|
اليوم الوطني السوداني بقلم عثمان ميرغني
|
حديث المدينة الجمعة 23 يناير 2015
أعلنت رئاسة الجمهورية، عن حفل لتدشين القصر الجمهوري الجديد.. يوم الإثنين 25 يناير أي بعد يومين... والقصر الجديد هو مبني من أربعة طوابق داخل سور القصر الجمهوري القديم (بالتحديد في المنطقة الجنوبية الشرقية جوار متحف القصر).. ويفترض أن تنتقل رئاسة الجمهورية وبقية مكاتب القصر الجمهوري إلى القصر الجديد، ويتحول القصر الجمهوري القديم إلى متحف مفتوح للزوار طوال أيام الأسبوع.. فيتمكن الشعب السوداني من تلمس التاريخ العتيق منذ أيام الجنرال غردون.. الذي قضى نحبه في درجات القصر على أيدي قوات الإمام المهدي التي اجتاحت الخرطوم في فجر يوم 26 يناير عام 1885م . كنت تمنيت أن تعيد الدولة السودانية تقييمها لتاريخنا الوطني.. فتجعل يوم 26 يناير عطلة رسمية، تحت عنوان: (اليوم الوطني) السوداني.. مثل كل الدول التي تحتفل بيومها الوطني.. على أن يظل عيد الاستقلال في الفاتح من يناير مجرد مناسبة بروتوكولية مراسمية تحتفل بها الدولة بصورة رمزية بخطاب رئاسي كما هو الوضع الآن.. ولكن دولة عطلة رسمية.. في تقديري أننا نقلل جداً من الوزن التاريخي والوطني لما حدث في فجر 26 يناير 1885.. عندما انتزع جيش السودان القومي تحت قيادة الإمام محمد أحمد المهدي، العاصمة الخرطوم عنوة واقتداراً من يد أعتى إمبراطورية في عالم ذلك الزمان.. وليس محرج معركة واحدة.. بل حرب استمرت في سلسلة معارك بدأت من الجزيرة أبا بعشرات من الفدائيين الذين لا يحملون إلا الأسلحة البيضاء.. ثم جبال النوبة ومنها إلى الأبيض ثم حصار الخرطوم وفتحها بكل جسارة.. أمام البوارج الحربية البريطانية التي أتت لإنقاذ غردون ولم تفلح.. ربما هي مناسبة جديدة.. مناسبة افتتاح القصر الجمهوري الجديد.. تسمح للدولة بإعلان اليوم الوطني السوداني في 26 يناير من كل عام.. ولتصحيح التاريخ السوداني.. فمن العجيب أن المستعمر البريطاني عندما عاد إلى السودان ودخل عاصمتنا الوطنية – آنئذ- أم درمان.. أطلق على تلك العملية (استعادة السودان).. بينما نحن وبعد خروجه في 1956 فات علينا أن نعتبر الأمر (استعادة بلدنا).. فيظل ما فعله المهدي هو الأصل في تأسيس الدولة السودانية المعاصرة.. بدلاً من أن نختصر التاريخ ونمسح كل ما فعله المهدي، ونعتبر أن مولد دولتنا كان في صباح الأول من يناير عام 1956.. عندما رفع العلم في سارية القصر على أنغام الموسيقى وبهارج الاحتفالات البهيجة.. أتمنى أن تعلم رئاسة الجمهورية يوم 26 يناير (اليوم الوطني) السوداني.. ويصبح عطلة رسمية.. ومناسبة لاحتفالات شعبية تخلد تاريخنا العتيد..
مكتبة الطاهر ساتي
|
|
|
|
|
|