|
بين الظالم والمظلوم بقلم / ماهر إبراهيم جعوان
|
بين الظالم والمظلوم بقلم / ماهر إبراهيم جعوان يا بن آدم إياك والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة وليأتين أناس يوم القيامة بحسنات كأمثال الجبال فما يزال يؤخذ منهم حتى يبقى الواحد منهم مفلسا ثم يسحب إلي النار قال صلى الله عليه وسلم (أتدرون ما المفلِسُ ؟ قالوا : المفلِسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ. فقال: إنَّ المفلسَ من أمَّتي ، يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مالَ هذا ، وسفك دمَ هذا ، وضرب هذا . فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه . فإن فَنِيَتْ حسناته ، قبل أن يقضيَ ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطُرِحت عليه. ثمَّ طُرِح في النَّارِ) مسلم ولقد رهبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الظلم فقال ( اتَّقوا الظُّلمَ . فإنَّ الظُّلمَ ظلماتٌ يومَ القيامةِ ) مسلم وقال أيضا (إيَّاكم والظُّلمَ فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ وإيَّاكم والفُحشَ فإنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفُحشَ ولا التَّفحُّشَ وإيَّاكم والشُّحَّ فإنَّما أهلَك مَن كان قبْلَكم الشُّحُّ أمَرهم بالقطيعةِ فقطَعوا أرحامَهم وأمَرهم بالفجورِ ففجَروا وأمَرهم بالبخلِ فبخِلوا ) فقال رجُلٌ: يا رسولَ اللهِ وأيُّ الإسلامِ أفضلُ ؟ قال: ( أنْ يسلَمَ المسلِمونَ مِن لسانِك ويدِك ( صحيح بن حبان وفي الحديث القدسي (يا عبادي ! إني قد حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي ، وجعلتُه محرَّمًا بينكم فلا تظَالموا) البخاري وشدد صلى الله عليه وسلم علي أن دعوة المظلوم مستجابة ولو بعد حين فقال (اتقوا دعوة المظلوم، وإن كان كافرا، فإنه ليس دونها حجاب) صحيح الجامع الصغير (اتَّقوا دعوةَ المظلومِ فإنَّها تصعدُ إلى السَّماءِ كأنَّها شرارةٌ) حسن (اتَّقُوا دَعْوَةَ المَظْلومِ فإنَّها تُحْمَلُ على الغَمامِ . يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : وعزَّتي وجَلالِي لَأنْصُرَنَّكِ ولَوْ بعدَ حِينٍ) صحيح فلا يغرنك تقلب الذين ظلموا في البلاد علوا وتكبرا وإفسادا ولا يغرنك حلم الله على الظالم فإنه يمهل ولا يهمل حتى إذا أخذه لم يفلته فإن الأحوال بيد الله ومقاليد الأمور له جل وعلا إذا أراد شيئا قال له كن فيكون وليراجع كل منا نفسه لأن الظلم ربما يكون بكلمة أو نظرة أو ظن سئ أو مجاملة باطلة أو خذلان للحق وأهله أو دناوة نفس أو ركون إلي ظالم أو خوف من غير الله أو شهادة زور أو حكم باطل جائر أو إذاء في النفس أو العرض أو المال أو العافية أو تقييد حرية أو شماتة في مؤمن أو سعادة في معصية أو علوا لباطل أو قسوة في غير موضعها أو حجة باطلة وتدليس في المواقف والآراء وتحكم الأهواء قال صلى الله عليه وسلم (إنكم تختصمونَ إليّ . ولعلّ بعضكُم أن يكونَ ألحنَ بحجتهِ من بعضٍ . فأقْضِي له على نحو مما أسْمَعُ منهُ . فمن قَطعتُ له من حقِّ أخيهِ شيئا ، فلا يأخذهُ . فإنما أقطعُ لهُ بهِ قطعةً من النارِ ( مسلم أو سفك الدم الحرام أو تمثيل بشخص حيا أو ميتا أو إخفاء حقيقة أو نشر كذب أو إشاعة أو جدال في باطل أو قلب للحقيقة وأعلم أن الله محيط بالعباد (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ and#1754; إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَand#1648;ئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) (الإسراء 36 ) ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) (غافر 19( يقول جان جاك روسو (حين أرى الظلم في هذا العالم, أسلي نفسي بالتفكير في أن هناك جهنم تنتظر الظالمين) حينها تنتهي وتنزول السطوة والقوة والجبروت والفرعنة ويتحول المشهد للخوف الشديد والرعب البالغ المهول تنخلع فيه القلوب ولا تغمض فيه العيون ولا تطرف لهم أبصار وتنكس فيه الرؤوس ذليلي الحال بين يدي العزيز القهار (وَلآَ تَحْسَپَنَّ آللّهَ غَآفِلآً عَمَّآ يَعْمَلُ آلظَّآلِمُونَ إِنَّمَآ يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ آلأَپْصَآرُ ،مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لآَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآء) (إپرآهيم : 42) (فَقُطِعَ دَآپِرُ آلْقَوْمِ آلَّذِينَ ظَلَمُوآْ وَآلْحَمْدُ لِلّهِ رَپِّ آلْعَآلَمِينَ ) (آلأنعآم : 45) قال أبو العتاهية: ستعلم يا ظلـــوم إذا التقينــــــا *** غداً عند الإله من الظلـــــوم أما والله إنَّ الـظُّـلـــــم شــــؤمٌ *** وما زال المسيء هو الظَّلوم إلى دياَّن يــــوم الدّين نمضـي *** وعند الله تجتمع الخـصــــوم ستعلم في الحساب إذا التقينـا *** غداً عند الإله من المـلــــــوم
|
|
|
|
|
|