|
الفيتوري .. قصة غول افريقي عربي من الجنينة إلى الرباط بقلم محمد الننقة
|
06:59 PM Apr, 25 2015 سودانيز اون لاين محمد الننقة-الخرطوم - السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
منحنيات
عاش متمرداً على الامكنة محلقاً بجناحيه فوق الثقافات واللهفة نحو الأممية التي لا تعترف بحدود الدول ولا تعترف بجغرافيا الخرائط، بل تعتبر أن الإنسان اينما كان هو الإنسان يبدع ويتفاعل ويؤمن ويعتقد ويحب ويكره، لا تعترف بلون ولا لغة ولا لهجة ولا جنس، هكذا عاش الفيتوري متفاعلاً ومتنقلاً بين الجنينة والاسكندرية وبيروت والقاهرة وطرابلس وليبيا والرباط، وهكذا تنقل هذا الغول الأفريقي من الجنينة حيث مولد في (24/ 11/ 1936م) ليعلن نهاية الرحلة ويترجل عن صهوة جواده الافريقي العربي بالرباط في (24/ 4/ 2015م) وكأن مدن البداية حيث صرخة الميلاد والنهاية حيث سلم الروح لبارئها تمثل جسر تواصل عربي أفريقي، وكأن الامكنة تريد أن تؤكد أن الفيتوري عاش جسراً بين العروبة والافريقانية طوال حياته، وسيظل كذلك بما سطره من اشعار تكون نبراس للأجيال القادمة تماذجاً وتواصلاً وتلاحقاً بين الثقافات المختلفة. الفيتوري شاعر أفريقيا والعروبة معاً وبهذا نحن أمام شخص حاول أن يجمع أكثر من أن يفرق وقد كان مقتنعاً مؤمناً وعاملاً بما يقول، فهو أول الذين تغنوا وكتبوا الأشعار في أفريقيا باللغة العربية الفصحى، فقد بدأ مشواره مع محبوبته أفريقيا منذ أيام شبابه الأولى حيث أصدر ديوان أغاني أفريقيا عام (1956م) وعاشق أفريقيا عام (1964م) وأذكريني يا أفريقيا عام (1965م) كما كتب أيضاً مسرحية (أحزان أفريقيا) وكما نلاحظ فإن مفردة أفريقيا هي القاسم المشترك في كل تلك العناوين وهذا يدل على حبه لها وهيامه بها وتبنيه لقضاياها. الفيتوري عانى من حرب أعتقد أنها حرب من نوع غريب وهي حرب الجوازات، فالجواز يعني الكثير لشخص عشق التجوال وعشق الرحيل عبر الأمكنة فأجمل قصائده قد كتبها في الطائرات متنقلاً بين العواصم والمدن المختلفة، حرب الجوازات هذه كانت اول معاركها في العام (1974م) عندما سحبت حكومة الرئيس نميري جوازه نتيجة معارضته لها، احتضنه حينها الرئيس الليبي الراحل القذافي حيث عمل في هذه الفترة كمستشار ثقافي بسفارة الجماهيرية بايطاليا كما عمل مستشاراً وسفيراً بالسفارة الليبية ببيروت، ومستشاراً للشئون السياسية والاعلامية بالسفارة الليبية بالمملكة المغربية، ولكن مرة أخرى تستمر المعارك في هذه الحرب الضروس حيث يسحب جوازه الليبي بعد انهيار حكم القذافي، وتمنحه الحكومة السودانية جوازاً دبلوماسياً عام (2014م). الفيتوري أثرى الساحة الأدبية والنقدية والفنية الأفريقية والعربية بالعديد من الاعمال الخالدة التي ظهرت في شكل قصائد ومسرحيات وكتابات نقدية وجد بعض هذه الاعمال طريقها لمقررات الادب والفنون في بعض الدول العربية، وقد عمل أيضاً محرراً أدبياً في العديد من الصحف السودانية والمصرية كما عين خبيراً إعلامياً بالجامعة العربية في الفترة من (1968م) إلى (1970م)، وقد حصل ايضاً على وسام الفاتح الليبي والوسام الذهبي للعلوم والفنون والأدب بالسودان، ويعد هذا ارفع تكريم يناله من حكومة وطنه الأم. أما الفيتوري الشاعر الغنائي فأهم النقاط في هذا المنحى هو عدم نزوله لعامية شعر الاغنية المغناة حينها، حيث أجبرها هي بالصعود إليه، وقد تغني له فنان أفريقيا الأول محمد وردي أغنية عرس السودان والتي ابتهج فيها الشاعر ايما ابتهاج برحيل نظام النميري، وتغني له الكابلي ايضاً رائعته معزوفة دوريش متجول. نعزي انفسنا فيك يا سلطان العاشقين ونعزي الشعب العربي والأفريقي ونخص بالتعازي زوجتك (رجات ارماز) تلك السيدة الوفية التي قاتلت معك سيفاً بسيف ورعتك حينما تخلى عنك الوطن وحينما تخلي عنك البلد الأصل، ويمتد طوفان الحزن ليغطي ابنتك (أشرقت) تلك الفيتوري الصغيرة التي تسكب الشعر كما والدها تماماً، واعتقد أن الآنسة (أشرقت) هي فرصة ليرد القائمون على الامر الثقافي بالبلاد الاعتبار للفيتوري برعاية هذه الموهبة الواعدة. أحزان أفريقيا
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- متى يكون الكيلو مقياسنا كبقية العالم بقلم محمد الننقة 04-21-15, 02:43 PM, محمد الننقة
- الطيار السوداني المأسور باليمن أصبح يخزن قات بقلم محمد الننقة 03-31-15, 03:04 PM, محمد الننقة
- الخرطوم بين اللاءات الثلاثة والطائرات الثلاثة بقلم محمد الننقة 03-28-15, 11:17 PM, محمد الننقة
- حنية الطنبور هل تطمسها الموسيقي - بقلم محمد الننقة 03-24-15, 09:10 PM, محمد الننقة
- مباشر من الابيض والفاشر بقلم محمد الننقة 03-11-15, 02:34 PM, محمد الننقة
- الزيت المكرر وصديقي الامريكي بقلم:محمد الننقة 03-05-15, 01:34 PM, محمد الننقة
- ابيض اللون والدرس المستفاد بقلم محمد الننقة 02-22-15, 07:19 PM, محمد الننقة
- من اجلهم نقف .. دعوة لتكريم عمال النظافة بقلم محمد الننقة 02-19-15, 05:55 PM, محمد الننقة
- استاذي الجليل محمد حسن (ود ابجني) إلى الرفيق الأعلى بقلم محمد الننقة 02-10-15, 03:19 PM, محمد الننقة
- الكأس السمراء تختار ساحل العاج وطناً لها بقلم محمد الننقة 02-09-15, 03:58 PM, محمد الننقة
- موسوعة التوثيق الشامل .. قصة مشروع ناجح بقلم محمد الننقة 02-07-15, 06:54 PM, محمد الننقة
- منحنيات الدهابة و مباراة مصر والجزائر بقلم:محمد الننقة 02-01-15, 03:46 PM, محمد الننقة
- منحنيات كم احترمتك يا خليلو نجم السنغال لكرة القدم بقلم:محمد الننقة 01-24-15, 10:57 PM, محمد الننقة
- ما ذنب خطيبة شقيق الرئيس بقلم محمد الننقة 01-15-15, 07:45 PM, محمد الننقة
|
|
|
|
|
|