|
زر القدس، ثم ادع لزيارتها بقلم د. فايز أبو شمالة
|
من مدينة رام الله، حذر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي "إياد مدني" من الإصغاء إلى الدعوات المضللة التي يطلقها البعض، ودعا المسلمين في أرجاء المعمورة إلى شد الرحال لزيارة القدس والأقصى الشريف، بل تقدم الرجل خطوة على طريق الجهل بواقع فلسطين، فناشد شركات السياحة أن تسهل سفر القادمين إلى القدس، وأعلن عن اختيار المدينة المقدسة عاصمة للسياحة الإسلامية لعام 2015
فعن أي سياحة وصلاة في القدس يتحدث إياد مدني؟ من الذي أوغل صدر الرجل بهذه المعلومات الخاطئة؟ من الذي ضلل الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وجعله يصدر تصريحاته السياحية المضللة للمسلمين؟ من الذي غمَّ على عين الرجل، ولم يكاشفه بحقيقة أنه يشارك في افتتاح معرض 'القدس في الذاكرة'، الذي ينظمه مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في مدينة رام الله؛ رغم أن مدينة القدس على مسافة خمسة كيلو متر من مكان الاحتفال، ومن المؤكد أن القدس أولى من رام الله في رعاية هذا الاحتفال.
السيد إياد مدني لا يعرف الجغرافيا الفلسطينية جيداً، ولا يعرف أن الحاضرين لحفل افتتاح معرض "القدس في الذاكرة" لا يقدرون على زيارة القدس، ولا يسمح لهم بالصلاة في المسجد الأقصى، ولكن المنظمين للاحتفال والمشاركين فيه يعرفون الحقيقة، فلماذا لم يشرحوا الواقع بصدق، فأوقعوا الرجل في خطأ مجاراة السياسية الفلسطينية، فأطلق تصريحه الذي لا يدرك أبعاده الدينية ولا أبعاده السياسية.
ولو كان يعرف السيد إياد مدني أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نفسه لا يقدر أن يدخل مدينة القدس إلا بعد أن يتقدم بطلب إلى موظفة الشئون المدنية الإسرائيلية، لو كان يعرف ذلك لما وقع إياد مدني في التضليل السياسي، ووجه دعوته إلى المسلمين بأن يأتوا لزيارة القدس، بعد حذرهم من تصديق الدعوات المضللة التي يطلقها البعض.
فمن المضلل الذي يضلل الآخرين؟ بل من هو المضلل للمسلمين؟ ومن الذي يتحمل مأساة الضلال السياسي والتضليل الديني، ومن الذي يتعمد أن يغمي على العيون، وأن يضحك على الذقون، وأن يوحي للمسلمين بأن طريق القدس مفتوحة، وأنها آمنة تحت السيادة الفلسطينية، وأن المدينة المقدسة تنادي على زائريها بلغتهم الإسلامية؟
على كل شخص ينادي المسلمين للصلاة في القدس، عليه أن يذهب للقدس قبلهم، وأن يصلي في المسجد الأقصى قبل إن ينادي على المسلين للصلاة، عليه أن يكون قد دخلها من الباب نفسه الذي دخل منه الخليفة عمر بن الخطاب، ومن الباب الذي دخل منه صلاح الدين الأيوبي، أو من الباب الذي دخل منه الجنرال الإنجليزي "ألمبي" سنة 1917، وهو الباب نفسه الذي دخل منه إلى مدينة القدس الجنرال اليهودي "موشي ديان" سنة 67، أما الأبواب الأخرى التي ينادي عليها السيد محمود عباس ومحمود الهباش فهي أبواب الضلال والتضليل.
ملاحظة: بعد كتابة مقالي هذا بدقائق، أفادت الأخبار أن الجيش الإسرائيلي قد منع إياد مدني من دخول القدس، وحرمته من الصلاة في المسجد الأقصى، ولكن بعد تدخلات أردنية وفلسطينية وعربية ودولية، وصل الأمين العام بسيارة السفير الأردني إلى القدس.
|
|
|
|
|
|