|
|
 رسالة الي الدكتور عشاري ومن يهمه الامر بقلم شوقي بدرى
|
05:13 AM Sep, 28 2015
سودانيز اون لاين
شوقي بدرى-السويد
مكتبتى فى سودانيزاونلاين
العزيز عشاري لك الود والتحية . تعلم انني انتشي باستلام إيميلات منك . اسعدني انك وجدت كتابي حكاوي امدرمان في مكتبة الكونقرس الامريكي .,, بختك يا ود امينة وعتالي اوربا ,, . قبل اكثر من اربعين سنة عرفت ان روايتي الاولي الحنق في مكتبة الكونقرس ... لا افهم لماذا .
اراك تشتكي من رداءة الطباعة . الكل يطبع وينشر ويبيع . وانا سعيد ، القصد هو النشر . واشتري نسخا من الانترنت لتلبية رغبة من يطلبها . قد كتبت علي ظهر المجموعة القصصية المشبك ,, لاي انسان الحق في ان يستفيد من هذه المجموعة باي طريقة يراها ، او ان ينسبها إلى نفسه . لأن الافكار لا تولد معنا . نحن نكتسبها من الآخرين ,,. اكون سعيدا اذا اكرمتني بكتاب الاستاذ الكبيرالصلحي ، العبسنجي مثلي .
بخصوص اخي محمود حسيب .... الذي زكرته في حكاوي امدرمان . وكنت تقول لي في الايميل ,, ان الامر لا يجب ان يكون سرا بين ابناء العباسية فقط . وفي ليالي المولد ,, . واحاول هنا ان القي بعض الضوء علي قصة الاخ محمود حسيب بشفافية .
محمود من النوبة ميري وهم اصلا من كادوقلي ولكنهم من الاسر الامدرمانية العريقة. اشقاءه ابراهيم وربيع وعباس . ابراهيم كان امامنا في الاولية ، مدرسة بيت الامانة جنوب بيت الخليفة . وابراهيم جنح واتجه الي الجريمة وانتهي به الامر في اصلاحية الجريف . في العيد في سنة 1959 ، كنا مجموعة من اولاد العباسية قابلنا ابراهيم على السلك الشائك للاصلاحية . وكان معي محود قسم السيد، عبد الله ناصر بلال ، عبد الرحمن ابراهيم شوقي والتجاني حسين . ثم صار ابراهيم من عتاة المجرمين وكان في سجن بورسودان وفي فترة كان يرافق ..ابدربين .. الشخصية الاسطورية في الموردة في منتصف الستينات . والتقي به اخي عبد الله فرح طيب الله ثراه في بورسودان بعد خروجه من السجن . وساعدة لانه زميل دراستنا وابن امدرمان .
اذكر ونحن نقف في طابور في المساء لمشاهدة العم خضر رحمة الله الياس عثمان ,, الحاوي ,, الذي كان يقدم لنا العاب الحواة في المدارس وفي ليالي المولد . وكان ابراهيم يحاول فركشة الصف والاعتداء علي البعض . وربما لعدم توفر القرشين لدخول الحفل . وعندما تقدم نحوه الاستاذ فواد التوم حاملا السوط ركض في اتجاه منزل ابو العلا الذي صار دار حزب الامة واختفي .
ربيع وعباس كانا في نفس فصلي . عباس التحق بالجيش كجندي كان قويا كثير الصمت منذ طفولته . ربيع كان نحيلا وذكيا ومؤدبا . وقابلت عباس في يناير 1975 خلف منزل العم امام عبد الله والد مولانا عبد المجيد امام ، وكان عباس قد رجع من حرب الجنوب مختل العقل . ولم يعرفني .وقال لي ابن خاله ,, بله ,,احمد عبد اللة توئم الروح ان عباس ,,فرقت معاة ,, بسبب فظائع حرب الجنوب . وكنت قد رجعت الي السودان بعد سنين لاكون وزيرا في زواج توئم الروح بلة طيب الله ثراه.
احمد عبد الله ,, بله ,, هو ابن خال محمود حسيب . وكان للوالد عبد الله دكان في الموردة يقصده اهل البادية للطفه وكرمه وامانته . عرف والدنا عبدالله ,, بمخزنجي ,,لانه كان مخزنجيا امينا في حكومة السودان . وهذه اسر رائعة امدرمانية كاملة الدسم . كثيرا ما كنت اكتب انني تعلمت التأدب واحترام الكبار في هذه الاسرة . فكنا نقف عند دخول الكبار ونجلس عندما نكون مستلقين .
تقدمت للزواج من اي من شقيقات بله طيب الله ثراه . ولكن طردت من براغ . كنت في القائمة السوداء في بداية عهد نميري . ولم اتمكن من الرجوع الي السودان . وذهبت الي السويد . وتزوج البنات من هم خير مني .
محمود رحمة الله عليه اشترك في محاولة انقلاب 1959 وعندما قبض عليهم ارسله عبود الي زالنجي وعومل معاملة ,, صعبة ,, لان ذلك الانقلاب الناصري الثاني قرر فيه ,, توضيب ,, القيادة اذا استدعي الامر . وكان مقررا ان يتولي محمود امر عبود . وكان عبود غاضبا عليه . المحاولة الناصرية الاولي كانت بقيادة كبيدة في 1957.
بعد اكتوبر اطلق سراح محمود فقام بانشاء دكان خياطة للنساء في بداية بانت . وكان محبا للنساء . وهذه مشكلته . وبما انه كان قوميا عربيا بالرغم من انه لا يحمل اي دماء عربية ، الا انه كان متفانيا في خدمة القضية العربية . وهذه احدى لعنات السودان .
كما اورد جارنا الاب فيليب غبوش في برنامج اسماء في حياتنا ، ان محمود خانهم . فلقد ضمن صمت وتضامن الجنود من اولاد النوبة واقنعهم بأن الانقلاب هو لاولاد النوبة . وكانت الانقلابات تفشل عادة لان الجنود يتكلمون لانه لايهمهم من يستلم السلطة لان ظروفهم لا تتغير كثيرا . والآخرون يجدون المجد والسلطة . واقتنع اولاد النوبة وهم اغلب الجنود ، بأن الانقلاب هو انقلاب اولاد النوبة والمهمشين . وسلم محمود القوميين العرب والشيوعيين السلطة والبلد . وحتي المارشات التي جهزت لانقلاب النوبة ظهرت في الاذاعة . المكافأة لمحمود كانت تمكينه من الفلوس والاملاك . حسابات الفلوس التي صودرت . وصار يتحكم في مصير الكثيرين . وحاول ان يساوم بعض السيدات من الاسر,, الكبيرة ,,. مما اكسبه كراهية الكثيرين .
عند موت جمال ، كان محمود في وفد نميري . واقنع علي صبري ذو الفقار نميري بأن محمود يميل الي الامريكان وله اتصالات مع زكريا محي الدين الذي كان من اول رجالات الثورة المصرية ، وهو ونجيب كانا الوحيدين من الجامعيين في مجلس الثورة . وله صلة بالمخابرات الامريكية التي ساندت وساعدت ناصر والثورة في البداية . وبالرغم من تغير مسار الثورة المصرية الا ان البعض مثل زكريا محي الدين ظل وفيا للغرب . وعلي صبري كان اشتراكيا . ومحي الدين خالد كان شيوعيا . وهو الذي جند ناصر للحزب الشيوعي . وزكر محي الدين خالد في كتابه ,, والآن انا اتكلم ,, ان جمال غبد الناصر غضب لانه وجد ان رئيسه ورئيس جمال في الوحدة كان ميكانيكيا. واتجه جمال والسادات وآخرون الي الاخوان المسلمين .
من ما قرأت ، ان السفير البريطاني وجد هجزما من الامريكيين لان البريطانيين ارادو استقلال السودان . وابعاده عن السيطرة المصرية . وكان الامريكان بعد انجاح تورة 1952 يريدون ان يسيطروا علي الدول العربية عن طريق مصر. وقالوا للبريطانيين لماذا تقفون مع 10 مليون ,,نيقر ,, متخلف ؟
علي صبري ومجموعته كانوا اقوياء بعد موت ناصر. بمساعدة الامريكان ، استطاع السادات اعتقالهم وكان يقول
,, ده انا الريس انا حا ... افرمهم انا حا ... ... الخ وخرج المصريوت في مظاهرات وهم يحملون فرامات اللحمة ويرقصون يغنون افرم .. افرم ... افرم يا سادات .
محمود طرد بعد الجنازة ، وارجع الي الخرطوم . وابعد ، وصار حاكما لكردفان . استدعي سكرتيرته الي منزله في يوم الخميس واحتفظ بها الي يوم الجمعة . وكان اهلها في انتظارها امام بيت الحاكم ولا يستطيعون الوصول اليها بسبب الحرس . واغضب هذا اهل الابيض .
قام نميري بعزله . وصار مديرا لشركة الاخشاب بالقرب من الاقمار الصناعية . حضر احد المغتربين واسمه م . أ . ووجد اسمه في المطار محظورا من السفر بواسطة محمود حسيب ، بسبب مواجهة قديمة بينهما . وقام البعض بشحنه وزود بمسدس . وكان احد الظباط الكبار ,, وزير دفاع نميري فيما بعد ,, من قبيلة الشاب وينتميان الي كردفان . وقتل محمود حسيب في مكتبه . ولم نسمع باعدام الشاب ، بالرغم من التهمة هي القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد .
هذا ما اذكره عن القصة وما عشت وسمعت ، ارجو ان يكون مفيدا للدكتور عشاري والآخرين . والرحمة علي روح الاخ محمود حسيب والجميع.
أحدث المقالات
- شهادتي للتاريخ (12) مخاطر غياب "المهندس الأستشاري" و "منظومة دراسات الجدوي" عن سد النهضة (2 من 2) 09-27-15, 04:24 PM, بروفيسور محمد الرشيد قريش
- متعفرطـ !!! والانتهازيون !!! بقلم ادم ابكر عيسي 09-27-15, 04:20 PM, ادم ابكر عيسي
- أقلام الشباب بين ألجرأة والوقاحه السياسيه.. صلابة بقلم دكتور/ عبدالله ادم كافي 09-27-15, 04:18 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- إلى وليد الحسين.. أصحاب الهامات المرفوعة لا تزيدهم الشدائد إلا صلابة بقلم الصادق حمدين 09-27-15, 04:16 PM, الصادق حمدين
- بكري المدينة هل إلى سان جيرمان أم مان سيتي أم البايرن بقلم اأكرم محمد زكي 09-27-15, 04:13 PM, اكرم محمد زكى
- انقلاب مايو في قصاصات دفتر المعارضة السودانية (4) بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن 09-27-15, 06:10 AM, زين العابدين صالح عبد الرحمن
- الخلاف بين المعارضة والحكومة ..... هل نحن في الطريق إلي صوملة السودان بقلم هاشم محمد علي احمد 09-27-15, 06:06 AM, هاشم محمد علي احمد
- حرب عالمية علي الابواب وايران تزايد علي قضية الحجاج بقلم محمد فضل علي..كندا 09-27-15, 06:04 AM, محمد فضل علي
- الانتخابات: الواقع ـ المسار ـ الآفاق.....4 بقلم محمد الحنفي 09-27-15, 06:02 AM, محمد الحنفي
- مأساة الحج وفاجعة المسلمين بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 09-27-15, 06:01 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- والدواعش الصهاينة... بقلم محمد الحنفي 09-27-15, 06:00 AM, محمد الحنفي
|
|
  
|
|
|
|
شوقي بدرى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست