|
زعماء الاحزاب التقليدية ومعارضة (جلابية بيضاء ومكوية) مجتبى سعيد عرمان
|
زعماء الاحزاب التقليدية ومعارضة (جلابية بيضاء ومكوية) مجتبى سعيد عرمان الاسبوع المنصرم كان حافلا بالتوقعات بسبب ما اطلق عليه "مفأجاة الريس"، وسماء الخرطوم دائما ما تنحاز الى صف الاقوياء من اصحاب الصولجان الذين إغتصبوا السلطة والثورة بليل بهيم، ومن المفترض تسليمها فى محفل (قومى) وكأننا نعيش عصر الاحلام الوردية.
زعماء القوى التقليدية جهزوا " العِمم والشالات" المطرزة من "عصراً بدررررى" وتوجهوا صوب قاعة الصداقة وتراصوا فى الكراسى الامامية لإستلام السلطة التى استلبت منهم بحد السيف. وعلى عكس شواهد التجربة الإنسانية التى بينت أن ما من حاكم إعلتى ظهر السلطة بالدبابة قام بتسليمها طوعا وإختيارا وخرج من قصرها المنيف خروج الشعرة من العجين، فى التاريخ القريب جداااا او البعيد، وما تجربة ما تعارف عليه بالربيع العربى ببعيدة عن الاذهان من لدن صدام حسين الى إبن على والقذافى وحسنى مبارك. ولو تخلى اصحاب الاسلام مشاريع السياسى عن الامتيازات السلطوية والاقتصادية وما اكتنزوه من اموال بسهولة ويسر سوف يكون ضد نواميس الطبيعة وجوهر الصراع الإجتماعى الذى هو بين الذين يمتلكون كل شىء والذين لايمتلكون من الدنيا سوى شروى نقير، وبين المُهمشين من قبل سدنة المركز. دراما اليوم المشهود بلغة المؤتمر الوطنى: السيد غندور رحّب بزعماء المعارضة محدثا نفسه : ( مرحبا، أهلا وسهلا، والله اهو بدل العقاد سسسساى، احسن قلنا نلمكم عشان تتجاذبوا اطراف الحديث. وكجزء من تحولات الخطاب البنيوى، لانو قعدتكم بره السلطة طولتتت بلحيل وخفنا عليكم من العزلة " الغير مجيدة" وربما حالة الإنعزال تلك تتحول الى مايشبه السلوك الغير إجتماى". والعبارة تلك نطقها الريس بلغة إنجليزية رصينة ( antisocial behavior) . ومن ثم محدثاً نفسه مرة اخرى: "دحين السلطة دى الزول بشبع منها بسهولة .. والله زى جركانة العسل الزول لو ما لحس الجركانة تب مابنزلها، وبعدين انتو دايرين القصة دى بدون فلقة ولا طعنة -وكمان طعنة نجلاء- هنا صاح السيد غندور : " يا أيها الناس نحن لم نقضي وطرنا من السلطة بعد ومن تسول له نفسه بوراثة سلطة التمكين واللغف والسفحى واللفحى عليه بمراجعة طبيبه النفسى- وبعدين شيخ حسن والامام ديل تحديدا نالوا الشهادات من جامعات ذات سمعة وصيت.. من قال لهم ان السلطة فى عالمنا الثالث ولا العاشر مش عارف يتم تبادلها بتلك السهولة واليسر والسلاسة لكن على بالطلاق دا ما بيحصل في الافلام الرومانسية.
مافي هناك ثورة خالية من التضحيات الجسام ودفع الثمن، من لدن القرامطة الى اكتوبر وأبريل . وليس هنالك ثورة فى الدنيا تتم فجأة بدون التخطيط العلمي والصبر على تنظيم الجماهير ورصها خلف قضاياها- على رأى شهيد الثورة عبد الخالق محجوب- وبعدين لو قلت حسسسسى دى انا ترجلت من على صهوة جواد السلطة..دحين ناس نافع ديل بيتنازلو ليكم بخوى واخوك عن الاموال التى اكتنزوها .. على اى حال بجلايبكم السمحة وبيضة ومكوية دى ناخد صور جماعية للذكرى والنسيان، ومن مرة لمرة اهو نحن نعمل ليكم جمع زى دى تتونسو وتاخدو صور جماعية وفردية... وهو نحن ورانا شنو منذ الإستقلال قضيناها حروب وفساد، والنيل على مرمى حجر والبلد مافيها موية، وبرضو نحن اسياد بلد نقوم ونعقد على كيفنا، وماتقولو لى العالم من حولنا بيغزو الفضاء ويتحدث عن النمو المطرد لانو الرزق من عند الله وماعند الخواجات، وماديراين إلغاء ديون ولا حاجة- هنا فى هذه النقطة بالتحديد تجمع سيد صادق وشيخ حسن لإلتقاط صورة جماعية لانو الدنيا فراقة والمقادير مامعروفة."
حقا مسرح العبث السياسي السوداني مازال مدهشا حد الثمالة، وفى المقابل يبقى الشعب جائعا ونوغل أكثر داخل ظلام وإنحطاط المشروع الاسلاموى- ويتوهم "قادتنا" وتنتفخ ذواتهم حد النرجسية بأنهم من يحددون وقع الخطى للجماهير المتعبة والمستلبة إقتصاديا وسياسيا وتعيش على رصيف الحياة، وبالطبع الهوامش من حولهم تمور بالتحولات الكبرى وهنالك جنين يتخلق وسوف يولد من رحم المعانة ليبني الدولة التى لا تقيم وزنا للبشر على اساس الوانهم ومنابتهم الإجتماعية. وبالطبع، هي قوى اجتماعية لايمكن الاستهانة بها– تلك التى تحارب فى التخوم- ويوميا تزداد جغرافيتها سياسيا واجتماعيا، وخصوصا مع ثورة المعلومات والفضاء الإلكتروني ونهاية الجغرافيا- على رأى علي حرب. إن هؤلاء- اى من يعتقدون أنهم مركز الكون وصرة البلاد المنهكة بفعل ضربات الاسلام السياسي- ينبغى وخزهم ليستيقظوا من سباتهم الطويل ليشاهدوا جحافل الهامش التي تطرق خيولها ابواب المركز لإقامة وطن يسع الجميع، وليتركوا المناورات القميئة التى لا تجلب السلام ودولة العدالة. وليقوموا- ولو لمرة واحدة- بفعل سياسي خلاق متجاوزا الاطر التقليدية التى لا تتجاوز احلام العصافير! وليتركوا سياسة طق الحنك واللغة خالية المضمون والدعاوى السياسية المبتذلة. زبدة القول، إن دولة الظلم والاستلاب السياسي والإقتصادي الى زوال وحتما سوف تشرق شمس الحرية بعزم الرجال والنساء- كما شاهدناهم فى هبة سبتمبر.. ويا لها من جسارة ان تتحدى الاديبة الشابة رانيا مأمون بقلمها سلطة البغى والتكبر وجميع شباب بلادى، وعلى نيل بلادى وشباب بلادى سلام. ولا ننسى من هم على سفوح الجبال والفيافى، الذين سجلوا اروع لوحات الجسارة والثبات فى مقابلة آلة الدمار والقتل. وحتما سوف تتفتح زهور التسامح والرقى الإنسانى من جديد فى سماء بلادى ويعود الحمام بالسلام، بعد أن نقوم بلجم" شياطين" الاسلام السياسي نظراً لأنها اقامت اكبر سجن لشعب كريم، واهانت واذلت العباد وخربت الإقتصاد وفرقت بين البشرعلى أسس دينية وعرقية، ونهبت البلاد وعاثت فسادا فى طول البلاد وعرضها.
|
|
|
|
|
|