|
دورٌ إيجابيٌ للأزهر الشريف (1) قضية كبري لشعب النيل بقلم محجوب التجاني
|
06:32 PM Aug, 28 2015 سودانيز اون لاين محجوب التجاني-تنسى-الولايات المتحدة مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بعد إنتفاضة يناير وهبة يونيو الثورية، شُغل أبناء عمومتنا المصريين– كما نحن إخوتهُمُ السودانيون – بحوار دستوري فكري عميق، يعكس تكثف إرادة الشعب وانبساط حركته الجماهيرية، واضطلاعها بدورها القيادي لتشكيل الحياة السياسية وطرح سبل إدارتها بالشرعية الدستورية، فوق قيود الأنظمة وقصور الحكومات. الفخر للشعوب. والإعتزاز بجماهيرها ومنظماتها المدنية، مفكريها وأحزابها الديمقراطية التي تلتقي بجمعها تحت مظلة المجتمع المدني، تفكر وتتحرك وتطبق ما تحققه من إتفاق وتكامل بوحدتها الوطنية وعنائها الصادق بأجندتها القومية، وعلي رأسها كفالة كرامة المواطنين وضمانات حرياتهم وحقوقهم الإنسانية. في متابعات وثيقة لدور القوي الوطنية الديمقراطية بمختلف فصائلها المهنية وكوادرها العلمية في أوطاننا العربية والإفريقية والعالم من حولنا، نقف أمام مساهمة فكرية قيمة، جديرة بالدراسة والتحليل، قدمها شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب للقوي الوطنية المصرية "وثيقة توافقية هادفة إلي تأكيد الهوية المصرية، وضمان الحقوق والحريات، واعتبار المواطنة أساسا للمساواة بين المصريين جميعا بغير تفرقة أو تمييز... إنطلاقا من دوره الوطني، وباعتباره بيتا للأمة لا ينحاز لفريق، ولا يتدخل في شئون السياسة الحزبية" (الأهرام: 15/8/2011) – مساهمة قيمة للحوار الدستوري. وما أحوج ذلك الحوار المصيري لكافة الآرأء لإثرآء الفكر وتعديد مصادره، ودراسة مبادئه، وإدراك حقآئقه في مختلف المجتمعات .
سياسة الدنيا مع نجاح الشعب المصري في فرض إختياره بشأن "دور الدين في الدولة"، تصاعدت في المنطقة حركات مسلحة تستقطف شعارات من شريعة الإسلام، تستهدف بها تغييرالدول العربية ومجتمعاتها بالقوة الفوضوية، مدعية أن حركتها مشروع حضاري وجهاد في سبيل الله ودينه العظيم، تماما كما حاول الأخوان في فشل سقيم خداع الشعب السوداني بإنقلابهم اللئيم. والشاهد أن التغيير الحضاري لا يمكن أن يستند إلي القوة والإكراه لكونه قضية مجتمعية فكرية شاملة، تعالج بإقناع واقتناع في المبدأ والأساس، ولن يجدي فرضها بالضرب والهراس. إنبرت لهذه الحركات المارقة بالرفض والمقاومة جماهير واعية ساحقة، وهيئات دينية باسقة، في مقدمتها القوي الجماهيرية، وجماعات الفكر والحقوق، والأزهر الشريف الذي أشهر في وجه فتاويها وقبح إجرامها في حق الأبريآء وتراث الدين الثمين سلاح الفقه الإسلامي الحنيف والتصحيح المنطقي لضلالها الضعيف، وهو أقوي سلاح فكري في معركة معقدة طويلة الأمد، تستمد إوارها من اشكالات الحكم الوطني وصراعات النظام الدولي وقضايا الفكر والإيمان. ولقد أعاد هذا الجهد الحصيف ثقة غالية في قدرة العارفين علي دحض مزاعم الجاهلين بذلك الحضور الظاهر والتصحيح الباهر ومراعاة الحوار والإختلاف – وهي المناهج التي ساد بها فكر المسلمين ميادين الثقافة الوسيعة قرونا طويلة، ورفعوا بها دور الدين في الإرتقآء بالمجتمعات بلا إكراه أو إسفاف. إن من الأهمية بمكان في سياسة الدنيا وحراسة الدين الإلمام بحركة حقوق الإنسان العريضة. نقرأ في شأنها الآن "وثيقة الأزهر" الذي يمثل مؤسسة علمية جليلة القدر بين مسلمي العالم، فضلا عن مكانته الدينية الكبيرة في قلوب السودانيين ومنهم الأزهريون علماءا ودارسين.
حراسة الدين أيدت الوثيقة إستقلال الأزهر، واختيار كبارعلمائه شيخه، وتجديد مناهج تعليمه "ليسترد دوره الفكري الأصيل، وتأثيره العالمي في مختلف الأنحاء باعتباره الجهة المختصة التي يُرجع إليها في شؤون الإسلام وعلومه وتراثه واجتهاداته الفقهية والفكرية الحديثة، مع عدم مصادرة حق الجميع في إبداء الرأي متى تحققت فيه الشروط العلمية اللازمة، وبشرط الإلتزام بآداب الحوار، واحترام ما توافق عليه علماء الأمة". وقد أجيز نص في المسودة النهآئية لدستورمصر يلبي هذه المعاني: "مادة (7): الأزهر الشريف هيئة إسلامية علمية مستقلة، يختص دون غيره بالقيام على كافة شئونه، وهو المرجع الأساسى فى العلوم الدينية والشئون الإسلامية، ويتولى مسئولية الدعوة ونشر علوم الدين واللغة العربية فى مصر والعالم. وتلتزم الدولة بتوفير الاعتمادات المالية الكافية ... وشيخ الأزهر مستقل غير قابل للعزل، وينظم القانون طريقة اختياره من بين أعضاء هيئة كبار العلماء". تفصِل وثيقة الأزهر من ثم ما للإختلاف في الإسلام من آدابٍ وما للحوار من أخلاقيات، فتحض علي مبآدئ "الإحترام التام لآداب الاختلاف وأخلاقيات الحوار، وضرورة إجتناب التكفير والتخوين وإستغلال الدين وإستخدامه لبعث الفرقة والتنابذ والعداء بين المواطنين، مع اعتبار الحث على الفتنة الطائفية والدعوات العنصرية جريمة في حق الوطن، ووجوب إعتماد الحوار المتكافئ والإحترام المتبادل، والتعويل عليهما في التعامل بين فئات الشعب المختلفة، دون أية تفرقةٍ في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين". ومع وضع ما لهذه المبادئ من أثرعظيم علي المصريين، واضحٌ إتفاق مجتمعنا السوداني عليها في مسودة دستور التجمع الوطني الديمقراطي (1995)- فيما عرضنا منها في مقالاتٍ سابقةٍ في دورية حقوق الإنسان السوداني، مقارنة بالدستور الإنتقالي الإستبدادي الراهن - إعترافا شاملا من قوي الإجماع الوطني بما يتمتع به وطننا من تعدديةٍ دينيةٍ وثقافيةٍ كبيرة، لم تجد بعد ما تستحقه من حماية قانونية ورعاية رسمية، علي الرغم من وعي شعبنا المحنك بها، ورفضه مصارعة الدين، ومسالك الفتنة والعنصرية وما إليها من غش وتدليس الإنقلابيين "الإسلاميين".
نواصل
وغداً يومٌ جديد
أحدث المقالات
- من يسئ لدارفور بالشلاليت ؟! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-28-15, 02:49 PM, حيدر احمد خيرالله
- الإنقلاب الثالث ..!! بقلم عبدالباقي الظافر 08-28-15, 02:47 PM, عبدالباقي الظافر
- شكراً جميلاً !! بقلم صلاح الدين عووضة 08-28-15, 02:43 PM, صلاح الدين عووضة
- الغُلُوُّ والتَّطَرُّف.. حدود المفهوم وضوابطه 2 بقلم الطيب مصطفى 08-28-15, 02:41 PM, الطيب مصطفى
- إحدى عشرة رسالة لوالي الخرطوم .. (8) أخرجوا لسانهم للولاية !! بقلم توفيق عبد الرحيم منصور 08-28-15, 06:31 AM, توفيق عبد الرحيم منصور
- الزول الوسيم: عبد الخالق محجوب في ربيعه الثامن والثمانين (3-4) بقلم عبد الله علي إبراهيم 08-28-15, 05:41 AM, عبدالله علي إبراهيم
- الرفاق فى حزب البعث العربى .....الرؤى الإقصائية لن تجلب الوحدة فى السودان بقلم حسين اركو مناوى 08-28-15, 05:38 AM, حسين اركو مناوى
- ألف عام وعام عربي روسي بقلم د. أحمد الخميسي 08-28-15, 05:35 AM, أحمد الخميسي
- الإداري و الفقير و الحذاء و الأصبع بقلم عمر عثمان-Omer Gibreal 08-28-15, 00:37 AM, عمر عثمان-Omer Gibreal
- إسرائيل تستدعي القوة الناعمة وسلاح المصالح بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 08-27-15, 10:55 PM, مصطفى يوسف اللداوي
- هل كان الوطن حقلا للنهب و الفساد طيلة السنوات الماضية .. ؟؟ بقلم حمد مدنى 08-27-15, 10:52 PM, حمد مدنى
- نكتة حقيقية (مواطن سوداني يهرش الرئيس)!! بقلم فيصل الدابي/ال 08-27-15, 10:50 PM, فيصل الدابي المحامي
- اعادة قراءة متانية فيما بين سطور اجتماع القائد العام 1/7/2014م (الحلقة الثالثة) بقلم طالب تية 08-27-15, 10:49 PM, طالب تية
- القائد ..للتفضل بالعلم بقلم الشيخ عبد الحافظ البغدادي 08-27-15, 10:46 PM, الشيخ عبد الحافظ البغدادي
- المناضل الجزائري جلول ملائكة .. ثورة في رجل بقلم سري القدوة 08-27-15, 10:44 PM, سري القدوة
|
|
|
|
|
|