|
خطاب لرئيس الجمهورية
|
بسم الله الرحمن الرحيم سيدي رئيس الجمهورية السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ولاك الله علينا فابتلاك بنا , و جاء البلاء علينا بما كسبت نفوسنا و عملت أيدينا , ذلك لأنا أعظم شعب و أفقره . فعِظَم المسئولية , بعظم مقاماتها , و عبء التكليف , بعبء المطلوب . و لا يستوى عند الله أولوا العزم بالعازمين . نحن شعب ٌ التسامحُ فيه قد تعدى على الرقابة الشعبية فقتلها . و المجاملة فيه أضاعتْ المسئوليةَ و أذابتْها . و المروءة تأخذ الوقتَ العام بأكمله بغير أسف . نحن شعبٌ وافقتْ عاداتُه العبادات , وما زال بكراً في عطائه , و ثراً في تاريخه , وواعداً في مستقبله , لكنه بصفاته تلك ؛عصي ٌ على الساسة , متمرد ٌ على القادة , و امتحان ٌ على ولاته . سيدي الرئيس : إن مُجملَ زيادة أصول الدولة و تنميتها في عهودكم السابقة , لتُعبرَ عن جهدٍ مقدرٍ من سعادتكم , و ممن وليتموهم أمرَ العبادِ و البلادِ , لكنها أبداً لا تعبر عن خيرات هذا البلد و لا عن خبرات شعبه . و أسباب ذلك كثير : منها ما هو منكم , و منها ما هو منا فالذي منا هو أساس لما هو منكم . إن الرؤى التي ساست هذا الشعب لم تأخذ في رؤيتها صفاته , و كيفية قيادته , و تفجير طاقاته , و استغلال امكانياته , بل أتت لتطبيق نظريات الحياة العامة مجردةً عن الواقع في الكيف و الكم و الزمان و المكان . سيدي الرئيس : إننا أعلنا سياسة نهضتنا للعالم , و عبرنا عن توجهنا بملء الفيه للدنيا , و ستتعارض نهضتنا لغيرنا و يُغضِب توجهُنا هوى غيرِنا فما عساهم فاعلون و ما تراهم ينتهجون ؟؟؟ سيدي الرئيس : نحن جزءٌ من منظومة العالم , و التي سبقنا لقيادتها أولوا القوة الواسعة و المصالح المنتشرة , و ما نحن منهم إلا نسيا منسيا فلِمَ لا نذهبُ لدراستهم و لا نتقي سياستهم ؟؟ سيدي : الحكمة ضالة المؤمن و التقيا أمنٌ من الخوفِ . و الأمن أساس العطاء و ركيزة النماء . سيدي : التوجه لا يُعْلَن في حال الحرب . و نحن في حربٍ مع من تسَّيد العالم و يريد بقاءَ سيادتِه فما لنا نعلن حربا و لم يشتد ساعدنا و ما لنا نظل في أسر تحالفات لا تفيد مصالحنا و ما بالنا ندور في قوميات تعيق التقدم و لماذا نكبل أنفسنا بنصوص الدين الضيقة و ندع ما اتسع منها ؟؟ سيدي الرئيس : إن شعبك لن يعطيَ نفسَه إلا برضاء نفسِه و إن بناء الدولة لا يُسْتثنى منه أحدٌ أبداً في الدولة . فالحوار الذي أطلقتَ , ينبغي أن يكون خطا يُؤخذ بالقوة و الجدِ لا بالمناورة و الكسب . و اشراك الناس في دفة الحكم لا يأتي إلا من حاكم عظيم ٍ و مخلصٍ غيور . سيدي : كلنا نقود حربا بالوكالة على الوطن بما في ذلك الحكومة و المعارضة بكافة أشكالها . سيدي : إننا بهذا نطلب منكم الانتباه ثم الانتباه لانتقاص الأرض من أطرافها و انهيار القيم من أسبابها و لذهاب الريح و خراب العامر . سيدي : الان أجمع على ولايتك خاصتُك و غدا و بلا شك سيقدمك خاصة الشعب و عمومه , فقدْهُمْ كافةً حتى تتحقق معاني القيادة في الشورى و الشفافية و العدل و في تداول السلطة السلمي و دفع الناس بعضهم ببعض قدْهُمْ أحرارا للعطاء و ثوارا للنماء . سيدي الرئيس : لا سبيل لبناء الدولة من شعبها و لا سبيل لهذا الشعب إلا به إجماعا و إجمالا في الشورى بكافة مستوياتها و مؤسساتها و طرقها و أنواعها تقنية ً وعدة ً . حيث لا تنفع معالجات الاقتصاد إلا بمواجهة حقيقة أسباب انهياره و تدنيه و تحدياته في الوسائل و المراحل و التخطيط و التكتيك . سيدي : قد أشرْتُ لكم بعموميات أرى أنها هي أساس كل شيء و أسباب كل شيء و لم أجد لقرب أذنكم سبيلا فهكذا نفخت فيها على الملأ حتى تجدكم من بينهم أو تجد من يحملها في هذا الشعب الكريم فالله أسأل توفيقا لكل حادب على مصلحة بلادنا العزيزة .
عبد الكريم محي الدين المملكة العربية السعودية الرياض mailto:[email protected]@hotmail.com 22 أكتوبر 2014
|
|
|
|
|
|