|
بطاقة من لا بطاقة لها ..!! بقلم الطاهر ساتي
|
إليكم ..... الطاهر ساتي
:: أكثر من خمسمائة هم الذين يجلسون حالياً لامتحان السجل ليصبحوا (كماً آخر) في قائمة الصحفيين التي كثافتها تتجاوز (5000).. من يجلسون للامتحان، بعضهم إن لم يتجاوز (سن المعاش)، قاب قوسين أو أدنى من التجاوز.. والسواد الأعظم منهم يمتهنون مهناً أخرى لا علاقة لها بالصحافة غير الاطلاع والمتابعة لمعرفة موعد (امتحان السجل).. والقليل جداً من كتائب الجالسين لامتحان السجل إما تخرجوا في كليات الإعلام أو من الشباب الراغب في احتراف المهنة، وهؤلاء -للأسف- يعدون على أصابع اليد.. وهكذا حال القائمة الصحفية في بلادنا، سنوياً -وأحياناً مرتين في السنة- يتعرض لهذا النوع من (غزو أجنبي)..!! :: يغزونها ولا يحترفونها، بل فيهم من لا يكتب سطراً ولو صحيفة حائطية.. واليوم لو خيرت أصحاب المهنة الأخرى الذين يحملون بطاقة الصحافة ما بين احتراف الصحافة أو مهنهم، لما اختاروا غير مهنهم.. هم يعلمون بأن الصحافة مهنة نكد وشقاء ومتاعب لمن يحترفها بـ (صدق ونزاهة)، ويعلمون بأنها مهنة محفوفة بالمخاطر والمحاكم لمن يحترفها بـ (نزاهة ومصداقية)، ومع ذلك يتكالبون إلى بطاقتها ليتكسبوا بها (مادياً واجتماعياً)، لا ليحترفوا بها كـ (قضية ورسالة)، وأعني أرباب المعاش والرافضين للتفرغ..!! :: وما يُزعج الزملاء القابضين على (جمر المهنة)، هو أنهم يجدون في صفوف الاقتراع بدار الاتحاد يوم انتخاب اتحادهم المهني (العساكر) و(العُمال) و(الموظفين) وأرباب المعاش وغيرهم، أي لكل مهنة على وجه الأرض تمثيل نوعي وكيفي في هذا اليوم حتى ينتابنا الإحساس بأن صفوف الاقتراع هي لاختيار رئيس الجمهورية أو نائب برلماني، وليس (اتحاد مهني).. وكذلك الحال يوم التقديم لبيوت الصحفيين وغيرها من الخدمات، وتقريباً هذه غاية من الغايات العظمى التي تعرض المهنة لهذا (الغزو الأجنبي).. والشاهد أن ما يسمونها بمدينة الصحفيين بالوادي الأخضر بالخرطوم بحري والحارة مائة بأم درمان هي -على أرض الواقع- مدينة العساكر والمحامين والعمال والموظفين و (من لا مهنة له)..!! :: المهم.. نعم تعريف الصحافة -والصحفي- تجاوز ضيق الورق إلى سعة كل وسائل الإعلام بما فيها الإلكترونية، وليس من العقل ولا العدل ألا نواكب ونؤمن ونعمل بهذا التعريف الشامل الذي يفتح باب عضوية اتحاد الصحفيين لمن يعملون في كل وسائل الإعلام بمن فيهم (المدونون)، أي أصحاب المواقع الإلكترونية.. ومع ذلك، ليس هناك ما يمنع تنقيح العضوية من غير المتفرغين لمهنة الصحافة الورقية عبر جمعية داخل الاتحاد، أو كما تجربة الصيادلة.. اتحاد الصيادلة يشمل كل الصيادلة، ولكن عضوية الجمعية الصيدلانية التابعة للاتحاد خاصة فقط للمتفرغين لمهنة الصيدلة عبر (الصيدليات)، وبهذا التنظيم نجحوا في توزيع الخدمات وفرص التدريب والتأهيل لمن يستحقونها، أي لمن تفرغوا للمهنة.. ولو نقل اتحاد الصحفيين تجربة اتحاد الصيادلة ونفذها بالتنسيق مع المؤسسات الصحفية، فلن يجلس لامتحان السجل الصحفي غير الراغبين في احتراف المهنة وليس كل الحشد المراد به فقط رسوم السجل والبطاقة والتصويت لقائمة المؤتمر الوطني مقابل (الوادي الأخضر) و (الحارة 100)..!!
|
|
|
|
|
|