جور السلطات وظلم الحكومات بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 10:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-16-2015, 05:41 AM

مصطفى يوسف اللداوي
<aمصطفى يوسف اللداوي
تاريخ التسجيل: 03-08-2014
مجموع المشاركات: 1238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جور السلطات وظلم الحكومات بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

    06:41 AM Sep, 16 2015
    سودانيز اون لاين
    مصطفى يوسف اللداوي-فلسطين
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    ليس أكثر ظلماً من سلطةٍ تحكم بنفسها، وتسوس بقانونها، وتشرع بهواها، ولا تعتقد أن فوقها سلطة، تحاسبها وتحاكمها، وتعاقبها وتقتص منها، وتصد ظلمها وتضع حداً لاعتداءاتها، وتمنع تماديها وتحارب تغولها، وتضرب على يد الظالم وتأخذ الحق للمظلوم، والقوي فيها ضعيفٌ حتى تأخذ الحق منه، والضعيف فيها قويٌ حتى تأخذ الحق له، ولا ينام فيها الحاكم وفي شعبه جائع، وبين رعيته محتاجٌ وفقير.

    باتت هذه مفاهيم طوباويةٌ مثالية، ليس لها وجودٌ على الأرض، ولا لزوم لها بين البشر، فلا تعرفها السلطات المطلقة، ولا الحكومات المستبدة، ولا الأنظمة الديكتاتورية، ولا تقر بأحكامها، ولا تلتزم بمفاهيمها، وتعتقد أن الأبله من آمن بها، والسفيه من عمل لها، والضعيف المهزوز من خضع لها وحرص عليها، والعاقل الحصيف من ضرب بها عرض الحائط وأعرض عنها صفحاً، والزمان لا يحفظ إلا أسماء الأقوياء الذين يضربون بيدٍ من حديدٍ، ولا يخلد ذكر الضعفاء المخدوعين بحب العامة، وولاء الشعب، وإخلاص الرعية، والزمان خير شاهدٍ على بنوخذ والحجاج، وهتلر وموسوليني والكثير من أمثالهم.

    إنها الحكومات والسلطات، والشخصيات والقيادات، التي لا تؤمن بنظريات الحكم الحديثة، ولا بفلسفات الإدارة المعاصرة، ولا تعي أفكار مونتيسكو وجان جاك روسو، ولا تعترف بمفاهيم بن خلدون الإنسانية، ولا بمبادئ نيلسون السياسية، ولا بأسس الحكم الرشيد وقواعد العدل الحكيم، ولا سلطة عندها تحدها سلطة، ولا للفصل بين السلطات في عقلها مكان، ولا للعدالة بين المحكومين في سياستها وجود، ولا تؤمن بحريات المواطنين، ولا حرمة لحقوقهم ولا حصانة لممتلكاتهم، بل كل ما لهم مستباح، وما عندهم مشاع، تملكه السلطة غصباً، وتصادره ظلماً، وويلٌ لكل من ثار وتمرد، أو اعترض وتأفف، أو شكا وتذمر، فهذا ليس إلا مارقٌ فاسد، يستحق القتل والموت، والسحل والسحق، أو الخازوق والشنق، أو الطرد واللعن.

    لا مكان في الحكم وعلى كراسي السلطة للعقلاء الحكماء، ولا للمخلصين الشرفاء، ولا للصادقين الأصلاء، فهؤلاء جميعاً صنو الضعف، ورفقاء اللين والعجز، وشركاء الخوف والخور، يسكن عقولهم أفلاطون بجمهوريته، والفارابي بمدينته، وأبو العلاء بمثاليته، وهم في الحقيقة عن الواقع منبتين، وفي الخيال الحالم يعيشون، إذ لا يجوز للمغفل أن يسوس العاقل، ولا للضعيف أن يحكم القوي، ولا للعاجز أن يتحكم في السليم، وليس من العدل أن ينتصر القلم على العصا، أو المداد على الدم، فما عرفت الحياة نصراً إلا للقوي، ولا بقاءً إلا للأقوى الأظلم، ومخطئٌ من ظن أن البقاء لغير سنة الله في الأرض للأصلح، فما أبقى الزمان إلا الظالمين الذين طغوا في الأرض وأكثروا فيها الفساد، وما أكثر الذين اغتالتهم خفافيش الظلام، أو نالت منهم رصاصات البغي والطغيان، أو سكنت أجسادهم خناجرٌ مسمومة، وسيوفٌ غادرة، غيبت أشخاصهم، وخمدت أصواتهم، وطمست أفكارهم.

    تلك هي الطغمة الحاكمة، والسلطة الفاسدة، المستبدة المتنفذة المالكة، الآمرة الناهية الزاجرة، التي ترى أنها الأفضل والأحسن، والأكثر وعياً وحكمة، والأشد عزماً وقوة، وأنها الأصلح للحكم والأفضل للإدارة، وأن نهجها هو الأقوم، وحكمها هو الأرشد، ورجالها هم القدر والاستثناء، والقادة الملهمون العظماء، الذين جاد الزمان بهم على الأمة، وتفضل بهم الله على الخلق، ليسوسوهم ويحكموهم، ويتقدموا صفوفهم ويتحدثوا باسمهم، وما ميزهم عن غيرهم، وزانهم عن سواهم إلا نعالاً ثقيلة، وعقولاً خفيفة، ورؤوساً لا يعمرها غير الخمر، ولا يحركها غير الطرب، ولا يرضيها غير سياط جلاديهم تنزل على الظهور فتكوي، وعلى الأجساد فتدمي، فيكونون لغيرهم درساً، ولسواهم من الشعب عبرة.

    وغيرهم حكوماتٌ وسلطاتٌ أخرى، تعتقد أنها خليفة الله على الأرض، والحاكمة بأمره بين البشر، تحكم بسلطانه، وتفتي بكتابه، وتحاسب بشرعه، وتقاصص بسيفه، وتحكم على من خالفها بالكفر، ومن عارضها بالفسق والزندقة، وعلى الجميع أن يتبعها وألا يخالف أمرها، وإلا فهو شاقٌ لعصا الجماعة، يستحق دق العنق وقطع الرأس، وكأنهم ما حفظوا عن رسول الله غيرها، وما تعلموا من خلفائه سواها، وما علموا أن رسول الله كان أول من دعا إلى العدل والمساواة، وإلى إرساء الحق وإعلاء رايته، ونصرة الضعيف وإغاثة الملهوف، ومن قبل كان هو الصادق الأمين، ومن بعد الأمين على الوحي والحافظ للتنزيل، وكذا كان من بعده الخلفاء الراشدون، مثالاً في الزهد والعفاف، والتقشف والورع، والصدق والأمانة، فما امتازوا عن الناس بلباسٍ طويلٍ ولا بثوبٍ سابغٍ، وما أكلوا دون غيرهم طعاماً بإدامٍ أو ثريداً يذهب الجوع ويشبع البطون.

    إنها حكوماتنا وسلطاتنا العربية، التي نصبت نفسها علينا وحكمت، فظلمت وما عدلت، وجارت وما ساوت، وفرقت وما جمعت، وأبعدت وما قربت، وتسببت في فرقة الناس وشتاتهم، وهجرتهم وهروبهم، ويأسهم وقنوطهم، وكفرهم بالوطن ونكرانهم للتضحية في سبيله، والفداء من أجله، وفضلت عليه بلاداً قاصيةً، وحكوماتٍ غير شقيقة، بعضها صديقٌ وكثيرٌ منها خصمٌ غير ودود، وللعدو سندٌ وحليف، وله عونٌ وصديق، فأخلوا الأرض، وفرغوا البلاد، وتسببوا في تغيير الهوية وشطب الثقافة.

    لم تعد هذه البلاد بلادنا، وهذه الأوطان لنا، فقد اكتراها رجال، واغتصبتها جماعاتٌ، تسلطت على أهلها، ونهبت خيراتها، وتوارثتها بين أبنائها وأحبابها، فما أبقوا فيها مكاناً لصالحٍ، ولا متسعاً لصادقٍ، حتى غدت الأرض سكناً للفجار، ومرتعاً للكفار، لا يسكنها الأخيار، ولا يعيش فيها الأطهار، وما كان هذا لسوء أصحاب الدار، وإنما لفحش الحكومات والسلطات، وظلم الملاك وأصحاب القرار، فاستحقوا بأفعالهم من الشعوب اللعنة، ومن الأمة الغضب، واستعجلوا بذلك الثورة، وعجلوا بالخاتمة، فهل تنتصر عين الشعب المظلوم على مخرز الحكومات والسلطات الظالمة.

    بيروت في 16/9/2015

    https://http://http://www.facebook.com/moustafa.elleddawiwww.facebook.com/moustafa.elleddawi

    mailto:[email protected]@gmail.com
    أحدث المقالات

  • ليس من حق الحكومة حظر سفري كطبيب بقلم د محمد علي سيد الكوستاوي 09-15-15, 11:02 PM, محمد علي سيد الكوستاوي
  • ثم ماذا بعد قرار مجلس السلم والامن الافريقي!! بقلم ادم ابكر عيسي 09-15-15, 11:00 PM, ادم ابكر عيسي


  • قصة ( أتمنى) أن يقرأها البشير.. و لا فائدة! بقلم عثمان محمد حسن 09-15-15, 05:56 PM, عثمان محمد حسن
  • حقيقية أستخدام القنابل العنقودية بجبال النوبة/جنوب كردفان في العام 2015م (1-2) 09-15-15, 05:53 PM, الفاضل سعيد سنهوري
  • أكرهك !! بقلم صلاح الدين عووضة 09-15-15, 05:51 PM, صلاح الدين عووضة
  • شر البلية ما يُضحك! بقلم الطيب مصطفى 09-15-15, 05:49 PM, الطيب مصطفى
  • مشروع السودان الجديد في مهب الريح 1/2 بقلم الهادي عيسى الحسين 09-15-15, 05:46 PM, الهادي عيسى الحسين
  • خوفي أن نهدي أحدهما الكأس بقلم كمال الهِدي 09-15-15, 05:42 PM, كمال الهدي
  • اليمن... الحروب لها حدود بقلم جميل عودة/مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات 09-15-15, 04:31 PM, مقالات سودانيزاونلاين
  • من يجرؤ علي مواجهة ضباط الحركة الشعبية المحالون للمعاش بقلم وليد النميري شريف 09-15-15, 04:28 PM, وليد النميري شريف
  • الثابت والمتغير فى طريق النضال .!! بقلم ادم ابكر عيسي 09-15-15, 04:23 PM, ادم ابكر عيسي
  • حان الوقت لإزالة العقوبات الامريكية عن السودان بقلم ميعاد مبارك 09-15-15, 04:20 PM, مقالات سودانيزاونلاين
  • شعارنا السنوات الخمسة القادمة هى الأفضل بقلم عمر الشريف 09-15-15, 04:19 PM, عمر الشريف
  • المؤتمر الشعبي ومحاولات اختطاف السلطة والحزب الحاكم بقلم حسن الحسن 09-15-15, 02:51 PM, حسن احمد الحسن
  • امريكا ... عندما تحرز اهدافا في مرماها !! بقلم الهندي عزالدين 09-15-15, 02:47 PM, مقالات سودانيزاونلاين
  • حفرة المكفوفين.. يا والي الخرطوم..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 09-15-15, 02:46 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • لا لتسييس القضاء..! بقلم عبد الباقى الظافر 09-15-15, 02:43 PM, عبدالباقي الظافر
  • نتائج بلا نتائج ..!! بقلم الطاهر ساتي 09-15-15, 02:41 PM, الطاهر ساتي
  • الصحافة الورقية: حفل التأبين آتٍ لا ريب فيه بقلم صلاح شعيب 09-15-15, 06:49 AM, صلاح شعيب
  • حق الطبيب في العمل والحياة كإنسان بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 09-15-15, 06:45 AM, سيد عبد القادر قنات
  • قناة النيل الأزرق ،الظاهر والمستتر!!(1) بقلم حيدر احمد خيرالله 09-15-15, 06:43 AM, حيدر احمد خيرالله
  • جيدن للمجرمين ... محن سودانية بقلم شوقي بدرى 09-15-15, 01:09 AM, شوقي بدرى
  • السودانوية ودوامة الخلافات والنزاعات بقلم نورالدين مدني 09-14-15, 11:09 PM, نور الدين مدني
  • الأزمات في مصر نتاج مصادرة السياسة والتساكن مع الفساد بقلم مصطفى اللباد - مصر 09-14-15, 11:06 PM, مقالات سودانيزاونلاين
  • لا كهرباء ولا ماء يا غزة بقلم د. فايز أبو شمالة 09-14-15, 11:04 PM, فايز أبو شمالة
  • حزب الشذوذ الفكري بقلم ماهر إبراهيم جعوان 09-14-15, 11:02 PM, ماهر إبراهيم جعوان























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de