يتهيأ السودان هذه الأيام لبداية أهم موسم في دورة الحياة فيه، وهو الموسم الزراعي المطري، والذي بدأ بشواقير خريف واعد، حيث نزلت الأمطار حتى في الصحراء بنهر النيل والشمالية، الأمر الذي يؤشر إلى خريف جيد في مناطق السافنا الفقيرة المتبقية في السودان بعد أن ذهب إقليم السافنا الغنية مع دولة الجنوب. نقول يتهيأ السودان لاستقبال هذا الموسم أو كذلك يفترض أن يكون باعتبار أن القطاع الزراعي يستوعب أكثر من (70%) من العمالة في البلاد و(90%) منها قطاع تقليدي لا تنفق الدولة فلساً واحداً فيه، وإن دفعت يذهب إلى جيوب قوم آخرين، ويستخدم الطورية والمحاريث التي تجرها الحيوانات، وغيرها من الأدوات البدائية، بجانب أن أكثر من (60%) من الشعب السوداني يعتمد اعتماداً كلياً على الزراعة ولا شيء غيرها، وفي الوقت ذاته تعد من القطاعات المهملة من حيث توفير التمويل في مواعيده، ووضعية المزارع في قوائم المنتجين في البلاد، رغم الصيحات التي تعلو ثم تنخفض، من غير نتائج عملية منها. على شاكلة النهضة الزراعية، والنفرة الزراعية والنفخة الزراعية وغيرها من البيانات والتقارير التي تتحدث عنه ثم لا ترفع قيمة الزراعة. من حق وزير الزراعة أن يزرف الدموع بل عليه أن يبكي و"يجوعر" وسط البرلمان الذي أكثر من (75%) من أعضائه مزارعون وأبناء مزارعين، ثم لا يستطيعون إصدار قوانين وتشريعات تصب في مصالحهم ومصلح البلد العظمى. فقد انهمرت دموع د.عبد اللطيف العجيمي وزير الزراعة في نهاية تقديمه بيان وزارته أمام البرلمان عن أداء العام 2016م والربع الأول من العام الجاري، وخارطة الطريق لتنفيذ خطة العام 2017، وهي المرة الأولى التي يقف فيها الوزير الذي جاء ضمن وزراء حكومة الوفاق الوطني أمام المجلس الوطني (البرلمان). لم نجد تفسيراً لبكائه، ولكن يفهم منه أن الحال سيء، لما للرجل من تجربة غنية ومعرفة بالمجال، ثم إنه كان يقدم أداءً غير أدائه، وأمامه تحديات كثيرة، وما يدلل على ذلك تعهده بالاهتمام بالقطاع المطري التقليدي، الذي يعاني الهشاشة ونوبات الجفاف وتقلبات المناخ، ولكن هل أعد العدة؟ [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة