|
دفع الله والعودة قصة قصيرة جديدة بقلم هلال زاهر الساداتى
|
10:45 PM Sep, 12 2015 سودانيز اون لاين هلال زاهر الساداتى- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
ضاق بد فع الله وطنه الطويل العريض واصبح ضيقا" كخرم الأبرة رغم رحابة حبه له واستحواذه علي اعماق مشاعره الحميمة من الحب الوحيد المتمكن في فؤاده ، وصار كالمشرف علي الهلاك بالجوع في مائدة اللئام ، بينما لا تنقصه قدراته ومؤهلاته التعليمية ، وقد شارف عمره علي الاربعين ، وزاد من كربته فقده لعمله دون ذنب جناه في أكبر مأساة تشهدها بلاده أجترحتها حكومة جديدة استولت علي الحكم بالخيانة والخديعة وقوة السلاح ، ففصلت من الخدمة الحكومية كل من لا يمت اليها بصلة الانتماء والولاء ووضعت في مناصبهم انصارها وهذا يكفيهم ضاربين صفحا" عن الكفاءة والخبرة . والتحق دفع الله بحزب معارض للحكم الجديد ، واعتقلته سلطات الامن واذاقوه الوانا" من العذاب في بيوت سرية جعلت خصيصا" للتعذيب لكل معارض لنظامهم القمعي الدموي والذي شمل ضحاياه الرجال والنساء من جميع فئات الشعب ومن جميع الاعمار بالعشرات والمئات ، وفقد دفع الله سنة من عمره تنقل فيها بين بيوت التعذيب والتي أطلق عليها الناس اسم بيوت الأشباح وبين سجون الاقاليم ، وكان فقده الكبير عزيزة عمره زوجته العروس عندما ألقي القبض عليه واجبرها اهلها علي تطليقها منه بعد مضى تسعة اشهر وهو معتقل ولم يقدم لمحاكمة ولم تحدد مدة لاطلاق سراحه ، وبعد تفكيرارهق عقله ودمر فيه عاطفته المشبوبة الي حد كاد ان يصيبه بالجنون طلقها مكرها" ومؤثرا" أن لا يعذبها معه في انتظاره في ليل لا ينبلج له نهار ولا يدري متي ينجلي . وعندما أفرج عنه ذهب الي مصر وهناك قدم طلبا" لمكتب شؤون اللاجئين بالامم المتحدة ، وقبل وكان نصيبه اللجوء الي امريكا ، ووجد هناك عملا" وأحس انه ولد من جديد وشعر بان له حرية وكرامة وانه بشر له خقوق لا يتغول عليها كائن من كان وانه ليس هناك شخص فوق القانون الذي يسري علي الجميع حتي رئيس الجمهورية . وعاد الي السودان بعد خمسة عشر عاما" وان لم تنقطع صلته به لأن الحنين اليه ظل مستقرا" في وجدانه واخبار الوطن يطلع عليها في كل يوم من الصحف الالكترونية السودانية ، ومن السودانيين العائدين بغد ان امضوا عطلتهم السنوية هناك ، كما كان يبعث بنقود الي اهله في كل شهر لتعينهم علي المعيشة الصعبة التي بلغت حدا" لا يحتمل ، وحال وصوله في اليوم التالي اخذ في ايصال وصايا اصدقائه الي اهلهم ، وعرف من امه واخته ان طليقته تزوجها ضابط في القوات المسلحة وقضي نحبه في حرب الجنوب قبل ثلاث سنوات ولم تنجب ولم تتزوج مرة أخري رافضة الزواج بالرغم من تقدم عدة اشخاص للزواج منها وانها تعمل في احدي الوزارات وكانت قد اكملت تعليمها الجامعي ، ونزلت تلك الانباء بردا" وسلاما" علي قلب دفع الله وغردت بلابل الفرحة في جوانحه ، فانه لم يتزوج بعد وما زال قلبه ينبض بالحب لزوجته السابقة كل هذه السنين ولكن أفسد عليه فرحته ولهفة الشوق وخز الشك وتساؤله ، هل تقبل محبوبته القديمة العودة اليه ؟ ولم لا تقبل وهي كانت مجبرة علي طلب الطلاق منه بضغط من اهلها وكانت صغيرة السن لم تبلغ من العمر العشرين عاما" والان هي حرة ولن يقدر أحدعلي املاء رغبته عليها وهي امرأة عاملة لا تعتمد فى معيشتها علي أحد كما ان المفاهيم تغيرت وما عاد الزواج مرتبطا" باختيار الأهل بل صارت الفتاة تختار من سيكون شريك حياتها ، والي هنا زالت وساوسه وطلبها في هاتفها وتواعدا علي اللقاء في احد المطاعم الحديثة وحجز مائدة للغداء لشخصين في عطلة السبت واسرع الي هناك منذ الساعة الثانية عشرة واختار طاولة في ركن قصي من المطعم و انتظر قدومها ودقات قلبه تتسارع ويكاد يقفز من صدره ، وجاءت علي استحياء ولما شاهدته ندت شهقة عفوية من داخلها ، ومن جانبه اصابته رعشة زلزلت كيانه واشعلت اوار نار الحب القديم والتي لم تبرد عبر السنين ووقفت امامه ومدت يدها المرتعشة لمصافحته ، واطبق علي اليد الممتدة وامتلأت عيناه بدموع الفرح وود لو يحتويها بين ذراعيه ويضمها الي صدره لولا المحاذير ، وقال لها ( أنت كما انت عندما رأيتك لأول مرة رأيتك فيها متألقة جمياة كوردة متفتخة والزمن لم يغيرصورتك الجميلة في خيالي والتي لازمتني في كل حين ولحظة ) ، وردت عليه وهي خجلي ( افتكر الكلام الحلو ده زمانه فات وانا اتزوجت واترملت وانت ما عرست لحدي حسة وانا كنت مجبورة وكتمت الريدة في قلبي لاكين انت بعد الحصل الجابك شنو ) ، واطلق ضحكة قصيرة فيها استغراب وتهكم وقال ( انتي بتهظري ولا شنو ؟ انتي نسيتي عهدنا بان نعيش طول العمر مع بعضنا ولا ده كلام ساكت شالته الريح ؟ ) وردت عليه محتجة ( أنا ما نسيت لكن الظروف القاسية حكمت علينا بالفراق ، وجيتي اليوم هنا برهان علي كده وانا مستعدة امشي معاك لاخر الدنيا ) وتهلل وجهه واحس بان قلبه يصفق طربا" من الفرح وتخيل ملاكين يحملانه علي اجنحتهما الي حيث السعادة الأبدية والنعيم المقيم وقال لها بفرح طفولي ( اهو ده الكلام الصاح ، انا باقي لي اسبوعين من اجازتي وارجع لامريكا ومن بكرة حاقابل اخوك الكبير واطلب القران بيك وحال وصولي لامريكا حاشرع في اجراءات احضارك . وتكللت عودة دفع الله بالرضا . هلال زاهر الساداتي 11سبتمبر 2015
أحدث المقالات
- أدعموا الهلال بالمعينات لا الخزعبلات بقلم كمال الهِدي 09-11-15, 10:43 PM, كمال الهدي
- أداء و كفاءة محطات توليد الكهرباء (2) بقلم د. عمر بادي 09-11-15, 10:41 PM, د. عمر بادي
- لأجلهم/ن يسروا ولا تعسروا بقلم نورالدين مدني 09-11-15, 10:40 PM, نور الدين مدني
قضايا سودانية اجتماعية صامتة صمت القبور في ديار المهجر - الاغتراب بقلم برير إسماعيل يوسف 09-11-15, 04:53 PM, برير إسماعيل يوسف براءة الويكة السودانية من التهمة الكيدية الأمريكية! بقلم فيصل الدابي/المحامي 09-11-15, 04:47 PM, فيصل الدابي المحاميمـــؤد إنســـانية!... بقلم معتز بشير-تروتسكي 09-11-15, 04:45 PM, معتز بشير-تروتسكيالوطن تأويل بقلم الحاج خليفة جودة 09-11-15, 02:56 PM, الحاج خليفة جودة فتح قنوات الحوار مع نظام البشير لم يكن أرضاء لأحد حتي يراهن عليه النظام بقلم مهندس الفاضل سعيد سنهور 09-11-15, 02:53 PM, الفاضل سعيد سنهوريأضحية بالدين ؟ياهيئة علماء بزعمهم!! بقلم حيدر احمد خيرالله 09-11-15, 02:50 PM, حيدر احمد خيرالله من سيخسر المليون..!! بقلم عبد الباقى الظافر 09-11-15, 02:48 PM, عبدالباقي الظافرالحق بين الوحدة والتعدد بقلم الطيب مصطفى 09-11-15, 02:45 PM, الطيب مصطفى هل السودان جنة الله على الأرض. بقلم أمانى أبوريش 09-11-15, 06:16 AM, امانى ابوريشديشنا وديش العدو -توريط جيشنا بحرب عبثية باليمن بقلم جاك عطالله 09-11-15, 06:15 AM, جاك عطاللهالبشير تعالوا على ضمانتى وقولوا رايكم بقلم الزاكى دبة 09-11-15, 02:29 AM, الزاكى دبة عبداللهرسالة كندا بعد أربعين يوما على الحملة الإنتخابية الكندية بقلم بدرالدين حسن علي 09-11-15, 02:27 AM, بدرالدين حسن علي
|
|
|
|
|
|