|
حول غُلُو الشباب.. وتجربة المراجعات بقلم الطيب مصطفى
|
02:38 PM Aug, 14 2015 سودانيز اون لاين الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
يتناول الدكتور عصام أحمد البشير ظاهرة الغُلُو الذي أصاب الشباب في بلد عرف أهله بالتسامح ويحتكم للشريعة الإسلامية. كما يتناول "تجربة المراجعات" وهل هي أصابت البنى الأساسية لفكر التّطرف والغلو؟، حيث يقول: في تربة عُرفت بالتسامح كالتربة السودانية وبلد عرف عن أهله التسامح، وبلاد ترفع شعار الإسلام وتحكيم الشريعة الإسلامية يستغرب إنبات هذه الظاهرة؟ العالم انفتح على بعضه، وبعض هؤلاء الشباب أصيب بالغلو نتيجة التواصل مع مواقع من "أبو فلان، وأبو فلان".. بعضهم يريد أن يذهب إلى الصومال أو العراق أو مالي، باعتبار ذلك أقرب طريق إلى الجنة، فبعضهم لا يصوب القضية للواقع، وبعضهم يرى اختلالات مثل أن الدولة ترفع راية الشريعة ولكن على أرض الواقع عندها اختلالات كثيرة. والأخير يتحاور معه في أشياء قد تكون صحيحة في تفكيره تنصح وتنبه فيها الدولة لتصحح أخطاءها، ولكن ما دام في الدولة الأخطاء على مستوى السلوك لا الاعتقاد فباب المناصحة مفتوح، والمنابر مفتوحة. الإنسان ينصح ويقول ما يشاء، والصحف في اليوم التالي تأتي بما يقوله الأئمة والخطباء نصيحة واستدراكاً على مواقف الدولة.. إذن الأمر فيه سعة. تجربة المراجعات جرى ما عرف بالمراجعات داخل هذه المجموعات، بحكم متابعتك كيف تنظر لحجم هذه المراجعات؟ وهل أصابت البنى الأساسية لفكر التطرُّف والغُلُو؟ في تجربة مصر المراجعات كانت عميقة، وأصابت البنية الفكرية والجذور الأصولية لهذا التفكير، سيما أن الكتابات التي برزت تناولت الظاهرة بعمق، وتناولت الشبهات وردت عليها رداً علمياً، وليس صحيحاً ما يقال إن هؤلاء ونتيجة ضغط عليهم في السجون تراجع هؤلاء الشباب، وإنما رجعوا عن قناعة تامة وجرى بينهم من الحوار الداخلي ما أقنعهم. لذلك فإن تعميم هذه المراجعات على الشباب في إطار صحي معافى يمكن أن يقودهم إلى الكثير. بل يجب دعوة أمثال هؤلاء الذين حصلت لهم المراجعات وجعلهم يتحاورون مع هؤلاء الشباب، فإنهم أقدر على معرفة المداخل إليهم.. فلو دعونا مثل هؤلاء الشباب من مصر وغيرها وتركناهم يحاورون هؤلاء الشباب فإننا سنخلق قدراً من اللغة المشتركة التي تعين على تصحيح كثير من الأفكار. هنالك تخوّف من أن تفضي أوضاع بعض البلدان (مصر نموذجاً) الى نشوء هذه التيارات وتعميق مواقفهم المتطرفة سيما بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي؟ أتفق معك. فقد اعتبرنا الربيع الذي جاء بطريقة سلمية أعطى انطباعاً بأن النهج السلمي هو الأفضل، ولكن هذا التقويض لجهود الإسلاميين ومحاولة خنقهم هذا الخنق هو الذي سيفجر الأوضاع ويجعل المناخ مناسباً لتنبت هذه الأفكار من جديد وتجد مسارها ويقتنعوا بأنه ليس من سبيل لمقاومة هذه الأنظمة والمخالفات إلا عبر هذا الطريق. ما يحدث في مصر الآن كارثة ومأساة بكل المعايير، ونخشى أن تنزلق إلى حرب أهلية، وهؤلاء مسالمون خرجوا ليعبروا عن حقوق شرعية اكتسبت عن طريق صندوق الاقتراع والتزموا بقاعدة الديمقراطية، وجاء دستورهم بثلثي الأصوات، ومع ذلك لم تحترم هذه الديمقراطية، أخذوا شريحة في ميدان وتركوا شريحة أخرى قالوا هي تعبّر عن شرعية أخرى وكان يمكن الاحتكام إلى أداة دستورية، ثم جاءت الطامة الكبرى التي عبر عنها وزير الدفاع (المصري المشير عبد الفتاح السيسي) بموقف لا يمكن أن يكون مقبولاً بحال من الأحوال ونخشى أن يكون هذا السلوك مدعاة لتفجير العنف مرة أخرى بعد أن ضمر في كثير من الجوانب.. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنب بلاد المسلمين الفتن، وأن يحقن الدماء، ويعيد الجميع إلى رشد الوسطية والاعتدال. الواقع محبط.. الصومال غارقة في الحروبات، ونخشى أن تنجر مصر ذاتها إلى احتراب أهلي واقتتال طائفي فإلى أي مدى يمكن لهذا الواقع أن يكون مساعداً عملياً لتيارات التّطرُّف؟ هذا هو الإشكال، حالة الإحباط العامة، وعدم وجود الإرادة السياسية لدى كثير من الأنظمة وكثير منها ليست موصولة لا بحبل من الله ولا بحبل من الناس، وعدم الوصل هو الذي سبب هذه الأوضاع، ولذلك الأمة محتاجة إلى حكماء وعلماء وأهل رشد.. إلى أمثال نيلسون مانديلا وعبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب، وحكماء يقودون الأمة برُشد لا يكون فيه إقصاء لأحد، ومادام الإنسان قد ارتضى النهج السلمي ونبذ العنف فهو شريك أصيل. ضمن هذه الشراكة الأصيلة ينبغي أن ننزل عند منطق السفينة إذا حدث فيها خرق ينبغي أن نتداعى لسدِه، وإلا هلكنا جميعاً.
أحدث المقالات
- من أفسد الخدمة المدنية؟! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-14-15, 05:43 AM, حيدر احمد خيرالله
- عقد تعدين الشركة الروسية الذهبي .... لماذا اليـأس؟ بقلم مصعب المشـرّف 08-14-15, 05:30 AM, مصعب المشـرّف
- الجنس عند السودانيين (نزوة ام غزوة)2/3 بقلم دكتور الوليد ادم مادبو 08-14-15, 02:30 AM, الوليد ادم مادبو
- طوني بلير يلعب في الوقت الضائع بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 08-14-15, 02:24 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- إيصال (15) .. بين المحاسبة والحاسوب بقلم محمد قسم الله محمد إبراهيم 08-14-15, 02:23 AM, محمد قسم الله محمد إبراهيم
زغردى يا مصر ،،، المعونة وصلت ! بقلم عاصم ابو الخير 08-13-15, 09:37 PM, عاصم ابو الخيرعن لعبة المغزل بقلم جعفر وسكة 08-13-15, 09:23 PM, جعفر وسكةهولوكوست القرن 21 بقلم ماهر إبراهيم جعوان 08-13-15, 09:21 PM, ماهر إبراهيم جعوانالارادة .. واستجابة القدر بقلم طه أحمد أبوالقاسم 08-13-15, 08:42 PM, طه أحمد ابوالقاسمالقصاص من هولاء واقع أن افلح هو أو غيره. بقلم الفاضل سعيد سنهوري 08-13-15, 06:50 PM, الفاضل سعيد سنهوريالاحساس الشعبي بنهاية حقبة رئاسة الرئيس بقلم سميح خلف 08-13-15, 06:47 PM, سميح خلفسوزان والليل شعر نعيم حافظ 08-13-15, 06:45 PM, نعيم حافظمفاجاة وشيكة من حركة / جيش تحرير السودان بقلم حيدر محمد أحمد النور 08-13-15, 06:42 PM, حيدر محمد أحمد النوريا وزير الصحة .. وضع وزارتك مأساوي بقلم عصام الحسين ــ إيرلندا 08-13-15, 06:39 PM, عصام الحسينعلى ماذا تعتمد (داعش) في حروبها ضد المسلمين!؟ (1( بقلم خالد الحاج عبد المحمود 08-13-15, 05:17 PM, خالد الحاج عبدالمحمود المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (1 من 11) بقلم محمد وقيع الله 08-13-15, 05:14 PM, محمد وقيع اللهتعويض أسر الشهداء..أم القصاص لهم؟ بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-13-15, 05:11 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدينالانقاذ اعادة تدوير الاستهبال2 بقلم حيدر الشيخ هلال 08-13-15, 05:09 PM, حيدر الشيخ هلال( 400 وهم مربع) بقلم الطاهر ساتي 08-13-15, 05:06 PM, الطاهر ساتي الوطن عند أهل الإسلام السياسي بقلم بابكر فيصل بابكر 08-13-15, 03:37 PM, بابكر فيصل بابكرأنتم لا تخشون الله، لكن تخافوننا! بقلم عثمان محمد حسن 08-13-15, 03:35 PM, عثمان محمد حسنجهاز الأمن ومافيا الذهب السودانية الروسية بقلم حسن احمد الحسن 08-13-15, 03:33 PM, حسن احمد الحسنمظفر النواب .. الشاعر المتمرد بقلم أحمد الخميسي. كاتب مصري 08-13-15, 03:31 PM, أحمد الخميسيالدين / الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب الجزء السادس بقلم محمد الحنفي 08-13-15, 03:28 PM, محمد الحنفيحالة انفصام شخصية.. خطيرة بقلم عثمان ميرغني 08-13-15, 03:25 PM, عثمان ميرغنيأما حكاية !! بقلم صلاح الدين عووضة 08-13-15, 03:22 PM, صلاح الدين عووضةعجائب وغرائب! بقلم الطيب مصطفى 08-13-15, 03:19 PM, الطيب مصطفى مواقف وحكايات تبعث علي الضحك أو الأبتسام بقلم هلال زاهر الساداتي 08-13-15, 02:29 PM, هلال زاهر الساداتىالدولب وجيب الله ، ملك حر!! بقلم حيدر احمد خيرالله 08-13-15, 02:27 PM, حيدر احمد خيرالله نحن اصحاب المهن الوضيعة بقلم شوقى بدرى 08-13-15, 02:26 PM, شوقي بدرىيا أبناء العباس أعطوا الناس: هكذا كان صيتنا في يثرب الرسول بقلم عبد الله علي إبراهيم 08-13-15, 02:23 PM, عبدالله علي إبراهيمكي لا يتم تضليلنا بقلم هشام عوض عبد المجيد 08-13-15, 02:21 PM, مقالات سودانيزاونلايننتانياهو وأوباما، لمن الغلبة؟ بقلم د. فايز أبو شمالة 08-13-15, 00:10 AM, فايز أبو شمالةللحالمين والجراقيس ..لا أحد يستطيع عزل القائد عبدالعزيز الحلو.. بقلم عبدالغني بريش فيوف 08-13-15, 00:09 AM, عبدالغني بريش فيوف المعالجة المطلوبة والتغيير المنشود بقلم نورالدين مدني 08-13-15, 00:07 AM, نور الدين مدنيالمنافق و الكذاب و انهيار الاخلاق بقلم عمر عثمان-Omer Gibreal 08-13-15, 00:06 AM, عمر عثمان-Omer Gibrealكيف صارت إدارة اوباما وإدارة البشير كقرني التور ؟ الحلقة الثانية ( 2- 3 ) بقلم ثروت قاسم 08-13-15, 00:04 AM, ثروت قاسم
|
|
|
|
|
|