفظ يقظة الشعوب وتنويرهم بحقوقهم وتذكيرهم بواجباتهم تجاه وطنهم . . وإنارة طريق الحريات من أجل المساهمة الفعالة والبناءة المجدية فى رفعة شأن المجتمعات المتحضرة لتقرير مصيرهم –– (غير) مقبول شكلاً أو موضوعاً –– رغب من رغب . . وأبى من أبى . . هذا التعريف الفلسفى والمنطقى لحرية الصحافة والتعبير الحقيقية لم يسبق له من قبل شرح أو تفسير على هذا المنهاج الوهاج من أحد فى عالم عباقرة الفكر والمعرفة أو ساحة رواد الأدب والفلسفة قبل هذا النص الحرفى . . ولن يوجد هناك ما ينافى أو يعارض ذلك الحديث أو المضمون . .
فبدون شك . . بعد نشر المقالة المشار إليها أعلاه مباشرة وترجمتها حرفياً من قبل هؤلاء المتضررين منها . . علاوة على الخونة (الجواسيس) . . وإرسالها لأعضاء الكونجرس –– قد ظهرت لمساتها وتأثيرها الفعال . . الإيجابى والسلبى معاً فى نفس الوقت منذ اليوم الأول وكل يوم وحتى يوم قرار الكونجرس . . عند محاولة إرسالها للصحف والمجلات فى كل مكان . . بإستثناء (أمريكا) . . والتى تحتوى وتأوى عدد لا بأس به من الصحف العربية (الخاصة) "التابعة" لمكتب التحقيقات الفيدرالى . . (FBI) . . الذى يراقب ليلاً ونهاراً هذا الموقع أدناه . . كاتب المقالة . . ليس لأى إشتباه "إرهابى" أو إجرامى أو خلافه . . بل لأنه يملك مفتاح ومحكم اللغة التى لا يقدر عليها سوى القلائل الذين لقبهم عملاق الأدب والفكر والفلسفة وسماهم "الصفوة" . . الذين لا يخشون ملك الملوك فى كتابتهم أو فكرهم . . سعياً وراء الحق . . وتعقباً لنور الحقيقة . . وخلفاً لكلمة العدل . . وسنداً للمساواة فى الحقوق والعدالة بين الجميع فى ظل مجتمع منصف وعادل لدعم شمس الحرية من أجل قيم ومبادئ عاشوا متمسكين بها . . وضحوا وفنوا حياتهم مدافعين عنها ومن أجل حمايتها . . ومصرين لصونها مهما كلفتهم التضحيات والعواقب . . وعازمين بإخلاص للزود عنها من أجلها وحدها . . وغاية لها ولا لغيرها ذاتها . . لرفعة عزة وشأن الإنسان والإنسانية نفسها . . والذين (هم) عن المناصب والكراسى وحب السلطة والتسلط معرضون . . والذين (هم) من يملكون ناصية الأمور ووقفة النقد البناء ويرافقونه بمفتاح الحلول والبديل . . ألا (هم) أولئك وهؤلاء "الصفوة" الذين خبرنا وحدثنا عنهم عملاق الأدب والفكر والفلسفة . .
وبناء على ذلك . . إستحق العقاب المعتاد عليه من عهد بعيد وزمن طويل بتجميد شاشة الكمبيوتر مرة تلو الأخرى لغرض المقاطعة العقيمة والتى تؤدى بفعلها الأبلة وهدفها الأحمق السخيف إلى إغلاق الكمبيوتر وإعادة تشغيله مرات عديدة يومياً تحت دعوى (نشاط "تجسسى" قد إقتحم كمبيوترك) . . مرفق مع تحذير بعلامة إكس (X) بالأحمر الفاره وسط الشاشة مفاده –– "وصلنا تقرير أن كمبيوترك قد هوجم بواسطة جهة أو فئة غير معلومة وربما وضعوا خط أو جهاز (تجسس) خارجى على كمبيوترك معتمد على مركبات فرعية خارجية ثابتة" . . رغماً عن الواقع أن المقالة المحورية مكتوبة بالعربية وليست بالإنجليزية والتى ضررها وأيضاً ضريبتها تدفع يومياً . . ولكن دعاية ودعابة عزف "ديمقراطية" (مزيكة) أمريكا الموسيقية ("المزيفة") أدركت وأيقنت الأن أن اللغة العربية أشد فتكاً وهلاكاً وأعنف قسوة وضراوة من لغتها (هى) . . تأثيراً ونقمة بضررها المؤذى لتشويه صورتها وسمعتها الذاتية الوهمية الهشة المصطنعة من صلب الخيال والتى تريد تصديرها وتمريرها بخداع وإيهام العالم الغافل والجاهل بها . . الصورة الوردية المزخرفة بشوك الكذب والخداع ومحور خلفيتها مغلف بأسلوب المرواغة والنفاق . . الوهم الخيالى الراغبين فى تمريره وتصديره للعالم الخارجى المولع بغباء وسذاجة فطرية بمتناقضات مجتمعهم الشاذ لرسم الصورة الوهمية المزيفة . . ودمس وإخفاء حقيقة صورة الواقع الأليم الذى يسأم ويترنح على حافة هاوية خاوية بلا عمد يرتكز عليه . . سوى الكذب والظلم والنفاق . . لأشرس وأعنف دولة (بوليسية) متوحشة ومحصنة بأحدث وأرقى أدوات التكنولجيا العصرية المتطورة والمتخصصة فى فنون وعلوم التعذيب الوحشى البربرى والغير أدمى فى إهانة وإذلال وتحقير حرمة وعورة الإنسان الذى أعزه خالقه عن دونه من المخلوقات كافة . . وقد أتت بأحدث موضة عصرية وتكنولوجية فى فن بربرية إهانة كرامة وعزة أدمية حقوق الإنسان . . والتى لم يشهد لها العالم مثيل من قبل . . ولا حتى فى التاريخ المعاصر أو الحديث . . والتى تمارس علنياً وبدون إحتشام تحت ضوء وعين الشمس وعين القضاة و"القضاء" الأمريكى (الجاهل) "المحايد" بدون (محاكمة) . . أو حتى إعطاء الفرصة لتمثيل دفاع قانونى لهؤلاء المعذبون والمهانون فى الأرض تحت سطوة وقباحة التعذيب الوحشى البشع . . الذى شهد عليه خريحى (جامعات "جواتاناما بى وأبو غريب" الأمريكية الفلسفية والأدبية التأديبية فى فنون وعلوم تكنولوجيا بربرية التعذيب الوحشى وإهانة كرامة وحقوق "الإنسان" الحقيقية الحديثة) . . والذين يعتبرون أبرياء فى عين القانون والعدالة (حتى) تثبت إداناتهم فى محكمة القانون تحت مظلة القانون والقضاء (العادل) كما هو عادة متبع فى كل بلاد "الواق واق" . . التى لا تحكم ولا تعرف إلى "الديمقراطيات" طريق . . وقد تم هذا الجبروت التعذيبى المتعجرف ببربرية الغابة الفطرية ومازال قائماً ويمارس للأن علنياً . . "عينى عينك" . . بدون (محاكم) . . وفى غياب تام لحكم وسيادة القانون الذى تتغنى به أمريكا كذباً ونفاقاً لخداع العالم الجاهل عن جوهر حقيقتها الرافض للحق والحقيقة والعدالة للجميع . . وقد أصبحت نفس اللغة تهدد فى النهاية بالتأثير المباشر والفعال على مصالحها وإستراتيجيتها فى العالم الذى أساس ورأب حياتها أولوياً يعتمد تماماً . . كلياً وجزئياً عليه من الدرجة الأولى . . ولا يمكن لها أن تخسره أو تستطع القدرة على العيش من غيره . . ولا يوجد تفسير أخر يغير ذلك الواقع المرير والأكيد . .
مصر (ليست) بحاجة إلى (وهم) "معونة" حقيرة من هؤلاء الذين ذموا ونموا فى حقها وحق أشرف وأعظم قضاء عرفه العالم وميزه التاريخ –– مصر فى آمس الحاجة إلى حكومة ترد الصاع بصاعين لأمريكا وكونجرسها . . وترفض رسمياً معونتهم المهينة . . وتطالب بقرار من نفس الكونجرس بإعتذار رسمى لإنتهاك حرمات القضاء الشريف والعادل ورد إعتباره أمام مجتمعات الغرب والديمقراطيات الزائفة –– لقد آن الآوان لفرض الطلاق الأبدى من كل المعونات والمساعدات الشكلية العقيمة التى لا تشفع ولا تغنى من جوع . . والتى "ظاهرها فيه الرحمة" . . "وباطنها من قبله العذاب" . . إهانة العزة والكرامة لشعب كامل . . لا يقبل أن يتحملها أى مصرى أو عربى شريف مهما كانت ضخامة أو تأثير المعونات الفانية . . وبنود ونداءات مطالب ثورة يونيو التى أعلنوها الثوار فى ميدان التحرير تأبى الإهانة وترفض المعونة . . فأين هم ثوار (٣٠ يونيو) المطالبين بطرد السفيرة الأمريكية ورفض المعونات الأمريكية حينذاك ؟ . . أين ذهبوا هؤلاء بمطالبهم ؟ . . أم إغراء الكرسى وعضوية البرلمان غشت على أبصارهم وفكرهم الآن وستغلق صفحة ما سلف ذكره –– ونسوا أن أم الدنيا دوماً ولادة –– وهى (وحدها) ستظل الباقية (وكلهم) زائلون . .
رفض المعونة هو بالأحرى رفض ("التبعية") والتأثير على صنع القرار وإستقلالية ونزاهة القضاء الذين يبغون جاهدين أن يجارى هواهم بإنتقاداتهم الحقيرة البغيضة ويسارى سياساتهم السلبية السائرة فى إتجاه واحد مسدود لا يعرف سواهم . . فلابد لكل حكومة قادمة أن تعى وتدرك درس ثورتى يناير ويونيو جيداً . . وأن عقلية وكبت شعب مصر المحكوم تحت ظلال وظلام (ظلم) ما قبل ثورة يناير على أيدى الدولة البوليسية قد ذهبت مع ريح ثورة يونيو العاتية الجارفة والجاحفة –– ولم ولن تعود ثانية . . شاء من شاء . . وأبى من أبى . . فطلاق التبعية كان ومازال مطلباً شعبياً نادت به الثورتين كأساس لإستقلال السيادة والقرار . . وإذا رفضت الحكومة الطاعة والرغبة فى الإستجابة والقبول لإقرار هذا الطلاق الشرعى المشرف . . ستعرض بالتأكيد الأمن القومى والسلم العام لمصير مجهول . . مداركه غير معلومة . . بدعوة عشوائية غير إرادية لحث المزيد من الثورات وعدم الإستقرار والذى يأتى فى رحابه الإرهاب القبيح واللاتى كلاهما مصر وشعبها فى غنى عنهما تماماً فى هذه الوعكة الحرجة والفاصلة فى تاريخها . . والمرحلة التاريخية المصيرية الحاسمة فى حياة أجيالها التى يمر بها شعبها لأول مرة فى تاريخها القديم والحديث . .
وأصدق دليل هو ما صرح به وزير الدفاع الأمريكى السابق كعاقبة قاتلة من عواقب "المعونات" لفرض السيطرة والتحكم فى صنع القرار . . فقد أدلى فى مقابلة تليفزيونية منذ أيام معدودة –– أنه يتأسف على "الخطأ الكبير" الذى وقعت فيه أمريكا ورئيسها عندما طالبوا "المخلوع" (ديكتاتور) مصر السابق بأن "يرحل" فوراً ويسلم السلطة إلى المجلس العسكرى –– طبعاً هذا الوهم النفسى المتعجرف والفهم الخاطئ ناتج عن سوء فهمه وجهله بإرادة وإصرار المصريين المتأصلة فى دمهم . . وعدم إدراكه أيضاً أن الأمر والقرار لم يعد بعد فى يد أمريكا أو غيرها لتقرر كما تخيل . . وأن الشعب المصرى قد قرر قراره وقال كلمته التاريخية المأثورة . . *("إرحل")* . . التى لا رجعة ولا نقاش فيها . . لقد قالها صاخبة (له) ولمن (خلفه) وجاء من بعده من خلال خداع (الصندوق) "الوهمى" . . والتى سمعها العالم كله مدوية فى الأفاق فى كل أنحاء اليابسة . . وأمريكا كانت (أولهم) . . وما على الجيش (أبناء الشعب) سوى السمع والطاعة المطلقة . . وتنفيذ أمر الشعب الآمر برحيل الديكتاتور والدكتور . . وغير ذلك . . الشعب (وحده) صاحب (الشرعية) ومالك (السيادة) . . الأول والأخير . . دوماً على أهبة الإستعداد للذهاب إلى القصر الجمهورى لطرد وإرغام حاكمه على الرحيل رغم أنفه . . رغب أو لم يرغب . . رضى أو لم يرضى . . شاء أو لم يشاء . .
هذه التصريحات المؤلمة ما هى إلا دليل قاطع وإعتراف غير إرادى وشهادة صادقة من أهلها على عاقبة ومغبة ومغمة ("المعونة") الباطلة ومدى أثرها السئ والسلبى على مصر وشعبها . . وأهميتها (لهم) وليس لمصر . . لفرض السيطرة والتحكم فى صنع ومداولة القرار الداخلى والخارجى بما يعم بالنفع والفائدة (لهم) وليس لمصر . . وبالتالى فرض هيمنة (التبعية) . . الهدف الأساسى والرئيسى من وراء المعونة والمساعدات والقروض وغيرها من المنح . . فالمعونة والتبعية توأم متلاصقين فى ثوب واحد شفاف . . لاينفصلان عن بعضهما البعض وعملة واحدة مزيفة بصورة كاريكاتيرية مزدوجة واضحة المعالم والأدلة لوجه واحد ذو مكر ودهاء . . هذه هى حقيقة ("المعونة") المجردة بدون مداورات أو محاورات والتى شفافيتها تخزى كل المنافقين والخونة الذين يجادلون ويضللون الشعب بالنقيض المخالف لتلك الحقيقة النقية والشفافة مثل شفافية شروق الشمس . . ولولا خروج (إيران) من دائرة ومستنقع تسلط ونفوذ (التبعية) الهالكة . . ماربت الرعب ودبت الفزع فى (قلب) أمريكا قبل طفلها المدلل إسرائيل . . لتطورها المتفوق فى صناعة وعلم تكنولوجيا السلاح . . والمنافس بجدارة لنفس الذى يملكه خصومها تحت مزاعم أنها "لم تحصل عليه بعد" . . حتى يستيقظوا ويفيقوا يوماً ما . . ليس ببعيد . . ليشهدوا بأنفسهم إختباره على أرض الواقع المسلم به . . وما يهدد بمحو وفناء إسرائيل من على وجه الأرض بالدرجة الأولى . .
ولم يتوقف وزير (الدفاع) السابق عند هذا القدر من الصراحة "المسردة" فى كتابه حسب ما أشار . . بل برر القرار الأمريكى بأنه قد أعلن فقط لإظهار أمريكا بأنها "تقف على الجانب الصحيح من التاريخ" . . فهذا هو الغرض الرئيسى من وراء المعونة . . لا أكثر ولا أقل . . لعل قومى يعلمون ويستيقظون ليرغموا الحكومة على رفض المعونة . . وإذا أغلقنا باب المعونة . . فهناك باب أخر مفتوح على مصرعيه لا بد من أن يغلق معه لسد ريح الشر والأشرار . . وهو عدم السماح إطلاقاً لأبطال أكتوبر فى أية تخصص من فروع القوات المسلحة المتعددة وخاصة "المخابرات" لتحضير دراسات أو حضور مؤتمرات عسكرية فى أية دولة أجنبية وأمريكا بالذات على وجه الخصوص . . ومصر هى مصدر ومنبع أول أكاديمية حرب قبل أن يكون لأى قوى عظمى مكان على خريطة العالم . . وأبطال أكتوبر فى غنى تام عن وهم أكاديميات الخارج . . هذا هو مطلب مصر الحرة المستقلة الأبية بقضائها الشامخ وحضارتها العريقة الذى يقره ويفرضه الأمر الواقع . . وهذه هى الحقيقة التى لا تقبل التشويه ولا الشوشرة ولا التشاور ولا تسمح أيضاً بالتغاضى عنها . .
بالطبع لم يتطرأ الوزير بأى إدانة أو نبذ إرهاب الجماعة الإرهابية المحظورة لأن أمريكا والغرب عامة لم ولن يفكروا بوضعها فى قائمة الجماعات الإرهابية . . حلماً منها بالعودة لتنفذ أحلامها ومخططاتها الشيطانية والتى أفشلتها ثورة يونيو . . والحق يقال هنا . . أنه لا يوجد هناك لا طلب رسمى ولا إلحاح شفوى من الحكومة المصرية لهم يطالبهم ويرغمهم بذلك أو على الأقل لم يعلن عنه علنياً فى الإعلام المصرى او الغربى . . وهذا يأتى بنا لحدوته ولغة التصالح التى أصبحت لا نهاية سعيدة لها فى صحفنا . . (نقلاً) عن "القوى السيادية" والسياسية على حد زعمها . .
للأن وللحزن . . لم تكف الصحافة الطيبة عن الحديث عن موضة وصداع التصالح مع الإرهاب الذى لفظه الشعب كله فى (ثورة ٣٠ يونيو) متناسين أو مستهزئين بمشاعر أهل ضحايا إرهابهم الأسود . . إذا كان فى الواقع قد صدر قانون هناك بتصنيف الجماعة "إرهابية" ومحظور نشاطها . . (إذاً) . . أى صلح أو تصالح مازالت الحكومة والصحف تحدث الشعب عنه . . ولماذا قامت ثورة ٣٠ يونيو (إذاً) ؟ ؟ ؟ . . تلاعب بمشاعر ذوى الضحايا الأبرياء غير لائق ويستدعى مراجعة النفس والضمير . . والإعتذار لهم مفتاح التصحيح . . وغلق باب التصالح أمام من قرروا أن يحملوا سلاح ويشهروه فى وجه أهاليهم بغياً وعدواً . . فبارك جيش أبطال زلزال أكتوبر الذين لم ولن يطلقوا رصاسة واحدة نحو أهلهم وشعبهم . . والخونة يدركون تماماً هذه الحقيقة جيداً . . وفضلوا أن ينصاعوا لأمر الشيطان ويعادوا أهلهم . . فلهم ما إختاروا ولا عودة فى ذلك . . هذه المتناقضات التافهة بسخافتها وسفاهتها المنحطة والمنبوذة المرفوضة شكلاً وموضوعاً . . ماهى إلا وقود وبذور لجذب مزيد من ضعفاء النفس من خارج مصر وداخلها لتنفيذ عمليات إرهابية وإجرامية . . وباب "السياحة" المفتوح على الهاويس لابد من إغلاقه الأن وكفى خداع لأنفسنا . . ودعاتها يجب أن يلتزموا الصمت والإحتشام حتى يعرفوا من هو سائح . . ومن هو "إرهابى" مجرم . . وهذه الحقيقة تحتم على مصر إغلاق باب السياحة الكاذبة فوراً . . التى يتخفى من ورائها الجواسيس والإرهابيين على حد سواء . . وسحب كل الجنسيات (بدون) إستثناء وبأثر رجعى لكل من (لم) يولد لأبوين وجدين (مصريين) . . وأن يعدل بند الدستور المتواضع على هذا (المبدأ) والأساس الضرورى والمحورى فى هذه الفترة الفارقة الحرجة التى لا تقبل المفاوضة أو المحاورة أو المجاملة على حساب أرواح المصريين الأبرياء . . فمصر (لم) تكن ولن تكون (دولة) "هجرة" . . وليست مستعدة أيضاً لتغيير هويتها المصرية (الفرعونية) التاريخية الأصيلة الآن . . وكل معاهدات أو مواثيق دولية أو محلية وقعت فى عهد الديكتاتورية البائدة بما يخالف أو يتنافى مع هذا المبدأ والواقع التاريخى الأزلى . . ينبغى وضعها فى سلة المهملات مكانها الطبيعى حيث تنتمى . .
وإعلان وتشهير أو مجرد ذكر . . ["الداخلية تطارد الصحافة"] . . ليس العنوان ("الرئيسى") اللائق . . ولا النقد البناء . . ولا الصفة الصح ولا الوصفة الصحية لمطلع الصحف . . ولا حتى المرآة المثلى التى تنشدها وتبتغيها مصر الآن . . مهما بلغت وعظمت الإختلافات والأراء قمة أوزارها وذروتها مع مؤسسات الدولة فى وجهات النظر من أجل مصلحة مصر . . والتى دوماً (هى) وستظل (وحدها) العليا وفوق الجميع . . هذا ما علمتنا وتركت في داخل قلوبنا وعقولنا ووجداننا . . (مصر) . .
والتنويه أو ترويج دعاية "حرب أهلية" . . يظل خرافة من وهم تأويل وخيال الجهلاء والغفلاء . . فأشهر الحروب الأهلية المسجلة فى التاريخ المعاصر هى التى وقعت أحداثها على مسرح أمريكا بين قوتين متقاربتين فى التوازن والموازنة . . قوة حلف الجنوب ضد قوة حلف الشمال . . والباقى أصبح تاريخ . . فهذا النوع من الصراع الدموى خامتة ليست متوفرة لدى السوق المصرى . . ولم ولن يكون لها مكان هناك لترعرع فيه حسب فهم الجهلاء المحدود . . فيا لها من سخرية هنا لوجه المقارنة المعدوم لعدم توافق القوتين . . أو بالأحرى قوة واحدة بدون منافس حقيقى . . قوة شعب كامل خرج بالملايين ليطيح بجرف قلة (ضالة) لا بأس بها من العدد (الضخم) الذى يقارب زحام قطار الصعيد فى يوم عيد الفطر (الصغير) . . وليس عيد الأضحى (الكبير) . . بالأصح ستكون منافسة غير عادلة من جانب واحد بين خصمين غير متكافئين . . وهذا بالطبع لن يرضى أو يعود بالنفع على أمريكا التى تبغى حرباً أكثر حمأة كالتى عانت منها . . والأمر هنا يختلف تماماً . . فالأخوة الصعايدة فى الجنوب لا يرون سوى المودة والمحبة لأشقائهم الفلاحين فى الشمال الذى يربطهم وثاق الدم (الفرعونى) الأصيل . . هذه الحقيقة تناقض تماماً نظيرتها الأخرى فى أمريكا والتى تحوى شراذم مجتمعات من كل بقعة على الأرض ولا يربطهم صلة دم أو رحم . . بإستثناء قلة قليلة يقال لهم "الهنود الحمر" أصحاب الأرض الأصليين . . والذين لا يراهم الكثيرون من الأمريكان لعزلة معظمهم فى ولايات معينة وغالبيتهم إندمجوا مع المجتمع والواقع الذى يعيشون فيه . . وهم أناس أصحاب مبادئ وعلى خلق طيب ومنحادين تماماً عن عالم البغى والإجرام الذى يميز أمريكا عن غيرها من الدول الأخرى . . وعلى الجانب الأخر . . هناك من هم لا يعرفون أصلاً أولياء أمورهم أو من أتى بهم إلى هذه الدنيا . . هذه المواصفات والمقارنات الفارقة لا تتفق مع المجتمع المصرى أو أسلوب ونمط الحياة المصرية بشكل عام . . خلافاً عن الإختلاف الكلى والجذرى فى العادات والتقاليد القديمة والأزلية والتى منبعها الدين والعقيدة . . فمصر (ليست) ولم ولن تكون أرض خصبة لحروب أهلية أو طائفية أو غيرها . . مع الإستثناء الطفيف لبعض عائلاتنا الأحبة فى الجنوب حينما يدخلوا فى متاهة ألد الخصام وبعدها ثانى يوم حبايب . . هذا النسيج الحضارى الفريد يحيد مصر من هذا الفخ الدموى الممقوت حيث لا يصلح المناخ . . والمكان غير ملائم . . والعادات والتقاليد الأصيلة غير مهيئة بتاتاً لإستقبال هذا الفيلم الباهظ التكلفة . . والمسرح العام غير معد أو مستعد أو حتى جاهز لعرض وتمثيل سيناريوهات الحروب الأهلية عليه . . طبعاً الفكر الإرهابى فى شقاق تام مع هذه النظرة والنظرية العملية والفعلية بلغة الواقع واليقين التى يجهلها هؤلاء الجهلاء الذين يروجون لتجارة خاسرة وحلم فانى لن يهلك سواهم . .
فكبرياء وعزة المحرسة أم (الدنيا) وتاج رأسها (مصر) . . يغضبها كثيراً أن يدرجها السفهاء فى مثل هذا الحديث المبغوض والحط بها فى هذه الدرجة والمرتبة الحقيرة الملوثة بدماء الأبرياء مهما كانت التداعيات والمبرارات فى السعى وراء السلطة الزائفة والزائلة . . مصر تأبى مجرد سماع مثل هذه المهاترات الساذجة تقال وتحاور نحوها وتردد فى وسائل الإعلام أو غيرها من المؤتمرات والندوات الشعبية وخلافه . . ولم ولن تسمح بفكاهة مسرحية ومسخرة ما يسمى "حرب أهلية" –– تدخل الجيش أو (لم) يتدخل . . والبرهان قد وضحت معالمه مع (بدء) إشارة وشرارة اللحظات الأولى من (ثورة ٣٠ يونيو) عندما (فر) الإرهابيون من عقر دارهم ("المحصن") فى المقطم وتركوا خلفهم كل ما يملكون (خوفاً) ورعباً من أن يفتك بهم (الشعب) . . وليس (الجيش) . . ولو ترك الجيش والشرطة الشعب حينذاك ليتولى أمرهم . . لفروا هاربين ومولين الأدبار من رابعة والنهضة بدون إراقة قطرة دم واحدة وقبل أن يعسكروا هناك بمحصنات وأسلحة ويرهبوا القاطنين فيهما . .
تكريساً وتشديداً على ذلك . . ينبغى على الدولة أن تعى و تدرك بحرص أن الإرهاب لن ينهزم جذرياً بلغة السلاح وحدها حتى يتم محاربة (فكر) الإرهاب الأسود الضال بفكر مضاد ثقافى وفلسفى مستنير . . فلغة التكفير لن تهزم سوى بلغة الحكمة ليقظة قلوب وعقول أولئك وهؤلاء الذين ضلوا السبيل . . وإتخذوا من فشل الحكومات السابقة لحل مشاكلهم الإجتماعية ومشاكل المجتمع ككل فى غياب وغفوة العدالة الإجتماعية السائدة للجميع . . مرجعاً ومبرراً لتبرير إرهابهم وخروجهم عن القانون تحت إدعاء وفتوى عقيدة وإيمان . . وكلاهما يتبرأ من إدعاءات وفتاوى لا أساس لها فى (دين) أو مذهب فقه أو علم . . وهذا أمر فى غاية الأهمية والخطورة يوجب الضرورة القصوى والعناية فى التعامل معه بحنكة وحذر شديد للغاية . . يطالب الحكومة ويحتم عليها بأن توفر وتسخر المناخ الملائم والضرورى لإطلاق حرية الفكر والرأى . . والإقلاع والكف الكامل عن كل وسائل الكبت والقمع القديمة والتى أصبحت لا جدوى منها فى هذا العصر التكنولوجى المتطور بسرعة هائلة فاقت سرعة الزمن نفسه . . وترفع كل القيود والحواجز التى تحجب شمس ونور ثروة الفكر والمفكرين فى البحث العلمى والعملى للتنقيب عن مخرج آمن وخلق فجوة لإيجاد أبسط الحلول المثلى والعلاج الأفضل لشفاء مصر وتخليصها من كبوة مشاكلها المادية والإقتصادية والعمرانية المستعصية وغيرها من المشاكل الأخرى . . وعلى رأسهم مشكلة ("التبعية") التى يستند عليها الإرهابيين كحجة إنتقام عدوانى آثم ونيل ضال حيوانى شرس من المجتمع البرئ من هذا وذاك . . ووضع نهاية حتمية وتعميمها فى الصحف والإعلام كافة –– بعدم المساس أو إهانة كرامة وأدمية أى شخص داخل أقسام الشرطة أو السجون حتى لو كان (إرهابياً) . . ليشعر بذنب الإساءة لمن أحسنوا إليه رغماً عن عزمه لسلب حياتهم دون وجه حق . . عسى أن يكون يقظة له ليراوده أو يصارعه ضميره لينقلب على نفسه وعلى من غسل مخه بفكر الإرهاب . . ويدلى للأمن بمعلومات نافعة ومفيدة عن كل من وراء الإرهاب من محرضين ومموليين والعناصر الأخرى الخفية والمتأهبة لتنفيذ عمليات إرهابية أو إجرامية أخرى . .
فى نطاقه . . غير مقبول شكلاً وموضوعاً السماح بإستقبال أية إرهابيين من خارج مصر . . ومن أمريكا بالتحديد . . أو حلفائها بغرض تعذيبهم لإستخلاص إعترافات أو معلومات وكلاهما غير قانونية وتسئ فى النهاية لمصر وزعامتها وسمعتها بالتساوى . . كما كان هو الوضع والحال المتبع فى عهد السابقان . . الديكتاتور (المخلوع) والدكتور (المعزول) . . فتاريخ أمريكا (الأسود) الكاحل مع مصر والعرب عامة . . لا يستحق مثل هذه المغامرة والمعروف الباهظ الثمن . . والمجازفة الغير إنسانية التى لا يحمد عقباها . . ومن هذا . . لا بد لنا أن نقف برهة ونتذكر السيرة السيئة لذلك التاريخ . . عسى أن تشفع لمن تنفعه الذكرى . .
هنالك وهناك كان يوجد (لغز) غامض يحاورنى دوماً . . وحير حياتى وفكرى لعقود طويلة وسنين عجاف منذ إمتحان إملاء الإبتدائية العامة . . والذى كان موضوع الإنشاء أيضاً والمعمم على مستوى (الجمهورية) محوره يدور حول "وعد بولفور" (الملعون) والمشؤم . . وظننت أن هذا اللغز المحير سيصاحبنى إلى قبرى كما صاحب أجيال بعد أجيال . . وضمنهم من ضحوا بدمائهم العطرة الذكية وإستشهدوا من أجل فاكهة العرب (فلسطين) . . حتى أتى الفرج من حيث لم أحتسب . . وجأت معه المفجأة التى لم أحلم أن تكون من الممكن أن تزورنى حتى فى مضجع منامى لحل اللغز الغامض مرة وإلى الأبد . . وفى الواقع . . ليس بمعنى اللغز الحقيقى . . ولم يكن أيضاً بحاسة المفجأة الحقيقية رغم دهشتها وليست صعقتها . . بل أمر متوقع والدهشة مصدرها ما هو إلا نتاج عن عدم التفكير أو التمحص فيه بدقة وجدية . . لأن أشرف مشير (قتل) فى تاريخ العسكرية المصرية وزعم ("إنتحاره") بالكذب وقتذاك . . قد أخبرنا وأبلغنا بها ورفض قائده أن يصدقه حتى يأتى له بدليل قاطع لما "يدعى" بأنه "الحقيقة" حينذاك . .
فحين قربت من الإنتهاء من كتابة هذه المقالة مختصرة (قبل) مدها . . وقررت أن أتنقل بين قنوات التلفاز بحثاً عن مشاهدة مباراة كرة قدم . . وجدت نفسى فى منتصف أو ربما خاتمة لحلقة ("وثائق") تاريخية . . والتى عادة أتجنبها لعدم الرغبة فى شراء تاريخ مشوه ومزيف من قوم ("مختارين") ومخادعين (كذابين) و"مضلين" أعرفهم عن ظهر قلب وعقل يقين . . أو تلويث فكرى بميكروبات وجراثيم عقلى وقلبى فى غنى تام عنهما . . حتى (جأت) سيرة (حرب ٤٨) والتى أطلق عليها الطيبين ومعهم الجهلاء . . ("هزيمة ٤٨") . . ("حرب الأسلحة الفاسدة") . . وفى الواقع لم تكن هزيمة على أى مقياس عسكرى . . بل نصر على وشك التحقيق ليسود قد رفض له (الشيطان) أن يتم ويعم . . ولم يكن هناك أساس لوجود أسلحة فاسدة كما روج (الشيطان) . . الذى أراد أن يضل "خير أمة أخرجت للناس" . . كى يصرف النظر عن حقيقة "النصر" الذى سلب عنوة بيد وبطش (العدو) الحقيقى المتخفى وراء الستار . . والمستخف بعقول من هم أذكى وأبصر وأحنك فكراً وكراسة منه . . ومن هو من وراء وخلف مسانداً وداعماً فى الخفاء والعلن من أجل قهر من هم (لا) يستطيعون و(لا) يقدرون على قهرهم . . وصدق القرآن والتاريخ . .
وذهبت "حلقة التاريخ الوثائقى" تحت مسمى . . "جناح ودعاء" . . (""A Wing And A Prayer) . . تروى عن قصص صادرة من أفواه طيارين أمريكان من أصل (يهود) ومن معمرين "الحرب العالمية الثانية" أنفسهم . . يتباهون كيف شكلوا نخبة من الطيارين (بدون) "علم" الحكومة الأمريكية . . التى "سمحت" لهم بشراء (منها) "طائرة ب––١٧((B-17 قاذفة القنابل الثقيلة" . . ثم أصبحوا فيما بعد ثلاثة طائرات وأكثر ومعهم ست طائرات أخرى من طراز س––٤٦ كوماندو (The Curtiss C-46 Commando) . . ثم ذهبوا بهم إلى بنما لكتابة إسم "مزيف" عليهم . . وبإعجوبة مذهلة . . تلك الطائرات تنقلت من بنما إلى كازابلانكا والتى إستقبلتهم بقلة متظاهرين أمام المطار بهتافات "تسقط إسرائيل . . والموت لليهود" . . حسب قولهم . . والذين إشتروا سكاتهم بحراسة طائراتهم مقابل أجر مادى زهيد . . وتحويلهم من "أعداء إسرائيل إلى حراس طائرات إسرائيل" . . على حد سخريتهم وسخافتهم الحمقاء . .ثم غادروا متوجهين إلى أوروبا مروراً ووقوفاً فى تشيكوسلوفاكيا وصقلية فى إيطاليا ثم إسرائيل . . وأن نفس الطائرات كانت محملة فوق طاقتها بالأسلحة الإعتيادية كالبنادق والقنابل والذخيرة لتسليح الإسرائيليين فى ("فلسطين") بعد رحيل بريطانيا . . وطائرة منهم إنفجرت عند هبوطها فى مدينة المكسيك لزيادة حمولتها وفقدوا إثنين من الطيارين معها كعاقبة . . ويشددون فى حديثهم أن "الحكومة الأمريكية" (لا) علم و(لا) خبر لها فى كل ذلك التآمر . . وفى نفس الوقت . . يناقضون أنفسهم حين يدعوا أن "مكتب التحقيقات الفيدرالية (كان) "يبحث" عنهم . . ولكنه "عجز" فى الوصول لهم (إلا) فى "النهاية" على طريقة "هوليود" . . بعد أن أنهوا مهمتهم بنجاح وإنتهت "محاكمتهم" بغرامة قدرها عشرة ألاف دولار لكل من رجع منهم على قيد الحياة . . طبعاً "فاصوليا" (خضراء) من الصعب بلعها أو هضمها بسهولة . . طائرات حربية وذخيرة وأسلحة بهذا الكم والحجم من الحمولة تخرج من الدولة (أمريكا) "القوى العظمى" فى العالم بدون إذن أو أمر أو حتى "علم" الحكومة فى أعقاب الحرب العالمية الثانية مباشرة . . أمر من الصعب بلعه أو هضمه . . الإعلام الصهيونى عادة ودوماً يظن أن العالم الذى يحدثه شبيه بشعب أمريكا "الأهطل" الذى لا يعرف أين تقع بلده على خريطة العالم . . والجغرافيا والحساب يعتبران عدوان لدودان لا ينفصلان عن بعضهما البعض لطلاب المدارس والجامعات الأمريكية على السواء وبدون إستثناء . . يظل تصديقاً لما سبق ذكره . .
والمهمة "البطولية" (المشينة) حسب إعترافاتهم بأفواههم . . مفادها يتلخص . . أن الطفل "المدلل" (صاحب) أكذوبة "الجيش الذى لا يقهر" . . إنتابته "فأجأة" نوبة حادة وإنهيار عصبى مع صرعة شديدة قد تفتك به وتؤدى بحياته وفنائه ناتجة عن نزيف حاد ومتواصل لزحف (أبطال) الجيش المصرى بدباباتهم ومدرعاتهم ومشاتهم دون توقف "على مشارف قريبة ومشارق ببعد أقل من ست (٦) أميال فقط من دخول وإقتحام العاصمة (تل أبيب) . . "التى يدكها الطيران المصرى بعنف وقسوة ليلاً ونهاراً" . . فكان قرار أمريكا . . (معذرة) . . "حكومة أمريكا" لا علم لها بهذا كله . . قرار (طيارين) وطيران (أمريكا) . . بسرعة إسعاف وتقديم العلاج الفورى . . والعجلة بالعودة مرة ("ثانية") لطلب ("المزيد") من طيران الحرب العالمية الثانية ((B-17 لإستخدامه فى "ضرب" القوات المصرية التى يبلغ عددها "عشرة ألاف" الزاحفة بسرعة فائقة نحو تل أبيب ليلاً . . وقصفها فى نفس فجر اليوم المقرر لها أسر "العاصمة" (تل أبيب) والسيطرة عليها فى صباحه . . ثم الذهاب لضرب الطيران المصرى على (الأرض) أيضاً . . يبدوا مألوفاً لنا وعلينا هذا السيناريو المكرر والفيلم المعاد فى ٦٧ . . تحت نظرية "نذهب لهم قبل أن يأتوا لنا" . . أليست نفسها هى النظرية بذاتها التى ذكرت فى المقالة السابقة التى تطالب الحكومة المصرية ("لتوصيل الإرهاب نفسه للإرهابين قبل أن يوصلوه إلينا") المؤرخة ۲٦ مايو سنة ٢٠١٥ م . . هذه الحلقة "الوثائقية" أذيعت مساء الإثنين ٢٢ يونيو سنة ٢٠١٥ م . . وأعيد بثها قبل منتصف ليل يوم الأحد ٢٨ يونيو سنة ٢٠١٥ م . . شهر تقريباً فاصل بينهم . . فالفكر والتفكير مصرى صرف . .
لم تتوقف بجاحتهم وعجرفتهم عند هذا الحد . . بل تمادوا فى عدوانهم وبغيهم بخرق كل الأعراف والمواثيق الدولية كمجرمين (حرب) بقصف القاهرة ودمشق وغزة بالقنابل على روؤس المدنيين ومحاولة قتل الملك الفاسد فى طريق "عودتهم" إلى (أمريكا) لمواجهة "العدالة" (الوهمية) الكاذبة تحت إدعاءهم البربرى "نحن قادرون أيضاً إلى الوصول إليكم" . . وتبرير مهمتهم الإجرامية الوقحة بالكراهية وإنتهاك الحرمات أنها كانت "لمنع تكرار محرقة أخرى ضد اليهود . . ومد دولة اليهود مهلة البقاء على قيد الحياة ليوم أخر" . . هذا مبرر (أعوج) لأصحاب "الديمقراطية" المزيفة وعمالقة إغتصاب (الأرض) بالقوة المصطنعة التى أوشكت على الرضوخ للأمر الواقع . . ورغماً عن عنصر المفجأة والمباغتة الذى إستخدمه هؤلاء ("مرتزقة") وشراذمة طيارين ("أمريكا") وطياراتها المظفرة فى الحرب العالمية الثانية . . نظراً لعدم توقع إسرائيل بشن هجوم (جوى) مثل هذا حيث أنها (لا) تملك طيران فى ذات الوقت . . لقد لقنتهم وكبدتهم قوات الدفاع الجوى المصرى وطيرانه فى (٤٨) درس معتبر ومؤلم بإسقاط وتحطيم ثمانية طائرات وقتل طياريها ("الأمريكان") معهم . . حسب إعترافاتهم وشهادتهم . . فلم تكن مجرد نزهة أو "بطولة" وهمية مرت بلا (عقاب) قاسى ومرير . . وإذا دل ذلك على شئ . . فإنه دليل وإعتراف قاطع وصريح من (الأعداء) أنفسهم على مدى تطور قوة وقدرة سلاح (الجو) المصرى فى ذلك الوقت العصيب (بدون) أمريكا وطيران أمريكا . . الذين يريدون إيهام المغفلين بالكذب أنه الأفضل لفرض وهم "المعونة" الملعونة . . والحقيقة خلاف ذلك تماماً . .
الآن . . بعد ("٦٧") عاماً قد مضت بالتمام . . نقدر أن نقول بإثبات ودليل قاطع باليقين أننا قد وضعنا أيدينا على مفتاح اللغز الغامض الذى كان مخفياً ومدفوناً فى جيب وجعبة (المجرم) الحقيقى . . الشيطان (الأخرس) الساكت عن الحق . . والخارج عن كل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية رغماً عن محاولتة العقيمة للتنصل من عدوانه وتبرير جريمته الشنعاء . . التى ما هى إلا إضافة إلى تاريخ دموى قذر ملوث بدماء الأبرياء من أجل فرض هيمنة هشة سوف تندحر . . ولن تشفع لها عدوانيتها لتحيا أو تعمر . . ولن تنفعها قوتها لتستمر أو تدوم . . والأكثر أهمية . . لقد سلطت الضوء الباهر على "خدعة" و(وهم) "أسطورة الجيش الذى لا يقهر" . . الذى هزم ("خمس جيوش") بطائرات عربدة وعجرفة (أمريكا) . . الأسطورة التى رسمتها وصنعتها وزخرفتها ثم شربتها (أمريكا) بعمد وإصرار مريب للعالم كله بغرض تمريرها على العرب لدب روح اليأس والهزيمة فى قلوبهم . . لعلمها التام . . أنها نفسها (لا) تقدر على حربهم أو هزيمتهم . . وهم (العرب) قادرون على تركيعها للركب . . وزلزال أكتوبر أيقظها وأيقظ العالم معها من غفلتها لتراجع حساباتها الخاطئة . . وبالطبع . . كانت هناك يوماً ما شبه "خرافة" يقال ويهلل لها بكذب (الطبل) والزمر (الأمريكى) . . "أسطورة الجيش الذى لا يقهر" . . حيث أنه لم يخوض معركة منذ أن تكفلت أمه (أمريكا) أن تخوض المعارك عنه ومن أجله . . بداية من حرب (٤٨) ونهاية بحرب ("٦٧") والمحاولة والحيلولة اليائسة لوقف زلزال أكتوبر (٧٣) . . الكابوس المزعج الذى هز وفز ونفض وسادة ومضجع الطفل المدلل (إسرائيل) . . وأفاقها من سباتها العميق ليوقظها من دوامة حلمها الوردى والوهم الكاذب الذى عاشت فيه لحقبة قصيرة وكادت أن تصدقه . . لولا أن طرحها بجبروته أرضاً وتركها تترنح وتتوسل لأمها (أمريكا) طالبة الإغاثة المسعفة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه لتحيا يوماً أخراً . . وفضح أكذوبة الأسطورة الوهمية وجاء بنهايتها المؤلمة المخزية . . وخذل معها خرافتها وخرفشتها الخرقية ليدفنها زلزال "غفران" (الفراعنة) الغفير الساحق تحت مياه قناة السويس الدافئة إلى أبد الأبدين . .
لقد أتت ثمارها أيضاً بجواب للسؤال الذى حير وراود الكثير فى كل بقاع الأرض . . كيف إستطاعت إسرائيل وقف زحف الجيش المصرى من دخول (تل أبيب) وضرب طيرانه على الأرض من الجو فى (حرب ٤٨) وهى (لا) تمتلك طائرة واحدة أو حتى دبابة ؟ . . وهذا الدليل الذى ظهر بوضوح معالمه الآن . . قد فك لغز ضرب الطيران على الأرض مرة ثانية بنفس النهج وأسلوب الطيران (الأمريكى) "نفسه" الذى بدأ ونهى حرب ("٦٧") قبل أن تبدأ أو تكون معركة على نمط أو نموذج التعريف الحربى أو العسكرى من الأصل . . ولكن الفرق كان شاسعاً بين خبرة قادة جيش مصر فى الحربين . . فخبرة وحكمة القيادة الأولى لم تسمح للقوات أن تتزحزح شبر واحد من سيناء أو حتى (غزة) . . ولم تتجرأ إسرائيل أن تقترب شبراً واحداً من كلتاهما . . على عكس القيادة الثانية الفاقدة لحنكة القيادة وخبرة الحروب ومكر المراوغة بأمرها بالإنسحاب الخاطئ والقاتل من سيناء وغزة . . وتركهما أو بالأحرى إهداء كل منهما لإسرائيل على طبق فضى لتنعم بهما . . وهى تعلم تماماً أنها فى مواجهة تحدى أمام عدو (جبان) . . لا يستطع التجرؤ بإجتياح أو إجتياز سيناء إلا وهى خالية تماماً من الجنود حتى ولو كانوا بدون سلاح . . ربما كان تحت مبدأ العقيدة الخطأ والفهم الخاطئ بعدم وجود مظلة (طيران) يحميهم . . فإذا كان صحيح . . فهذا أشد وطأة بمعالجة خطأ بخطأ أكبر وفادح بتعريض الجنود لمذبحة حتمية لا مفر منها . . وتوقيعهم فى فخ عدو همجى بربري ("جبان") لا يعرف خلق أو رحمة أو إنسانية ليفتك بهم فى صحراء مفتوحة شاسعة وجبال صخرية وعرة . . ولعل الدرس الباهظ التكلفة فى ضياع أرواح الشهداء جزاء هذا الخطأ الجثيم يكون حسن إيقانه وتعليمه صوب الدراسة والتحليل لتفادى تكراره . . وسلاح المهندسين العظيم يملك سلك وأساليب المعرفة المحنكة ومكر المرواغة . . وكفيل بخلق المناخ الملائم والتعامل معه بمظلة على الأرض ومن الأرض لتأمين الجنود والعتاد لحمايتهم من بطش الطيران فى مثل هذه الحالات النادرة وبدون إنسحاب . . لأن القائد الذى سيكرر مثل ذلك (الإنسحاب) الإنتحارى بقرار عفوى غير مدروس حسابياً أو إستراتيجياً . . لن يتقبل شعب مصر الواعى الآن تنحيه عن الحكم فقط . . بل سيطلب رأسه فى التحرير . .
قرار خاطئ أضاع سيناء بالكامل وغزة معها . . لم يكن فى إستطاعة أو فى حلم أسرائيل أن تدخل سيناء إلا فى غياب القوات المصرية . . وهذا عاقبة قرار الإنسحاب الخاطئ الذى جلب على مصر المآسى وأضاع سيناء فى ركبه . . وليس من المبالغة أن نقر ونعترف بكل فخر . . بأن (لا) قوة على الأرض تقدر على دخول أى مدينة فى مصر . . (إلا) إذا كانت خالية وخاوية تماماً من الجنود والمدنيين مهما بلغت عظمة وشأن هذه القوة . . والتاريخ لا يكذب . . وأبطال المقاومة الشعبية الشجعان وقائدهم الشيخ (الحقيقى) الجليل . . الذى رفض أن ينطاع لأوامر القائد الأعلى بإخلاء المدينة وتسليمها سليمة لعدوهم . . قد لقنوا إسرائيل والعالم كله درس لن ينسوه من ذاكرتهم وإستحقوا به تلقيب الصحاقة العالمية وإسرائيل بالتبعية بإقرارها . . أنها عجزت أن تحقق ما هدفت الثغرة لتحقيقه . . كمحاولة يائسة فاشلة لتهدئة رهب وروعة "زلزال يوم الغفران" المروع . . لبسالة وصمود ("ديناصورات السويس") وقسوتهم عليها وعلى جنودها . . الذين علا صراخهم وملأ بكاؤهم أصداء المدينة ينادون ويبحثون عن ("مضمد") لجراحهم لوقف نزيف دمائهم . . ألا هم ("ديناصورات السويس") . . الذين دمروا كل دبابة فكرت أو حاولت تجاوز حدود مدينتهم الحرة . . وسيظل لهم الفضل فى تنجية مصر وتجنب جيشها وشعبها من مساوئ مصيبة تكرار مرارة الإنسحاب الذى أشار بها رئيس الأركان الفاشل . . الذى مرد على الإنسحاب من سيناء بدون (أدنى) "أذى" له أو كتيبته فى الحرب التى عمرها ما أخذت مكان وإنحسبت على مصر "نكسة ٦٧" . . ولم يخطر فى ذهنه حينذاك أن يتخذ موقف الرجال والقواد . . والذى ما فعل ولقنه له ولغيره (شيخ) المقاومة الشعبية لتصحيح خطأ حربى فاضح من صنع سوء إدارته للمعارك . . حين ترك فجوة بمساحة تزيد عن كيلو متر تقريباً بين الجيش الثانى والثالث وترك إسرائيل تتسلل ليلاً من خلالها لتسد له الفراغ الذى غفل عنه وأهمله . . نتيجة سوء إدارته المتواضعة للمعارك الذى دارها من غرفة العمليات فى (القاهرة) وليس أرض الواقع (سيناء) . . وإهماله بحجب نفسه وقيادته بالإطلاع على الصحف والأنباء العالمية التى أوضحت وأبرزت بالصوت والصورة "هزيمة" (إسرائيل) وتحطيم دباباتها على (أبواب) السويس وتحويلها إلى (لعب) يتسلقها أطفال السويس ببجامات النوم حفاة (الأقدام) . . كما نشرت صورهم فى كل الصحافة والإعلام الغربى . . وفرغ نفسه ورأسه لوهم ماكينة الدعاية الصهيونية الكاذبة بتطويق وحصار الجيش الثالث . . والحقيقة كانت العكس تماماً . . حيث إنحصرت قوات العدو بين أسنان كماشة مغلقة من كل الجهات من السويس إلى الدفرسوار . . وكوبرى "النجاة" الذى بنوه تقليداً على طريقة ودرب (الفراعنة) للمرور إلى الضفة الغربية من القناة . . قد دمرته وإلتهمته نيران قنابل أبطال (الصاعقة) بأمر من القائد الأعلى . . وإستشهد قائدهم البطل على أثرها بشظية طائشة بعد أن إطمئن قلبه ورأى بعينه أن المهمة البطولية التى كلف بها وأتى لها برفقة أبطاله قد تمت وأنجزت على أكمل وأتم وجه . .
وخلاف ذلك . . ما كان لإسرائيل البكاء والإلحاح فى طلب وقف إطلاق النار . . لأن "(الدفرسوار) أصبحت كابوس (المقبرة) المشؤمة" –– التى كان دوماً يسأل (نفسه) "ليلاً ونهاراً" عن حفرتها التى (حفرها) بنفسه –– "كيف سنخرح (منها) ومن (جحيم) النيران التى تلاحقنا فى كل مكان . . ونحن (غير) قادرون على وقفهم" –– حسب ما صرح به (عقل) "الثغرة" . . الذى رحل متأثراً بكابوس غيبوبتها الأبدى الذى غشى بالرعب والخوف على مفاصل مخه وطارده بلعنته ليأتى بأجله فى عقر داره ("إسرائيل") –– ولم يفطن أو يدرك فى ذهنه أو يخطر فى خاطره . . ولم تشفع أو تنفع له أيضاً عجرفته الوقحة . . بأن "غيبوبة" (كابوس) "الثغرة" الذى أرهق وأرق سكونه وأزعج عقله وأهلك منامه وسباته . . والذى حدث العالم عنه بعجرفته المعهودة . . سوف يطارده فى حياته وينتهى المطاف به إلى باب قبره ليصاحبه ويحاصره فيه حتى تقوم الساعة –– ويجعل منه عبرة وعظة لكل معتبر بصير –– ولكل من تساور له نفسه أن يتجرأ بإقتحام صوامع ("ديناصورات السويس") المحصنة برجالها وأبطالها و"أطفالها" (النسور) الشجعان . . الذين سحقوا وداسوا بكرامتهم وعزتهم "مذلة" وذل (إسرائيل) ووضعوا دباباتها المحطمة تحت أقدامهم للأبد . . وجعلوا منها أضحوكة وهزأة يسخر ويهزأ منها ويزدريها العالم أجمع . . وأولهم المؤيدين لها ومن وضعوا بذرتها القذرة فى أرض (فلسطين) الطاهرة . . ثأراً مشرفاً وإنتقاماً لتدمير منازلهم وتهجيرهم من قصف عدو جبان خسيس . . سجله لهم التاريخ بأحرف وصفحات مضيئة من نور نصرهم الوهاج . . والذى أوشك رئيس الأركان "المشهور" أن يطفئ نور وهجه الرائق برغبة طائشة طمعاً فى بطولة فردية وهمية ذاتية زائفة من نوع أخر ومن لب صنيعه المكبل بغشاوة سحب (ثغرته) "المشؤمة" وصنع الإعلام الغافل . . والذى روج له الجهلاء بشهرة لا يستحقها . . وتشبث ببطولة وهمية من طموح الخيال وصنع الخاطر . . ما ليس له بحق أن يتشبث أو يحلم بها . . ونسى أنه كاد أن يقفز إلى السماء مبتهجاً من غمرة الفرحة ونشوة النصر وهو يسمع نبأ العبور الأول عبر المذياع من داخل غرفة العمليات واقفاً جنباً لجنب مرافقاً صاحب قرار العبور العظيم وقائده الأعلى . . فالصورة والصوت لا يكذبان . . والتاريخ مقياس . . رغماً عن كل الإحترام والتقدير له كبطل من (أبطال) "زلزال أكتوبر" المجيد . . لكن التارخ تاريخ . . وأمانة فى العنق . . وسخافة وحماقة حدوتة "الأسلحة الفاسدة" أوجعت وزهقت بطوننا عسرة وحسرة . . وقد حان الوقت لإسهالها والخلاص منها حتى تتعافى وترتاح أجيالنا والأجيال التى سوف تأتى من بعدنا . . ولو أصغى سمعه لما صرح به أحد أبطال أكتوبر برتبة أقل منه بكثير . . ولكن بعقلية وحنكة قيادة حقيقية تفوق قيادته بمراحل . . والذى كان يحتسى قهوته بكل هدوء ورزانة وثقة المنتصر بنصره داخل غرفة من محصنات (خط بارليف) "المحطم" . . حين سطح المراسل الأمريكى وصعقه بإجابته الإنجليزية الجميلة رداً على سؤاله . . "هل من الممكن أن تلبى مصر طلب إسرائيل من الإنسحاب إلى خط أمن ما قبل الحرب الذى (وافق) عليه أحد قادة الجيش ؟" . . "بالطبع مستحيل . . لن أتحرك من مكانى هنا" . . فباغته المراسل بمكره ليكرر بدهاء ومراوغة . . "حتى ولو صدر الأمر من القاهرة ؟" . . فرد عليه مبتسماً . . "قلت لك سابقاً . . لن أتحرك ولن أترك هذا المكان" . . فعاود يائساً يسأل . . "ما أهمية هذا المكان بالذات لك شخصياً . . وماذا لو رفضت إسرائيل الإنسحاب من الدفرسوار ؟" . . فأفحمه قائلاً . . " سأظل منتظرً فى هذا المكان لإعطاء إسرائيل (علقة) ثانية إذا فكرت أن تأتى مرة ثانية . . وإذا رفضت الإنسحاب من الدفرسوار . . سنرشدها ونلقنها وسيلة الخروج الأمثل على طريقتنا التى أظن أنها تعلمتها جيداً الآن" . . هذا هو فكر وحنكة القيادة . . ولغة القائد المحنك القوية الذى يدير المعارك من داخل جبهة المعركة . . و(ليس) من "غرفة عمليات" خارجها . . فهنيئاً لمصر أن تعتز بمثل أمثاله كأبطال وأبناء لها . . وخير ما أجاب لأن صحفيين ومراسلين أمريكا كلهم (جواسيس) . . وأسئلتهم بصفة عامة توحى للواعى ما تريد دولتهم الإستفسار عنه لدراسته مع إسرائيل مسبقاً . .
سواء مدرس أكاديمياً فى دروس ومحاضرات أو كتب الأكاداميات العسكرية أو لا . . لغة ومفهوم الإنسحاب طلب وأمر لا ينبغى تنفيذه سوى ضد العدو الذى إعتدى وإغتصب حق وأرض الغير . . ولا تطلب أو تطبق خارج هذا النطاق . . ولا تتفق مع أية ثوابت عسكرية فى الدفاع عن الأرض والنفس . . فلا يجوز إنسحاب المصريين من أرضهم وبلدهم لتركها للغزاة لإحتلالها . . فهذا بالطبع سيكون منطق أعوج لا أساس له فى أى عرف أو قاموس عسكرى . . فالسويس الباسلة أدت واجبها عل أكمل وجه مشرف . . وضربت مثل يقتدى به العالم والتاريخ لمدى الدهر . . ولولا شؤم الإنسحاب الخاطئ . . ما ضاعت سيناء وغزة . . وما تكبدت مصر ما تكبدت من خسائر مادية لا تعد ولا تحصى . . وما زهقت الأرواح الطاهرة والدماء الذكية . . وما تعثر إقتصادها ولا عجلة تقدمها . . درس قاس لعله إستوعب بحجم وقدر مآسيه . . والتى دفعت مصر ثمنه باهظاً وبأغلى ما تملك من خيرة رجالها وعزة أبطالها البواسل . .
وإذا تطرق بنا الحديث عن سوء إدارة خاتمة معركة مصيرية . . فلابد وحتماً أن نتناول (تقصير) البداية والضربة الأولى القاسمة على وجه التحديد . . فكل مصرى مخلص فى (حب) "المحروسة" (مصر) عاش لحظات وبهجة "زلزال أكتوبر" الأولى . . يعد من صميم حقه وواجبه الوطنى أن يسأل (المخلوع) كقائد وصاحب العقل المفكر وراء الضربة الأولى . . الذى مازال الشعب يحترم فيه بطولة (أكتوبر) بقدر ما يحتقر ويزدرى فيه ظلم وظلام (ديكتاتورية) ثلاثون عاماً عجافاً . . وأنه شخصياً أول من عانى وشاهد بعينيه كطيار وقع ألم وحسرة ضربة الطيران المصرى على الأرض فى وعكة ("٦٧") المؤلمة . . *** [ما السبب الغامض وراء عدم ضرب الطيران الإسرائيلى على الأرض ومعه كل المطارات الإسرائيلية حربية ومدنية حتى وهى خالية تماماً من أية طائرات رابضة عليها داخل إسرائيل وسيناء وعلى الخصوص مطار إيتان وعصيون والعريش وعلى رأسهم مطار تل أبيب الدولى فى الطلعة الأولى يوم السادس من أكتوبر ٧٣ ؟ ؟ ؟] *** . . وكل مصر ستعيش على أمل تترقب الإجابة الصادقة والصريحة على هذا السؤال البسيط وهو على قيد الحياة . . وأن لا يخذل مصر التى يحبها بالتقصير (ثانية) إذا بخل ورفض لها حقها فى الإجابة وتنويرها بالحقيقة لتجنب نفس الأخطاء فى (الجولة) القادمة . . وهذا السؤال الصريح ما هو إلا مفتاح لغة الحوار لتقصى الحقائق لكى نتعلم من أخطاء الماضى حتى لا يعاد تكرارها مع قيادات الحاضر والمستقبل . . فلم تتاح الفرصة لمعرفة الجواب من (أبطال) أكتوبر الذين سبقونا ورحلوا عن حياتنا . . وأبطال أكتوبر سيظلوا (أبطال) فى نظر وقلب كل المصريين بغض النظر عن نقدنا البناء لهم أو محاكماتهم ليجيبوا على تهم وجرائم قد (زعم) أنهم إرتكبوها فى حق مصر والوطن . . ليصح الصحيح ويمحى الفهم الخاطئ من الأذهان . .
والسؤال المطروح هنا مهم للغاية وذات صلة معنوية وحيوية لبحث الباحثين وتنقيب المنقبين عن الحقيقة الغائبة عن الكثير . . والذى يفوق محوره كل قواعد الأكاداميات العسكرية الأساسية سعياً لتقويم التاريخ . . والتعلل بضرب المطارات المدنية يتعارض مع القوانين الدولية سيكون مبرر خاطئ لطيار مخضرم يعرف عدوه جيداً . . (الطفل) "المدلل" أالذى يعتمد دوماً على إعانة وإغاثة (أمه) "أمريكا" التى ستحول المطارات المدنية إلى حربية من أجل هبوط طائرات الدعم الضخمة المحملة بكل ما تشتهى الأنفس من صواريخ ودبابات ومدرعات ومدافع وذخيرة لنجدة طفلها . . وهذا ما حدث بالفعل . . والمطارات المدنية عندئذ أصبحت خارجة عن طائلة ونطاق القوانين أو المواثيق الدولية . .
ولو ضربت مطارات إسرائيل كلها حتى بدون طائرات . . لوفرت على مصر الخوض فى حرب ضروس من عنف الدبابات فى سيناء التى فاقت تعدادها سجلات معارك الحرب العالمية الثانية بمراحل لم يشهد لها العالم مثيل من قبل . . ومحت ومنعت معها معركة الطيران الشرسة فى ظهيرة سماء وسط الدلتا . . وما إستطاعت إسرائيل التسلل أو فتح أية ثغرة بين الجيشين العظيمين . . ولا إستطاعت أمريكا إنجاح عملية الإنقاذ السريع وفتح ومد جسر من المعدات الثقيلة والدبابات وغيرها من الأسلحة المتعددة عبر "مطار" (العريش) . . وما كان على الجيش سوى إنزال قدر كبير من قوات المشاة والصاعقة بأقصى سرعة داخل حدود إسرائيل فى أول ٢٤ ساعة عقب العبور العظيم . . لإرهابهم ودب الرعب وخلق مناخ الفزع والروع داخلهم بحرب نفسية وملحمة قاسية منسقة ومنمقة على نمط معركة شوارع حقيقية . . ليست "الوهمية" التى (فشلت) إسرائيل فى إشعالها وترويضها تحت صلابة وصمود أبطال السويس الصارم والحاسم . . وخلق حالة هستيرية من الفوضى لإرباك صناع قرارها وتقليب شعبها الملئ بالخوف والمكتظ بالرعب ورهبة الفزع ضدها . . وفى النهاية . . حث الفلسطينين فى الداخل على الثورة ضدها لزعزعة كيانها الداخلى الهش . . وإعطاء دفعة لشعب فلسطين لتوليد شرارة بدء إنتفاضته مبكراً لخلخلة وشخشخة أركان إسرائيل الهشة من الداخل . . ولذلك ضرب الطيران على الأرض والمطارات كان أمراً ضرورياً وفاصلاً . . وفرصة ضائعة لا تعوض أمام عدو قد "فقد توازنه فى (ست) ساعات" . . و(ليس) "ست أيام" . . من أجل حسم المعركة فى البداية وكتابة النهاية لها مبكراً كما كان الأمر فى ("٦٧") . . وحرمان العدو من أن يحلق فى سماء المعركة لشن اى هجوم عفوى . . ولا يستحق حينئذ سوى التسليم فى غضون ٤٨ ساعة على أقصى الفروض إذا أديرت ووجهت الضربة الأولى كما يجب وبدون إعتبارات وقيم لعدو لا يعرف سوى لهجة العجرفة والهمجية البربرية التى شهد عليها جنود مصر أثناء (خطيئة) الإنسحاب . . والتى ذاتها مازال يعيش مرارتها ويعانى من نفس قسوة شرذمتها الشعب الفلسطينى المظلوم على يد الإحتلال الإسرائيلى الغاصب كل يوم إلى أن يأتيهم الفرج بالتحرير والخلاص . . عسى أن يكون قريباً . .
وأبطال (الصاعقة) والقوات (الخاصة) الذين هبطوا خلف خطوط العدو فى سيناء تحت ضوء قمر التاسع من رمضان الخامس من أكتوبر . . وظنت إسرائيل أنها مجرد نزهة أو أمسية عشوائية من أمسيات حرب الإستنزاف . . ونفذوا مهامهم القتالية لعرقلة تقدم قوات إحتياط العدو وعتاده المتوقع قدومها فى اليوم التالى بعد تلقيه القاضية الأولى التى طرحته أرضاً وتركته يترنح ببسالة وتجاح باهر بشهادة إسرائيل . . وتلقيبها لهم . . (صاعقة) "جبابرة الأكروبات" . . الذين أذهلوا العدو بقدراتهم ومهاراتهم القتالية الفذة . . ولا يهابون الموت ولا يعرفون الخوف ويواجهون الدبابات والمدافع بأجسادهم "فى حركات ومناورات أكروباتية فريدة وعجيبة" . . حسب وصفها لهم . . قد ضربوا أعظم المثل لتطبيق هذه النظرية العسكرية الإستراتيجية والتكتيكية البحتة لوضع صمام العدو بين قبضة اليد وكسر عموده الفقرى. . وإذا صح وتم تفعيل هذا السيناريو لما سبق ذكره أعلاه . . فلا إسرائيل ولا غيرها . . بغير أو مع . . تسطيع حتى إستعمال (طيران) أمريكا لقذف جنود مقتحمين يتجولون داخل شوارع مدنها ومحاطين بين سكانها وعمرانها من الجانبين . . فليس من المنطق أن ننصب لأنفسنا فخ من أجل توفير أو الحفاظ على طائرتين أو أكثر من الضياع ثم نجد أنفسنا خسرنا أضعافهم فى النهاية . . وتركنا عدونا يدمر صواريخ غير ملموسة بعيدة المدى وجاهزة للإطلاق بدون (حراسة) على مشارف السويس . . وكأننا فضلنا أن يدمرها ويحطمها عدونا على الأرض فضلاً عن أن نطلقها عليه ونوجهها إلى وجهه فى قلب تل أبيب . . لإيقاظهم وتركيعهم وتعريفهم أنهم ليسوا معصومين من سخط صواريخنا وطائراتنا كما فعل (نسور) مصر فى معركة (٤٨) . .
فإدارة الحروب بشكل عام . . بحاجة إلى أصحاب العقول اليقظة الذكية المكرة المحنكة بالحكمة ذو دهاء المراوغة وخداع المناورة . . (ثم) خبرة الحياة للتعامل مع تقلب الأحداث على أرض الواقع من داخل ساحة المعركة نفسها . . وليس من غرف عمليات تحت الأرض . . وليس بالضرورة أن يكونوا عسكريين . . فأغلب وزراء دفاع "القوى العظمى" (أمريكا) فى عهود الحروب التى خاضتها . . لم تصاحبهم فنون وعلوم العسكرية . . ولم يعتادوا أو يزوروا حتى كلياتها أو أكادامياتها فى حياتهم المدنية . .
وإذا ظننا أن الأمر كان سيتوقف عند كارثة نكسة ضربة الطيران المؤرقة فى ("٦٧") . . سنكون حتماً مخطئين . . حيث شهوة وشهية أمريكا لم تشبع أو تكتفى بعد . . وفكرها الدموى المدمن ذهب بها إلى أبعد حد من التصور العقلى لعاقل حين راودتها وساورت لها نفسها بالتفكير القاتم فى (قذف) "القاهرة" بصواريخها ("النووية") وتكرار (مأساة) اليابان فى مصر . . (ثأراً) وإنتقاماً لسفينتها "حاملة" الطائرات التابعة لسلاح (البحرية) تحت إسم "الحرية" (The USS Liberty). . التى هوجمت وضربت بشراسة من (الجو) وهى رابضة تترقب صنيعها وما فعلت وإقترفت يداها لأجل طفلها "المدلل" إسرائيل على ضفاف مياة شواطئ بورسعيد فى يوم الخميس الموافق ۸ يونية سنة ۱۹٦٧. . وقتل على أثرها (٣٤) من أفراد بحريتها وجرح (١٧٤) أخرين . . وفجأة أيقظتها فطنتها لتدرك أن سلاح القاهرة (الجوى) برمتة قد دمر على الأرض منذ يومين فقط . . فكانت مواساتها لنفسها . . "أنه لا يوجد هناك شئ عند الدولة (الصهيونية) قد لا تفعله لأصدقائها كذلك أعدائها سواء لكى تحصل على ما تريد بطريقتها الخاصة" . . ولكنها للآن لم تدرك هذه الحقيقة . . ولا تعلمت منها شيئاً . . ومازالت تائهة سابحة فى بحر من الأوهام على حافة أمواج دون جدوى سوى دوامة الهاوية التى هوت بأعظم منها من إمبراطوريات وحضارات . . وبرأة يا مصر قد نجوتى من (سيناريو) وحفلة الدمار الشامل التى ألفتها وأعدتها وعزمت أمريكا على تمثيلها وإنتاجها على حسابك . . ولكن توقف الإخراج (فجأة) جاء إضطرارىاً (بعد) إعتذار (الطفل) "المدلل" إسرائيل على المذبحة الشنيعة التى إرتكبها فى حق (أمه) الحنون أمريكا التى سامحت وغفرت له خطيئته على حساب حقوق أرواح مفقوديها . . وغشاوة شن النووى على (المجرم) فى تل أبيب بدل من القاهرة قد تلاشت فى الحال حتى لا ينفضح أمر ضرب الطيران المصرى على الأرض بنفس (السفينة) التى دفعت الثمن غالياً بجانب الحدث . . وعلى نفس النهج والإسلوب . . وليس ببعيداً عن ساحل ومسرح الجريمة والأحداث . . كم من المصريين وخاصة معاصرى "النكسة" يعرفون أو حتى سمعوا عن هذه الحقيقة التى لا يمكن ولا تقدر أمريكا على إنكارها . . لن يتجاوز أو يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة . .
هذه (هى) "عقلية" أمريكا (العدوانية) المتعجرفة التى تستوجب الردع والطاعة حتى تستقيم . . بمجرد "التفكير" المريض فى (ضرب) "القاهرة" أو غيرها بالسلاح النووى . . "المحلل" لها و(المحرم) على الغير . . يلزم مصر كواجب (وطنى) وقومى بحت . . بتوجيه نداء عاجل إلى (عباقرة) المصريين فى علوم الطاقة الذرية مع كل الضمانات بتأمين حياتهم والتحفظ على شخصيتهم كأسرار أمن قومى لحمايتهم من شر وأذى الجواسيس فى الداخل والخارج . . وتكلفهم بتجهيز أعظم (ترسانة) نووية على طراز ("فرعونى") فريد من نوعه . . لإستخدامها فى "الدفاع عن النفس" . . ولتظل بمثابة (تحذير) ودرع واقى لحمايتها من مثل هذه العقليات "الديمقراطية" التافهة . . وبناء على ذلك . . يتم إخراج مصر فى الحال من أية إتفاقيات أو معاهدات (باطلة) ربما وقعت فى عهد الديكتاتورية البائدة قد تحول دون ذلك . . و(لو) كانت اليابان (تملك) القنبلة الذرية . . ما تجرأت أمريكا أن (ترتكب) جريمتها الشنعاء بأن تلقيها عليها أو تضربها بها . . هذا ما علمتنا (مدرسة) الحياة . . ودرستنا ونصحتنا عبرة وعظة (فلسفة) التاريخ . . ومصر (ليست) مستعدة للمخاطرة أو المجازفة بحياة شعبها وتاريخها مع "عقول" الديمقراطيات "الرشيدة" و(الحريات) "المزيفة" المدونة بحبر على (ورق) والمرتكزة (فقط) على (هامش) القول والسيرة . .
وهذه (هى) أمريكا "الصديقة" (المزيفة) لمصر والعرب . . صاحبة "المعونة" (الملعونة) . . والتى ساورها وجرأ بها التفكير بأن تضرب قاهرة المعز بالصواريخ النووية حسب جهلها . . ولا تدرى أنها كانت ستمسح من على وجه الأرض فى نفس اليوم إذا أقدمت على مثل هذه الخطوة الخطرة والخطيرة والإنتحار الأعمى المجنون والأبلة . . كأبسط وأفضل تعبير وتقدير لمثل هذا التفكير المضمحل لدعاة الديمقراطية والحرية وحماة حقوق الإنسان بالكذب والتضليل . . فلكل متعاطف او جاهل بجوهر وحقيقة معدن أمريكا وعدوانها (الغير) معلن رسمياً . . يجب أن يضع فى إعتباره تاريخها "الأسود" مع *(مصر)* و"الأزرق" مع *(العالم)* الأخر . . وطلاب الجامعة الأمريكية فى القاهرة الواهمين بإسم "شهادات" التعليم الأمريكى يجب عليهم مراجعة حساباتهم قبل الندم . . فأقل مستوى جامعة فى مصر يفوق بمراحل بالغة أفضل جامعة داخل أمريكا . . فحين يأتى الوقت وتقرر (مصر) طردها بسفاراتها وقنصلياتها وجامعتها وجاليتها كما (فعلت) طهران . . وحرمانها من (المرور) فى قناة السويس –– (شريان) حياتها وعصب إقتصادها –– يعتبر بمثابة (القاضية) التى تحطم أية طموحات عدوانية عشوائية قد تجوب خواطرها إذا فكرت فى الإعتداء على أى دولة تقع فى المنطقة الهامة فى الحفاظ على البقاء على قيد الحياة لها ولطفلها "المدلل" . . لا ينبغى لمصرى أو عربى شريف أن يقحم أو يفحم نفسه بالبكاء أو الحزن عليها فكله جاء وسعى لها سعياً من صنعها وصنيعها . . وما جناه عليها أحد . . إنما جنته على نفسها بإراداتها وجهلها . . فلها ما رغبت وطلبت . . وإستحقت بما بغت وغشمت به على الأخرين . . لإرضاء نزوتها بما يخالف دستورها وقوانينها والقوانين والمواثيق الدولية من أجل شهوة و(إشباع) رغبة عربيد وسياسة (الشيطان) الأخرس المتوارى والمتخفى (خلف) الكواليس –– (الذى) "يتحكم" فى إداراتها وسياستها –– وسيأتى (حتماً) وحتفاً بنهايتها –– إن أجلاً أو عاجلاً . . هذه هى حقيقة أمريكا المجردة وعدائها وعدوانها على مصر والعرب فى ٤٨ و ٦٧ خالية من أية غموض أو شكوك . . وبدون شرح أو تفصيل وبلا ديكورات لمن يريد أن يعرفها ويتعظ . . رفعت الأقلام وجفت الصحف . .
هذه المقالة تحث و(تناشد) وزير التربية والتعليم فى مصر والبلاد العربية والإسلامية قاطبة (بتغيير) مناهج التاريخ فى مختلف مراحل التعليم بخصوص حرب ٤٨ وحذف فزورة "الأسلحة الفاسدة" الكاذبة والتى أثبتت الحقيقة بالبرهان واليقين هنا أنها لا تستند على شئ من الصحة . . وتصحيحها بحقيقة الواقع التى ذكرت مفصلة هنا . . فمصر (لم) ولن تسمح بتزييف أو تزوير تاريخها بعد الشفافية وحرية الرأى التى أتت بها ثورات الشباب الثائر المناضل فى يناير ويونيو لإرضاء من أساء لها ومن سبب لها ضرر الهزيمة بالبغى والعدوان دون وجه حق مخترقاً كل الأعراف والمواثيق الدولية وسيادة الشعوب . . لنربى أجيالنا على تعريف أمريكا "الصديقة" (المزيفة) لمصر والعرب والعالم الإسلامى برمته . . والمعتدى الآثم فى (٦٧) والمحرض والمايسترو المستفيد الأول من وراء العدوان الثلاثى فى (٥٦) . . وبرقية روسيا لها برهنت ذلك . .
فالنظرية الإستراتيجية العلمية والعملية كما أقترحت وطبقت تظل واحدة بقوامها فى المغزى والمضمون لتحقيق الهدف المنشود . . ووجه المقارنة والإختلاف يكمن فقط فى فجوة الفترة الزمنية بينهما . . وتحديد لب النزاع لدولة ضد فئة إرهابية ضالة . . ("لتوصيل الإرهاب نفسه للإرهابين قبل أن يوصلوه إلينا") . . وها نحن هنا . . تصديقاً لما ذكرنا وحذرنا . . قد وصلنا إلى مفترق الطرق لنجد أنفسنا أمام فاجعة الإعتداء على (رمز) العدالة المستقلة فى أعظم ثوبها ورونقها البهى . . ولتجنب تكرار مثل هذه المأساة فى المستقبل . . يتطلب إحكام الحدود البرية من كل الجهات وتدقيق مداخل ومخارج المدن وخاصة القاهرة . . وتفتيش بدقة متناهية كل السيارات العابرة من وإلى سيناء والقادمة من ليبيا والسودان بدون إستثناء . . وفحص لهجة وهوية كل الركاب . . فالقصد بالتركيز على أشراف القضاء مقصده الرئيسى الدعاية لماكينة الغرب الإعلامية لتبرير موقفهم المعادى والمعارض لإعدام الخونة . . وظن بالخطأ "مجرمى" التكفير و(كفار) "الإرهاب" . . أنهم بخطيئتهم (الزنديقية) قد أرهبوا أو زعزعوا أو عرقلوا القضاء والعدالة المصرية ("الفرعونية") الأصيلة من أن تأخذ مجراها وتنال منهم نيلة واحدة بالقصاس العادل والحق الأمثل . . هيهات . . فهيهات . . القضاء المصرى حى (لا) يموت . . أعجب (كفار) الإرهاب هذا التعبير البليغ أو لم يعجبهم . .
فالقضاء المصرى . . أصل ومؤسس القانون والنظام والمحكمة فى الدنيا . . منذ سابق عهده من النشأة الأولى عبر ألاف السنين التى سبقت ميلاد الأنبياء والرسل وإلى حين . . يأتى له سعياً القضاة ويذهبون متباهين فخراً وشرفاً بحسن خدمته . . ويظل هو (القضاء) الباقى قائماً شامخاً (وحده) . . يحاكم ويحكم . . يأمر ويقرر . . يبرئ ويدين . .يسجن و("يعدم") . . ولا يهاب ولا يخشى أحداً فى أحكامه وقراراته سوى (العدل) نفسه . . ولو أدرك (كفار) الإرهاب هذه الحقيقة العارية المعروفة . . ما تجرؤ وفسدوا فى الأرض بالإعتداء بالإثم والإرهاب على أشرف وأنبل وأنزهه وأعدل أناس يمشون على الأرض . . (إلا) لجهلهم بمعنى ومفهوم . . (القضاء الحى الذى لا يموت) أبداً . . والذى . . وسيظل يحكم عليهم هو بالموت بقبضة الحق والعدالة إلى الآبد . . هذا هو تعريف القضاء المصرى (الفريد) الذى أساء وأخطأ فى حقه (كفار) "الإرهاب" الجهلاء . . الغافلين عن الحق والحقيقة . . الذين أحلوا هدر دماء (المسلمين) "الأبرياء" . . وسخروا وشنوا إنتحارهم (الكافر) وإتخذوه "شهادة" فى سبيل الشيطان . . فبئس مثوى الدار . . جهنم وبئس المصير . .
وما على الحكومة إلا أن تصغى بعناية وحرص لنصائح المفكرين والحكماء الداركين بحكمة وحنكة الحياة والأحداث قبل فوات الآوان وفلات ذمام الأمور . . وتضع ما طلب منها وأقترح عليها نصب أعينها وحيذ التنفيذ فى الحال . . ("لتوصيل الإرهاب نفسه للإرهابين قبل أن يوصلوه إلينا") . . لأن إرهاب (القاهرة) قادماً من مصدره الأصلى عبر (سيناء) . . ومن مرتكبه وداعمه ومموله ليسوا بمصريين . . والمماطلة أو التأخير فى تفعيل المفعول الذى نصح به . . لن يأتى ولن يشفع بعاقبة سوى مزيد من الجنازات والأحزان لأولئك وهؤلاء العزل من السلاح الذين سخروا حياتهم وسلموا حمايتهم أمانة فى عنق ويد الحكومة لصونها . . ولا ينبغى لمصر كأعرق دولة قضاء وقانون عرفتهما للعالم أجمع . . أن تنحرف أو تنحاد بمنحى عن هذه الأمانة أو تتخلى عن مسؤليتها تجاههم فتخذلهم أو تتهاون فى هذا الأمر والشأن . . وعاقبة التهاون والتخاذل معروف معالمها ونتيجتها . . ومراجعة تاريخ الأمس القريب أصدق عبرة وعظة لكل معتبر بصير . .
ولم تكن مفجأة لأحد تجاهل الإعلام الأمريكى والبريطانى هذه الفاجعة الإرهابية . . فلا (قناة) بى بى سى (BBC) . . ولأى قناة أمريكية ذكرت شيئاً عن الخبر المدوى فى نشراتها الإخبارية المسائية . . هذا التجاهل المتعمد جاء مناقضاً تماماً لتغطيتهم الإعلامية المكثفة والمتواصلة فى التعامل مع حادثة إرهاب تونس . . والفرق والمقياس قد إختلف لإختلاف الدم والعرق . . فدم "رمز" العدالة فى أم الدنيا (مصر) . . لا يساوى ولا يوازى (دم) حقير أمريكى صعلوك أو مشرد بريطانى شرذمة فى حسابات أولئك وهؤلاء حسب تفسير قاموسهم الأعوج والأعمى . . ولعلنا نتعلم ونعى الدرس حين تقرر مصر أن تتخذ قرار صارم ومصيرى نحو أولئك وهؤلاء الداعمين والمموليين للإرهاب فى العالم العربى والإسلامى على الخصوص عبر تضليل وخداع غش (قنوات) الجمعيات الخيرية الكاذبة والمكشوفة من الجانبين . . والتى ينبغى أن تغلق أبوابها ويحجز على أموالها فى البنوك فى الداخل والخارج وتصادركلها مع ممتلكاتها على الفور . . ويدفع منها تعويضات لذوى مصابى وضحايا العمليات الإرهابية والإجرامية التى يرتكبها الإرهابيون وأعضاء الجماعة الإرهابية فى حق الجيش والشعب البراء من إرهابهم وإجرامهم (الكافر) . . الذى (لا) مبرر له حتى فى خضم (سياسة) الفشل المستمرة والتى أهملت لأربع عقود متتالية تقريباً . . والذى (لا) يستند على دين أو مبدأ أو عقيدة سوى عربدة (شيطان) "مريد" . . (لا) يعرف خلق ولا رحمة . . و(لا) يحترم . . و(لا) يقدر قدسية أدمية البشر وحرمتها التى حرمها خالقها . . (إلا) بالحق . .
فسياسة (الفشل) فى حل مشاكل المجتمع المصرى بتعيين وزراء الدكتوراة وتسخير المناصب العليا الهامة فى الدولة حكراً لهم وعليهم قد أثبتت فشلها الذريع على مدى تجاوز أكثر من نصف قرن . . ومازالت نفس العقيدة مستمرة بعد كل هذه الثورات ونعمة الحريات . . ولكن بلا جدوى أو نفع يذكر . . وإلى متى ستظل مصر تدفع ضريبة هذا الفشل الذى لا مبرر ولا تقسير له على الإطلاق فى ظل عالم التقدم التكنولوجى المتطور والمذهل بسرعته الفائقة ؟ ؟ ؟
إلى أين . . وإلى متى ستذهب بنا مساوئ هذه النظرية العقيمة والسياسة السيئة التى حولت مصر من مصدر إلى مستورد يعتمد تقريباً على كل شئ من الخارج من رغيف العيش (القمح) إلى ما يخطر فى الخاطر . . إستيراد الحديد والقطن والكماليات الغذائية الأخرى الغير أساسية لسد حاجة فئة أو قلة قليلة . . وليس كافة طبقات المجتمع . . أمر مرفوض ولا تقبله مصر على نفسها . . لم يعرف العالم للحديد ("إسم") قبل أن تأتى به مصر . . فمن الذى يسمح أو يستفيد من تكديس الحديد الأرفع جودة ليستعيض بإستيراد ما هو أردأ وأقل قيمة . . وكيف تسمح أو تشجع الحكومة على مثل هذه الخطوة الخاطئة التى ضررها ينكس سوق الحديد المحلى وينعكس بالتالى على ضعف القوى العاملة وزيادة نسبة البطالة معاً . .
هل يدرك هؤلاء أن أسعار القمصان الفاخرة . . وخاصة البيضاء فى الأسواق الأمريكية . . قد تجاوزت ثلاثة مائة دولار لأنها تحمل (فقط) "تاج" معتمد يميزها مدون بملحوظة كرمز وشعار لها . . ("١٠٠٪ قطن مصرى طويل التيلة") . . وبناء عليه . . يجب على (غزل المحلة) . . "قلعة الصناعة المصرية" . . دراسة ومراجعة أسعارها تناسباً ومراعاة للتصدير الخارجى (فقط) فى ظل تقدير قيمة القطن المصرى ومكانته العالمية الرفيعة . . التى يقدرها ويعرفها الغرب . . خلافاً عن أهله الذين يستوردون سحالة نظيره "قصير التيلة" وقليل القيمة . . ومعها النظر فى أسعار المنتجات الصوفية بالمثل . .
وحين يتطرق الحديث عن (الذهب) الأبيض الذى يستورد الآن . . ولا يدرك أحداً أن معه حل مشكلة القمح المستعصية والتى إستمرت وطالت بها حقبتها وحقيبتها لعقود مضنية ليست بقصيرة . . ولا يوجد ضوء ظاهر فى نهاية النفق الطويل لوضع نهاية لها ولمأسيها . . فماذا لو إستعضنا بنصف مساحة الأرض المخصصة لزراعة القطن وزرعها قمح . . وتفعيل نفس النظرية وتطبيقها على المحاصيل الزراعية الأخرى المماثلة مثل الذرة والشعير . . وغيرها التى لاحظت وزارة الزراعة أنها فى زيادة مستمرة وفائض مستديم عن الحاجة سنوياً . . بإستثناء الأرز والفول والخضروات بشكل عام . . ويتم التنفيذ والعمل فى تطبيقه من العام المقبل وكل عام على التوالى حتى تنتهى أزمة القمح نهائياً بإكتفاء ذاتى تام . . وتعميم نشرة ومنشور زراعى بإخطار عام لكل الفلاحين وخاصة أصحاب الأفدنة الكثيرة وملاك الأراضى الزراعية شاسعة المساحة . . ويستثنى صغائرهم من ذلك (الأمر) الإجبارى . . وتعريفهم بأهميته وحساسيته لمصر وإقتصادها وأمن شعبها الغذائى . . وكلهم على أهبة تلبية النداء القومى وعلى قدر المسؤلية الوطنية . . ونفس سعر إستيراد أردب القمح من الخارج هو نفسه يعطى وأولى أن يذهب للفلاحين والمزارعين ملاك الأراضى لتحفيزهم لإنتاج المزيد والنهضة بمستوى حياتهم المعيشية والتى تدعم إزدهار الإقتصاد فى رحبها . . ويجب السعى فى بناء أحدث صوامع لحفظ القمح والحبوب الأخرى . . ومعه وقف تصدير أية منتجات أو محاصيل زراعية أساسية حتى يكتفى بها السوق المصرى بأرخص الأسعار وخاصة (القطن) حتى يتم وضع نهاية لمهزلة نقص (القمح) التى عجز أصحاب الدكتوراة عن حلها . . فالعاقبة ستكون سعيدة . . سيصل قميص القطن المصرى فى الخارج إلى ما يقرب من خمسمائة دولار أغلى وأعلى من برميل بترول . . ولن يتأثر السوق المصرى حيث الكمية المنتجة من نصف المساحة المزروعة قطن كافية لسد حاجة الشركات والمصانع عامة وخاصة . . إضافة إلى الملابس الصينية الجاهزة التى غزت وسحقت أسواق العالم . . وسيأتى بالقمح إلى ما كان عليه قبل تولية وزارة الدكتوراة من موقع ومستنقع الإستيراد إلى مركز وقمة التصدير . . ومعه عودة رغيف العيش إلى جوهر عهده السابق من الجودة والسعر المناسب ليسند ويساعد أسر المطحونين فى المجتمع . . الذين يعتمدون عليه إعتماداً كلياً وجزئياً فى تغذيتهم ومعيشتهم اليومية . . وتصدير القطن "طويل التيلة" فيما بعد سيصل إلى أعلى سعر ممكن . . وبهذا نكون قد ضربنا عصفورين بحجر . .
وإذا عجز وزير الدكتوراة على تطبيق هذه النظرية العلمية والعملية الحتمية البحتة التى يفرضها الأمر الواقع . . فمصر إذاً ستكون بحاجة إلى مساح المساحة الذى يقيس الأرض بالعصا وليس بالتلسكوب . . وخلاف ذلك . . ستظل فوضى ومهزلة الصحف بأرق وإهانة المصريين بنشر . . "مصر عندها من فائض القمح ما يكفى فقط لثلاثة أشهر" . . فإلى متى ستظل مصر تستورد . . ومتى ستبدأ الإكتفاء الذاتى ثم التصدير . . ومتى نتعلم من (فيتنام) الصخرة الصلبة التى تصدر الأرز للعالم كله . . وبصفة خاصة عدوها الأسبق (أمريكا) . . التى حطمت أماله . . وكسرت أحلامه . . وداست على عجرفته . . وهلكت كبريائه . . وبددت مطامعه . . وقهرت أسلحته المتطورة . . وهزمت طيرانه المتعربد بخبرة عباقرة وخريجى (مدرسة) الحياة . . وليست تكنولوجية الدكاترة و(عبقرية) الإلكترونات "الفضائية" . . فأحسنت صنعاً وصنيعاً . . ليت مصر تحزوا حزوها كى تخطوا خطاها لتنعم وتزدهر . .
مصر بحاجة إلى من يعرفون كيف يعالجون مشاكلها التى تركت وطال عليها الزمن حتى قرحت من حدة الإهمال والتقصير . . وأصحاب الدكتوراة الغير قادرين والعاجزين عن أداء هذه (المهمة) وهذا العمل"الشاق" يجب عليهم فوراً ترك من هو أحق وأكفأ وذو خبرة ومعرفة ليلبى نداء مصر لخدمتها مع كل الإحترام والتقدير لدكتوراتهم . .
مشاكل مصر ليست بحاجة إلى حملة "الدكتوراة" (الجامعية) الأكاديمية . . مشاكل مصر بحاجة ماسة إلى خريجى مدرسة ("الحياة)" . . أصحاب الخبرات العملية والفعلية حتى ولو كان مؤهلهم العلمى (إبتدائية) "عملاق الأدب والفكر" . . منطقياً . . كم من وزراء المواصلات أصحاب "الدكتوراة" مروا علينا حتى الأن ولم يأتى أحداً منهم بحل لمشكلة "مزلقان" القطار البسيطة . . والذى أودى بحياة عدد لا حصر به من الأبرياء الذين لا ذنب إقترفوه سوى أنهم وجدوا فى مكان خطأ وفى وقت خطأ . . ومع سائق خطأ مستهتر لم تلزمه بلده أن يتبع ويحترم قانون بسيط يحفظ سلامته وحياته وسلامة وحياة من أؤتمن سلاماتهم وحياتهم معه وبين يديه . . وكل ما فى الأمر . . يلزم وضع حواجز أتوماتيكية تعمل إلكترونياً على كل مزلقان بدون (حارس) لغلق وفتح المزلقان قبل وبعد مرور القطار . . والرواتب "المبالغ" فيها لهؤلاء الوزراء كفيلة بتغطية مصاريف هذه الحواجز . . والدول الغنية المتطورة مستعدة تماماً لوضعها (مجاناً) كمنحة (لو) طلب منهم ذلك وخاصة الدول الإسكندنافية الراقية فى رقة وعلاقة الود والمودة بينها وبين مصر وشعبها . . ولكن (أولوية) إستيراد "الشكولاتة" على مختلف نكهتها وأشكالها المتنوعة يظل ظاهراً أهم كثيراً من أرواح الأطفال الأبرياء "حفظة" (القرآن الكريم) . . الذين بكوا أصحاب القلوب المتحجرة قبل الرحيمة فى كل مكان شاهد قطار الموت ملطخ بدمائهم العطرة الذكية . .
إضافة إلى ما سبق لزام فعله . . إصدار قانون فى الحال (يجبر) كل سائق سيارة تحمل أكثر من راكبين وخاصة سيارات الأجرة والأتوبيسات العامة والخاصة معاً . . بأن يقف وقوف كامل وتام قبل عبور المزلقان . . حتى ولو كانت الحواجز مفتوحة . . أتوماتيكية أو غير . . ولا يوجد هناك مرور لأى قطار عابر من خلال رؤية المشاهد أو بالعين المجردة . . ويفتح نافذة السيارة من الجانبين والباب بصفة خاصة مع الأتوبيس . . ليلاً ونهاراً . . ليرى ويسمع صوت القطار (قبل) الشروع فى عبور المزلقان . . وإعطاء وتحرير مخالفة وغرامة لا تقل عن ألف جنيه لكل مخالف أول مرة . . وخمسة ألاف جنيه غرامة وتوقيف الرخصة لمدة خمس سنوات إذا كرر المخالفة . . وعشرة ألاف جنيهاً غرامة وسحب الرخصة نهائياً وحبس لمدة لا تقل عن سنة ولا تتجاوز السنتين إذا (أودين) فى المحكمة بالمخالفة الثالثة . . ولفرض وتفعيل حكم وسيادة القانون . . سيارة شرطة تراقب كل مزلقان شهير بشدة المرور والزحام عليه لإرغام تنفيذ وتفعيل القانون مبدئياً حتى تصل الرسالة لكل متهاون فى أرواح الأبرياء ويعم الأمان والسلامة على الجميع . . هنالك فحسب . . ستتحدى (مصر) . . ليس القطار فقط . . بل "القضاء والقدر" (نفسه) . . أن يستجرأ بأن يدعس إبن أو روح بريئة لها على مزلقان قطار . . (إلا) راغب فى الإنتحار الدراماتيكى على طريقة وخيال "هوليود" لتحدى القدر والقانون معاً . .
فحاصلى الدكتوراة من أجل أعلى الرواتب والمراتب والجلوس خلف المكاتب الفارهة يظل حق لهم بكل الإحترام فى مبلغهم من العلم . . (إلا) الوزارات . . (حتى) يأتوا بحلول عملية وفعلية قابلة التنفيذ للمشاكل التى تقع فى دائرة الوزارت المرشحين لإداراتها (قبل) تعينهم . . دكتوراة الإبتكار والإبداع فى خلق حياة أفضل وأرقى رفاهية للمواطن والمجتمع المصرى بشكل عام . . هى الدكتوراة المطلوبة والمنشودة التى تبحث عنها وتحلم بها مصر (الحديثة) ولم تقابلها قط أو تصادفها حتى الآن . . دكتوراة أعلى الرواتب والمراتب . . هى ذاتها التى سئمت وإشمئزت مصر منها ومن كثرتها . . ولا ترغب فى المزيد وقد فاض بها . . فرحمة بمصر . . ضعوا لها الرجل المناسب فى المكان المناسب . . بغض النظر عن مؤهله أو (مؤهلها) . . والمرأة صاحبة الكفاءة والخبرة للوظيفة يجب أن تتقدم الصفوف بجدارة وإستحقاق . . فعصر مصر الذهبى وذروة روعة تقدمها الحضارى والثقافى الفريد . . متمتعاً بأرقى وأزهى وأرخى إقتصاد على كل المستويات . . كان تحت قيادة حكمها وقرارها . . ولا حرج فى الإعتراف الصادق بهذه الحقيقة التى لا يستطع أحد غفلانها أو نكرها . . فقد آن الآوان للإعتراف والتسليم بأن سياسة الفشل "الدكتوراتية" . . هى (وحدها) التى أوصلتنا إلى طريق مسدود وجلبت علينا (المعونة) "الملعونة" التى نعاير بها وبهمها وبفضيحتها أمام الخلق والخالق . . وهنا . . لكل وقفة موقف . . ولكل عطفة معطف . . ولكل حديث محدث . .
وإذا جاء الحديث عن الوزراء والوزارات فى مصر . . فهناك مشكلة حقيقية لا بد من أن تعالج حتى يتعافى الإقتصاد ومن ثم رسم وتعديل ميزانية الدولة بشكل عام . . فكم وزارة من الست وثلاثون (٣٦) وزارة فى مصر لا فائدة لها على الإطلاق والتى تكلف الدولة مصاريف بالمليارات سنوياً والدولة فى الواقع فى غنى تام عنها وعن حمل تكلفتها ورواتبها الضخمة والمبالغ فيها . . مع العلم أن (أمريك)ا ليس بها حتى (ربع) عدد الوزارات التى فى (مصر) . . وتعداد سكانها يضاهى عدد سكان المحروسة بثلاثة أضعاف نسمة . . وإلغاء مثل هذه الوزارات سوف يوفر على الدولة مليارات ومليارات يمكن ترشيدها فى رفع مستوى المعيشة والمعاشات . . وخاصة هؤلاء الذين رفعوا رأس مصر والعرب عالية تحلق فى سماء أكتوبر ٧٣ وإلى اليوم وكل يوم . . وزيادة الحد الأدنى لأصحاب الدخل المحدود لتحسين معيشة المواطن والمجتمع بالتساوى . . ولن يكون مبالغاً إذا تعدى إدخارها المادى ما يفوق قدر وحجم "المعونة" (الملعونة) العسكرية والمدنية والمادية على حد سواء . .
والأخذ على سبيل المثال والإعتبار . . "وزارة السياحة" . . وأخرى تحت إسم "وزارة الأثار" . . وثالثهما "وزارة القوى العاملة والهجرة" . . ولا أحد يعرف ما السر الخفى وراء فصلهما عن بعضهما وخاصة الأولى والثانية . . أو لماذا يحتاجان لإثنين وزراء فى بلد تعاير بمعونة وإقتصادها فى كفاح منقطع النظير . . فدولة كبرى وعظمى مثل (أمريكا) يدخلها سنوياً سياح يتجاوز عدد سياح مصر بأضعاف خمسين (٥٠) مرة أو أكثر . . بخلاف ما يقرب من نصف مليون مهاجر سنوياً كدولة ("هجرة وتجنس") . . ولم تعرف أو تعهد أمريكا بإسم وزارة "السياحة" أو وزير السياحة . . ولا وزارة" الهجرة" أو وزير الهجرة . . وشئون الهجرة فى أمريكا خاضعة لوزارة العدل . . علماً ويقيناً بأن الهجرة المقصودة هى هجرة المصريين للخارج والتى تخص إدارة الجوازات . . وليست بحاجة لوزارة ووزير لإداراتها . . ثم تأتى "وزارة الشباب والرياضة" . . وعمالقة "الذهب" فى الأولمبياد (أمريكا) . . ومعهم راقصى "السامبا" جبابرة الساحرة المستديرة ومحتكرى كأس العالم (البرازيل) . . (لا) يوجد عندهم وزارة بهذا الإسم . . ثم تتبعهم "وزارة الإستثمار" . .وأختها "وزارة التمويل" . . وشقيقتهما "وزارة التخطيط والمتابعة الإدارية" . . ولماذا لا يختصروا فى وزارة واحدة إذا كانت مصر فى حاجة من أصله لكلتاهما . . وأمريكا صاحبة أكبر صرح بورصة مالية وإستثمارية فى العالم لا يوجد بها أى وزارة من تلك الوزارات عقيمة الفائدة . . ثم تعقبهم "وزارة التربية والتعليم" . . وأختها "وزارة التعليم العالى" . . وبنت خالتها "وزارة الثقافة" . . وبنت عمتهم "وزارة البحث العلمى" . . أربع وزارت (ينبغى) جمعهم تحت إسم وزارة واحدة ("الأولى") بإشراف وزير (واحد) وتوفير المال (السائب) والضائع . . وفى الرحاب تأتى "وزارة الإسكان" . . ونفسها "وزارة المرافق والإسكان والمجتمعات العمرانية". . ومثليها "وزارة التنمية المحلية" . . وشبيهما . . "وزارة البيئة" . . وجمع الأربعة فى وزارة واحدة هو الأصوب . . وبالمثل . . "وزارة الصناعة والتجارة الصغيرة والمتوسطة" . . ومماثلة لها . . "وزارة التوريد والتجارة الداخلية . . وقريبة لهما "وزارة البترول" . . وكأن مصر من الدول المصدرة للبترول فى العالم والتى أغلبها لم تسمع فى مثل إسم وزارة . . وإسم وزارة (الصناعة والتجارة والبترول) يكفى الثلاثة لضمهم فى وزارة واحدة وتنصيب عليهم وزير واحد للإشراف الوزارى . . وبالتبعية تأتى "وزارة الزراعة" . . ورفيقتها "وزارة الموارد المائية والرى". . وهما وزارة واحدة لا يجب فصلهما عن بعض وليست بحاجة لوزيرين بدكتوراتين فى ظل أزمة (القمح) العويصة . . وعلى دربهم "وزارة المواصلات" ومعها "وزارة الطيران المدنى" . . وما المانع أن يدمجوا تحت إسم "وزارة المواصلات" (فقط) أو إضافة الطيران لها لتكون "وزارة المواصلات والطيران" . . فأمريكا التى تحلق فى سماها يومياً ما يزيد عن خمسة ألاف طائرة (محلية) غير عدد الطائرات الخارجية القادمة والمغادرة والذى بالطبع يفوق هذا العدد . . ليس عندها سوى "وزير المواصلات" (لا) غير . . وفى كدره "وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة" . . وعلى نهجها "وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات " . . ولا ضرر من ضمهم لوزارة واحدة بوزير واحد . . وأخراً وليس أخيراً . . دمج وتوحيد "وزارة الدفاع" مع شقيقتها "وزارة الإنتاج الحربى" . . وتطبيق هذه النظرية الإقتصادية البحتة فى تصغير حجم وتكلفة الحكومة مع كل الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية الأخرى والقطاع العام بصفة خاصة . . كفيلة بأن تغنى مصر عن "المعونة" (الملعونة) والمعايرة بها . .
وبناء على ما سبق ذكره . . تخصيص مبانى الوزارات المختصرة والمخفضة ميزانيتها والغير أساسية لمنشأت تعليمية لمواجهة تضخم نسبة السكان المتزايدة تدريجياً . . بتحويلها إلى مدارس إبتدائية وإعدادية وثانوية تحمل إسم شهداء القضاء والعدالة والشرطة والجيش الذين زهقت أرواحهم بغدر الإرهاب الكافر . . وخاصة (أبطال زلزال أكتوبر) الذين ضحوا بحياتهم فداء لمصر وفلسطين والأمة العربية جمعاء . . وحبذا لو يحول ويطلق على إحدى مبانى وزارة الإنتاج الحربى المقتصرة والمخفضة ميزانيتها إسم (كلية أبطال زلزال أكتوبر الحربية الحديثة) . . لتكون وتظل إلى الأبد (مكيدة) فى إسرائيل و(نكاية) فى أمريكا . . ستكون أجمل هدية من شعب مصر لهؤلاء الأبطال العظماء الذىن مجدهم وعظمهم التاريخ بأحرف من نور وهاج . . (لا) "ينقطع" و(لا) يقدر أحداً أن يطفئ نوره إلى أن تقوم الساعة . . أرضيت الفلسفة بهذا التفسير أو لم ترض . . رغبت أو لم ترغب . .
المعايرة بالمعونة (الملعونة) يحتم على كل مصرى وطنى شريف أن يسأل ويعرف كم رسم عبور السفن الأمريكية عبر قناة السويس (المصرية) وخاصة حاملات الطائرات . . ويجب إلزام الحكومة بنشر هذه الرسوم فى الصحف والإعلام المصرى بشفافية مطلقة للشعب (مالك) القناة الوحيد و(صاحب) القرار الأول والأخير . . فحسب تقارير الخزانة الأمريكية الرسمية المعلنة فى السجلات العامة . . تقر أن تكلفة اليوم الواحد لكل حاملة طائرات راكدة على سطح المياة بدون سير تتجاوز (مليون) دولار يومياً لتغطية مصاريفها ومن مرابض عليها من أفراد وعتاد . . فكم يوم ستوفر السفينة بإختصارها فى سلك مجرى قناة السويس . . فعلى هذا القدر والمقياس تحدد أسعار الملاحة فى قناة السويس . . وبالطبع يجب أيضاً مراجعة ومقارنة رسوم الأمريكان نفسهم عندما كانوا يديرون ويتحكمون فى قناة بنما الملاحية لمدة (مائة) عام كاملة . . والتى عبورها لا يشكل طفرة أو طفيف واحد فى المائة (۱٪) من متوسط الذى تستقبله قناة السويس فى اليوم الواحد . . فإذا فرضنا علمياً وعملياً . . على سبيل المثال . . أن حاملة الطائرات ستوفر عشرة أيام بتكلفة عشرة ملايين دولار . . فأقل رسم ("مجاملة") من أجل ("المعونة) الملعونة لا ينبغى أن يقل عن خمسة (۵) ملايين دولار فى الذهاب والعودة بالمثل مع (الضريبة) الجبرية . . ورسوم السفن الناقلة للبترول يجب أن تقدر حساباتها على هذا النمط . . والعائد يومئذ كفيل بأن يسدد فاتورة شراء أحدث الأسلحة المتطورة من روسيا والصين وغيرهما . .
قناة السويس كفيلة بتوفير العملة الصعبة لشراء السلاح والأساسيات الضرورية . . وليس الشكولاتات والحلويات وغيرها من الرفاهيات والسلع المعلبة والمغلفة المحفوظة عديمة الفائدة وفاقدة القيمة الغذائية والمخلوطة بمواد الحفظ الكيماوية المضرة لصحة الجسد والعقل . . والتى أتت وجلبت معها شتى الأمراض والأفات المختلفة التى لم يعرف ولم يسمع المصريين لها أسماء من قبل . . وخلاف ذلك . . القناة مفتوحة كعابر سبيل . . وهذا التعبير الساذج لا ينبغى أن يقبل به أى مصرى حر شريف يعاير بالمعونة الملعونة . . فليس من المنطق أن نجد هؤلاء الذين يريدون رواتب (بالملايين) فى ظل هذا الإقتصاد المتدهور يضعون رسوم (بالملاليم) لثروة وكنز مفتوح لو عرف فن وحكمة حسن إستغلاله وترشيده الأصوب . . قناة السويس (وحدها) هى القادرة على رفع أسعار البترول . . وتوصيل برميله . . الذى يتلاعبون بسعره الآن على هواهم ورغبتهم وعربنا ينظرون ويتفرجون بحرقة وحسرة . . وكأنهم لا يملكون فعل شئ غير الفرجة والحسرة . . إلى خمسمائة (٥٠ دولار وأكثر . . وليس دول تصديره أو تكريره . . الذين عجزوا عن مجرد التفكير فى وقف أو تقليل حد الإنتاج لوقف نزيف إنهيار سعره فى الأسواق العالمية والمحلية . . قناة السويس الجديدة أو القديمة (ليست) ولن (تكون) "هدية مصر للعالم" . . ستظل هدية مصر لأهلها (المصريين) وحدهم الذين حفروها وحموها ولا لسواهم . . لتركيع وتهذيب العالم . . غضب من غضب . . وفرح من فرح . .
دخل قناة السويس السنوى لازم وحتماً أن يأتى على مصر بمليارات وليس بملايين الدولارات . . وإلا نظام الهيئة سيكون بحاجة ضرورية إلى إعادة بنيانه وتركيبه وترتيبه وبرمجته بالكامل . . وإعطاء الفرصة لشباب مصر ذو الكفاءة والحنكة من داخل القوات المسلحة وخارجها هو الحل الأمثل لتقييم الرسوم حسب الوقت الموفر والكلفة المدخرة للسفينة وقيمة وأهمية المحتويات المحمولة عليها . . علاوة على الحجم والوزن والتضخم المطرد فى الأسعار والخدمات بشكل عام . . وعلى الخصوص . . الخدمات العديدة المقدمة فى المرافقة والحماية الأمنية وغيرها للسفينة من وقت دخولها الممر الملاحى حتى لحظة خروجها على مدى مسافة ما تقرب من مائتى كيلو متر عبر الممر المائى . . وكلها خدمات تطبق وتقدر عمولتها وأجورها مادياً حسب ("الساعة") فقط . . كما هو معروف ومتعاهد عليه فى كل المواثيق الدولية . . والمتضرر أو الغضبان أو غير المضطر يسلك إتجاه رأس الرجاء الصالح أو يلجأ إلى طريق المحيطات ويشتهى غضب عواقب العواصف والأعصار العاتية . . بجانب الوقت الضائع والباهظ التكلفة من الجهتين والمجازفة الخطرة مع قراصنة البحر . . وفى أروقة مقتده . . لن يسمح (شعب) مصر بمنح إمتيازات أو إستثناءات لأحد حين يتعلق الأمر بشأن قناة السويس . . آنذاك . . سيعى ويعرف الكونجرس جيداً من الذى (يجود) ويحسن على من . . ومن (الذى) يسئ ويتطاول على من . . ومن (الذى) فى النهاية يزدرى (ويحتقر) من . . ومن (يؤدب) من . . وفى نروة هذا المعنى المجمل . . يكمن عزاء مصر . .
ومن ثم . . فلتصمت كل نداءات التهديد والوعيد بقطع المعونات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع . . والتى لا نفع ولا عائد منها على المواطن بشئ يذكر . . ورفضها أمثل للصواب لطرد الهيمنة والتبعية والتجسس بعين الحكمة . . وترسيخ روح الأمن والطمأنينة لمصرنا كلها من كل المهاترات الإرهابية والعدوانية العقيمة . . فالآن . . العالم أجمع يعى تماماً . . وأولهم أمريكا وبريطانيا . . أن سيناريو (٥٦) الذى تم تصويره وإخراجه بالأمس غلى عشرة (١٠) مليون مصرى حينذاك . . قد مضى ومات للأبد . . ولا بصيص من أمل لعودته أو مجرد التفكير فيه . . مهما عظم شأن "القوى العظمى" . . ولم يعد صالح المفعول لإنتاجه أو تمريره اليوم على مائة (١٠٠) مليون مصرى الأن –– هؤلاء هم الذين أبهروا العالم بأسره . . وأرهبوا الحاقدين معاً بأعظم سطرين متمثلين فى ثورتين خلال سنتين . . (لم) ولن يشهد لهما التاريخ مثيل . . أرضيت الفلسفة بهذا الحديث أو لم ترض . .
حفظ كرامة وعزة الشعوب لا يقدر ولا يزايد بمعونات كما يظن أعضاء "الكونجرس" الأمريكى (المنافقون) الذين أدركوا أخيراً وخم العواقب إذا ظلت أمريكا تائهة فى أرض وعرة . . وإستمرارها فى ممارسة سياستها الهوجائية الشيطانية العدوانية لتيسير مصالحها ومصالح إسرائيل على حساب سفك دماء الأخريين ودحرهم فى فقرهم ومشاكلهم الإقتصادية والإجتماعية . . ثم تمد لهم يد ("المعونة") بعد ذلك باليد الأخرى . . مناورة الكونجرس البائسة وقرار التلويح بالمعونة إستبدالآً وإستيعاضاً بالإعتذار أو غلق السفارة والقنصليات والجامعة الأمريكية والحرمان من المرور عبر قناة السويس الدولية (المصرية) . . محاولة يائسة ماهى إلا إستخفاف وإستهزاء بعقول المصريين . . (أذكى) ما عرف البشر عنهم من حضارة صنوعها . . ومعارك خاضوها . . وثورات أشعلوا شراراتها . . وقادوا شعلتها ومسيرتها . . تتطلب الحزم والحسم من قبل الحكومة المصرية . . ويلزمها برفضها ("المعونة") شكلاً وموضوعاً –– فالفقر نفسه (شرف) . . وليس عيب لكل شريف ذو عزة نفس وكرامة يتحلى ويتباهى بها . . مع علم اليقين التام . . بأن (لا) أغنى من مصر على ظهر اليابسة . . والتهاون فى إهانتها لن يغفره ميدان التحرير لأى حكومة مهما علا شأنها . . *** [إتقوا شر الحليمة (مصر) . . إذا غضبت وعضدت بالنواجز . . !!!] *** و *** [إحذروا غضب المحروسة (مصر) . . الذى دوماً يبدأ وينتهى فى ساحة الميدان . . !!!] *** . . وستلقن مصر الدرس المعتاد المعهود والمشهود فى نفس "ميدان التحرير" التاريخى لكل متهاون فى ذلك الشرف أو متغاضى بإجحاف عن تلك الكرامة . . بسخريته وإهانته الجريئة لها أو (إستهزاء) وسفاهة (الكونجرس) الأمريكى "الجاهل" (المنافق) لها . . ومناداتها بإحتقار وإذلال بضغينته وكرهه الدفين لها وأهلها –– (* زغردى يا مصر . . المعونة وصلت *).
أمريكا فى الأربعاء الموافق ٨ يوليو سنة ٢٠١٥
ابن مصر
عاصم ابو الخير
أحدث المقالات
- القصاص من هولاء واقع أن افلح هو أو غيره. بقلم الفاضل سعيد سنهوري 08-13-15, 06:50 PM, الفاضل سعيد سنهوري
- الاحساس الشعبي بنهاية حقبة رئاسة الرئيس بقلم سميح خلف 08-13-15, 06:47 PM, سميح خلف
- سوزان والليل شعر نعيم حافظ 08-13-15, 06:45 PM, نعيم حافظ
- مفاجاة وشيكة من حركة / جيش تحرير السودان بقلم حيدر محمد أحمد النور 08-13-15, 06:42 PM, حيدر محمد أحمد النور
- يا وزير الصحة .. وضع وزارتك مأساوي بقلم عصام الحسين ــ إيرلندا 08-13-15, 06:39 PM, عصام الحسين
- على ماذا تعتمد (داعش) في حروبها ضد المسلمين!؟ (1( بقلم خالد الحاج عبد المحمود 08-13-15, 05:17 PM, خالد الحاج عبدالمحمود
- المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (1 من 11) بقلم محمد وقيع الله 08-13-15, 05:14 PM, محمد وقيع الله
- تعويض أسر الشهداء..أم القصاص لهم؟ بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-13-15, 05:11 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- الانقاذ اعادة تدوير الاستهبال2 بقلم حيدر الشيخ هلال 08-13-15, 05:09 PM, حيدر الشيخ هلال
- ( 400 وهم مربع) بقلم الطاهر ساتي 08-13-15, 05:06 PM, الطاهر ساتي
- الوطن عند أهل الإسلام السياسي بقلم بابكر فيصل بابكر 08-13-15, 03:37 PM, بابكر فيصل بابكر
- أنتم لا تخشون الله، لكن تخافوننا! بقلم عثمان محمد حسن 08-13-15, 03:35 PM, عثمان محمد حسن
- جهاز الأمن ومافيا الذهب السودانية الروسية بقلم حسن احمد الحسن 08-13-15, 03:33 PM, حسن احمد الحسن
- مظفر النواب .. الشاعر المتمرد بقلم أحمد الخميسي. كاتب مصري 08-13-15, 03:31 PM, أحمد الخميسي
- الدين / الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب الجزء السادس بقلم محمد الحنفي 08-13-15, 03:28 PM, محمد الحنفي
- حالة انفصام شخصية.. خطيرة بقلم عثمان ميرغني 08-13-15, 03:25 PM, عثمان ميرغني
- أما حكاية !! بقلم صلاح الدين عووضة 08-13-15, 03:22 PM, صلاح الدين عووضة
- عجائب وغرائب! بقلم الطيب مصطفى 08-13-15, 03:19 PM, الطيب مصطفى
- مواقف وحكايات تبعث علي الضحك أو الأبتسام بقلم هلال زاهر الساداتي 08-13-15, 02:29 PM, هلال زاهر الساداتى
- الدولب وجيب الله ، ملك حر!! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-13-15, 02:27 PM, حيدر احمد خيرالله
- نحن اصحاب المهن الوضيعة بقلم شوقى بدرى 08-13-15, 02:26 PM, شوقي بدرى
- يا أبناء العباس أعطوا الناس: هكذا كان صيتنا في يثرب الرسول بقلم عبد الله علي إبراهيم 08-13-15, 02:23 PM, عبدالله علي إبراهيم
- كي لا يتم تضليلنا بقلم هشام عوض عبد المجيد 08-13-15, 02:21 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- نتانياهو وأوباما، لمن الغلبة؟ بقلم د. فايز أبو شمالة 08-13-15, 00:10 AM, فايز أبو شمالة
- للحالمين والجراقيس ..لا أحد يستطيع عزل القائد عبدالعزيز الحلو.. بقلم عبدالغني بريش فيوف 08-13-15, 00:09 AM, عبدالغني بريش فيوف
- المعالجة المطلوبة والتغيير المنشود بقلم نورالدين مدني 08-13-15, 00:07 AM, نور الدين مدني
- المنافق و الكذاب و انهيار الاخلاق بقلم عمر عثمان-Omer Gibreal 08-13-15, 00:06 AM, عمر عثمان-Omer Gibreal
- كيف صارت إدارة اوباما وإدارة البشير كقرني التور ؟ الحلقة الثانية ( 2- 3 ) بقلم ثروت قاسم 08-13-15, 00:04 AM, ثروت قاسم
|
|
|
|
|
|