تجربة للديموقراطية الحزبية في السودان تستحق الإشادة بقلم د. عمر بادي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 09:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2018, 03:39 PM

د. عمر بادي
<aد. عمر بادي
تاريخ التسجيل: 03-18-2015
مجموع المشاركات: 153

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تجربة للديموقراطية الحزبية في السودان تستحق الإشادة بقلم د. عمر بادي

    03:39 PM August, 06 2018

    سودانيز اون لاين
    د. عمر بادي-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر


    [email protected]

    عمود : محور اللقيا
    لقد تمت دعوتي لندوة أقيمت في دار حزب المؤتمر السوداني في الأسبوع المنصرم و كانت عبارة عن مناظرة قبيل التصويت الداخلي بين ثلاثة من المرشحين من أعضاء الحزب المتنافسين لملأ منصب رئيس الحزب في ولاية الخرطوم الذي صار شاغرا بعد إنتهاء دورة شاغره بناء علي لوائح الحزب الداخلية , و علمت أن هذا الإجراء متبع عند الترشح لمناصب الحزب ! كان لحزب المؤتمر السوداني قصب السبق في تطبيق الديموقراطية الحزبية الداخلية عندما إستقال رئيسه و مؤسسه الأستاذ إبراهيم الشيخ من رئاسة الحزب بعد أن قضى مدته المقررة في دورتين في رئاسته بناءً علي لوائح الحزب و لم يوافق للترشح لرئاسة المجلس المركزي بل رضى أن يكون مجرد عضو من ضمن تسعين عضوا في المجلس المركزي للحزب . هذا التصرف غير المسبوق بين الأحزاب السودانية الشهيرة ب ( كنكشة ) رؤسائها في كراسي الرئاسة لمدد لا تعرف المؤسسية , أرى أن الأستاذة أسماء محمود محمد طه قد نأت عنه و سارت علي خطى الأستاذ إبراهيم الشيخ فأعلنت في الشهر الماضي تنازلها عن رئاسة الحزب الجمهوري الإسلامي بعد أن قضت فترتها المقررة فيه .
    لقد كانت الندوة – المناظرة عبارة عن تطبيق عملي للديموقراطية داخل الأحزاب و قد أذهلني أن أجد ما وجدت من جو ديموقراطي حر بلا وصاية فيه و لا تدخل من قيادة الحزب أو من خارجه , و كل ذلك يحدث في حزب من أحزاب السودان و من أحزاب العالم الثالث ! لقد تذكرت المناظرات الحزبية الداخلية التي كانت في عام 2008 بين السيناتور باراك أوباما و السيناتور هيلاري كلينتون في أروقة الحزب الديموقراطي الأمريكي لإختيار ممثل للحزب في الإنتخابات الأمريكية .
    كانت الفرص متاحة لكل مرشح من المرشحين الثلاثة أن يتكلم في زمن محدد عن مواضيع تقوم بتقديمها شخصية إعتبارية تلتزم بالحياد التام بين المتنافسين و تشمل تلك المواضيع تعريف كل مرشح بنفسه و بسيرته الذاتية ثم عرضه لبرنامجه الذي ينوي تطبيقه ثم رأيه في قضايا الولاية الآنية و رأيه في حل الضائقة الإقتصادية و في قضايا النازحين و الأجانب ثم رؤيته المستقبلية للعاصمة القومية , و بعد ذلك أتيحت الفرصة لأسئلة الحضور و الإجابة عليها من المرشحين . الأمر الملفت أن غالبية الحضور كانوا من الشباب و لم يكونوا كلهم من أعضاء الحزب و أن فناء دار الحزب قد إكتظ و لم يكن كافِ لإستيعاب أعداد أكبر و لكن فإن قوانين الدولة لا تسمح بعقد الندوات السياسية الحزبية في الميادين خارج دور الأحزاب .
    إذا قارنت هذا التطبيق الديموقراطي من حزب المؤتمر السوداني مع ما جبلت عليه الأحزاب السودانية لوجدت أنها بعيدة كل البعد عن الديموقراطية الحزبية و أن القرار فيها في يد رئيس الحزب سواء كان قرارا مباشرا أم كان مغلفا بموافقة المجالس الحزبية . لنأخذ الأحزاب التي كانت كبيرة في آخر إنتخابات حرة في فترة الديموقراطية الثالثة قبل قرابة الثلاثين عاما مضت و التي أوقن أنها لن تكون كبيرة مرة اخرى إذا ما قامت إنتخابات حرة في جو ديموقراطي , فقد إزدادت درجة الوعي بين المواطنين و لم يعد الشباب مقيدا بها . الأحزاب الكبيرة التي كانت هي حزبا الأمة و الإتحادي الديموقراطي و أعقبتهما الجبهة القومية الإسلامية و قد جمع بينهم إستغلالهم للقداسة في السياسة , فالسيد إمام الأنصارالصادق حفيد الإمام المهدي هو رئيس حزب الأمة و السيد محمد عثمان زعيم طائفة الختمية التي ورثها هو رئيس الحزب الإتحادي الديموقراطي و الزعيم الإسلامي الترابي قد إستغل امر الدين في حزبه الجبهة القومية الإسلامية حتى يمكن حزبه و أعضاء حزبه من مفاصل السلطة , و كلهم ظلوا في رئاسة أحزابهم لمدد تمتد مدى الحياة و كأن أحزابهم تخلو من المؤسسية و من الديموقراطية الحزبية الداخلية .
    الشئ الملفت أن حزب الوطني الإتحادي الذي كان يرأسه السيد إسماعيل الأزهري قبل ان يندمج مع حزب الشعب الديموقراطي الذي يراسه الشيخ علي عبد الرحمن كان ينادي بشعار ( لا قداسة في السياسة ) و لكن بعد أن تم الدمج في عام 1967 بوساطة العاهل السعودي الملك فيصل عندما كان في الخرطوم لحضور مؤتمر القمة العربي المعروف بمؤتمر اللاءات الثلاث فتكون الحزب تحت مسمى الحزب الإتحادي الديموقراطي , و قد حاول أزهري البقاء علي موقفه من القداسة و لكن بعد وفاته بعد قيام إنقلاب النميري و إعتقاله كان الشريف حسين الهندي هو الرئيس الإسمي من خارج السودان ما بين عامي 1969 و 1985 و بعد وفاته إنتقلت رئاسة الحزب إلى السيد محمد عثمان الميرغني و بذلك جمع بين صفة المرشد لطريقة الختمية و رئاسة الحزب الإتحادي الديموقراطي مع ان والده السيد علي الميرغني كان مرشدا للطريقة الختمية فقط و كان يترك إدارة حزبه للسياسيين أمثال شيخ علي عبد الرحمن و السيد أحمد السيد حمد . أما في حزب الأمة فقد كان السيد إبراهيم الأمين نائبا لرئيس الحزب منتخبا و لكن لإختلاف سياسي بينه و بين السيد الصادق رئيس الحزب قام الأخير بإبعاده عن طريق المؤسسة الحزبية . في الأحزاب الثورية يتم تطبيق الديموقراطية المركزية كأساس للعلاقات داخل تلك الأحزاب التي تتوخى السرعة في إتخاذ القرار من هيئة القيادة أو من القائد رأسا في صرامة تضمن الإلتزام به و تطبيقه من عضوية الحزب , و فيها يكون التصعيد الحزبي بالتعيين بناء علي تقارير المسؤولين الحزبيين .
    إنني أرى أنه من الواجب الإشادة بتجربة الديموقراطية الحزبية المتفردة في داخل حزب المؤتمر السوداني و إبرازها إعلاميا حتى تصبح مثالا يحتذى و هدىً في طريق التحول الديموقراطي الشائك و المرتقب , مع التركيز على دور الشباب ( كتيبة الصدام الأولى ) الذي ينشد التجديد الديموقراطي و ينبذ الإستغلال الحزبي الطائفي .
    أخيرا أكرر و أقول : إن الحل لكل مشاكل السودان السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية يكون في العودة إلى مكون السودان القديم وهو التعايش السلمي بين العروبة و الأفريقانية و التمازج بينهما في سبيل تنمية الموارد و العيش سويا دون إكراه أو تعالٍ أو عنصرية . قبل ألف عام كانت في السودان ثلاث ممالك أفريقية في قمة التحضر , و طيلة ألف عام توافد المهاجرون العرب إلى الأراضي السودانية ناشرين رسالتهم الإسلامية و متمسكين بأنبل القيم , فكان الإحترام المتبادل هو ديدن التعامل بين العنصرين العربي و الأفريقاني مما أدى لتمازجهم و كان نتاجه نحن , و أضحت هويتنا هي السودانوية . إن العودة إلى رحاب المكون السودانوي العربي الأفريقي اللاعنصري تتطلب تغييرا جذريا في المفاهيم و في الرؤى المستحدثة و في الوجوه الكالحة التي ملها الناس !

























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de