|
تنصيب البشير.. والإستقواء بالخارج! بقلم هاشم كرار
|
10:16 PM May, 13 2015 سودانيز اون لاين هاشم كرار- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
ليست تلك هى المرة الاولى التي يفوز فيها الرئيس البشير، ولن تكون الأخيرة، وبعد هذه الولاية الجديدة، ليس غريبا ان تتجّدد ولاية، إذا مدّ الله في الآجال!
بلى، ليست هى المرة الأولى، فلماذا إذن كل هذا الإحتفال المرتقب.. ولماذا إذن كل هذه الدعوات للزعامات العربية، والإفريقية، للمشاركة في حفل التنصيب، وفي مثل هذه الإحتفالات والدعوات، صرف هائل، والجنيه السوداني المضروب في زمن الضرب في المليان، يشكو لطوب الأرض؟
الإحتفال المرتقب، يجيئ على خلفية حدثين مهمين: انفتاح السودان- بعد مايشبه العزلة- على دول خليجية، من خلال مشاركته في عاصفة الحزم، بكل ماتعنيه هذه المشاركة على علاقة السودان بايران.. والحدث الثاني، فوز البشير في انتخابات قاطعتها المعارضة، وأحرزت بهذه المقاطعة نقاطا مهمة، خاصة وأن الغرب إجمالا، شكك في نزاهة هذه الإنتخابات، وعموميتها، وجدواها في حلحلة أزمات السودان المعقدة أصلا، والتي إزدادت تعقيدا بالإنتخابات التي كانت المعارضة تطالب بتأجيلها ريثما يبلغ الحوار الوطني نهاياته التي يتطلع إليها، ويترجاها، أي سوداني صميم الفؤاد!
في تصوري، أن نظام البشير بهذه الإحتفالات المرتقبة- بكل دعواتها إلى الزعامات للحضور، يريد أن يرتكز على شرعية خارجية، بعد ان تآكلت بالمقاطعة لهذه الإنتخابات، شرعيته في الداخل!
النظام- أي نظام- يحاول استمداد شرعيته من الخارج، هونظام لا يقف على رجليه الإثنتين معا، في الأرض.. أرضه.. وأي نظام في الدنيا يحاول ان يكسب الخارج، على حساب الداخل، هو نظام يحسُ إحساسا غريزيا داهما، بأنه محفوف بالمخاطر..!
ماذا يكسبُ أي نظام في الدنيا إذا ماكسب الخارج كله، وفقد شعبيته في الداخل؟
هل فقد نظام البشير، كثيرا من شعبيته، تلك في الأساس التي كانت... بظنه؟
لن أجيب.
أترك لك، أن تسأل نفسك أولا- أيها القارئ- واستطلع أي عينة عشوائية من عشرة أشخاص- رجالا ونساء- وأخرج بالنتيجة، مثل أي مركز لإستطلاعات الرأى الشفافة، والتي تتمتع بقدر هائل من المصداقية!
الخارج، لا يؤمن لأي نظام في الدنيا أمنا، ولا يجنبه مخاطر السقوط..
لا زلتُ أتذكر حسين الشافعي، ذات حوار بيني وبينه في الخرطوم، ولا أزال أتذكر جملته الوضيئة وهو يقارن بين عبدالناصر والسادات.. قال" كان من الصعب القضاء على عبد الناصر من الداخل، بعكس السادات الذي كان من الصعب القضاء عليه من الخارج، لأنه كان مؤمنا"!
كان الشافعي، والذي هو من الضباط الاحرار، يتحدث عن كيف أن الخارج، ظل يحاول باستمرار القضاء على عبد الناصر، مرة بحرب السويس، ومرة بجره إلى الوحدة مع سوريا، حتى إذا ما انتشى هو ب" الجمهورية العربية المتحدة"،تآمروا على تلك الوحدة ونفسوها.. ثم، وعبد الناصر يحس بطعنة في القلب بعد فشل الوحدة، أشعلوا له حرب اليمن، وكان ان أرسل ثلث الجيش المصري إلى هناك من " أجل الجمهورية".. وثلث الجيش هناك، أشعلوا حرب يونية- حزيران- لتكون النكسة، ولكن رغم ذلك لم يسقط عبدالناصر، خرجت الجماهير في مصر، والعالم العربي كله رافضة تنحيته في التاسع والعاشر من يونيو، ليبدأ حرب الإستنزاف!
الخارج، حين فشل في القضاء على عبدالناصر، من الخارج.. حاول من الداخل...
يقول الشافعي: الأعمار بيد الله.. لكن قرينة تسميم عبد الناصر هى في سياساته التي انقلبت مائة وثمانين درجة، بعد موته.. مقتله!
لم يستطع الخارج بكل حرب 56.. وتنفيس الوحدة مع سوريا، وإرسال ثلث الجبش المصري إلى اليمن، والنكسة في حرب حزيران، ان يقضي على عبدالناصر، من الخارج.. وفي المقابل لم يستطع الخارج أن يحمي السادات في الداخل..
سقط الاخير برصاص أولاده.. و"ديل أولادي.. مش معقول".. في ذات يوم العبور، وهو في كامل لباسه العسكري ونياشينه!
وكان عبدالناصر، قد حمله أولاده، من الفلاحين والجنود والصُناع وأبناء الطبقة الوسطى، في أكبر مراسم تشييع عفوية تشهدها مصر.. وشيدوه هرما رابعا، في أم الدنيا!
ليت الأنظمة التي تستقوي بالخارج- فقط- تعيد قراءة ماقاله حسين الشافعي، ذات يوم من أيام سباق الخيل بالخرطوم، في الثمانينات، وأنا إلى جواره أسأله، وهو يجيب من بعد هنيهة صمت، وابتسامة، وعينيه الإثنتين تشهقان ، تتابعان الخيل تركض، وهو يقول: " يا اللااااااااا ه.. شوف، شوف يا إبني الجمال دا.. شوف الأبهة.. آآآه، بصحيح الخيل معقود على نواصيها الخير إلى يوم القيامة"
كنتُ، أروح أشوف.. وأشوف، ثم أسأل.. والآن، أشوف في جملته تلك الوضيئة، وأنا أعاين في الدعوات لحضور حفل تنصيب الرئيس البشير.. الدعوات التي تقول للداخل في زمان الشعبية التي لحستها الإنتخابات الرئاسية والتشريعية: أنظروا إلى كل هذه الشعبية الرئاسية.. أنظروا إلى كل هذه الشعبية في الخارج.. !
أنظروا.. ليس مهما الإنتخابات، وظنكم فيها أنها مضروبة. مضروبة ..مضروبة.. هذا هو زمان الضرب في المليان، وضرب الداخل بالخارج!
أيها الناس:
أنظروا إلى حاصل الضرب!
أيها الناس:
التاريخ يكرر نفسه- دائما- بصورة عبثية، لكل أولئك الذين لا يقرأونه.. وهو يكرر نفسه بذات العبثية، لكل الذين يقرأون- غير أنهم من فرط لا يقرأون بقلب سليم- لا يلتقطون درسا، ولا حكمة، ولا موعظة حسنة.. ولا ... ولا هم يتجنبون- من دروس التاريخ- أشباه المصائر!
أيها الناس: قوموا إلى سودانكم.. يرحمكم الله.
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- ياخي عمرك ستين سنة ولابسة فستان فوق الركبة! بقلم فيصل الدابي/المحامي 05-12-15, 02:27 PM, فيصل الدابي المحامي
- ايش اكتب...؟!! بقلم توفيق الحاج 05-12-15, 01:56 PM, توفيق الحاج
- الكيزان وانتاج العنف, سلوك مؤدلج ل بقلم المثني ابراهيم بحر 05-12-15, 01:52 PM, المثني ابراهيم بحر
- سياسات الإصلاح الاقتصادي في العراق بقلم د. عباس كاظم جاسم الدعمي/مركز الفرات للتنمية والدراسات الاس 05-12-15, 01:28 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- الأمريكان والتفويض باستخدام القوة العسكرية.. جدل الصقور والحمائم بقلم د. نصر محمد علي/مركز المستقبل 05-12-15, 01:27 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- هيئة الإنتاج والتصنيع العربي المشترك بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 05-12-15, 01:24 PM, مصطفى يوسف اللداوي
- عاصفة ( الجٍزم ) الولائيه ... الجزء الرابع … PART 4 بقلم ياسرقطيه 05-12-15, 01:23 PM, ياسر قطيه
- القبائل العربية والمشاكل القبلية فى السودان بقلم عمر الشريف 05-12-15, 01:20 PM, عمر الشريف
- السيريالي الجديد بقلم عماد البليك 05-12-15, 01:16 PM, عماد البليك
- لمن يروجون للصراع العنصري! بقلم أحمد حمزة أحمد 05-12-15, 12:40 PM, أحمد حمزة أحمد
- قوم لا يُرجى منهم بقلم كمال الهِدي 05-12-15, 12:38 PM, كمال الهدي
- الدخان !!! بقلم صلاح الدين عووضة 05-12-15, 12:34 PM, صلاح الدين عووضة
- عندما تتجاوز وزارة الصحة الاتحادية الدستور! بقلم الطيب مصطفى 05-12-15, 12:32 PM, الطيب مصطفى
- ترياق الجشع ..!! بقلم الطاهر ساتي 05-12-15, 12:30 PM, الطاهر ساتي
- الوصول الي الدولة المنشودة عبر القومية بقلم طه تبن 05-12-15, 05:29 AM, طه تبن
- صراع السلطة والمهنة (1 و2 و3) بقلم مصطفى عبد العزيز البطل 05-12-15, 01:50 AM, مصطفى عبد العزيز البطل
- بجاوى فى الخرطوم بقلم هاشم محمد الحسن 05-12-15, 01:46 AM, هاشم محمد الحسن
- قال عبد الخالق لوردي أرجوك أبعد دمك من حزبنا بقلم عبد الله علي إبراهيم 05-11-15, 11:12 PM, عبدالله علي إبراهيم
- مناشدة لأهلنا الرزيقات والمعاليا.. كتبها : د. عارف عوض الركابي 05-11-15, 11:08 PM, عارف عوض الركابي
- عدم حياء وقوة عين : 22مليار جنيه عربات لطلاب حزب الحكومة ! بقلم على حمد إبراهيم 05-11-15, 10:31 PM, على حمد إبراهيم
- إجتهادات فردية في الثقافة المهجورة بقلم نورالدين مدني 05-11-15, 10:20 PM, نور الدين مدني
- الهلال والمريخ يرسمان لوحة من الفرح لأهل السودان،بيدَ أنَ الحركة الإسلامية وحزبها المدلل يجددان له 05-11-15, 10:18 PM, يوسف الطيب محمد توم
- Re: الهلال والمريخ يرسمان لوحة من الفرح لأهل � 05-12-15, 04:16 AM, د/يوسف الطيب/المحامى
|
|
|
|
|
|