|
الفدرالية هي الحل، وتقرير المصير الخيار الاخير/خليل محمد سليمان
|
الفدرالية هي الحل، وتقرير المصير الخيار الاخير ... من المؤسف ان يهرب الجميع امام مسؤلياته، الكل فشل في بناء دولة سودانية في اطار قومي منذ الاستقلا وحتي الآن، ويرجع ذلك لقلة الوعي بالمخاطر التي اصبحت ماثلة تتهدد وحدة السودان ووجوده في الخريطة.
وجد الجميع شماعة الانقاذ البالية والمهترية، ويهرب الكل وكأن ذاكرة الامة السودانية اصبحت قصيرة لدرجة اننا اصبحنا نتذكر آخر الاحداث كالذبابة فذاكرتها لا تسمح لها الا بان تتذكر آخر موضع كانت فيه لتعود اليه دون جدوى.
نعم الانقاذ هي نتاج لفشل الدولة السودانية المريضة، بالعنصرية والجهوية والانحياز للدين والمصلحة الضيقة علي مصلحة الوطن، انعدام روح اعلاء قيم العيش المشترك والتسامح.
مصيبتنا اننا نبدع التستر وراء المجاملة، وعدم المواجهة فمجتمعنا يعاني امراض كثير ما نداريها بكلمات رنانة وفضفاضة باننا امة واحدة وشعب واحد؛ ويجمعنا الحب والوطن..نعم اشاء جميلة ولكنها لا يمكن ان تأتي بالتمني، بل بالعمل وترسيخ مبادئ الدولة التي تحترم كل ابنائها وتحميهم بدرجة واحدة، في حدود اعمال القانون علي الجميع دون استثناء.
نادى الاخوة في الجنوب بالفدرالية منذ زمن بعيد، ولم يسمع احد ويرجع ذلك لنظرة المركز الذي يرى عدم احقية اي انسان ان يطلب فكانت الحرب هي الخيار، فحصدنا الانفصال آخر خيارات علاج الازمة السرطانية.
نحن شعوب وقبائل وجماعات تسكن اقاليم تساوي في مساحة بعضها دول كبرى ومتقدمة وتزيد، فمن المنطقي ان يختار كل اقليم طريقة حكمه، في اطار اتحادي يتراضى الجميع في كيفية ادارته، والمجافي للعقل ان ننكر اننا نعاني من عدم الثقة لدرجة اننا احتربنا وتقاتلنا لعقود، وفقدنا ارواح عزيزة، واهدرنا الكثير الذي يمكن ان يبني دولة قوية، لو اعلينا روح التسامح واعترفنا ببعضنا بدرجة واحدة بألوان وثقافات واديان متعددة.
ام المصائب اكثر من نصف قرن وما زلنا نعالج مشكلة السودان بانها مشكلة محاصصة في الحكم والوزارات والقيادة، وكل يوم يمر يثبت اننا علي خطأ فربما هناك ايادي خفية تلعب وتدير مصير الدولة السودانية بعيداً عن ارادة اهله، او تهيأ للبعض انه هو الوصي بلونه ودينه وثقافته ويريد ان يفرض الحلول التي تناسب اهوائه وتشبع رغباته. فنظام الحكم الفدرالي هو الانسب للدولة السودانية في ان يحكم كل اقليم نفسه، وتقام مؤتمرات اقليمية تراعي خصوصية اي اقليم، وحاجاته في التنمية، وموارده، وخصوصية شعوبه الثقافية والاجتماعية والدينية، ليصب كل ذلك في دستور اتحادي يحافظ علي ثقافات اهل السودان ويرعاها دون تمييز، لانها ملك للامة السودانية وادارة التنوع بطريقة تجعله ايجابياً لمصلحة كل الشعوب في الدولة السودانية.
نخشى ان يمضي الوقت كما مضى، وتوارى جنوبنا الحبيب عنا في دولته المستقلة، بعيداً عن الاشواق و الآمال بالوحدة في وطن واحد، فالوقت يمضي؛ وان لم ندركه سنرى اقاليم اخرى ستمضي، ولم يكن باستطاعتنا الا ان نلوح مودعين بمزيد من الخيبة والمرارة لسوء تقديرنا.
تأكد جلياً ان نظام المجرم عمر البشير يأبه بأي حلول تصب في مصلحة السودان واهله، فالواجب هو ازالة وكنس هذا النظام بكل جد وقوة، حتي ندرك ما يمكن ادراكه، فهذا النظام لا يملك القدرة علي جمع اهل السودان وبناء الثقة التي عمل لربع قرن في كسر قواعدها وهدم روح التسامح والعيش المشترك حتي بين مكون القبيلة والجماعة الواحدة.
فلتعلي مصلحة الوطن الجريح علي مصالحنا الضيقة لان في الوطن متسع لمصالح اكبر واشمل لنا وللاجيال القادمة.
خليل محمد سليمان
المسؤلية كبيرة فعلي الشباب ان يثق في نفسه وقدراته ليقود ركب السودان بثورة تؤسس لدولة سودانية علي اسس تحترم الانسان وتعمل فيها روح القانون وتحمي بقوته ليصبح الجميع متساوي وفقاً للحقوق والواجبات.
|
|
|
|
|
|