|
جب بوش.. ويا الأصم.. ويا.. بقلم رندا عطية
|
السودانيون.. بالمناسبة ما قولكم حال تدفقكم يوم الانتخابات لمراكز الاقتراع ومن ثم مباغتتكم بالجهات المعنية تسد عليكم أبواب مراكز الاقتراع لتعلنكم قائلة: «أي سوداني والا سودانية أصيب هذه السنة بالملاريا لا يمكنه الإدلاء بصوته»! فاذا ما سمعت تخيلا أن أياً منكم أيها السودانيون سيرد على سؤالي ذا الوارد أعلاه بنرفزة قائلاً: ـ مستحيل أصدق انو في جهات معنية والا حاكم ممكن يحرم نسبة مقدرة من مواطنيه من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، وبالتالي اختيار من يمثل طموحاتهم بطريقة اللصوص الوقحة والمكشوفة دي! لأنو الإعلان الوارد بعمودك أعلاه معناتو إنو الجهات المعنية دي دايره تحرم أغلب إن لم نقل كل السودانيين من حق التصويت في الانتخابات القادمة! وجدتني أرد على ذا المتنرفز بأن: ـ صدق.. يا أخوي صدق حقيقة إنو في حاكم ممكن يحرم مواطنيه من حق التصويت بطريقة اللصوص الوقحة والمكشوفة دي، ودونك في ذلك حاكم ولاية فلوريدا جب بوش الأخ الأصغر للرئيس الاميركي السابق جورج بوش، والذي في سبيل فوز اخيه بوش الابن على منافسه آل غور في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2000م قام مش بحرمان مواطنيه اللي جاتهم ملاريا في سنة الانتخابات، بل قام بحرمان من كانت له جنحة من مواطنيه بسبب قيامه بإلقاء النفايات إلى الشارع أو حررت له مخالفة بقوانين السير! أنت من خلال قراءتك لكتاب «رجال بيض أغبياء» للمخرج السينمائي الأمريكي مايكل مور لاكتشفت أن آل غور هو الرئيس المنتخب الشرعي للولايات المتحدة الأميركية، فيما بوش الأصغر ـ حسبما يلقبه مور ـ ما إلا رئيس غير شرعي أوصله حاكم ولاية فلوريدا أخيه «جب بوش» وزمرته بطريقة اللصوص الوقحة والمكشوفة لرئاسة البيت الأبيض. وقد بدأ التخطيط لسرقة نتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية قبيل يوم الانتخابات عام 2000م، حيث يسرد مور بكتابه قائلاً في صيف العام 1999م حيث دفعت كاثرين هاريس التي كانت رئيسة حملة الجمهوري بوش الابن الرئاسية وسكرتيرة ولاية فلوريدا المسئولة عن الانتخابات، مبلغ 4 ملايين دولار لمؤسسة «داثابيس تكنولوجي» كي تعبث في قوائم الناخبين وتزيل من تلك القوائم كل من «يُشك» بأن له سابقة مع البوليس، بل ومن يتشابه عيد ميلاده أو يتشابه في الاسم مع من «يُُشك» بأن له أدنى سابقة، ومن مضحكات الأمور أن أحد مديري أقسام الانتخابات قد ورد اسمه في هذه القائمة بطريق الخطأ! ورغم أن العديد من هؤلاء قد ثبت أنهم قد استعادوا حق الانتخاب لمرور الزمن القانوني على مخالفتهم، فقد تبرعت ولاية تكساس بإرسال قائمة مزيفة لتؤكد أنهم من المجرمين السابقين! وبالطبع فإن حوالي 31% من الأمريكيين من الأقلية السود من الرجال، التي كانت مؤَكَدَة لصالح الديموقراطيين، والذين لهم سوابق أقل بكثير من سابقة زوجة حاكم الولاية نفسه، مثل تراكم مخالفات المرور غير المدفوعة أو ترك السيارة في مكان مخالف، قد فقدوا حقهم في التصويت بعدد 173000 من الأصوات. وقد أنجزت كاثرين ذلك بمباركة من شقيق بوش الابن «جب بوش» حاكم فلوريدا حيث يقول القانون: إن أصحاب السوابق لا يستطيعون التصويت في فلوريدا، حيث يعني ذلك أن 31% من كل السود في فلوريدا لا يستطيعون التصويت لأن لديهم سوابق إجرامية في ملفاتهم، لقد كانت هاريس وبوش يعلمان أن شطب أسماء أصحاب السوابق من قوائم الناخبين سيحرم الآلاف من السود من دخول غرفة الاقتراع وبالتالي التصويت لمنافسهم الحزب الديمقراطي. حتى إذا ما جاء يوم الانتخابات لعام 2000م إلا وصدم الناخبون السود من فلوريدا المتدفقون للإدلاء بأصواتهم بأعداد كبيرة بقراءة الإعلان الوقح التالي في مراكز الاقتراع: «لا يمكنكم الإدلاء بأصواتكم»، ليتم من بعد تهديدهم اي السود بالاعتقال أن هم أبدوا اي احتجاجات تعزيز الإجراءات الأمنية في بعض أحياء السود ومن ذوي الأصول اللاتينية لمنع أي شخص وُضع اسمه على قائمة هاريس وجيب من التقدم للإدلاء بصوته. لتصبح المفارقة في انه فيما تجاهلت وسائل الإعلام الأمريكية عملية التزوير والتزييف هذه، كانت إذاعة بي بي سي البريطانية هي من تحدثت عنه في مدة 15 دقيقة وألقت بمسؤولية التزييف كله على كاهل حاكم فلوريدا جب بوش. وحين طلبت الصحافة ووسائل الإعلام من كاثرين هاريس بعد الانتخابات أن تتطلع على كمبيوترها، رفضت ذلك إلا بعد أن يتناوله مستشاروها بالتدقيق! وبالفعل وجدوا بعدها أن الكثير من الملفات قد تم إعدامها واختفت!. لذا عندما ظهرت نتيجة الانتخابات حصل بوش على 537 صوتاً زيادة على منافسة آل غور في فلوريدا أليس من الحق القول ـ وما زال القول لمور ـ بأن تلك الأصوات التي حرمت من حق الانتخابات من السود واللاتينيين لو أنها أتيح لها الإدلاء بأصواتها لما كان هناك أدنى شك أن الفائز في صناديق اقتراع فلوريدا كان آل غور. أن جيب وكاثرين أنجزا أعمالاً بدآها قبل بضعة أشهر».. و .. و.. ويا الأصم ويا السودانيين وعلى ضوء متل ده التزوير، كسباً للزمن وصوناً للمال العام بدل ورجغة الانتخابات مش أحسن من دلوقتي نقول للزول ده مبرووووك الرئاسة!! mailto:[email protected][email protected]
|
|
|
|
|
|