|
الصعود الوهمي والانهيار المنطقي للاسلام السياسي بقلم : حسّان يحي آدم
|
يعتبر الاسلام السياسي عقبة تطور ونهضة الشعوب وارتقائهم لحياةٍ أفضل ، إذ تقوم على نفي الآخر ونسف استقراره من أجل طمس هويته لإقامة دولته الارهابية الشيطانية . عزيزي/تي القارئ/ة دعنا نتأمل في ماهية الاسلام السياسي ونعرف الفرضية القائلة أنّ الاسلام دينُ ودولة . ما هي الاسلام (Islam ) ؟ الاسلام هو دينُ سماوي تحمل في طياته مجموعة من القيم التي تهدف الى الارتقاء بحياة الانسان الروحية ، مُنزّلٌ الى النبي محمد لكافة الناس يدعو الى الايمان به لتنجي المؤمنين به من عذاب يوم القيامة . ويمكن القول أنّ الاسلام حقُ مطلق لا يقبل أي زيادة ، ونقدٍ أو حذفٍ على شاكلة الميكافيلية السياسية – وأي محاولة لاستقلال الدين في الأمور السياسية تفقده وظيفته الروحية. أمّا السياسة (politics) : هي علم وفن هدفها إدارة الشئون الحياتية للمجتمع ولها القدرة على التكيف مع المتغيرات الزمانية والمكانية طالما هي في اطار النسبية . الاسلام السياسي Islamic Fundamentalism : هي مجموعة النصوص والمفاهيم الاسلامية التي تم تأويلها على أسس براغماتية للاستيلاء علي السلطة الزمانية . الدين Religion : وفقاً لتايلورهو عقيدة بسيطة وسط كائنات روحية . هذه المفاهيم التي عرفناها تعطيك فكرة لتميز ما بين الروحي والزماني ، إذ ترسخت منذ زمن طويل للمسلمين هذه المفاهيم وظل الكثيرون وللآن يؤمنون أنّ للدولة دينُ أو في الدين دولة وهذا التوهم نتاج طبيعي لما روج لها جماعات الاسلام السياسي للمجتمعات التي ينتمون اليهم عبر أساليب مختلفة ؛ أبرزها الارهاب والاغتيال الفكري وحتى الجسدي . وغالباً ما يشيرون الى عهد النبي في المدينة ( ما يسمونه دولة المدينة) لاقناع الآخرين ، وهنا جديرُ بالذكر أنّ ما كان عليه المسلمون في عهد الرسول هي افرازات ظروف طارئة وكانت أغلب الأمور تُدَار عبر الوحي يمكن أن نسميه دين وأمة ولم ترتقي إلى مفهوم الدولة الحديثة التي هي نتاج لسيرورة تاريخية اجتماعية ثقافية قائمة على أساس العقد الاجتماعي ، ولا يمكن إقامة الدولة الثيوقراطية (الدينية) في عالمنا المعاصر . استغلت الاسلام السياسي عدم وعي الشعوب وتخلفهم لرواج أفكارها الوهمية وجيشت مشاعر المسلمين الذين أغلبهم ذو التدين الشعبي ووصلت إلى السلطة في كثيرً من الدول أبرزها : السودان ، ومصر وتونس ، وليبيا إلى آخر هذه السلسلة ، وبدأوا في سياساتهم الخاطئة التي تقوم على نفي الآخر على سبيل المثال أسلمة مؤسسات الدولة ، واغتيال الخصوم السياسيين وارهاب المثقفين وانتهاك حقوق البشر وتعريب المجتمعات المتنوعة عبر طمس ثقافاتهم بفرض هوية أحادية كما هو الحال في الدول المذكورة آنفاً . كرد فعل للممارسات اللاأخلاقية وعي هذه الشعوب بحقوقهم الأساسية في الحياة وكانت المسار الحتمي لهذه الشعوب خروج ثورات مضادة ضد هذه الأنظمة واستئصالها من الحكم ؛ هنا تكمن الانهيار الموضوعي أو السقوط المنطقي للاسلام السياسي . لقد وُصِف الشعوب التي أحدثت الثورات المضادة من قبل جماعات الاسلام السياسي بالخونة والعمالة وسرعان ما لجأت هؤلاء الأصوليين إلى أساليبهم المعتادة للوصول إلى الحكم مرةً أخرى عن طريق الارهاب على سبيل المثال داعش في العراق وسوريا ، والاخوان المسلمون في مصر وليبيا والسودان كل هذه الحركات بمختلف مسمياتهم تعمل لهدف واحد وكل منها تابع للآخر . ختاماً : ينبغي لشعوب العالم المختلفة يدركوا أن ليست هنالك سياسة في الدين ولا في الدين سياسة ، وهما عمليتان نقيضتان؛ النسبية الديناميكية في السياسة والعكس في الدين وهي مطلقة استاتيكية (ثابتة) ، فمحاولة أي كائن من كان زج الدين في السياسة يعني تاجَرَ بالدين لذا ظل العلمانيين يرددون المقولة التي تقول أن السياسة ليست ركن من اركان الدين .
|
|
|
|
|
|