القدار .. بوابة دخول الاسلام للسودان.. وابنها البار اخله لامريكا /عواطف عبداللطيف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 12:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-30-2014, 05:33 AM

عواطف عبداللطيف
<aعواطف عبداللطيف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 735

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
القدار .. بوابة دخول الاسلام للسودان.. وابنها البار اخله لامريكا /عواطف عبداللطيف






    قباب الصالحين تنسج حكاية حضارات كانت .. ومسجد الاثر .. غشاه النبي موسى


    قيل ان اسمها يعني " ارض القادرين " لان اهلها حينما حلت مجاعة سنة ستة كان لديهم ما يكفيهم وجيرانهم قوت وغلال ..

    النبي موسى غشاهم .. والبرفسور حسن الفاتح قريب الله قدم للمكتبة السودانية كتاب " السودان دار الهجرتين الاولي والثانية " اورد قائمة باسماء الصحابة المهاجرين الى السودان منهم عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت الرسول وجعفر بن ابي طالب وعبدالرحمن بن عوف وجعفر بن ابي طالب وعبدالرحمن بن عوف والزبير بن العوان وغيرهم من الصحابة الاجلا ء عليهم رضوان الله

    إن كان اسمها هذا او ذاك فلا خلاف انها " جنة الاثار " وخباياها غنية لم يكشف عنها .. وقد يكون لقطر سبق صيانة اثارها وفتح عن ما ضمره التاريخ بين صفحاتها الوضيئة ..


    عواطف عبداللطيف

    ترقد بلدة " القدار " دنقلا العجوز شمال السودان عند احدى منعرجات النيل كفتاة ساحرة جاءت من عمق صفحات غائرة في عمق التاريخ الانساني لتحكي رؤايات كالف ليلة وليلة .. هي آمنة محروسة بإنسانها نقي السريرة المتصوف بقامته الشامخة بمشربه وتدينه واعتزازه بأصله النبيل وبتدفق مياه النيل الممتليء بالطميء والاعشاب وطيور النورس وعصافير الجنة والقماري .. وتسرح فيها الدواب الحمير والنوق والابقار والديكة وثيران رشيقة الجسد قوية البنية لانها يد بيد المزارع الماسك بمعول شق التربة لزراعة اللوبيا ونخيلاته عزوته منذ ان تفتحت عيناه على دنيا الحياة .. واصوات خرير الماء المتدفق بين الجداول لا تقول إلا انها بقعة من رياض جنة الله في الارض .

    امتلاك الاراضي والنخيلات هي عزوة ومفخرة ورزق طيب حلال طالما كان هو نفسه طعام الانبياء منذ ان هزت امنا مريم رضى الله عنها جزع النخل فتساقط رطبا شهيا .


    رماة الحدق

    " دنقلا العجوز " هي عاصمة دولة المقرة التي تأسست على انقاض مملكة مروي التي تقع على الضفة الشرقية للنيل وتمتد حدودها الشمالية حتى جبل فركة ( ماوا عند اليعقوبي وجبل ماما عند الرحالة الاوربيين في القرن التاسع عشر المبكر من الالفية المنصرمة ) وتقول كتب التاريخ ان القائد العربي عمرو بن العاص ما كاد يفرغ من فتح مصر 640-642 م حتى جرد قوة فرسان قوامها عشرون الفا ودفع بها الى اراضي المقرة .. وحينما توغلت القوة حتى دنقلا واجهت مقاومة لم يواجهها جيش عربي اخر في القرن الاول من الفتوحات الاسلامية وسجلت المدونات الفاعلية المدمرة لرماة النبال وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان شن العرب هجوما ثانيا على المقرة وواجه معركة شرسة عبر عنها احد الشعراء بقوله :
    لم ترى عيني مقل يوم دنقلة والخيل تغدو بالدروع مقفلة

    ووقعت اتفاقية البقط الشهيرة والمثيرة للجدل جاء فيها " عليكم حفظ المسجد الذي بناه المسلمون بفناء مدينتكم فتمنعوا منه مصليا وعليكم كنسه " وهكذا دولة المقرة بشروط معاهدة البقط وكانها منحت وضعا يجعل منها مملكة عملية للدولة الاسلامية ..

    في مقال نشرته صحيفة الوطن السودانية الجمعة 13 فبرلير 2009 م بقلم الوجيه ابن المنطقة الخليفة ابوبكر محمد ذيادة سوار الدهب كتب " اين يوجد اقدم مسجد بالسودان " لقد بلغ جيش الفتح اسوار دنقلا العجوز ولا تزال تصارع الزمن وجاء بكتاب شيخ من حمير " زرت النوبة مرتين ومن يظنون ان مسجد دنقلا العجوز العتيق ذو الطابقين والذي كان مقرا للملك هو مسجد عبدالله بن ابي السرح قول خاطيء اما ما تبقي من امكنة اخرى هو المسجد الصغير الذي عليه منارة لا تتعدى عدة اقدام واضلالعه اقل من خمسة امتار" الحفريات دلت على انه ليس مسجد الاتفاقية وهذا المسجد يضم رفات الملك المسلم سيف الدين عبدالله الناصر برشنبو والمكان الذي نجزم بانه اساسات المسجد الاثري هو موجود جنوب مقبرة الفكي عوض على بعد عدة امتار شمال الذي عليه المسجد ذو الطابق العلوي .. وسرت تفاصيل اوفي في مخطط دنقلا عروس القران وهناك نية للاحتفال بمرور 14 قرنا على دخول الاسلام عام 31 هـ والذي يحل 1/1/1431 هـ .

    شيخ الاسلام بامريكا

    اذن " القدار " قرية منسية في خارطة هذا الزمان .. رغم انها القرية المحملة حد التخمة بآثار تاريخية دفينة مثلت في يوم من الايام وهج للحضارة الانسانية والرقي هي الان ترقد في صمت عميق وايادي المدنية والحداثة لم تمتد اليها رغم ان انسانها اول من ادخل الاسلام لامريكا 1904- 1929 م فهي مسقط رأس ساتي ماجد القاضي محمد القاضي المولود في 1883م حفظ القران وهاجر للدراسة بالازهر الشريف حوالي 1893 م سمع بقس ايطالي اساء للاسلام بامريكا الشمالية واستعدادا لمواجهة سافر لانجلترا وتعلم اللغة الانجليزية ثم سافر لنيويورك واسس روابط وجمعيات ومناشط اسلامية بواشنطن وبوسطن ومتشجان وديترويت وكلافيند وعاد للسودان في عقد الاربعينات وتوفي ودفن بالقدار 17/3/1963م وكان يمثل ريس لسجادة اسرة سوار الذهب بدنقلا العجوز .
    ( سنتناول سيرته لاحقا) .

    العام 2010 م زرت مدينة ديترويت بامريكا تتبعا لمسجد ساتي ماجد والذي حدثني ابنه الوحيد المحامي انه كتب كتاب مناهضا لسلمان رشدي وكانت الامنية ان يترجم الكتاب الى اللغة العربية توطئة لطباعته بقطر إلا ان يد المنون اخططفته وهو يعيد سيرة ابيه ساتي ماجد ( الداعية الاسلامي السوداني بأمريكا ) وانقطع تواصلي والاسرة لعل الظروف تتيح شيء مما في النفس .


    هذه الدنقلا العجوز " القدار " التي احدثكم عنها هي عاصمة دولة المقرة المسيحية التي ما زالت تصارع الزمن لتقول للعالم ان الصحابي الجليل عبدالله بن ابي السرح في بدايات القرن السابع وبعد ان وقع ملك النوبة اتفاقية عرفت باسم البقط كاحدي العلامات المميزة لدخول الاسلام .. بها كنيسة او مقر للملك النوبي عبارة عن مبنى ضخم من طابقين " البعض يقول انه المبني ذو الطوابق الاول في العالم " الدور الارضي كان مجلس للملك والطابق العلوي لممارسة الشعائر الدينية وبالاسفل يوجد نفق مدفون لم يكتشف حتى يومنا هذا وبالمقربة منه تقع 99 من القباب او الاهرامات الصغيرة وعدد من الاضرحة وسط اثار لمقابر اسلامية تفصلها شواهد حصي رملي يطلق عليها مقابر الصحابة يزورها الاهلي حتى يومنا هذا في الاعياد والمناسبات الدينية..

    كوش وجودها والوجود الانساني

    يقول المؤرخين انها امتداد لدولة كوش القديمة التي يقال ان وجودها بدأ منذ الوجود الانساني على وجه الارض .. وان انسان دولة المقرة كان يعيش حياة بدوية يعتمد رعي الاغنام والزراعة وهناك اواني فخارية مزخرفة لدولة كانت متطورة ومن اكبر ثلاث مراكز في ذلك الزمان القديم استطاعت ان تنمو وتزدخر في افريقيا لاستقرار حكمها .

    في العام 1968 م دخلت لجوف لوري ضمن ركابه ويبدوا ان الحظ لعب دورا ان يتنازل لي احدهم في نخوة واضحة لاعتلا الكرسي الامامي بجوار السائق .. لا اجد كثير معلومات ترسخت في ذاكرتي عن تلك الرحلة المرهقة وجوفي يحترق حزنا لوفاة ابي عبداللطيف محمد دار حيث دفن بارض الاجداد ارض الصالحين ذلك الرجل الذي علمني كيف احب بقعة من الزمن الغائر في عظم التاريخ ..

    اللوري يتهادي من اطراف مدينة امدرمان احدى مدن مثلث عاصمة السودان .. لم اسطر كثير نقاط فجل فكري كان يتعلق بسؤال حائرا كيف استطاع ابي بجسده النحيل في ذلك الوقت حيث غادر للخرطوم ان يحتمل رهق الطريق والسفر بل ما الذي اصلا دعاه الى لرحلة من تلك البقعة الفاتنة الى العاصمة الخرطوم وهو ابن الثانية عشر ربيعا والتي كانت تتم وقتها على ظهور الابل قطعا لصحراء حارقة هواءها لافح .

    مسجد ود دار أخضر كقلب سكانها

    رحلتي للقدار قبل خمس سنوات كانت علامة فارغة حيث حضرت افتتاح مسجد ود درار في نفس البقعة التي كان يدير منها جدي لابي مشيخة البلد والسنة الماضية 2012م كان الامر مختلفا فما قطعناه في ذلك الزمان قبل العشرين عاما عسيرا كان سهلا ميسرا بفضل اكتمال الطريق المعبد " شريان الشمال " ما ان اديت صلاة الفجر إلا وهاتفي يرن تنبها ان السائق ينتظرني .. وفي اقل من نصف الساعة كنت تماما على اطراف مدينة امدرمان .. لم تكن هناك رمالا ولا هواء ساخن فقد اعتليت لهذه الرحلة المعدة مسبقا سيارة مكيفة ذات دفع رباعي ..
    اصدقكم القول انني امعنت الامساك بمصحف لاغوص بين صفحاته لكي اطرد اي شعور بالزمان والمكان .. الشارع مسفلت وشيء من المدنية والمباني تلامس اطراف الطريق الذي لا يخلوا من راعي معز وابل سارحات هنا وهناك .. وشجيرات ربما سدر وعشوائيات يرتكن اليها البدو الرحل .

    جبل القدار .. احد ملوك النوبة

    ما ان قاربت عقارب الساعة ان تطرق حد الساعة الواحدة ظهرا إلا ولاح جسر غاية في الاناقة في منطقة كانت في رحلتي السابقة تتم بمركب شراعي بموتور " بنطون " الرحلة التي كانت تستهلك يوم ونصف اليوم قطعناها في حوالي الست ساعات إلا قليلا ..

    السيارة تتهادى على الجسر ويلوح على البعد جبل القدار و يبدوا شامخا وكانه ملك من ملوك ذلك الزمان البعيد .. ربما هو يرحب بنا سلالة الاولين من ال سوار الدهب .. الذياداب .. والدرارنجي .. ابي .. كم كان فخورا بهذه القرية وباجداده فحولتهم وسمو خلقهم كان يحدثني ان امه كانت حينما تريد ان تجلي ذهبها تنفض اقراص الذهب والسلاسل والختم في طبق من خوص قرصه اكثر من نصف متر شبيه بالطبق الذي ينفض فيه القمح والذرة لفصل القشور العالقة من حبوب القمح والتي يعرفها المزارعين تماما ويمارسونها حتى يومنا هذا ..

    خلوة همشكوريب

    كان لي شرف زيارة خلوة همشكوريب التي اشرف علي قيامها طيب الذكر الشهيد الزبير من صالح نائب رئيس الجمهورية وجدت حينها حوالي ال 45 طالبا من حفظة القران من نواحي السودان وقراه وهم في حالة يرثى لها نتيجة انقطاع المعونات الغذائية التي كانت تصلهم غير غرفهم المتهالكة في حرم الخلوة .. هي لا تختلف كثيرا عن مدرسة الاساس للبنين والتي قد تكون اكثر حظا حينما ألح علي الاهالي لزيارتها ..

    مدرسة الاساس تشكو الاهمال

    اسقف معروشة بسيقان النخيل اكل منها الدهر وشرب .. حيطان متشققة وكان الزمن ابي إلا ان تشابه اخواتها من بقايا مملكة المقرة التي دفنت قبل عقود بعيدة من الزمان وانتقلت فيها مملكة النوبة من المسيحة الى الاسلام بسماحته وصفحات كتابه الذي حمله اهل تلك الديار وقدسوه في عفوية وبفطرة نقية اقرب الى الزهد في الفانية ..

    ارض بور .. مياه هي في قلب النهر تحتاج لاليات لتتدفق بين الاحواض لتنبت خضرة .. هواءها نقي تربتها تتوزع ما بين ارض الجروف السوداء الناعمة والرمال الصفراء المتحركة .. وجبل قدار بصخوره الملساء اللامعة وشيء من تراب الجير الابيض الذي تعتمله نساء القرية لتزيين وصبغ حيشان حدادي مدادي هي رمز للكرم والجود .. فما اجمل جلسة لتناول وجبة الغداء تحت شجرة مانجو وريحة تراب الارض تلفح انفك ..

    من مدريد .. الاندلس المفقود للقدار

    في احد زيارتي تصادف وفد سياحي مكون من عشر اسبانيات عاشقات للتاريخ جينا من مدريد لزيارة المبني النوبي الوحيد في العالم والذي ما زال يصارع ظروف الطبيعة واهمال وزارات السياحة والتراث ككنز سمين حدثني ابن شقيقتي عاصم مدني ان السفير الفرنسي زار قرية القدار السنة الماضية وحينما علقت زوجته ان اكلهم طاعم والخبز يذكرها الخبز الباريسي الطازج حرصت مضيفتها نهله على ملء قفة من الرغيف البلدي الذي باتت نساء القرية يصنعنه بمنازلهن لحرم السفير الفرنسي بالخرطوم ..

    النفير .. نشوي وعمار لبقعة تعليمية

    ما حرضني لكتابة لمحات من بلد القدار ارض القادرين اننا وبجهود ذاتية استطعنا صيانة الجزء الكبير من مدرسة الاساس وبالنفير بمشاركة التلاميذ والاباء والمعلمين وتم تعبيد مساحات كبيرة من الاراضي حول فصول المدرسة بعد ان قمنا بتركيب وابور زراعي توطئة لزراعة نواحي المدرسة برسيم ونخيل وبرتقال قوتا للاسر المتعففة وتجميلا لبيئة مدرسية طلبتها واساتذتها مناضيد من الزمن الجميل ولاعادة سيرة بلد منسية من رزنامة القاعدين على كراسي الحكم في بلاد كانت في يوم من الايام قبلة للرحالة العرب والفاتحين وفي محيطها مسجد الاثر إن كان زاره النبي موسي او صحابة رسول الله رضي الله عنهم وارضاهم .. وشكرا لدولة قطر وجهدها لصيانة الاثار بالسودان وقبل ان تهجم عليها الرمال المتحركة وتدفن سيرتها قبل ان تحيا اصلا .























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de