ترى، أين انت الآن يابابكر ( الامنجي) المشلخ سلم؟

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 12:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-05-2014, 08:21 PM

هاشم كرار
<aهاشم كرار
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 68

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ترى، أين انت الآن يابابكر ( الامنجي) المشلخ سلم؟

    كان في أمن نميري، وكنت قد تعرفت عليه بالصدفة، قبل أسبوعين فقط من اندلاع " مارس ابريل".

    كان لطبفا جدا، وحبوبا، وذا مروء . سوانيا قحا.

    كل ذلك ليس هو "الشاهد" هنا، كما يقول البلاغيون وأهل اللغة.

    الشاهد، هو أنه قدم خدمة صحفية – من حيث لا يدري- للعالم كله- خاصة العالم العربي- لما كان يجري يوم الخميس، الذي سبق انتصار الإنتفاضة بيوم.. وما قد يجري في اليومين المقبلين.

    كانت الهتافات في ذلك اليوم، تصم أذن الخرطوم. .. وكانت الخرطوم تتنفس- كما كان يقول صديقي الشاعر الياس فتح الرحمن- برئة واحدة،.. وأجمل من رائحة البمبان لم تشم رائحة!

    كان الدخول في العصيان المدني ، يتصاعد بشكل مذهل، حتى إذا ماكان منتصف النهار، أعلن الطيران المدني، أنه سينضم خلال ساعات إلى العصيان.

    كان صوتي مبحوحا، وفي كل خلية من جسدي رائحة عرق اختلط برائحة المسيل للدموع، برائحة الهتافات المدوية، حين دخلت على مكتب الزميل الصيدق محمد عوض- الذي يزاملني الآن في الوطن القطرية- وكان يومذاك يدير مكتب صحيفة المدينة السعودية، ومقره قريبا جدا من مكتب صحيفة الأيام، جوار مركز صحي الخرطوم، في اول شارع البلدية.

    كانت هنا أمدرمان، في ذلك الوقت من النهار تبث اناشيد لمايو، وكان صوت الفنان ادريس ابراهيم، يعلو مرة ب( تحسبو لعب.. تحسبو لعب) وينخفض مرات، بتذبذب الإرسال، وكنا- أنا ومحمد عوض- نتحدث عن اغلاق المطار الوشيك، وماتواتر من نقابة الكهرباء، عن قطع الأمدادات بالكامل عن الخرطوم كلها، ماعدا المناطق الإسترتيجية، والاكثر حيوية، حين شد انتباهنا –فجأة- ان الإذاعة تركت أناشيد مايو جانبا، وراحت تبث اناشيد وطنية.

    كان صوت احمد المصطفى، قد تلاشى، في ( وطن الجدود)، وارتفع صوت العطبراوي( أنا سوداني أنا) حين هتفنا – نحن الإُثنان معا- " أمك.. ناس الإذاعة، انتفضوا"

    كانت الإذاعيون بالفعل، قد انحازوا للكتل البشرية، التي كانت هتافاتها، توشك ان تدخل الإستديوهات، وهم يحاصرون الإذاعة والتلفزيون من شارعين: الشارع الفاصل بين الإذاعة والملازمين، وشارع النيل .

    كان ذلك تطورا مثيرا..

    وكانت اكثر التطورات إثارة- في رأينا- قد بدأت تلوح في الأفق المضمخ برائحة البمبان والعرق والرصاص والدم.. الأفق المفتوح على... الإنتصار!

    في تلك اللحظة، قررنا معا ان نكتب سريعا جدا، تقريرا متكاملا، عن كل هذه التطورات، والإسراع به إلى المطار، حيث الطائرة السعودبة، التي كانت ستقلع بعد أقل من ساعة.

    امام بوابة المطار، لم نجد أيا من الركاب.. ( دخلوا قبيييييل).

    كان الظرف الكبير الذي في داخله التقرير، والمكتوب عليه عنوان صحيفة المدينة السعودية وأرقام تلفوناتها، يكاد ان يطير من بين يدي، وهو يتصبب عرقا ولهفة، ليد أي راكب.. ولا من راكب فضل، أمام البوابة، أو امام الكاونتر، او حتى في الصالة التي منها الخروج إلى الطائرة!

    أصابنا الإحباط، نحن الأثنين، وكنا لا نزال نتطلع- بين الإحباط وبين مجرد بصيص من الامل- بأعيننا إلى الداخل، حين خرج علينا الامنجي بابكر.. بابكر المشلخ سلم.

    - مالكم.. المسافرليكم منو؟

    - مسافرلينا دا لصحيفة المدينة السعودية.. صحبة راكب يابابكر.. لكن الركاب كلهم دخلوا!

    - لم بنتظرني بابكر لأقول شيئا لآخر.. ( جبد مني) الظرف، وهو يقول الركاب كلهم داخل الطيارة.. ح أوصلوا جوا لأي واحد.. العناوين مش مكتوبة؟

    كان يرمي بالسؤال، وإحدى قدميه، داخل المطار، والأخرى داخلة يادوب.

    لم إجابة مني.. راح يهرول.

    التفتُ إلى ود العوض، أقول " ربك رب الخير أماني ماكريم"!

    - ونعم بالله.

    بعد أقل من خمس دقائق، عاد بابكر، وهو يقول: سلمتو داخل الطيارة لواحد.. ودا تلفونو في السعودية!

    ترى أين أنت يابابكر الآن..

    وهل كنت ستساعد في توصيل تلك الرسالة، إذا ماكنت تعرف أنها تحتوي على مانشيت" سقوط نظام النميري"؟

    أين أنت الآن..

    وأين هو ذلك الراكب الهمام، الذي أوصل الظرف، ويؤسفنا نحن الإثنان- أنا وود العوض- أننا قد ضيعنا أسمه؟

    ماهو مهم، أن الطائرة السعودية، هبطت بعدها طائرة لوفتهانزا قادمة من نيروبي، وبعيد ان أقلعت، أغلق العاملون في الطيران المدني مطار الخرطوم، وهم يهتفون " سقطت.. سقطت سلطة مايو"

    ماهو مهم، أن " صحيفة المدينة:" نشرت التقرير الذي يتحدث عن نهاية نظام، كاملا..

    ماهو مهم أن وكالات الانباء العالمية، تناقلت التقرير، ذلك لأن كافة الإتصالات مع السودان كانت قد قطعت!

    ماهو مهم، ان ابراهيم طه أيوب- سفير السودان في نيروبي- والذي كان يمد العالم- أولا بأول- عن تطورات غضبة الشعب السوداني، ابتسم وتنفس الصعداء، وهو يقرأ في الوكالات سقوط النظام، قبل

    يوم من السادس من ابريل!

    ماهو مهم أن قراءتنا نحن الإثنين- ود العوض وأنا- لما قد يحدث، قد حدث. سقطت مايو بخيرها وشرها.. وتعالى صوت وردي: " ياشعبا تسامى.. ياهذا الهمام.. تفج الدنيا يام.. وتطلع من زحاما زى بدر التمام.. تدي النخلة طولا.. والغابات طبولا.. والأيام فصولا.. والبذرة الغمام"!























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de