|
دلالات فرحة شعب بماضيه بقلم عواطف عبداللطيف
|
* ما حققته قطر وما انجزته في ميادين الحداثة والعصرنة يكاد يماثل سنوات ضوئية بعدا عن بدايات قيامها كدولة، وبرغم ذلك لم تهمل ماضيها او تتنكر لمؤسسيها الاوائل.. فعلى صعيد اقتصاد المعرفة وتكنولوجيا المعلومات جاءت بالاحدث عالميا وفي شأن الإعلام سبقت اخواتها واسست لمدرسة الرأي والرأي الآخر المتفردة. وسياسيا اخترقت الجمود ولمع نجمها مما جلب لها الحسد والحقد من البعض وكثير تقدير واحترام من اخرين وليس خافيا عن الانظار النقلة الكبيرة على الصعيد الاجتماعي ومساعيها لتطوير التعليم وتوطين الصحة والبنية التحتية المستحدثة مما جعل منها بقعة جاذبة وارضا واعدة للتطبيقات الذكية. * وبرغم مظاهر الرخاء والدعة وتفاصيل الحداثة والعصرنة بفضل الفكر المستنير للقيادة الرشيدة والاقتصاد المتنامي وملاءة مؤسساتها المالية الواسعة، فإن قطر في عيدها الوطني الخميس 18 /12 ابت إلا استدعاء الماضي الذي شكل حياة الاجداد والاباء ومجاهدتهم في ظل ظروف معيشية ضاغطة، وتأتي به طازجا وتستحضره بفخر وزهو ليكون نبراسا وشعلة ملهمة لجيل الغد.. فبجانب العرض العسكري كاستعراض للقوة العسكرية والبشرية المدربة على احسن فنون القتال واللياقة البدنية العالية للقوات الجوية والبحرية والمشاة والخيالة وراكبي الجمال.. مخرت المراكب التقليدية عباب الخليج مذكرة برحلات صيد اللؤلؤ ومعاناة استجلابه وتسويقه.. * القبائل والبيوتات نفضت الغبار عن كل ما له علاقة بالماضي، وجلست النساء حول مواقد الخشب وعجنّ العجين وخبزن الرقاق وطحنّ الحبوب على اقدم آلة ربما عرفها الانسان حجر (الرحى) وصنعن السلال والبروش من سعف النخيل والسدو من اصواف الابل والماعز. * غالبية الاسر طعّمت ديكورات مجالسها بقطع تراثية، ورفعت ادوات الضيافة العصرية واستبدلتها بكاسات الطلس والفخار المنقوشة برسومات الشمس والهلال، وقدمت حلاوة الرهش والخبيص والبلاليط والهريس، وفتيات استبدلن اكسسواراتهن بحلي تقليدية وملابس موغلة في عظم التاريخ.. المدارس كان لها نصيب الاسد واجاد الطلبة البحث والتنقيب لتقديم الماضي في قوالبه الاصلية، وخير نموذج رقصة العرضة الشهيرة التي اداها التلاميذ باحترافية واتقان وهم في كامل ازيائهم المرتبطة بالفروسية والشجاعة، فكانت العلامة الاكثر دلالة ان الموروث بذوره مغروسة في اجيال الغد يمتهنونه في مناسباتهم واعيادهم. * ولعل الفقرة الاستعراضية ام الحنايا او المراداة التي قدمتها الصبايا امام المنصة الاميرية وهن بالعباءة وحنة الايادي ذات الدوائر والاهلة، وفي معيتهن الصندوق العتيق (السحارة) لاستكمال العرض بازياء "مال اول" المزركشة فرحة بعودة الزوج والاب من رحلة الصيد، ابهرت المتابعين فليس اجمل من ان يكحل الانسان ناظريه بإرث الاجداد ويحمل تاريخهم بين كفيه.. * إنها دلالات عميقة تقول ان ذاكرة قطر لن تهتز وبوصلتها للمستقبل جملة من القيم والمبادئ الاسلامية والعربية لن تحيد عنها.. مبروك لقطر عيدها الوطني ولاستدعائها لسيرة الاجداد الملهمة.
أحدث مقالا عواطف عبداللطيف mailto:[email protected]@gmail.com همسة : ملامسة الامير والامير الوالد لايادي المحتشدين بتلك الحممية ستظل حاضرة كاجمل لوحة لقائدين مفطومين بالانسانية حفظكم الله
|
|
|
|
|
|