|
المتشددون ونظرية التفكيك! بقلم هاشم كرار
|
09:44 PM May, 14 2015 سودانيز اون لاين هاشم كرار- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
استراتيجية التشدد الدموي، بعيدة المدى. فككت أولا مايسمى بالإجماع، ذلك الذي هو أهم أعمدته المرجعيات التقليدية. إنها إذن نظرية التفكيك ، والتي تنتهي بتفكيك الدولة، ككيان جامع، وإلغاء مابات يعرف تاريخيا،
بالحدود الوطنية!
بتفكيك، واسقاط المرجعيات التقليدية( الرسمية)، كان لزاما- طالما أن الطبيعة تكره الفراغ- أن تقوم مرجعيات بديلة، عشوائية متشددة.. وكان بدهيا أن تتكاثر الفتاوي، وأخطرها على الإطلاق تلك التي تكفر، بل تلك التي تبيح وتحلل حتى القتل بالجملة، وقطع الرؤوس بمنتهى الوحشية.
الدم؟ بلى.. تلك هى النظرية.. وحيث كان الدم، كان الرعب.. وكان الفرار.. ولأن الطبيعة- كما كانت أصلا- تكره الفراغ، يكون الإحلال والإبدال.. ويكون التمكين في الأرض!
تفكيك الدولة، يبدأ بضرب حراسها. من هنا، تجيئ إغتيالات رجال الامن، بمختلف تسمياتهم وتصنيفاتهم، حتى إذا ماتمكن الرعب منهم، شاع هذا الرعب بين الناس، وحين يشيع الرعب هكذا في أي دولة، تصبح الدولة كلها- سكانا ومؤسسات- دولة مرعوبة!
مرة أخرى: حيث كان الرعب كان الفرار.. ، وفي هذه المرة، تفرُ حتى الدولة كمنظومة قابضة!
أولم أقل لكم، أنها نظرية التفكيك، والإسقاط، ثم الإحلال والإبدال، والتمكين؟
القاعدة، حتى قبيل التوماهوك الذي ضوأ ليل كابول- وقمرها يومذاك بحسب تيسير علوني كان يبتسم- لم تكن شرا مستطيرا، والشيخ بن لادن، يقسم بالذي رفع السماء بغير عمد، بأنه لا سلام ولا أمن( مع الفسطاط الآخر) إذا لم يره المسلمون واقعا في فلسطين والشيشان و(غيرهما).
كانت القاعدة يومذاك، كيانا قابضا.. وكان بالإمكان الحوار.. وكان بالإمكان تقديم الجانبين للتنازلات المؤلمة خلال الحوار.. وكان بإمكان تلافي كل الذي كان وماهو كائن الآن، وماسيكون،- لكن بوش الذي قسّم العالم إلى أخيار وأشرار- أخذته العزة باثم التوماهوك وإف 16
وطائرات الشبح، فلم يرخ أذنيه للشيخ صاحب الوجه الطويل والسبابة التي تلوّح!
تضوأ التوماهوك. ولم يكن قمر كابول هو وحده الذي كان يبتسم. ابتسم الشيخ بن لادن في سخرية، وهو يقول بينه بين نفسه: " الشبح؟ حسنا! القاعدة لها أيضا أشباح!" وكان قراره: تفكيك قيادة القاعدة القابضة، إلى قيادات في كل كل مناطق العالم، وكان أن بدأت تلوح ملايين السبابات، و... تضرب!
القاعدة الأم، تناسلت قواعد,, ومن بين هذه القواعد من بات أكثر تشددا، وأتخذ من الأسماء، ما اتخذ، ومن بين هذه الأسماء داعش وبوكو حرام، وأنصار الشريعة وجند الله، والبقية في أطوار النطفة والعلقة والمضغة، وتمام التكوين.. وستأتي، بالأحزمة الناسفة، والرصاص، والسواطير والسكاكين الطوال، تجز، وتقطع، وتسيّل الدم!
الأشباح الآن، في كل العالم.. والشبح الطائرة، هى الآن بلا رؤية، تتخبّط في الظلام.. والعالم كله يتخبّط، من ظلام إلى ظلم، والظلم ظلمات!
هذا زمان إنعدام الرؤية..
لكن.. بعين الفهم، أنظروا كيف أن التفكيك يفضي إلى تفكيك..
أنظروا، كيف أن القاعدة حين كانت قابضة، لم تكن شرا مستطيرا.
أنظروا .. كيف أن بوش، بتفكيكه للقاعدة(القابضة) طيّرها من أفغانستان.. ونشر- من حيث يدري أو لا يدري- كل هذا الشر المستطير، في كل خطوط الطول والعرض، وخط الإستواء!
أنظروا، كيف استلهم المتشددون، نظرية بن لادن في تفكيك القاعدة إلى قواعد، وتفكيك المشيخة إلى مشائخ، في تفكيك المرجعيات الرسمية، وتفكيك الدولة، وتفكيك هذا العالم كله!
أيها الناس.. ها أنتم الآن، في عالم يتفكك يوما من بعد يوم، وتسقط فيه- في كل يوم- أنبل التعاليم، والقيم، والأخلاق، والأعراف، والمبادئ.. وحين تسقط كل هذه- السقطة الكبرى- ستأكل كل هذه النيران المدلهمة العالم كله، حتى إذا لم تجد في النهاية ما تأكله ، تروح تأكل نفسها بنفسها !
أحدث المقالات
- إعلان الحداد العام في السودان بقلم عثمان ميرغني 05-14-15, 07:33 AM, عثمان ميرغني
- أين يوجد متحف النكبة في فلسطين ؟؟؟ بقلم نضال الفطافطة 05-14-15, 07:28 AM, نضال الفطافطة
- ليس كل أصفراَ لامعـاً ذهباً بقلم عمر الشريف 05-14-15, 07:22 AM, عمر الشريف
- غياب الدولة ..!! بقلم الطاهر ساتي 05-14-15, 06:50 AM, الطاهر ساتي
- الصراعات القبلية (2) : فاجعةٌ أخرى وعار الدولة !! ~ بلّة البكري 05-14-15, 06:22 AM, بَلّة البكري
- الفتنة العرقية لن تسعف البشير بقلم صلاح شعيب 05-14-15, 06:03 AM, صلاح شعيب
- الطبيب واجب أُنجز وحقوق ضائعة وعرقٌ جفّ بقلم عميد معاش طبيب .سيد عبد القادر قنات إستشاري تخدير 05-14-15, 06:01 AM, سيد عبد القادر قنات
- الصورة البشعة لفتاة الفيس بوك ستنقذ الملايين! قال بقلم فيصل الدابي/المحامي 05-14-15, 05:58 AM, فيصل الدابي المحامي
- قالت سعاد إبراهيم أحمد لوردي إنت لا فنان الشعب ولا الله قال بقلم عبد الله علي إبراهيم 05-14-15, 04:21 AM, عبدالله علي إبراهيم
- مبروك لسلاح الجو السوداني وهو يتصدى لشيء يشبه الطائرة أو الصاروخ أو!!.. بقلم عبدالغني بريش فيوف 05-14-15, 02:56 AM, عبدالغني بريش فيوف
- ارهاصات حكومية(مسئولين)..مدام تكليف!! بقلم عبد الغفار المهدى 05-14-15, 02:51 AM, عبد الغفار المهدى
- النزاع المُسلّح فى دارفور : الوسائل البديلة ! بقلم فيصل الباقر 05-14-15, 02:48 AM, فيصل الباقر
- الله علي ما اقول شهيد بقلم عقيد : خليل محمد سليمان 05-14-15, 02:44 AM, خليل محمد سليمان
|
|
|
|
|
|