|
النوبة ومازق ... الألة الحربية ... فى عقر دارهم بقلم سليم عبد الرحمن دكين
|
الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين لندن بريطانيا
لاندرى متى ستغادر الألة الحربية جبال النوبة الى الابد. ولاندرى ايضا متى سينعم شعب النوبة بالامن والسلام فى عقر دائره. انها الاسئلة التى تدور فى اذهان النوبة لأكثر من خمسة وعشرون عاما. ولكن هذه لا تسر قادة دولة الجنوب المسيطرين على مشيئتهم ولا تسر ايضا امراء الحرب الثلاثة عبد العزيز الحلو وياسر عرمان ووليد حامد حين سماعها. يجب ان تظل الحرب فى جبال النوبة ليستمر هذا الفارق النوعى بين شعب النوبة المحروم الذى يجب ان يكون وقودا. وبين امراء الحرب القابعين فى الفلل المفروشة والفنادق الراقية فى كمبالا ولندن وواشنطوان. بينما اطفال النوبة يتساقطوا مثل اوارق الاشجار من المرض والجوع لادواء ولا اكل. والامهات ايضا المشدوهات بحياة صعبة غير معقولة وغير مقبولة على الاطلاق. حتى الرضيع مطلوب منه هو ايضا ان يسدد الفاتورة من اجل امراء الحرب الثلاثة الذين غير ابهين بحياته وحياة اللألف مثله. فكان ما كان فاليموت من يموت ويتشرد من يتشرد وينزح من ينزح فاليبقى من يبقى لا احد يهمه بقاء النوبة الا فناءهم. هى استراتيجية تم تخطيطها من قادة دولة الجنوب ثم سلموا امر تطبيقها عمليا على ارض الواقع الى امراء الحرب كى يحققوا بها طموحاتهم ونزواتهم الشخصية. حصول امراء الحرب عل الاموال الطائلة من دولة الجنوب باسم تحرير السودان مكنتهم من المتاجرة بقضية النوبة فى المحافل الدولية والاقليمية خادعين الراى العالمى بانهم هم الذين الت عليهم مسؤولية قضية النوبة. هذا الادعاء غير صحيح انه مجرد افك ونفاق النوبة لم ينتخبوهم ولم يفوضوهم ايضا. والدليل على ذلك هو عندما يذهبوا الى اديس اببا العاصمة الاثيوبية للمفاوضات مع حزب المؤتمر الحاكم لايحملون معهم هموم ومخاوف ومطالب النوبة الشرعية. بل كانوا يحملوا فقط همومهم واهدافهم ومبتغياتهم ونزواتهم الذاتية الى طاولة المفاوضات. لذلك كان ولايزال حزب المؤتمر الحاكم يرفض التفاوض معهم بانهم ليسوا اهل القضية وليسوا الممثلين الشرعين لها ايضا. فكان يهرب ياسر عرمان من معه من طاولة المفوضات ساخطين وساخرين محبطين لعنا على النظام بانه هو الذى رفض كذا وكذا وهذا وذاك. كانت دوافع رفض حزب المؤتمر التفاوض معهم هى يخشى من ان تتكرر تجربة اتفاقية نيفاشا التى اخرجت النوبة خالى الايادى عندما تم توقيع الاتفاقية بالانابة عنهم فى نيفشا 2005 تم استعاب الدرس حتى لا يتكرار نفس الخطأ للمرة الثانية. فقد كان يقول ياسر عرمان من معه بان النظام يريد الانفراد بالنوبة حتى لايحصلوا على مطالبهم وحقوقهم المشروعة لا ينفذ لهم بندا ولابرتوكولا واحدا من بعد الاتفاقية ايضا. ويمضى ياسر عرمان ومن معه قائلين بان حزب المؤتمر يريد ضرب النوبة ببعضهم البعض كى يتجزأو الى مجموعات صغيرة ويوقع الفتنة بينهم ثم يقتتلوا فيما بينهم ويتمزقوا الى الابد . هذه الادعاءات غير صحيحة وعارية عن الحقيقة انما مجرد خزوعبلات وشعوذة. ياسر عرمان يثير هذه المخاوف فى نفوس ابناء النوبة منسوبى الحركة الشعبية حتى يتمكن هو ومجموعته من السيطرة عليهم وابقاء دوامة الحرب والعنف فى استمرار غير مبالين بحياة النوبة. انه حقا غسيل مخ رهيب لمنسوبى الحركة الشعبية الذين هم وقودها. امراء الحرب الثلاثة ومعهم اسيادهم الدينكا قادة دولة الجنوب هم وراء هذه المؤامرة التى تريد اجتثثات جذور النوبة. بهذا التجهيل المقصود الذى يمارسونه امراء الحرب ضد النوبة بالاخص منسوبى الحركة الشعبية يحفظ لهم تفوقهم الخالص والنوعى الذى اعطاهم المقدرة الكافية فى ابعاد والغاء ابناء النوبة عن قيادة انفسهم وقيادة الحركة الشعبية ايضا. رغم الكفاءة والقدرة كل ذلك مربوط باهداف وسياسات تم حياكتها وراء الكواليس ثم افرزت من تحديات جسام على كافة المحاور. ولكن احسوها انباء النوبة الشرفاء الحرصين على مصلحة اهليهم من خلال قراءتهم للواقع. امراء الحرب الثلاثة يريدون ابقاء شعب النوبة فى الجهل ثم تتسع هوة ذلك الجهل داخل دائرة منسوبى الحركة الشعبية حتى يساقون كالانعام. دولة الجنوب وفرت الاموال الطائلة والسلاح لابناء النوبة بان يقاتلوا من اجل افكارها ومبادئها . وكما وضعت اللقمة السائغة فى افواههم لحماية نفوذها وشعاراتها التى دخلت بها جبال النوبة لأكثر من عشرون عاما مضت الى الان. ولكن ابشع ما فى داخل هذه الشعارات هى الهيمنة والسيطرة على ارادة النوبة. ان روح السيطرة والرغبة الكامنة فى التسلط على النوبة دوافعها تحطيم انسان جبال النوبة. فكان ضلوع ابناء النوبة المثقفين فى هذا المؤامرة كان السبب الاساسى فى تشجيع امراء الحرب وقادة دولة الجنوب من تشديد هذه السيطرة والهيمنة وضع الاغلاق على اعناق شعب النوبة. فاما الغالبية العظمى من قبائل النوبة الحرة رفضت تلك الهيمنة وطالبت القبائل المنتسبة الى الحركة الشعبية التخلى عنها وكما طالبتهم ايضا بالتخلى عن العقلية المدمرة للجميع. ان الخطر الحقيقى الذى يهدد وجود النوبة هو فئة قليلة من ابناءهم المثقفين الذى بنوا وجودهم وصاغوا اهدافهم من افكار الحزب الشيوعى قادة الحركة الشعبية و قادة دولة الجنوب المريضة. لأجل المال والجاة ماسحين القيم والمثل العاليا للنوبة بعرض الحائط . فكان من الافضل على هولاء المثقفين اشاعة حقيقة الوضع الماسوى للنوبة الابرياء فى جبال النوبة المحرومين من ابسط مقومات الحياة الاساسية الاكل والماء والدواء. بدلا عن تمجيد امراء الحرب الثلاثة واسيادهم الدينكا. لان الحزب الشيوعى المسيطر على الحركة الشعبية جبال النوبة ومعهم قادة دولة الجنوب قاموا بتسخير ابناء النوبة المثقفين للقيام بحملات تعبئة وغسيل مخ ضد اخوانهم خارج السودان بالانابة عنهم. وذلك عندما شعروا بان النوبة خارج السودان فى حالة تزمر ورفض واستنكار لوجود الحركة الشعبية فى جبال النوبة التى لاتريد ان ترى السلام والامن واستقرار فى جبال النوبة الا الدمار والخراب. ان حرب الوكالة هذه تسعى الى فككة مجتمع النوبة باسره ثم تمزيق وحدة كيانه الى الابد. ان الذين يتشدقون ببقاء الحركة الشعبية وشعاراتها فى جبال النوبة هم انفسهم بلا شك خضعوا الى غسيل مخ من امراء الحرب الثلاثة او الدوائر اللصيقة بهم. ثم افرزت الحرب واقعا مرايرا و خطيرا فى جبال النوبة حيث جعلت هذا الواقع لايتزحزح. الحركة الشعبية غير جديرة بتاييد قبائل النوبة الحرة. لان حرب الوكالة هذه قد ارهقتهم ودفنت احلامهم وامالهم المرتبطة بالمستقلبهم وامنهم. ولكم ان تذكروا كارثة شعب النوبة فى انتظار ان يتحرك ابنائه ولكن ليس فيهم من هو فى حالة يمكن ان يحرك منه الاحداث. انه العار الكبير لنا جميعا اذا تخلينا عن جبال النوبة وتركناها لأمراء الحرب يمرحوا ويرتعوا ويهتكوا العروض ويقتلوا ويشردوا كما يشاءون. لابد من اختراق حواجز الحرب والجلوس فى طاولة المفاوضات مع النظام من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه واعادة السلام والامن لجبال النوبة وانسانها الذى حرم من ذلك الحق للاكثر من خمسة عشرون عاما. نريد الموضوعية والجدية فى ابعاد امراء الحرب عن جبال النوبة. امراء الحرب ليس لديهم ما يخسروه ابناءهم فى امريكا وكما لديهم شركاتهم فى امريكا وافريقيا تدار بواسطة ذويهم وابناءهم. عبد العزيز الحلو شركته يديرها بالانابة عنه (يونان موسى) هذه المعلومات متوفرة لدينا منذ وجوده فى امريكا قبل استداعه من ولاية دلاس الاميراكية بواسطة اسيادة الدينكا ليحكم جبال النوبة.( مهازلك يا زمان فامرحى) فاين المساليت والجعليين والشياقية. فلماذا لم يجلبوهم حتى يقاتلوا جنبا الى جنب مع النوبة؟ فاين شعارات الحركة الشعبية التى رفعتها ضد الظلم الاجتماعى والتنموى وضد اللاعدالة واللامساواة. فلماذا يا امراء الحرب لم تطبقوا شعاراتكم هذه بالتساوى كى نرى المساليت والجعلين والشياقية فى ساحات المعارك مع النوبة. حقا امراء الحرب الثلاثة ياسر عرمان وعبد العزيز الحلو ووليد حامد واسيادهم الدينكا فى الجنوب منعوا شعب النوبة عن التطلع والوصول الى اماله واحلامه حتى يعبر عن صوته بنفسه. حتى لقاء اخر
|
|
|
|
|
|