جنوب كردفان:الخطاب السياسى لأبناء النوبة ومدلولاته على أمن القبائل العربية

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 01:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-08-2004, 08:59 AM

بريمة محمد أدم/ واشنطن


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جنوب كردفان:الخطاب السياسى لأبناء النوبة ومدلولاته على أمن القبائل العربية

    جنوب كردفان:الخطاب السياسى لأبناء النوبة ومدلولاته على أمن القبائل العربية (
    بريمة محمد أدم/ واشنطن
    [email protected]



    شاءت الأقدار أن أبناء القبائل العربية في مناطق الهامش تقع على عاتقهم مهام جسام، منوطٍ بهم تداركها وتحملها والبحث عن كيفية القيام بها وموازنتها مع خصوصيات الواقع الجنوب كردفانى وعموميات وتطلعات وهموم الوطن القومية الوحدويه. أهم هذه المهام هو البحث عن الثغرات وأسباب الضعف التى تعتور جسم الأمة في تلك المناطق النائية وتقديمها إلي المثقف السودانى بصورة متوازنة بعيداً عن الغلو والمزايدات وتجاوزات الواقع المعاش. ففى المقالات السابقة تحدثت بأستفاضة عن الأسباب الخفية للحرب في جنوب كردفان التى تتمثل في محاولة طرد القبائل العربية من المنطقة من خلال إستغلال تناقضات وظروف الحرب الأستثنائية لتصفية وجود هذه القبائل وهدم مورادها الأقتصادية، التعليمية، وتخريب بناها التحتية ومقومات وجودها في الأقليم بصورة عامة. ومن أخطر الهجمات التى تواجها القبائل العربية هى الهجمة الأعلامية الشرسة التى تتمثل في (فبركة) خطاب سياسى يستدر عطف شعوب العالم ومنظماته الطوعية متزرعين بحجة واهية وواهمة أن القبائل العربية تبيد الشعوب الأفريقية المغلوبة وتنهب أرضها وتسرق مواردها. إن هذا الخطاب الأعلامى الجائر أدخل القبائل العربية التى تستوطن الأقليم والتى ليس لها ناقة ولا بعير في الحرب، في مأزق خطير هو تصفية وجودها في الأقليم من قبل التمرد. ومهما كانت فظاعة التصفيات ووحشيتها فقد أثبتت الحرب أن هذه القبائل لا يمكن تجاوزها إذا إريد لهذا الأقليم أن يستقر، ينمو ويتطور. فإن صمود التمرد في جبال تلوشى والذى تعتبره الحركة الشعبية رمزاً لنضال أبناء النوبة، فإن حصار تلك الجبال والذى قطع الحركة الشعبية وقائدها الميدانى عن العالم ولمدة أربعة سنوات متواصلة يعتبر أيضاً رمزاً من رموز نضال أبناء القبائل العربية ومرابطتها في المنطقة. إن جبال تلوشى التى تعتبر الحصن الحصين للحركة فقد كانت مهدِداً أمنياً حقيقياً لأقليم جنوب كردفان، ومهدداً لطرق المواصلات التى تؤدى إلي غرب كردفان، وزراعاً أيمن قد يؤدى إلي فرض إنفصال جنوب السودان. فإن ضرب القبائل العربية للحصار المحكم حول جبال تلوشى خلق طوق أمنياً شل حركة الحركة الشعبية في جنوب كردفان وأفشل مخططاتها. فقد أخطأت الحركة الشعبية في جنوب كردفان أثناء الحرب في خطابها الأعلامى السياسى الذى أستهدف أبناء البقارة الذين رمتهم الحركة ونعتتهم بأوصاف الفئة الهدامة في المنطقة، المجموعات المضللة والمتطفلة وغيرها من النعوت التى تحرمهم حق المواطنة والحماية. فاليوم وبعد السلام الذى تحقق بأنتهاء القتال سجال، تقوم الحركة بأستعداء القبائل العربية في خطابها المقروء والمسموع. إن لهذه القبائل ثوابت لا يمكن تجاوزها، أولاها الدين، اللغة ووحدة تراب الوطن. فإن فتح أبواب الأقليم لتنصير أبناء البقارة، إدخال إبناء الرعاة في المدارس التى تدرس اللغة الأنجليزية، ومحاولة جر الأقليم إلي تقرير المصير لا تقبله فعاليات هذه القبائل وتعتبرها من أهم مهددات أمنها في الأقليم.
    ففي هذه الحرب الأهلية فقد بدى جلياً أن الكتلة الأفريقية في مناطق الهامش تراجعت في خطابها عن الدفاع عن الوجود الأسلامى الذى أدعت أنه يرتبط باللغة العربية – لغة الغزاة – فلا فرق بين ذلك الوجود وبين الصليبية الغازية ولغتها الإنجلزية – وبالتالى جاءت المساومة في إختيار لغة للتدريس وتم التخيير بين الأنجلزية والعربية، وأستقر رأى الحركة على اللغة الأنجلزية. فإن تخيير أىّ لغة على الأخرى يعنى ترجيح ما يرتبط بها من مقومات حضارية وتقنية، مما يعنى ضمناً ترجيح ما يرتبط بتلك اللغة من ثقافة ودين. إن من أشهر الدلائل على ذلك التخيير الذى لا يراعى الإرث الثقافي للإقليم، مؤتمر أبناء النوبة المنعقد في كندا في الفترة ما بين 12-13 يونيو 2004، الذى دعا المؤتمرين فيه إلي التخيير بين اللغة العربية والإنجلزية، ثم أقرأ ذلك مقروناً بمقررات مؤتمر كاودا في الأراضى المحررة في جنوب كردفان، الذى يدعو إلي تغيير الأسماء من العربية إلي الأفريقية (أسماء المعالم، البشر وغيرها من الأسماء)، تغيير المظهر إلي الزى الأفريقى، إلتزام الثقافة الأفريقية، عدم إستعمال النساء للمساحيق التى تغير من لون البشرة (حتى لا يشبهن العربيات ضمناً)، والتدريس باللغة الأنجلزية، يبدو جلياً أن المستهدف هى اللغة العربية والثقافة العربية في المنطقة. إن فرض الحركة الشعبية للغة الأنجلزية فرضاً تحت حراسة السلاح وفوهة البندقية يعنى إلزام حتى القبائل العربية التى تقع تحت سيطرت مناطقهم بذلك المنهج قسراً. إن سياسة الحركة في فرض نهج ثقافى غربى لا يخفى على أحد، فقد ذكر د. جون قرنق في آخر ندوة له بواشطن، بالولايات المتحدة، بأن الجنوب سوف يكون إتكاءة الشمال في المريسة والخمر، مما يعنى التنازل عن الموروث الثقافي الأسلامى للأمة الضارب بجزوره عميقاً في باطن أرض السودان منذ الفتوحات الأسلامية للقارة السمراء. إذن إن محتوى خطاب أبناء النوبة ينطوى إلي هجر الثقافة العربية والتى سوف يتعها الدين الأسلامى، أيضاً، بعامل الزمن. دعنى نسترشد على ذلك بالتأريخ الحديث، فإن العالم خاض ثلاث حروب عالمية في القرن العشرين آخرها الحرب الباردة التى إنتهت عام 1989م بسقوط جدار برلين وأفول شمس الألوية الحمراء، ثم تبعها سقوط الثقافة الماركسية و الأن تآكلت أوصال اللغة الروسية التى هجرها حتى أهلها وبدأ علماء الروس الذين تباهى بهم روسيا في مجال الأسلحة النووية والذرة والأرتقاء إلي معالى الفضاء يبحثون عن لقمة عيشهم بتعلم اللغة الأنجليزية (والثقافة الغربية). إذن نخلص من هذا التحليل إلي أن ليس الثقافة العربية وحدها مهددة بل الثقافة والهوية النوباوية نفسها عائلة إلي الإندثار وبالتالى نصل إلي نتيجة محتواها هو إخراج الأقليم من ذيه الثقافي والدينى وإلباسه زياً وثقافة أخرى لا يرى أبناء النوبة حرجاً في ذلك ما دامت الغاية مجارات العصر – فالغاية هنا تبرر الوسيلة وذلك ضد الفكر والثقافة الأسلامية للقبائل العربية في المنطقة ظاهراً وباطناً ومنهجاً وتهديداً للثقافة العربية ووجود القبائل العربية في المنطقة.
    إن سقوط مظهر التدين بإباحة المريسة والخمر هو سقوط للتدين نفسه والذى سوف يلحق به سقوط الدين. إن دولة اليونان الأورثوزكسية كانت من ضمن الأمارات العثمانية الأسلامية لمدة أربعة قرون كانت تعج خلالها بالمنارات الأسلامية، فاليوم هناك آلاف المساجد التى تحولت إلي مناطق سياحية وأثرية ومازالت الآيات القرآنية منحوته على محاريبها. ومن أكثر المساجد التى تؤلم الزائر المسلم رويتها ثلاثة مساجد في جزيرة كريت – أثنين بمدينة خانيا والثالث بمدينة ريثمينو. يسع مسجد مدينة ريثمينو أكثر من أربعمائة مصلى ومازال يحتفظ بمنارته الشاهقة وزينته الأسلامية ويعتبر من المناطق الأثرية التى يزورها السواح بكثرة، أما مساجد مدينة خانيا، إحداها مطحن للغلال والأخر في مرفأ المدينة (داون تاون) وهو مكان لصالة ديسكو وبار لشرب الخمر وبه طاولة للعب البلياردو ومازالت الأية القرآنية (كلما دخل عليها زكريا المحراب ..) مكتوبه على محرابه، فقد تم تصفية الوجود الأسلامى والثقافة الأسلامية ظاهراً وباطناً. إن الذين يراهنون على شعب البقارة للحفاظ على تراث الأمة فإن رهنانهم رهان ربما خاسر. إن الخطاب السياسى لإبناء النوبة يعزل القبائل العربية ويغربها وسط ديارها في محاولة لتصفية أثارها الثقافية، ففي الفترة القادمة سوف يكون جل إهتمام القبائل العربية محصوراً في البحث عن وسائل بقاءها، حيث مازال الخطاب والواقع المعاش ينبنى علي محاولة تصفيتها مادياً وروحياً وفي كلى الحالتين لن يتحقق مبدأ الأمن والسلام في المنطقة.
    إن خلو الخطاب السياسى النوباوى من عوامل التدين، علماً أن 75% من أبناء النوبة يدينون بالاسلام، يعتبر تراجع عن التراث الأسلامى الصوفي لشعوب النوبة والذى ينبنى على التدين الفطرى وأستحساس وإستحسان الخيرية في النفس وإستشعار الولاء الدينى وروابط أخوة الدين، وقد ظهر هذا التراجع في الفجور في القتال بتقطيع أوصال القتلتى والتمثيل بهم وحرق الأطفال والعجزة، مما يوحى بخواء النفس من أىّ دلائل أيمانية. وقد عزى كثيرين أن خلو مضمون الخطاب السياسى لأبناء النوبة من التدين وإستشراق التراث الصوفي إلي مجاراته للخطاب العلمانى الجنوبى. فإن تبنى أبناء النوبة للعلمانية سوف يفرغ شعوب النوبة وبكل تشكلاتها القبلية من المحتوى الدينى فكراً ومضموناً وسلوكاً ويجعلها فريسة للتنصير الذى إستشرى في الأقليم. ومع تمسك القبائل العربية بمدأ الحاكمية لله، وبتراث المهدية فإنها تجد مصالحها الدينية والدنيوية تتقاطع تقاطعاً حاداً مع مصالح قبائل النوبة. إن النتيجة الحتمية لتقاطع المصالح سوف يترجم نفسه في فشل التعايش السلمى في الأقليم وزعزعة أمنه وبالتالى تعطيل نموه وتطوره.
    ثمة شئ أخر في تبنى أبناء النوبة للخطاب الجنوبى العلمانى، فإن الأقليم يكون قد إحتوى قطباً سياسياً جديداً – الجنوب السودانى، ومع وجود تأثير القطب السياسى الشمالى، تصبح قبائل النوبة في شد وتنازع سياسى ربما أدى بشعوب النوبة أن تتواجه مع بعضها البعض، كما أن مصير العلاقة بين القبائل العربية وقبائل النوبة، سلباً وأيجاباً، سوف تحدده القطبية السياسية. ولعل من العسير إستنباط روابط تأريخية، تراثية أو ثقافية تجمع أبناء الجنوب وأبناء النوبة، فإن زاوج المصالح الأنى يخدم فقط أهداف ورؤى الجنوب الأنفصالية، وإن زعزت الأمن في مناطق الهامش لا تخدم مصالح أبناء الهامش بشقيهم العربى والأفريقى في كفاحهم ضد التخلف التنموى، ومحاربة الأمية والجهل، وإخراج الأقليم من حالة الركود التجارى الوبائية المستوطنة. إن بناء الشخصية والهوية النوباوية المستقلة بعيداً عن عوامل الشد والجذب السياسى، يجعلها تحدد رؤيتها وفلسفتها للحياة ووجهتها في سياسة الأقليم ببصيرة وبينة، وذلك يجعل القبائل العربية، التى تنظر بعين الريبة للخطاب النوباوى السياسى، أن تستوثق تلك المواقف والرؤى، مما يشجعها على دفع عجلة التصالح والتعايش السلمى المفقود في الأقليم.
    وفي المقال القادم سوف أتحدث عن الدور المفقود للمثقف من إبناء القبائل العربية في جنوب كردفان.
    نواصل بمشئة الله.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de