الفكر السياسى الإسلامىّ وانسدادُ الأفق : ملاحظات عابرةٌ على موضوع السلطة بقلم عبد الحفيظ مريود

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 08:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-28-2014, 04:05 PM

عبد الحفيظ مريود
<aعبد الحفيظ مريود
تاريخ التسجيل: 09-12-2014
مجموع المشاركات: 36

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفكر السياسى الإسلامىّ وانسدادُ الأفق : ملاحظات عابرةٌ على موضوع السلطة بقلم عبد الحفيظ مريود

    mailto:[email protected]@gmail.com
    يمثّلُ د. محمد مجذوب، أستاذ الفكر السياسىّ بجامعة النيلين، خطّاً ملتزماً للمفكرين الشباب الملتزمين. وتقع إجتهاداته فى دائرة البحث الجاد للخروج من مأزق القراءات والتطبيقات الكلاسيكية للفكر السياسىّ الإسلامىّ. لكنْ هل ثمّة فكر سياسىّ إسلامىّ غير كلاسيكىّ؟؟ بمعنى هل تمخّضتْ قرائح المحدثين فولدتْ منتجاً حديثاً لا يشبه أباه؟ لماذا تتوالى القراءات "المغايرة" ليس من لدن الكواكبىّ، محمد عبده، الأفغانىّ، وغيرهم من المجالدين للكلاسيكيات، بل حتّى القريبين جدّاً: فرج فودة، محمود محمد طه، باقر الصدر، سيّد قطب، حسن الترابى، عابد الجابرى، محمد أركون، الصادق النيهوم، التجانىّ عبد القادر....الخ؟؟
    لنفترض جدلاً أنّ كلّ ذلك تطوّر طبيعىّ لحياة الفكر الإسلامىّ. تتابعُ الحركات الفكريّة والأسماء لتلبّى حاجات طارئة وضروريّة فى الوعىّ الإسلامىّ.تتوّسم المضىّ قدُماً بالفكر الإسلامىّ والحياة، إلى الأمام. لكنّه افتراض ينطوى على نيّةٍ حسنةٍ، للجدال ولإكمال الصورة الزاهية للمفكّر والرائد. ذلك أنّه فى الواقع تسعى كلّ تلك المحاولات لتجاوز العقبة الكؤود ، الصخرة الصلدة التي ما يزال المفكرون يصطدمون بها، بعضهم تهشّم الصخرة جمجمته، فيصبح جزءً من "تاريخ المارقين على الإسلام" والبعض الآخر يتحاشى الإصطدام المباشر، فيداور ويلتفّ عليها، فى محاولة يائسة لتخطيها حتّى يقبضه الله تعالى دون أنْ يتمكّن من قول مقالته الناجزة.
    لقد اصطدم بها مباشرة واصل بن عطاء، أحمد بن حنبل، باقر الصدر، فرج فودة، محمود محمد طه، ويمكن إدراج الحلاّج وإبن عربى، لأنّهما اصطدما بها، فقط، عن طريق آخر. وهى تقاليد الفقه الكلاسيكىّ ونظم عمله.أو إنْ شئت ما يُسمّى ب" العقل الفقهىّ". وهو صخرةٌ مؤسّسة تجيّش كل يوم أرتالاً من الوثوقين وتهوى إليها أفئدة الكسالى الذين لا يريدون للصورة الباهتة أنْ تنمحى، أو تزول معالمها. فقد جرى فى وقت ما، فى سياقات معقّدة تقديس العقل الفقهىّ هذا وتوضيعه سلطاناً لا يُعلى عليه. وهو رهين بنيوياً بدفع الضرر وجلب المصلحة، فكرّس أدبياته وتقاليده التى لا تقبل النقاش، حتّى أنّ مجرّد مساءلتها يكون "مروقاً بائناً عن الدين".
    حسناً...ما علاقة ذلك كلّه بدكتور محمد مجذوب؟؟
    لقد قال فى حوار محترم مع صحيفة "المستقلة" أجراه الحاج الشكرىّ، "..لا يمكن أنْ نتقبّل فقه المالكيّة عندما يقولون من اشتدّتْ وطأته، وجبتْ طاعته". هذا جيّدٌ، طبعاً. ولكنْ من "نحن" فى الضمير "نتقبّل" هذا؟هل يعود إلينا – نحن عامّة المسلمين – أم إلى الخاصّة من أهل الحلّ والعقد، أم إلى المفكرين والفقهاء، أم إلى ذات مجهولة غير قابلة للتعيين؟؟ خاصّة وأنْ الدكتور ذهب إلى الأمام فقال إن جميع المذاهب الإسلاميّة، الفقهيّة، ساندت المالكيّة وجرت مجراها فى الخضوع والتأسيس لفقه الإستبداد. وهو بذلك يعلن قطيعة مع "جمهور الفقهاء" بلا استثناء، سنّةً وشيعة، مما يشى بأنّه يريد أنْ يؤسّس إختلافاً مؤكّداً فى فضاء التجديد، وهى أولى خطوات الإصطدام بالصخرة الصلدة.يصطدم د. مجذوب لأنّ مجتمع المسلمين حالما تشكّل " يتشكّل بميثاق، هذا الميثاق أسبق فى الوجود من السلطة السياسية، ويجب أن يكون حاكما للسلطة السياسية نفسها.."..قبلها كان قد وضع استشكالات منهجيّة :" لماذا تشكّل هذا النظام (فيهم) ولماذا انهارت الخلافة الإسلامية؟ ولماذا تحوّل الحكم الى ملك عضوض وجاء بنو أميّة، وجاء الإستبداد؟ ومن لحظة بنى أميّة وإلى الآن يُحكم الناس بالشوكة والغلبة، ولا حرية فى الإختيار فكانت مغادرة الدين..."
    تلك مداورة تقليديّة حول نقطة الإفتراق. إذْ لم يكن التأسيس للملك العضوض هى لحظة بنى أميّة. فهى تعود أبعد من لحظتهم قليلاً. وهو الفخّ الكبير المنصوب للمفكرين أمثال د.مجذوب. فالتأريخ الإسلامىّ عبارة عن "فخّ كبير" منصوب بدقّةٍ، مدجّج ومحمىّ من الفقهاء أنفسهم الذين قطع معهم الدكتور وافترق. لكنّهم مثل "هيجل" كما قال مشيل فوكو، لا تتأكّد أنّه سيكون منتظرك فى نهاية الشوط، عند الناصية مبتسماً، بسخرية وانتصار. فالفقهاء ذاتهم ينتظرون د.مجذوب عند النواصى والزقاقات الحرجة. ذلك أنّه كان سيكون موفّقاً لو أنّه تجاوز الصخرة بذات المنهج النقدىّ الصارم المؤسّس. ليس هناك من إطار مفهومى واضح لما يعرف ب" دولة الخلافة الراشدة". هى صورة زائفة يداعبُ بها الحالمون أخيلتهم ويهربون من الأسئلة المنطقية حولها. وقد وقع ، ويقع د. مجذوب، بإستمرار فى الفخّ الفقهىّ المدجّج بالأحكام الصادرة والتى ستصدر بحقّه وحقّ كلّ من يتجاسر منهجيّاً على مساءلتها. فأولى المنحدرات السحيقة هى تلك التى ستأتى على بنيانه من القواعد. هل تمّ إختيار للحاكم الأوّل للمسلمين، أبى بكر الصديق (رض)، من قبل الأمّة؟؟ سيجدُ د. مجذوب نفسه غارقاً فى تفاصيل متضاربة بين نصوص تقول "مروا أبا بكر فليصلّ بالنّاس" أو الأحاديث عن أفضليته على سائر الصحابة، وبين شورى انعقدتْ فى سقيفة بنى ساعدة حسماً للجدل بين المهاجرين والأنصار حُمل الناسُ حملاً – فيما بعد – على متابعتها. وهى إشكاليّة جذريّة، يجعلها أدونيس فى رسالته للدكتوارة "الثابت والمتحوّل" لحظة الإفتراق، وليست لحظة بنى أميّة كما فعل د. مجذوب.ذلك أنّه ضمن القيود التى قال د. مجذوب بتوفرها هى " إنّ الحاكم يجب أن يتم بالإختيار" ، وليس ذلك الإختيار الموجود فى الديمقراطية الغربية، حين استدرك عليه محاوره الشكرىّ، والذى يقوم على فصل السلطات"والفكر الإسلامى يقول ليس ثمة سلطة واحدة حتى يتم فصلها". ولكنّ السلطات التى يرى د. مجذوب أنّها ليست واحدة حتى يتمّ فصلها لا يقترح لها أشكالاً وأجسام وقوالب، بل هى سلطات تتوزّع بين المجتمع والحاكم ووووو.
    فقط سيكون على د. مجذوب أنْ يخرج من العثرة الأولى السحيقة : لم يتمّ تطبيق "نظريته" حول إختيار الحاكم هذه على طول التأريخ الإسلامى, ولم نطالبه ب" تأصيلها " مصدريّاً لأنّه سيغرق – مرّةً أخرى – فى فتنة النصوص، قرآناً وأحاديث، لا يجدُ بدّاً من تأويلها، فليس هناك من نصوص قطعيه، غير مختلف عليها. وإذا ما تجاوز مأزق النصوص – وهو أمرٌ مستبعدٌ جدّاً – فإنّ التجربة العمليّة للمسلمين ستهزم قواعد نظريّته، إذْ لا يملكُ إلاّ "تجربة دولة الخلافة الراشدة" تلك التى نملكُ منها نسخاً عديدة فى تولّى السلطة. هل هى إنتخاب حرّ مباشر من جمهور المسلمين وعامتّهم، أم هى شورى "لأهل الحلّ والعقد" مثل تلك التى جرتْ فى سقيفة بنى ساعدة، والتى لاقتْ إعتراضات من صحابة لا مجال للشكّ فى يقينهم مثل سعد بن عبادة الذى تحدّثنا المصادر أنّ " الجنّ المسلم هو مَنْ قتله لأنّه رفض أنْ يُبايع أبابكر الصديق" ومثل على بن أبى طالب كرّم الله وجهه الذى لم يبايع إلاّ بعد ستة أشهر، وغيرهما كثيرون. ثمّ سيجدُ د. مجذوب مسألة دقيقةً فى ما اصطلح على تسميّته ب "حروب الرّدة" تلك التى تنقل لنا غزوات خالد بن الوليد، وقتله لأناس كانوا ينطقون بالشهادة أمامه، ولم يجد بدّاً من قتلهم وسبىّ نسائهم، وغيره. حتّى أنّ صحابة "عدولاً" اعترضوا على مسلكه من بينهم الخليفة الثانى الذى سيجدُ د. مجذوب حرجاً بالغاً فى "تخريج" توليّه للسلطة.
    من أين يبدأ الفكر الإسلامىّ؟؟
    بل من أين يبدأ د. مجذوب؟ وهو عاقدٌ العزم على اطّراح الإرث الفقهى جميعه فيما يتصل بطاعة الغالب؟؟
    سيدور – مثل الكثيرين – حول الصخرة الصلدة. يراوغها يميناً ويساراً، لكنّه سيجد المالكيّة والحنابلة والشافعية والحنفية وربّما الشيعة أنفسهم ، فى الزقاق الضيّق ينتظرونه. حتّى ولو جعل نقطة الفراق هى " لحظة بنى أميّة" فسيكون إشكاله هو : من أسّس ومهّد لبنى أميّة؟ ولن يملك جرأة كافيةً للحفر فى السؤال الأموىّ لأنّه سؤال يتّصل بالخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان (رض) ، فينسف مفهوم "الخلافة الراشدة" من أساسه.ويعود مضطرباً ليقع فى تناقضات الفكر الإسلامى من لدن واصل بن عطاء، مرور بالمارقين جميعاً، وصولاً إلى حسن الترابىّ. دون أنْ يجرؤ واحدٌ ، إلاّ أنْ يكون من العامة أمثالنا، فيقول إنّ ما قاله محمد أركون، الجزائرى رحمه الله ضرورىّ جداً، من أجل الدخول فى تقعيد جديد للإسلام. فالنسخة الماضية منه لا تخلو من إشكالات عميقة سلطوية، إستبدادية، تكفيرية، ممعنة فى نفيها للأسئلة، وفى رفضها المستميت للعقل النقدىّ.
    على أنّ جهود د. مجذوب ليست هباءً، قطعاً. هى حفرٌ بما يستطيعه كلٌّ منهم. لعلّ نتاجات هذه المثابرة تلمعُ بين أيدى العامة من أمثالنا ، ذات يوم.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de