|
تدخل جائر بقلم الطاهر ساتي
|
08:59 PM Jul, 11 2015 سودانيز اون لاين الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
:: فالقصة الخبرية المحزنة باليوم التالي، عدد البارحة.. معلماً بمدرسة القادسية يضرب ولي أمر تلميذ ضرباً مبرحاً، فتشكل له إدارة التعليم بالوزارة لجنة تحقيق ..وبعد التحقيق والتحري، ترى اللجنة أن المعلم قد أخطأ في حق ولي أمر التلميذ، وحاسبته بعد الإدانة ورأت نقله إلى مدرسة أخرى..ولكن، يتدخل وزير التربية عبد المحمود النور، ويوجه إدارة التعليم بإعادة المعلم إلى ذات المدرسة التي أبعد عنها، أي يسعى الوزير إلى إلغاء قرار لجنة التحقيق والمحاسبة ب (جرة قلم)..وهذه مخالفة، فالوزير - ما لم يكن سودانياً في زمن الفوضى - لا يملك سلطة إلغاء قرارات لجان المحاسبة .. !! :: وعليه، (لا تحزن على الصبيان إن ضــُربوا فالضرب يفنى ويبقى العلم والأدب / الضرب ينفعهم والعلم يرفعهم، ولولا المخافة ما قرأوا وما كتبوا).. من قصائد جاهلية العرب ..وبالإتكاءة على هذا الجهل، نتخذ الأطفال والصبيان نياقاً وحميراً لحد إستخدام السياط والخراطيش في التربية والتعليم..وما الخراطيش والسياط إلا من وسائل العاجزين عن التربية والتعليم..ويبدوا عبد المحمود النور، وزير التربية والتعليم بالخرطوم، من الراغبين في ترسيخ نهج العاجزين بالمدارس بحيث يشمل الجلد أولياء الأمور أيضاً..!! :: والمهم، أي مع إستنكار هذا التدخل الوزاري، نطرق مرة أخرى - وليست أخيرة – على جاهلية جلد التلاميذ بغرض التربية والتعليم .. للأسف، تأثرنا بهذه الجاهلية.. تأثرنا لحد تقديم الطفل لشيخ الخلوة أو ناظر المدرسة مرفقاً بنصيحة : ( ليك اللحم ولينا العضم)، أي مزق جلده بسياطك وعده لنا (عظماً فقط)، بمظان هكذا يجب التربية والتعليم..وكان، ولا يزال، من آثار هذا الجهل، ما تشهدها بعض الخلاوى من إنتهاك مؤلم لحقوق الأطفال وتعذيب الصبيان يبلغ مداه تقييدهم بالسلاسل والحبال على أوتاد الغرف المهجورة أو تحت لظى الشمس.. وكذلك جلدهم في المدارس لترتفع نسب التسرب والإعاقة ..!! :: والذين ينجون من التسرب والإعاقة يتخرجون بشهادات محشوة بحزمة (أمراض نفسية )..كراهية الآخر، القبول بالقهر، الإنصياع للدجل والشعوذة،وغيره من سياج التخلف الذي يُعيق خطى بلادنا، كل هذا مرده ( الجلد والترهيب)..لونفع الضرب تلاميذ الأجيال السابقة، لما كان حال الناس والبلد على ما هما عليه (حالياً).. فالضرب أفسدهم، وبهم فسد حياة الناس والبلد.. نعم، فالأجيال التي تعلمت بالسياط وتربت بالخراطيش هي التي أقعدت شعبنا عن اللحاق بركب النهضة.. وهي التي عجزت عن إدارة بلادنا ومواردها، وهي التي رسخت ثقافة العنف في ذاتها ثم في المجتمع .. !! :: ومنذ إستقلالنا، ولأن مدارسنا لم تُخرج (الأسوياء)، نزرع الكراهية في مجتمعنا لنجني الحرب تلو الحرب، ونغرس الأحقاد في قبائلنا لنحصد مآسي تحقير الآخر، ونشتل الغبائن في بعضنا لتُثمر عجزنا عن التعايش مع بعضنا، ونشرع القوانين التي تجلد المعارض السياسي..هكذا حال أجيال ( الضرب ينفعهم)، ولكن أكثر الناس لا يتعظون..بل يجتهدون في تحوير الحديث النبوي : ( مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعا واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا)، لتأصيل الجلد ..ولو تأملوا الحديث الشريف بعقولهم، لوجدوا أن فترة الحوار ما بين الأم والأب وطفلهما حول الصلاة مقدارها ( ثلاث سنوات)، وبمعدل خمس مرات يوميا.. فأي عقل راشد هذا الذي يعجز - ثلاث سنوات - عن ترغيب عقل برئ بالصلاة ؟.. المهم، أبعدوا كل مظاهر العنف عند المدارس.. وليست من سلامة التربية والتعليم أن يكون وزير التربية و التعليم - شخصيا - حامياً لحمى العنف، بمثل هذا ( التدخل الجائر)..!!
أحدث المقالات
- وما زال التركي الحاقد –الطيب مصطفى يتطاول على الجنوب وبأقان أموم..بقلم عبدالغني بريش فيوف 07-11-15, 07:03 AM, عبدالغني بريش فيوف
- من نفحات العشر الأواخرفي رمضان بقلم نورالدين مدني 07-11-15, 06:43 AM, نور الدين مدني
- التركة التى ورثها عبدالرحيم محمد حسين!! بقلم حيدر احمد خيرالله 07-11-15, 06:40 AM, حيدر احمد خيرالله
- نكتة جديدة لنج (كوز تحت التمرين)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 07-11-15, 06:37 AM, فيصل الدابي المحامي
- سياط القاضي أمين حسين أقرين: قاض في النار بقلم عبد الله علي إبراهيم 07-11-15, 06:35 AM, عبدالله علي إبراهيم
- الرئيس البشير والشوط الإضافي الأخير بقلم بهاء جميل 07-11-15, 06:24 AM, بهاء جميل
- قطاع طرق في قلب الخرطوم !!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 07-10-15, 10:55 PM, فيصل الدابي المحامي
- وزير الكهرباء يفسر الخطأ بالخطأ!!. بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 07-10-15, 10:50 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- مياه – كهرباء –خريف- مواطن– رساله الى الوالى بقلم عمر عثمان-Omer Gibreal 07-10-15, 10:45 PM, عمر عثمان-Omer Gibreal
- اليقين بقلم الطيب مصطفى 07-10-15, 10:41 PM, الطيب مصطفى
|
|
|
|
|
|