|
اية الله بوتن يراهن على حصان خاسر بقلم د. حسن طوالبه
|
04:38 AM Oct, 07 2015 سودانيز اون لاين حسن طوالبه-الاردن مكتبتى فى سودانيزاونلاين
منذ اواسط القرن الماضي مال العرب الى الاتحاد السوفيتي السابق لانه وقف بالند للولايات المتحدة راعية الاستكبار العالمي , وتعزز ذاك الموقف اثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 , ومعاونة مصر على بناء السد العالي . رغم ان ما فعله الاتحاد السوفيتي السابق كان يقع في اطار الحرب الباردة بين القطبين الدوليين انذاك , اللذين تقاسما السلطة العالمية , حتى انتهت في اوائل تسعينات القرن الماضي عقب انهيار الاتحاد السوفيتي وتفتته . وظل الموقف العربي مؤيدا لروسيا الصاعدة لاحداث الموازنة مع الولايات المتحدة والغرب بعامه , وعلى امل ان تصبح روسيا حليفا للعرب وتنتصر لقضاياهم . ومع مرور الزمن غلبت روسيا ( بوتن ) مصالحها على اي اعتبار اخر , ولم يعد للاخلاق او المبادئ اية قيمة في السياسة الروسية . وعلى هذا الاساس تتصرف في علاقاتها مع الدول . ولا يخفى على احد حرص بوتن ان ينهض بروسيا لتصبح قطبا دوليا يسهم في صنع السياسة الدولية , ويحقق مصالح لروسيا في العالم . يعتقد بوتن ان الغرب خدعوه عندما وافق على قرار مجلس الامن الخاص يليبيا , والذي تحول من حماية الشعب الليبي الى اسقاط حكم العقيد معمر القذافي , وعليه فانه اليوم يقف بالضد من توجهات الولايات المتحدة والغرب بعامة من المسأ لة السوريه , ويرى ان بقاء بشار الاسد ضمان لوحدة سوريا , وان البديل سيكون المنظمات الارهابية , ولم يأخذ بعين الاعتبار ان الاسد لا يختلف عن المنظمات الارهابية , ولا يختلف عن نظام ملالي ايران الذي اخترع وسائل للارهاب وصار مصدرا للارهاب الى الى دول المنطقة والى العالم , والشواهد كثيرة . روسيا بوتن تقف اليوم الى جانب الاهابيين والطائفيين والعنصريين , في ايران وسوريا والعراق وتشكل قيادة ميدانية اسخباراتية مع هذه الدول الطائفية لمحاربة فصائل الثورة السورية التي تطالب بالحرية والعيش الكريم والمساواة بين مكونات الشعب السوري . ووصل بالمسؤولين الروس ان يتكلموا باللغة الطائفية فهذا لافروف وزير خارجية روسيا يصرح بعدم موافقة روسيا على قيام حكم سني في سوريا , بل يريد ان يبقي بشار الاسد الطائفي بامتياز , حيث سلم مقدرات سوريه الى ايران الملالي والى صنيعته حزب الله اللبناني . لم يكتفي بوتن بموقف التحالف مع بشار الاسد بل زوده بكل ممكنات القوة العسكرية لضرب شعبه وقواه المناضلة , وزاد على ذلك بارسال قواته الجوية الى مطار اللاذقية اضافة الى تواجده في قاعدة طرطوس من قبل , وقام الطيارون الروس بالضربات الجوية ضد مواقع الجيش الحر المحسوب على الاعتدال الذي سبق لروسيا ان تفاوضت مع قيادته المدنية لاجراء محادثات للتوصل الى حل للمسألة السورية , ويقول صراحة ان الاهداف التي قصفتها الطائرات الروسية تمت بالتنسيق مع نظام الاسد , اي ضرب المناطق التي يحتاج النظام ضربها في محافظات حمص وحماه واللاذقية وحلب , في حين كان الروس يتحدثون عن نيتهم اقامة تحالف لضرب تنظيم داعش . ولم تخفي روسيا نواياها في السر والعلن انها تعمل من اجل بقاء الاسد , ومن اجل تقوية موقعه التفاوضي المقبل لابد ان يحقق انتصارات على المعارضة فوق الارض , وعليه فان الطائرات الروسية تستبق الهجوم الارضي المزمع تنفيذه قريبا لاستعادة ادلب وبعض المناطق في حلب وحماه , ولاسيما بعد وصول اعداد من القوات الايرانية من الحرس الثوري وقوات القدس الارهابية وحزب الله اللبناني ومليشيات العراق الطائفية . بوتن اليوم يقف ضد ارادة دول الغرب , وضد فصائل المعارضة السورية , وضد العرب الذين وقفوا ضد ارهاب الاسد بحق شعب سوريه , حيث قتل اكثر من 300 الف مواطن جلهم من الاطفال والنساء , وهجر ملايين السوريين في دول الجوار ودول العالم . ودمر البنية التحتية في سوريه . واضاع نصف اراضي سوريه , واعطى فرصة لكل الارهابيين ان يأتوا الى سوريه . وبالمقابل يتحالف مع ايران الملالي الطائفيين بامتياز , ومع الاسد ربيب الملالي , ومع النظام الطائفي في العراق صنيعة امريكا وايران الطائفية . كل هذا بدعوى محاربة داعش , وبهذا الفعل سوف يدفع الشباب المسلم للالتحاق بداعش , كما حصل في حالة افغانستان في عقد ثمانينات القرن الماضي من استقطاب الشباب المسلم نحو القاعده . كما ان فعل بوتن لن يسلم روسيا من خطر الارهاب ضد نظامه في المستقبل . لقد استغل بوتن تراخي الولايات المتحدة في دعمها للمعارضة السورية , بحيث لم تزودها بالاسلحة النوعية وخاصة المضادة للطائرات , بدعوى الخوف من ان تصل هذه الاسلحة الى الارهابيين مثل داعش . وهذه الحالة تشبه الى حد ما الحالة التي رافقت انهيار الاتحاد السوفيتي , حيث استغلت الولايات المتحدة تخبط غورباتشوف انذاك وشنت الحرب على العراق , ولم يستطع الاتحاد السوفيتي ان ينفذ ما تم الاتفاق عليه بشأن وقف اطلاق النار . بوتن له حساباته المصلحية في سوريه ومن خلالها في المنطقه , ويريد احراز نقاط لصالحه يفاوض عليها في المسألة الاوكرانية . ولذلك لم يتورع عن التحالف مع قوى ظلامية رجعية طائفية مكروهة من ملايين الناس سواء في ايران او العراق اوسوريه او لبنان , فهذه القوى انفضحت اوراقها الطائفية وباتت الحرب مكشوفة بالكامل , وحتى لو نجح في بعض المفاصل الحركية , فانه لن ينجح في المدى البعيد , وسوف يخسر اقتصاديا وسياسيا وشعبيا . وسوف يخسر الملالي في ايران , لان الشعوب عرفت طريقها , واتضح لها فساد هذه الانظمة ومدى ارهابها وحتمية زوالها.
أحدث المقالات
- مشروع سكن فئوى الخوجلاب نصب وأحتيال حكومى 10-06-15, 05:30 PM, عصام جزولي
- (3 )القبلية و العنصرية في تعيين الأساتذة و الموظفين بجامعة الجنينة 10-06-15, 05:28 PM, د. عمر يس
- مصلحة شعب جبال النوبة هى العاليا ... وليست مصلحة ياسر عرمان وعبد العزيز الحلو ومالك عقار 10-06-15, 05:27 PM, سليم عبد الرحمن دكين
- شكرا للسيد دبي لقاءك بقادة الحركات!.. ولكن ما وراء أكمة مبادرتك حول وثبة البشير ؟! 10-06-15, 05:23 PM, أحمد قارديا خميس
- جيش مصر العظيم، في اليوم العظيم ،ونصر اكتوبر بقلم سميح خلف 10-06-15, 05:19 PM, سميح خلف
- دعوة للمجرم البشير لأنشاء صفحة فيسبوك لنساله لماذا قتل شهداء سبتمبر بدم بارد؟ بقلم مهندس الفاضل سعي 10-06-15, 03:38 PM, الفاضل سعيد سنهوري
- لماذا الحزن .. لقد خرج الأهم ؟ بقلم عمر الشريف 10-06-15, 03:35 PM, عمر الشريف
- مداهمة بقلم عباس خضر 10-06-15, 03:32 PM, عباس خضر
- صفاء الدواخل بقلم الحاج خليفة جودة 10-06-15, 03:28 PM, الحاج خليفة جودة
- المنظمات الطوعية: الفساد!! بقلم حيدر احمد خيرالله 10-06-15, 03:22 PM, حيدر احمد خيرالله
- ذكرى نصر أكتوبر العظيم وحال الأمة الأليم بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 10-06-15, 03:20 PM, مصطفى يوسف اللداوي
- الورطة الايرانية في سوريا بقلم حسيب الصالحي 10-06-15, 03:19 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- عزيزي أحمد: من يصنع الإرهاب..؟ بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 10-06-15, 02:07 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- دخول.. بدون عودة!! بقلم عثمان ميرغني 10-06-15, 02:05 PM, عثمان ميرغني
- حتى لا تصبح ملهاة بقلم كمال الهِدي 10-06-15, 01:59 PM, كمال الهدي
- الاستسلام للحوار..!! بقلم عبد الباقى الظافر 10-06-15, 01:54 PM, عبدالباقي الظافر
- أما البرسيم فلا ..!! بقلم الطاهر ساتي 10-06-15, 01:51 PM, الطاهر ساتي
- المطلوب انقــلاب داخل نظـام الإنقـاذ !! 10-06-15, 06:01 AM, عمر عيسى محمد أحمد
- شهرٌ على رحيلِ رفيقةِ الدربِ والعمر – السيّدة فوزيّة عمر عبد الغني بقلم د. سلمان محمد أحمد سلمان 10-06-15, 00:05 AM, سلمان محمد أحمد سلمان
|
|
|
|
|
|