|
بهنس مات ..الحقو.. الحيين بقلم خليل محمد سليمان
|
اولاً : لم اكن اعرف بهنس من قبل او حتي لم اسمع به في يوم من الايام، رأيته وتعاملت معه كأي سوداني مصاب بمرض نفسي او صاحب حاجة، وامثاله كثر، وكنت جالس في احد المقاهي اخبرني احد الاصدقا عند مرور بهنس بأن هذا الرجل فنان تشكيلي وكاتب واديب وحكى لي عنه الكثير. ثانياً : مبادرة ادخال بهنس لمستشفي العباسية كانت من قبل الاخ الكريم عبد المنعم سليمان (بيجو) ولم تكلل بالنجاح نسبة لطلب المستشفي حضور احد اقربائه من الدرجة الاولي. وبعد ان فشلت هذه المحاولة تقابلت مع الاخ عبد المنعم وبحضور الاخ سليمان سري وتحدثنا كثيراً وهذا قبل ستة اشهر وتم ابلاغ بعض المقربين منه واوصلوا رسالة لاهله في السودان بالمطلوب. ثالثاً : فكرت في عمل حملة في الاعلام لنضع اي انسان امام مسؤلياته تجاه هذا الرجل، واتفقت مع الاخ منعم باني سأصوره لأني الاقيه يومياً في (العتبة) المطعم السوداني، كنت مصر اني اصوره في الحالة التي هو عليها، وفعلاً قمت بتصويره وارسلت الصور الي الاخ منعم في نفس اليوم، ومنها اول صورة نعيته بها، وللامانة الاخ منعم كان يتحدث في هذا الامر وهو خارج مصر. وآخر حديث دار بيني وبينه قبل وفاته باسبوعين، يعني قبل وفاته بقليل . ولكن القدر لم يمهلنا وكان به رحيماً .وذكر لي منعم بأنه سياتي الي القاهرة قريباً. رابعا : قبل ان نعلم بوقاته اتصلت بالاخ عثمان النصيح لاسأله عنه لانه قريب من الفنانيين وقال لي سأسأل عنه وسأرجع لك ولم يرجع لي الا بعد ان اتصلت به بعد خمسة ايام وقلت له بهنس توفى، والاخ عثمان يسكن في مدينة السادس من اكتوبر. خامساً : لم اكن صديق لبهنسي كما ذكرت بعض وسائل الاعلام، هو اخ سوداني لم التقي به الا وهو في هذه الحالة التي مات عليها، ولو كان صديق بمعني ما نعرفه عن الصداقة، فأنا ابن المؤسسة العسكرية وافتخر فأعرف معنى الوفاء والرجولة حتي مع من لا يستحق. لا نريد ان نتحدث عن اي عمل او لا نريد ان نبني بطولات، البطولات ميدانها ليس هنا نعرف تماماً ميادينها ودروبها بين الرجال والابطال والنساء العفيفات المصونات. ارجو من الجميع الترفع عن توافه الامور وان نسمو لاننا في تحدي لبنا وطن كبير ومتعدد ليسع الجميع حتي لا يسقط من بين ايدينا بهنساً عزيزاً، باهمالنا واخطائنا التي ستقتلنا جميعاً كالحمقى. اخيراً ما جعلني اكتب حقيقة وفاة بهنس اراد اصحاب الاقلام الخميرة؛ بان يسيروا بقضية بهنس في اتجاه شبهة جنائية، لحاجة في نفسهم لا اعلمها ولكن وقفت علي الحقيقة بنفسي وشاهدت الجثمان حتي وضع في الصندوق ليشيع لمثواه الاخير. انا لله وانا اليه راجعون...كلنا اخطأنا في حق بهنس بالتقاعس والتأخير والاهمال. فالبكاء لا يجدي، فامثال بهنس كثيرون بيننا ومجتمعنا يحتاج لوقفة جادة ومسؤلة بعيداً عن المهاترات والحسابات الضيقة...وبهنس مات الحقوا الحيين... خليل محمد سليمان
|
|
|
|
|
|