|
العيد و منافذ مشرقة بالأمل بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
|
02:00 PM Aug, 07 2015 سودانيز اون لاين زين العابدين صالح عبد الرحمن-سيدنى - استراليا مكتبتى فى سودانيزاونلاين
كل عام و الأمة الإسلامية في أفضل حال، و الأمة السودانية علي وجه الخصوص مفعمة بالأمل و الحياة، و قادرة علي تجاوز تحدياتها و محنها و أزماتها، و رغم إن العيد هو فرحة الصائم بأداء ركن مهم من أركان الإسلام، و تجديد عهد بين المسلم و ربه، مواصلة للسير علي الصراط المستقيم، و أيضا هو بناء عهد بين الإنسان و إخوته في الوطن، أن يكون الحب و الود هو العهد الرابط بينهم، فالعيد ليس كما درج الناس غير المتفائلين بالقول " بأي حال عدت يا عيد" فالعيد يجب أن يكون كما درجنا أن نلبس أولادنا و أنفسنا كل جديد، و الجديد هو تجديد للحياة و إقبال عليها بأفق واسع، و عقول مفتوحة، و صدور رحبة، و العيد يجئ بعد شعيرة فيها من الجهد النفسي و الجسدي، فلابد أن تحمل جديدا، و كما قال الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام ( تفاءلوا خيرا تجده) و التفاؤل هو معقود بالإيمان بالله، لأنه هو وحده القادر علي أن يقول للشيء كن فيكون، فالأمل معلق بما نقدم و نبذل من العمل لفعل الخير، و تحقيق السلام، و هو بأيدينا، إذا كنا فعلا مقبلين علي الله، من أجل التمسك بتعاليمه و فروضه علينا، أما إذا كان إقبالنا علي الصيام مباهاة و من منٌ و أذي، فلا يحمل العيد جديدا، و يعود كما كل مرة، لآن العيب فينا و ليس في العيد، هذا مثل الذي غشي في الامتحان و نجح، و من اجتهد أيضا و نجح، فأي منهما تكون فرحته أكبر، و إقباله علي التعليم يكون أوسع و أرحب، الذي اجتهد و نجح لآن النجاح نظير جهده الذي يساعده علي بناء الحياة الكريمة المباركة من الله، و الذي غش و نحج سوف يبني حياته كله علي الغش. فالانتهاء من شعيرة الصوم، و إقبالنا علي الحياة، يعتمد علي المخزون الروحي، الذي كسبناه من مجهود الصوم، و بقدر هذا المجهود تكون فرحتنا بالعيد، و يكون إقبالنا علي مواجهة تحدياتنا، فنحن أمة لم تكتمل أركان وحدتها، ليس الجغرافية، و لكن الثقافية و الوجدانية، لذلك النزاعات و المشاكل و الحروب تآكل من رصيد هذه الوحدة الوجدانية، و الجنوح للعنف أصبح ميول العديد من النخب، و هي تعطيل للعقل، و إذا استخدم العقل عند البعض، يكون بهدف خدمة مصالح خاصة دون العامة، فالنظر دائما يكون تحت الأقدام، لذلك تأتي أجيال بعد أجيال و ترث ذات المشاكل و التحديات، و ترفع ذات الشعارات وتتبادل المواقع و لكن " محلك سر" و كل ذلك نتيجة لأفعالنا و ما جنته أيدينا، نحن محتاجين لكي نغير طريقة تفكيرنا، و تغيير مناهجنا، بعد ما ثبت إنها عقيمة لا تساعدنا علي تجاوز عتبات تاريخية وقفنا أمامها طويلا، و هي مشكلة في الجانبين السلطة و المعارضة، و كان المؤمل أن تبرز نخب جديدة من وسط هذا الحطام، أجيال مبدعة، قادرة علي تجاوز الحواجز التي شيدناها بأنفسنا، لكي تعيق مسيرتنا نحو السلام و التنمية، و العيد يجب أن يكون بداية لمراجعة الذات بتجرد، و ندرس تاريخ الشعوب التي وضعت رجلها في سلم الحضارة، كيف استطاعت أن تتغلب علي مشاكلها، و تتجاوز عقباتها. في خطاب الرئيس عمر البشير بمناسبة العيد، دعا إلي حوار، و حوار مجتمعي بين القوي السياسية، و الحوار المجتمعي كان من المفترض، إن يكون هو الأساس الذي يراهن عليه الجميع، و لكن ليس بالطريقة التي تريد السلطة أن يسير عليها، لأنه سوف يتحول إلي حوار نخبوي، خاصة إن السلطة تحاول أن تختار الذين يشاركون فيه، و هذا التصور سوف يخل بمبدأ الحوار المجتمعي، و يحصره في عدد محدود، و كان من المفترض، إن يتم الاستفادة من الأندية و الدور في الأحياء لخدمة الحوار المجتمعي، و أن ينظم الحوار في الأحياء، لكي يتحول الحوار من حوار نخبوي إلي حوار جماهيري، تشارك فيه قطاعات واسعة من الجماهير، علي مختلف ألوانها و مدارسها الفكرية، باعتبار إن المشكلة تكمن أيضا في الجمود، الذي حدث للقوي السياسية، التي سدت منافذ التقدم لقمة الهرم الذي بات محتكرا لقيادات تاريخية، نضب خيالها، و فقدت القدرة علي الإبداع، و لكنها لا تريد أن تغادر مواقعها، لكي تفتح الطريق للأجيال الجديدة، هذه الإشكالية، يمكن أن تتم معالجتها من خلال الحوار المجتمعي المفتوح، و ليس الحوار المجتمعي بتصور السلطة، الذي يتحول لحوار نخبوي، لا يستطيع أن يتجاوز عقلية النخبة، التي تعاني من حالة من الضمور. فإذا أردنا أن يكون العيد بداية تصور جديد للحياة، من خلال فتح نوافذ الأمل المشرعة التي ترحب بالأجيال الجديدة و الأفكار الجديدة، و هذه يمكن أن تتم من خلال الحوار المجتمعي، إذا شاركت فيه قطاعات الجماهير في الأحياء، و دفع بقيادات جديدة من الأجيال التي تحمل تصورات جديدة، تتجاوز التاريخ بكل معاناته، و تتجاوز الإرث السياسي المليء بإخفاقات، و هي أجيال تتجاوز الضغائن و المؤامرات التي صنعتها القيادات التاريخية ، و نسأل الله البصر و البصيرة. نشر في جريدة الصيحة بالخرطوم
أحدث المقالات
- قد تختلف ذروة اللذّة، جنسّية كانت أم دموية، ولكن المُتعة واحدة بقلم شهاب فتح الرحمن محمد طه 08-06-15, 06:05 PM, شهاب فتح الرحمن محمد طه
- المؤتمر الوطني بين قهر المواطن وتردي الخدمات بقلم د. تيسير محي الدين عثمان 08-06-15, 06:01 PM, تيسير محي الدين عثمان
- الفلسطينيون ...المتاجرة بالقضية ... واتهام نميري بقلم شوقي بدرى 08-06-15, 05:49 PM, شوقي بدرى
- أيها الفتى.. أيتها الفتاة، هلموا إلى العصيان المدني! بقلم عثمان محمد حسن 08-06-15, 05:47 PM, عثمان محمد حسن
- العهد الجديد والبداية الصادمة بقلم سعيد أبو كمبال 08-06-15, 05:45 PM, سعيد أبو كمبال
- تبرؤ الأخوان المسلمون من تنظيمهم: بقلم د. عمر القراي 08-06-15, 05:43 PM, عمر القراي
- الشعبي.. غاية الوفاق.. وسيلة النفاق!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-06-15, 05:42 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- الكيان الصهيوني بين التشدد الرسمي والتطرف الشعبي بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 08-06-15, 05:40 PM, مصطفى يوسف اللداوي
- حقوق الإنسان في خطاب منظمة التحرير الفلسطينية بقلم فادي أبوبكر 08-06-15, 05:39 PM, فادي أبوبكر
- دبلوماسية بيع الوهم بقلم جهاد الرنتيسي 08-06-15, 05:38 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- ثورة النيل البشرية بقلم سري القدوة 08-06-15, 05:37 PM, سري القدوة
- دور إيران في الدعوة لإنشاء إقليم السليمانية في العراق دراسة تحليلية في الأسباب 08-06-15, 05:34 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- لماذا فشلت مشاريع تبسيط الزواج ؟ بقلم عصام جزولي 08-06-15, 03:49 PM, عصام جزولي
- البشير بين بيضة السيسي وحجر مرسي..وعبور القناة الجديدة.. بقلم خليل محمد سليمان 08-06-15, 03:46 PM, خليل محمد سليمان
- سفارة السودان بالرياض بقلم Azhari YousifMassaad 08-06-15, 03:44 PM, مقالات سودانيزاونلاين
- حكاية نظام اللوترى الأمريكى للهجرة و السودانين بقلم ماهر هارون 08-06-15, 03:42 PM, ماهر هارون
- داعش . . الكتاب الأسود بقلم نورالدين مدني 08-06-15, 03:37 PM, نور الدين مدني
- خورطقت الفيحاء بقلم د.طارق مصباح يوسف 08-06-15, 03:36 PM, طارق مصباح يوسف
- تعدين اليورينيوم والذهب .. الفرصة الأخيرة للسودان ( 1 ) تحليل إقتصادي صلاح الباشا 08-06-15, 03:35 PM, صلاح الباشا
- السحر والشعوذة.. عندما تصبح ثقافة رسمية!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-06-15, 03:33 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- الظّلم الصّارخ في سوسيـــا بقلم ألون بن مئير 08-06-15, 03:31 PM, ألون بن مئير
- مافي زول بلقى عضة..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-06-15, 02:55 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- كيف نواجه مخططات تصفية الأونروا؟ بقلم د. فايز أبو شمالة 08-06-15, 02:53 PM, فايز أبو شمالة
- هواية تعذيب الناس في السودان !!! بقلم فيصل الدابي المحامي 08-06-15, 02:52 PM, فيصل الدابي المحامي
- سؤال"السوداني" :: الدواء وين راح ؟! بقلم نورالدين مدني 08-06-15, 02:50 PM, نور الدين مدني
- دولتان بنظامٍ واحد ضد حرية الصحافة والتعبير ! بقلم فيصل الباقر 08-06-15, 02:44 PM, فيصل الباقر
- من يهن يسهل الهوان عليه بقلم شوقي بدري 08-06-15, 02:42 PM, شوقي بدرى
- ايها المشير سوار الذهب لم يعد هناك متسع لترقيع السروال المقدود.. بقلم الفاضل سعيد سنهوري 08-06-15, 02:40 PM, الفاضل سعيد سنهوري
- العنصرية والأنانية هُمَا أس الدَاء (2) بقلم عبد العزيز سام- 5 أغسطس 2015م 08-06-15, 02:38 PM, عبد العزيز عثمان سام
- تكميم الأفواه لدحر الارهاب باتريوت- بقلم عثمان محمد حسن 08-06-15, 02:13 PM, عثمان محمد حسن
- نكتة جديدة لنج (سودانيين في الخليج)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 08-06-15, 02:11 PM, فيصل الدابي المحامي
- هل شارك علي عثمان في انقلاب رابعة العيد ؟؟ بقلم جمال السراج 08-06-15, 02:09 PM, جمال السراج
- خير الكلام ما قل ودل يافخامة الرئيس بقلم سميح خلف 08-06-15, 02:07 PM, سميح خلف
- انقاق الدولة " ماسورة "... ووعد الحسن الميرغني!! بقلم أبوبكر يوسف إبراهيم 08-06-15, 02:06 PM, أبوبكر يوسف إبراهيم
- كيف صار الرئيس البشير وسيطاً يتهافت عليه المعجبون المتعشمون ؟ بقلم ثروت قاسم 08-06-15, 02:04 PM, ثروت قاسم
- سيد قطب وظلاله! بقلم محمد رفعت الدومي 08-06-15, 02:02 PM, محمد رفعت الدومي
- الفصل بين المنظمة والسلطة وفتح استحقاق فلسطيني بقلم نقولا ناصر* 08-06-15, 02:00 PM, نقولا ناصر
- يحكى ان ..... يحكى عنا.............!! بقلم توفيق الحاج 08-06-15, 01:59 PM, توفيق الحاج
|
|
|
|
|
|