|
اليقين بقلم الطيب مصطفى
|
10:41 PM Jul, 11 2015 سودانيز اون لاين الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
هزني هذا المقال فأردت ان يشاركني القراء الكرام متعة التمعن فيه والغوص في معانيه وقد كتبه عبدالله بن احمد الحويل أثابه الله الجنة. * حــُبـّبَ إليّ من الكتب: السير والتراجم وجـُعلت قرةُ عيني في (كتب أخبار الصالحين) من سلف هذه الأمة. * فكنتُ أعجبُ _ولا ينقضي عجبي_ من تسامقِ مراتب القوم في العبادة، وتسامي درجاتهم في الإيمان، وغرائب أحوالهم في الزهد،ثم لا ألبثُ إلا أن أردد كما كان إمامُ أهل السنة أحمد بن حنبل يردد: أين نحنُ من هؤلاء!! * وطفقتُ أبحثُ جاهداً عن (مكنون) دواخلهم، و(مصون) طواياهم، و(مكتوم) ضمائرهم. * أفتشُ عن (السر) الذي حوته (خزائنُ صدورهم) فأوصلهم لهذه المقامات الرفيعة لعلّ (قلوبنا) تصلحُ بما(صلحت) به قلوبُ هؤلاء العظماء فنصلُ لبعض ما وصلوا إليه من الأحوالِ الإيمانية السامقة. * ثم مرّ بي كلامُ بكر بن عبدالله المزني عن صدِّيق هذه الأمة:(والله ماسبقهم أبوبكر بكثرةِ صلاةٍ ولا صيامٍ ولكن بشيء وقرَ في قلبه)!!، فزاد شغفي لمعرفةِ هذا (الشيء) الذي وقرَ في قلبه رضي الله عنه فـ(فاقَ) به الأمة. * ثم قرأتُ في سيرة الإمام مالك فاستوقفتني مقولةٌ للإمامِ ابن المبارك رحمه الله:مارأيتُ رجلاً ارتفع مثل مالك بن أنس ليس له كثير صلاة ولا صيام إلا أن تكون له (سريرة)!! ولما سئل رحمه الله عن إبراهيم بن أدهم فقال: له فضل في نفسه، صاحب (سرائر)!!،فزاد حرصي على استبثاث (سر) القوم والسعي في استكشاف (مكنونهم). * وبقي هذا (الهاجسُ) يمورُ في فؤادي وبينما أنا على هذا الحال إذ بي أقرأ حديثاً نبوياً كريماً طار به قلبي فرحاً وطفحتْ لأجله روحي سروراً أظهر لي ماكان خافياً، وأذاع لي ماكان كاتماً، وأبان لي ماكان مبهما.ًهل أنت مستعدٌ لمعرفة (السر) الذي سيغيّر حياتك؟؟ * يقولُ النبي صلى الله عليه وسلم: {صلح أول هذه الأمة بالزهد و(اليقين)، ويهلك آخرها بالبخل والأمل} رواه الطبراني وأحمد في الزهد وصححه الألباني. * هل أدركتَ الآن ما (الشيء) الذي وقرَ في قلب أبي بكر وما (السرُ) الذي ارتفع به أمثال مالك وإبراهيم بن أدهم والحسن البصري وأحمد بن حنبل؟؟إنه (اليقينُ) يا سادة. * اليقين الذي قال عنه العالمُ الرباني طبيب القلوب ابن القيم رحمه الله: (اليقين من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد، وفيه تفاضل العارفون، وفيه تنافس المتنافسون، وإليه شمـّر العاملون). * اليقين الذي يقول عنه ابن مسعود رضي الله عنه:(الصبرُ نصف الإيمان، واليقينُ الإيمان كله). * ياضيعةَ الأعمار في (أعمال كثيرة) أجهدنا فيها جوارحنا خلتْ من (اليقين) فقلّ نفعها، وضعف أثرها ،إنّ اليقينَ هو (روحُ) أعمالِ القلوب، وأساسُ عباداتِ البواطن. * لذا كان السلفُ يتعلمونه ويحثـــّون على تعلمه يقولُ خالد بن معدان:(تعلموا اليقين كما تتعلمون القرآن حتى تعرفوه فإني أتعلمه). * هل تريدُ من حسناتك -حتى لو قلـــّتْ- أن تكفر كبائرك وتمحو عظائمك ؟؟..إذاً تفقــــّد (يقينك) ،يقول شيخُ الإسلام ابن تيمية: (والحسنةُ الواحدةُ قد يقترن بها من الصدق واليقين مايجعلها تكفر الكبائر)،ويعلمنا أبو ذر رضي الله عنه حقيقةً مهمة:(ولمثقالُ ذرةٍ من برٍّ من صاحب تقوى ويقين = أفضل وأرجح وأعظم من أمثال الجبال عبادةً من المغترين).وينبهنا الإمام الغزالي رحمه الله إلى أن: (قليلاً من اليقين، خيرٌ من كثيرٍ من العمل). * هل دعوتَ الله كثيراً فلم ترَ بوادرَ إجابة ولم تشهدْ علاماتِ قبول ؟إذاً تفقــــّد يقينك،يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: {ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة} رواه الترمذي وحسنه الألباني. * هل أتعبتك لواعجُ الدنيا وأمضـّتْ فؤادك مصائبُ الحياة؟؟ ..إذاً تفقــــّد (يقينك)فاليقين سببٌ رئيسٌ في (تهوين) المصائب و(تخفيف) البلايا.(ومن اليقين ماتهوّن به علينا مصائب الدنيا) رواه الترمذي. * هل أضناك البحث عن (السعادة)، وأعياك العثور على (الطمأنينة)..؟!إذاً تفقــــّد (يقينك)،فاليقين من مثبتات (السعادة) في الروح، ومقويات (الطمأنينة) في القلب.ودعني أضربُ لك مثالاً يوضح لك المعنى:لو أنّ رجلاً فقيراً معدماً كثيرَ العيال هدّتْ كاهله الديون، وسال لبؤسه ماءُ العيون ،ثم أخبروه أن (عمه المغترب) في بلادٍ أوربية قد ماتَ وخلّف ثروةً طائلةً تقدر بـ(100) مليون دولار وليس له وريثٌ إلا هو ..!! لكنّ إجراءات حصر الإرث والورثة ونقل الثروة ستتأخر قليلاً ولن يستلم الثروة إلا بعد (سنة كاملة). أخبرني الآن:كيف سيعيشُ هذه السنة؟ ويحيا أيامَ هذا العام؟لا شك أنه سيكونُ مسروراً جداً، مطمئناً جداً، فرحاً جداً رغم أنه مازال بعدُ فقيراً معدماً لكنّ (يقينه) بأنه بعد سنة سيصبحُ غنياً جعل قلبه مستقراً بالسعادة ومشعـّاً بالطمأنينة.وكذلك (يقين) المؤمن بما أعدّه الله له في الجنة؛ سيجعله سعيداً مطمئناً مهما كان فقره وبلاؤه. * هل فكرتَ يوماً أن تصبح من (أئمة) الدين ومن (رموز) الإسلام ..؟!إذاً عليك ب(اليقين) لتحقيق حلمك هذا؛ فربنا يقول: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ).يقول ابن تيمية رحمه الله: بالصبر واليقين تــــُنال الإمامة في الدين. وصدق رحمه الله فالصبر يسدُّ منافذَ الشهواتواليقين يسدُّ أبوابَ الشبهات ومن أغلق هذين البابين استحقّ مرتبة (الإمامة في الدين). * هل تاقتْ نفسك لإتقان عبادة (التفكر) وإحسان مهارة (التدبر)..؟! إذاً تفقــــّد (يقينك)..فاليقين يجعلك تنتفع بآياتِ الله المقروءة، وتعتبر بآياتِ الله المنظورة. فالأولى (قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) والثانية (وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ). * اليقينُ أيها المؤمن يعينك على حسن الامتثال لأحكامِ الله؛ (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّه حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ). * وقبل ذلك وبعده: اليقين يصحّحُ توحيدك فلا توحيدَ إلا به؛ {منْ لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله (مستيقناً) بها قلبه فبشره بالجنة} رواه مسلم. * وبعدُ ياسادة:هذا هو (اليقينُ) الذي سيغيّر حياتكم ويعظم عباداتكم وتجدون به آثاراً عظيمة من القبول والاستجابة للدعاء والتوفيق والبركة والطمأنينة في القلب والنجاح في الحياة فلا شيء كاليقينِ: {فلم يؤتَ أحدٌ قط بعد (اليقين) أفضل من العافية} رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني. * فلنبادرْ لتعلمه والتفقه في معانيه والسعي لتحقيقه.
أحدث المقالات
- تبيان لبعض وجوه الخير للفوز بالجنة والعتق من النار ان شاء الله .. في العشر اﻻواخر من رمضان 07-10-15, 06:27 AM, حيدر محمد أحمد النور
- صدقني أنك لن تعدو أن تكون قرداً في عيون آخرين.. بقلم عثمان محمد حسن 07-10-15, 06:23 AM, عثمان محمد حسن
- نظام الفرعون العاري يبصق على نفسه بجلد مستور أحمد ورفاقه/بقلم:الصادق حمدين 07-10-15, 06:20 AM, الصادق حمدين
- الفرقدان وابن آوى شعر نعيم حافظ 07-10-15, 06:18 AM, نعيم حافظ
- سوري –مصري – لبناني وسوداني فريد الأطرش سينمائيا وغنائيا بقلم بدرالدين حسن علي 07-10-15, 06:16 AM, بدرالدين حسن علي
- الفساد (البينة على من ادعى).. بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 07-10-15, 06:14 AM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- طفيلية قبيلة الرزيقات من الانقاذيين ، يختطفون قبيلة الرزيقات العريقة المشهود لها بالفروسية والشجاعة 07-10-15, 06:11 AM, ابوبكر القاضى
- تائه بين القوم / الشيخ الحسين/ عطبرة الثانوية....... وود ابرهيم الإنقلابي بتاع الدبابين 07-10-15, 05:27 AM, الشيخ الحسين
- كيف ينخفض التضخم وترتفع الاسعار؟ بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 07-10-15, 05:24 AM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- همس المدينة:جنوب دارفور تفضح نفسها وتمتحن واليها الجديد! بقلم الحافظ عبدالنور مرسال 07-10-15, 05:21 AM, الحافظ عبدالنور مرسال
- يكاد الشك في المتأسلمين يعصف بالاسلام- حماه الله! بقلم عثمان محمد حسن 07-10-15, 05:17 AM, عثمان محمد حسن
- التلاقي بين قفة ملاحنا وشيخ الترابي!!بقلم حيدر احمد خيرالله 07-10-15, 05:15 AM, حيدر احمد خيرالله
- يا والي الخرطوم لو ما قادرين عليها انسحبوا وانبطحوا وارضاّ سلاح: بقلم جمال السراج 07-10-15, 05:14 AM, جمال السراج
- بيت الجالوص..!! بقلم عبدالباقي الظافر 07-10-15, 04:34 AM, عبدالباقي الظافر
- الحل (فكري).. لا (أمني)..!! بقلم عثمان ميرغني 07-10-15, 04:32 AM, عثمان ميرغني
- حكايات !! بقلم صلاح الدين عووضة 07-10-15, 04:30 AM, صلاح الدين عووضة
- بين باقان أموم وأمن السودان القومي بقلم الطيب مصطفى 07-10-15, 04:28 AM, الطيب مصطفى
- كارلوس .. الإبداع الحر ..!! بقلم الطاهر ساتي 07-10-15, 04:26 AM, الطاهر ساتي
- المسألة البيئيّة في الأديان الإبراهيميّة بقلم د. عزالدين عناية∗ 07-10-15, 04:24 AM, عزالدّين عناية
- البراغماتية العباسية وبراغماتية ابو عمار بقلم سميح خلف 07-10-15, 04:22 AM, سميح خلف
- تبرءوا منهم قبل أن يتبرءوا منكم بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان 07-10-15, 04:20 AM, ماهر إبراهيم جعوان
- المستشار مأمون رشيد يكتب : مكافحة الارهاب ,, جهد جماعي 07-10-15, 04:18 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- مستور ورفيقاه .. إذا كانتِ النفوسُ كِباراً بقلم عمر الدقير 07-10-15, 03:56 AM, عمر الدقير
- مُجتمع السودان فِى أُسْتراليا بقلم حماد سند الكرتى 07-10-15, 03:52 AM, حماد سند الكرتى
- إنكار عذاب القبر ... حديث الترابى وجدلية الروح والجسد ( 5 ) بقلم ياسر قطيه ... 07-10-15, 03:50 AM, ياسر قطيه
- حـــرية الــرأى بقلم عبدالله البشرى الجبلابى 07-10-15, 03:48 AM, عبدالله البشرى الجبلابى
- الحوار .. بالسياط ؟ القضاة اداة للتنكيل بالمعارضين ؟ السياط رسالة النظام لكل القيادات السياسية ؟ تكم 07-10-15, 03:45 AM, مقالات سودانيزاونلاين
|
|
|
|
|
|