|
تقارير أخبار المدينة الاستقلال الحزين لدولة جنوب السودان بقلم : بدرالدين حسن علي
|
قبل ثلاث سنوات إقترع السودانيون الجنوبيون لصالح الإستقلال عن الخرطوم أو بمعنى أصحالإستقلال عن دولة السودان وتشكيل دولة السودان الجنوبي برئاسة سيلفا كير بناء على إتفاقية نيفاشا ، وذلك بعدأكثر من خمسين عاما من الحرب الأهلية مع شمال السودان ، وما حدث كان أمرا حزينا بكل المقاييس ، البعض عبر عن فرحه بذلك فذبحت الثيران والخراف . ومر التاسع من يوليو هذا العام مرور الكرام ، لم يكن يوما سعيدا ، فدولة السودان الجنوبي تعيش حاليا فوضى حقيقية نبه لها الكثير من الأقلام والأصوات الوطنية الشريفة التي كانت تتابع الأمر بكثير جدا من الشفافية والحرص على وحدة الوطن .
. من يومها لم تشهد دولة جنوب السودان سوى الاحتفالات في أجواء من الفرح والهدوء، وأثبت السودانيون الجنوبيون للعالم أجمع أنهم شعب مسالم وراشد بما فيه الكفاية لحكم بلدهم الجديد وإدارة شؤونه. ينبغي إذاً أن يكون التاسع من (يوليو) مناسبة للسودانيين الجنوبيين للاحتفال باستقلال نالوه بعد جهود مضنية. لكن للأسف، هذه السنة لم يحتفل السودانيون الجنوبيون باستقلال بلدهم بفخر واعتزاز،. فالوقت ليس للابتهاج، لا اليوم ولا في الأشهر الستة الأخيرة ، والحكاية الساحرة للبلد المقموع على أيدي الخرطوم والذي نال أخيراً حريته تحولت كابوساً، فالتوترات العرقية في جنوب السودان تكتسح الآمال بمستقبل أفضل لهذا البلد مما يمكن أن يوصف بالهشاشة ، إن الخصميْن السياسييْن الرئيسييْن في جنوب السودان، القادميْن من المجموعتيْن العرقيتيْن الرئيسيتيْن في هذا البلد، يتحاربان منذ ستة أشهر ويدعيان إجراء محادثات سلام لم تؤدِ إلى شيء ، والغريب في الأمر البعض يسعد لذلك ، وأكثر ما هو محزن في هذه القصة هو أن السودانيين الجنوبيين لا يريدون هذه الحرب العرقية، فهم كانوا يأملون بأن يتمكنوا أخيراً من العيش بسلام، وزراعة حقولهم دون خوف من نيران الحروب،. وللأسف ما يحصل حالياً هو عكس ذلك تماماً، فالسودانيون الجنوبيون يلجأون بالآلاف إلى إثيوبيا وأوغندا هرباً من جحيم المعارك، فيما لجأ آلاف آخرون منهم إلى مخيمات للأمم المتحدة بحثاً عن الحماية ، ولهذا التنقل السكاني على نطاق واسع عواقب ثقيلة للجميع: مشاكل تغذية واستحالة توفير الخدمات الصحية الأساسية لمدنيين مجمعين في ظروف لا إنسانية. أن السودانيين الجنوبيين يحتفظون بالبسمة وبالأمل في أن يتمكنوا في المستقبل من الاحتفال بالتاسع من (يوليو) على أنه اليوم الذي استطاع فيه جنوب السودان تأمين مستقبل أفضل لمواطنيه ، وهذا هو حصاد نيفاشا !!!!
|
|
|
|
|
|