|
بضاعتنا ردت الينا...(فول سوداني)..!!/خليل محمد سليمان
|
عندما يحكم الجهل والضلال ويسيطرا علي العقول ويسلبا الارادة ويغسلا الادمغة وتغيب الحقيقة والوعي، تكون النتيجة دمار وخراب. في منتصف التسعينات من القرن الماضي عملت ضمن كتيبة في احد المتحركات في جنوب النيل الازرق ضمن كتيبتين، الاولي تسمي مستبشرون والاخرى سائحون، ونحن (مستنكحون)..كانوا يصفونن كتيبتنا بهذا الاسم، وكان شعارنا رمز العزة والكرامة صقر الجديان، وكانت شاراتهم الحمراء والخضراء، قائد المتحرك هو العميد امن ابوفاطمة رئيس شعبة العمليات بالامن العام في ذلك الوقت، من ابرز المجاهدين المهندس الصافي جعفر والاستاذ احمد ابراهيم الطاهر، سمي المتحرك بسيد الشهداء، بعدته وعتاده لم تكن له اي وجهة ولم نكن نعرف وجهته الي هذه اللحظة ، وقوام المتحرك من المجاهدين صغار السن من طلبة الثانويات وذلك قبل بدعة عزة السودان. كنا في خصام دائم ومناكفات علي مدار الساعة مع الجميع بمن فيهم ضباط السائحون؛ والمستبشرون؛ ونحن ضباط الجيش وكان عددنا اربعة ، وسط كم هائل من الضباط لا نعرفهم حسب العرف العسكري في الجيش، كنا بالنسبة لهم غرباء في وطن لم نكن من ابنائه بل نمثل حسب نظرتهم مرتزقة نتعاطى اجراً مقابل خدماتنا في صفوف الجيش، فهم باعوا النفس وتاجروا مع رب العباد الذي شرع الجهاد، فمكنهم في الارض وجعلهم اوصياء علينا جميعاً. فكانوا يجمعون الغلمان في الليل البهيم حول خيمة الصافي جعفر واحمد ابراهيم الطاهر وينشدون ويتغنون ويمرحون ويتمايلون..!! ويتسامرون في سياحة جهادية كما يرون، لأن النفس اذا كلت عميت..!! دخلنا الي معسكر معد للخدمات الطبية بالقرب من ميوم ولم نجد به احد ووجدنا عدد من مخازن الادوية والاغزية، والطريف انه كانت توجد كمية من الفول السوداني (المدمس)، ومعبأ في اكياس بطريقة جميلة مستورد من الخارج، واضح من العبوة، فسمعنا اصواتاُ عالية وهرج ومرج والكل يردد..هذه بضاعتنا ردت الينا.. وبطريقة هستيرية وكان يتوسط الجمع المهندس الصافي جعفر، واحمد ابراهيم الطاهر ويوزعون هذه البضاعة علي المجاهدون ..والمستبشرون حتي حصلت حالات اغماء للبعض من شدة الفرح والتدافع بالهتاف والتهليلات والتكبيرات والظفر ببضاعتنا (فول الحاجات )..!! وجاء اللواء المبجل محمد عبد الشافي، لاداء فروض الولاء والطاعة ليتفقد المتحرك، اظنه اول مرة يفعلها وآخرها، فأمره احمد ابراهيم الطاهر بأن يأمر ضباط الجيش ان يقودوا قطيع من الابقار يبلغ قوامه 5000خمسة الف رأس، الي الدمازين، وهذا القطيع كان لمواطنين فروا وتركوا بضاعتهم..!! لينجوا بأنفسهم، فأمرنا السيد اللواء بأن نقود هذا القطيع (الغنيمة)، فرفضنا الامر جملة وتفصيلاً، فوصفونا بالعمالة والخيانة و(تحت تحت ) بالردة لأن الغنيمة مقدسة في الجهاد..!!وكل ذلك لأننا لا نجيد قيادة قطعان الابقار وسرقتها، التي لم تصادفنا في اي دراسة بالكليات اوالمعاهد العسكرية... هؤلاء سارقون وضالون وكاذبون وان تعلقوا بجدران الكعبة، يجب كنسهم عن آخرهم حتي يتطهر الوطن من دنسهم وعهرهم و فسادهم. بضاعتهم سترد اليهم حسرات والماً في ما فعلوه بوطن وشعب عاش متسامحاً في احلك الظروف، فرقوا صفوفه بالعنصرية والجهوية وضربوا نسيجه الاجتماعي واشاعوا الفساد والجهل ومكنوا المرض والفقر وجعلوا للمحسوبية سلطان. بضاعتهم الفاسدة والخاسرة ردت اليهم بحرب ستهلكهم جميعاً، مكنوا الجنجويد والمليشيات لضرب الامة وحربها في ابشع الصور، هاهي بضاعتهم وجنجويدهم ردت اليهم... انكشف ضلال هؤلاء وتبين سوء نيتهم فيجب علي كل الشعب السوداني ان يتحمل حماية نفسه، وعلي الجميع تشكيل لجان حماية في المدن والقرى والفرقان، للتصدي للجنجويد، والمرتزقة، وعصابات الامن والمليشيات، وسفهاء الانقاذ والضرب بيد من حديد. الآن المعركة علي ابواب الجميع فانتظار الحماية والعون من البعيد الذي لم يأتي بعد هي ضرب من ضروب الهلاك، علي الشباب ان يتسلح ويجمع الصفوف ولو اجتمع الجميع تحت راية واحدة سيدحر كل معتدي او جنجويدي او كاهن من كهنة نظام الابادة الجماعية. توحدوا تحت راية واحدة ترفرف فوق سماء وطن واحد ..السودان.. للحديث بقية خليل محمد سليمان
|
|
|
|
|
|